نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا عن القضايا الاقتصادية التي كانت محور اهتمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة للسعودية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الفرنسي يعلق آمالا على إبرام عقود لصالح فرنسا، على الرغم من تقليص حجم المشاريع العملاقة التي يقودها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في إطار "رؤية 2030"، الاستراتيجية التي تهدف إلى تحديث وتنويع اقتصاد المملكة.



وتضيف الصحيفة أنه في ظل الأزمات الإقليمية القائمة في غزة ولبنان وسوريا، يسعى ماكرون إلى تعزيز علاقته بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وخلال الزيارة رافق ماكرون وفد من رجال الأعمال.

وفي نهاية سنة 2022، قدّم إيمانويل ماكرون دعمًا لولي العهد السعودي بدعوته لزيارة باريس، في وقت كان يُعتبر فيه منبوذاً على الساحة الدولية بسبب تورطه في قضية اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي سنة 2018 وفقا لتقرير الصحيفة.

وبات بن سلمان  البالغ من العمر 39 عاماً موضع اهتمام على الساحة الدولية ويستفيد من ذلك لتنويع شراكاته، في المقابل، يسعى ماكرون، بعد أن أضعفته الأزمة السياسية والمالية، التي تمر بها فرنسا، إلى تعزيز مكانته على المستوى الدولي.

وبينت الصحيفة، أنه مع عودة دونالد ترامب المرتقبة إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير 2025، يُرجح أن تحظى العلاقة مع الولايات المتحدة بالأولوية بالنسبة لولي العهد السعودي، وخلال الولاية الأولى لترامب، أقام بن سلمان علاقة مميزة معه ومع صهره، جاريد كوشنر.

ونقلت الصحيفة عن حسني عبيدي، وهو مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف، أنه "من الصعب على ماكرون اختراق هذه العلاقة الحصرية"؛ حيث تضمن هذه العلاقة امتيازًا ووصولًا خاصًّا لولي العهد السعودي إلى واشنطن، في حين أن التهدئة التي بدأت مع طهران في سنة 2023، وتعززت على خلفية الحرب في غزة، تفتح له قناة للوساطة مع إيران.

التطبيع مع إسرائيل
ومن المرجح أن يحتاج بن سلمان إلى تأمين دعم خارجي للتأثير على السياسة الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، بحسب الصحيفة.

وذكرت لوموند أن عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل تظل أولوية بالنسبة لترامب، الذي يسعى إلى استكمال اتفاقيات أبراهام، والتي تمثل أبرز نجاحاته الدبلوماسية. مع العلم أن هذه الاتفاقيات وُقّعت منذ سنة 2020 بين إسرائيل من جهة، والإمارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة أخرى.

وفي مواجهة الغضب الذي أثارته الغارات الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة داخل المملكة، يشترط بن سلمان إقامة دولة فلسطينية لإنهاء عملية التطبيع مع إسرائيل.

ومن المتوقع تجديد ولي العهد مناشدته ماكرون بدعم مبادرة التحالف العالمي التي أطلقها في نيسان/ أبريل الماضي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والنرويج، بهدف إنشاء دولة فلسطينية. وعلى الرغم من أن فرنسا أعلنت أنها "مستعدة للاعتراف" بهذه الدولة، لكنها ربطت ذلك بـ"الوقت المناسب"، وهو ما اعتبرته الرياض افتقار للحماس الفرنسي تجاه هذا الملف الحارق.

من جهته، يسعى ماكرون، الذي نجح مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في فرض وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، إلى إقناع بن سلمان بالمساهمة في استقرار لبنان، من خلال دعم تعزيز الجيش اللبناني وإعادة إعمار البلاد. 

تحول سريع وعميق
ووفق الصحيفة؛ فقد اتخذت الرياض خطوة أولى نحو إعادة الاهتمام بالشأن اللبناني من خلال المشاركة في ملف الرئاسة، المنصب الشاغر منذ سنتين.

ومع ذلك، لا تنوي السعودية في هذه المرحلة تقديم دعم مالي للبنان، خشية استغلال حزب الله هذه المساعدات واستخدامها في إعادة تعزيز قدراته. بالإضافة إلى ذلك، يأمل ماكرون في إقناع محمد بن سلمان بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، بحيث ترغب فرنسا في مرافقة التحول الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030. 

وفي حزيران/ يونيو 2023، حظي بن سلمان بدعم ماكرون بخصوص ترشيح الرياض لاستضافة المعرض الدولي 2030. من جانبه، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن نيته فتح مكتب في باريس لزيادة استثماراته في فرنسا. وعلى خلفية إعلان الصندوق تقليص استثماراته الخارجية بحوالي الثلث، فلم يُفتح المكتب بعد. 



الأمريكيون متقدمون بفارق كبير
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد أدائه زيارة إلى الدرعية، المدينة التاريخية للعائلة السعودية، يعتزم ماكرون زيارة موقع العلا. وعليه، من المتوقع أن تعلن الوكالة الفرنسية لتنمية العلا، التي أُنشئت في إطار اتفاق وقع في 2018 بين باريس والرياض لتحديث هذه المنطقة السياحية، عن تعاونات جديدة مع مؤسسات ثقافية فرنسية كبيرة، إضافة إلى ذلك من المخطط إنشاء صندوق هبات تموله السعودية لدعم التراث الفرنسي. 

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي من المتوقع وصول مقدار التمويل إلى 50 مليون يورو، وهو مبلغ أقل بكثير من الـ 800 مليون يورو التي كانت مُقررة في البداية. 

ونسبت الصحيفة إلى عبيدي أن "الثقافة والسياحة والرياضة المجالات التي تراهن فرنسا عليها في المملكة. وبناء على ذلك، يصعب اقتحام قطاعات اقتصادية أخرى والأمر سيان على الصعيد العسكري لأن الأمريكيون متقدمون جداً في السوق السعودي يليهم الصينيون".

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن فرنسا تعلق آمالا على استثمار شركاتها في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الدفاع والطاقة النووية المدنية.

وفي هذا الصدد، تطمح شركة "داسو للطيران" إلى إتمام بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، لكنها تواجه منافسة من طائرات يوروفايتر تايفون الألمانية ومقاتلات "إف 15"  الأمريكية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماكرون فرنسا بن سلمان السعودية السعودية فرنسا بن سلمان ماكرون صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العهد السعودی بن سلمان

إقرأ أيضاً:

العالم يواجه تحديات متزايدة.. ولي العهد السعودي يفتتح قمة المياه الواحدة

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن العالم يواجه تحديات وأزمات متزايدة في قطاع المياه.

وأضاف الأمير محمد بن سلمان في كلمته عقب افتتاح قمة "المياه الواحدة" بالرياض اليوم الثلاثاء، أن المملكة العربية السعودية قدمت 6 مليارات دولار لدعم المياه في أكثر من 60 دولة.

ولفت: “تنطلق قمة المياه الواحدة بالتزامن مع استضافة المملكة مؤتمر الأطراف الـ 16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر”.

من جانبه، دعا الرئيس ماكرون إلى ضرورة الاستثمار في مجال المياه، مؤكدًا أن ملف المياه مرتبط بقضايا التصحر ولا يمكن معالجتها بجهود فردية 

وتناقش قمة "المياه الواحدة" رفيعة المستوى ندرة المياه العالمية، والتحديات ذات الصلة، وتهدف إلى تعزيز حوكمة المياه العالمية

ويشارك بها كل من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا.

مقالات مشابهة

  • تشكيل مجلس شراكة سعودي فرنسي خلال زيارة ماكرون للرياض
  • ماكرون: أبحث مع محمد بن سلمان خريطة طريق لدعم الجيش اللبناني
  • ماكرون: السعودية وفرنسا ستترأسان مؤتمرًا حول فلسطين يونيو المقبل
  • العالم يواجه تحديات متزايدة.. ولي العهد السعودي يفتتح قمة المياه الواحدة
  • الإليزيه: أولوية «ماكرون» و«بن سلمان» تتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة
  • ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي بقصر اليمامة في الرياض
  • ماكرون يصل الرياض في زيارة تستمر ثلاثة أيام .. فيديو
  • ماكرون في زيارة رسمية إلى السعودية
  • الرئاسة وردع الاحتلال بين ماكرون وولي العهد السعودي