ماكرون تعليقا على دعوات استقالته"خيال سياسي"
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ذكرت وكالة "فرانس برس" بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الدعوات التي أطلقها معارضوه لاستقالته بالـ"خيال سياسي"، مؤكدا أنه يعتزم خدمة فرنسا حتى اللحظة الأخيرة.
اليورو يرتفع رغم التوترات السياسية في فرنسا الأسهم الأوروبية ترتقع وسط ترقب التطورات في فرنساوقال إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء للصحفيين خلال زيارته للسعودية إن الدعوات التي أطلقها معارضوه لاستقالته هي "خيال سياسي"، مؤكدا أنه لم يفكر قط في مغادرة قصر الإليزيه قبل انتهاء ولايته عام 2027.
وأضاف، "ليس من اللائق أن أقول مثل هذه الأشياء، ولكن أنا أقف أمامكم لأنني انتخبت مرتين من قبل الشعب الفرنسي، وأنا فخور للغاية بهذا وسأصون هذه الثقة بكل الطاقة التي أملكها لخدمة البلاد حتى اللحظة الأخيرة".
ودعا مؤسس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلينشون، رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون إلى الاستقالة لتجاوز وضع البلاد المتأزم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون ماكرون الدعوات خيال سياسي إيمانويل فرنسا الإليزيه قصر الإليزيه
إقرأ أيضاً:
سياسي: تنافس دولي يحول منطقة البحر الأحمر لساحة صراع بين فرنسا وألمانيا
قال أحمد عبدالله إسماعيل، الباحث والخبير في الشأن الدولي والإفريقي: إن منطقة البحر الأحمر ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة للتنافس الدولي، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في محاولة لفرض السيطرة على هذا المعبر الحيوي، ويعكس هذا التنافس اندفاع العديد من القوى الكبرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية.
وأضاف أنه نتيجة لهذا التنافس المحتدم، تعيش دول المنطقة أزمات عميقة وصراعات مستمرة، أبرزها ما تشهده السودان والصومال من اضطرابات لا تزال تلقي بظلالها على شعوبها وأوطانها، إذ أن هذه الصراعات، التي يراها البعض عنوان للصراع الدولي في المنطقة، تأتي في سياق محاولات قوى كبرى لإعادة تشكيل خريطة النفوذ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
وأشار إلى أن القارة الإفريقية باتت تشهد تنافسا متزايدا بين قوى دولية وإقليمية، تشمل فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، وبريطانيا، لتعزيز نفوذها الاستراتيجي، وفي هذا السياق، لفتت الأنظار إلى تنامي الدور التركي في المنطقة خلال العقدين الماضيين، حيث أصبح لتركيا حضور بارز في مناطق مثل الصومال والسودان.
وتابع المحلل، أن وسائل إعلام محلية ودولية كشفت في نوفمبر الماضي رصد الجيش السوداني لأسلحة خطيرة تمّ توريدها من إحدى الدول الأوروبية عبر تشاد إلى دارفور لاستخدامها في السودان، وبحسب المصادر أبرز تلك الأسلحة الطائرة المسيرة "أي أي هيرو"، وهي طائرة بدون طيار، تستخدم لأغراض الاستطلاع، طورتها شركة IAI الإسرائيلية في منتصف عام 2012، وكانت الطائرة بدون طيار الأكثر مبيعا، بالإضافة لطائرات درون من طراز Danger Propellers برقم تسلسلي J/DF24-23-01-043Aالطائرات من إنتاج شركة Woodcomp Propellers في جمهورية التشيك بوسط أوروبا مُعدّلة للأغراض العسكرية.
وأكد أن صحيفة "هآرتس" العبرية، كشفت منذ أسابيع قليلة أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، حصل على أجهزة تجسس متطورة، نقلتها إلى الخرطوم طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس "الإسرائيلي"، تجلب تكنولوجيا المراقبة من الاتحاد الأوروبي، وبحسب الصحيفة فقد تم نقل الشحنة على وجه السرعة إلى منطقة "جبل مرة" بدارفور التي تقع تحت سيطرة "الدعم السريع" بالكامل.
صراع المياه في البحر الأحمر
وقال الدكتور أحمد عبدالله إسماعيل: إن الصراع الحالي والمستقبلي يتمحور حول السيطرة على المياه، وتحديدًا منطقة البحر الأحمر، التي تعد من أهم البوابات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في العالم، موضحا أن السيطرة على دول البحيرات تعني بشكل مباشر السيطرة على النظام العالمي، منوهًا إلى ضرورة استغلال القوى الكبرى لضعف هذه الدول لتحقيق الهيمنة الدولية.
وأشار إلى أن إسرائيل، باعتبارها "طفل الغرب"، تحظى بدعم قوى غربية ودول مثل الإمارات التي تنفذ سياسات تستهدف تمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول مثل ليبيا وسوريا واليمن وفلسطين والسودان.
وأضاف أن المخططات تمتد لتشمل دولًا أخرى مثل مصر والجزائر وقطر وإثيوبيا، بهدف منع استقرار هذه الدول، لأن استقرارها يُعتبر تهديدًا للمصالح الغربية أمام قوى صاعدة مثل الصين وروسيا وتركيا.
ساحة حرب دولية
وأوضح الدكتور إسماعيل أن ما يجري في السودان يُعد جزءًا من حرب دولية تُدار بواجهة داخلية، مشيرًا إلى أن خطة دعم ميليشيات مثل قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تهدف إلى إضعاف الجيش السوداني.
وأكد أن إسرائيل والغرب يعتبرون تفكيك الجيش السوداني ضروريًا لتمكين خططهم للهيمنة الدولية، بهدف بسط نفوذ أكبر في البحر الأحمر بالإضافة للفوائد الاقتصادية لإسرائيل، بسبب سيطرة "حميدتي" على صناعة وتصدير الذهب في السودان.
وفيما يتعلق بالدور الفرنسي، لفت إلى أن فرنسا تواجه تراجعا في إدارة شؤون القرن الإفريقي، وتسعى الآن إلى تحسين صورتها عبر تقديم اعترافات بالجرائم السابقة أو إعفاء الديون، وهي خطوات يرى أنها غير صادقة.
واوضح باريس التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر واستعادة نفوذها في أفريقيا من بوابة السودان، حيث يمثل حميدتي الرجل المناسب لتحقيق أهدافها العسكرية في السودان، وعبدالله حمدوك في السياسة، لذلك فإن باريس تدعم تحالف غير معلن بين حمدوك و"حميدتي"، وتزود "الدعم السريع" بالسلاح عن طريق قواعدها العسكرية الموجودة في تشاد، وتدعم حميدتي سياسياً، كما تقف ضد الجيش السوداني، وتستخدم نفوذها الدبلوماسي لمنع توجيه أي اتهام رسمي لحميدتي.
وأكد أن وجود موسى فكي، على رأس الاتحاد الإفريقي قد يعزز تنفيذ المخططات الغربية، داعيا الدول الإفريقية إلى التحرك لإنقاذ الوضع عبر إعادة هيكلة الاتحاد الإفريقي وترتيب السياسات الخارجية لدول البحيرات.
دور تركيا
وبشأن الدور التركي، أشار "إسماعيل" إلى أن تركيا تحاول استغلال الصراعات الدائرة لصالحها، لكنها تظل جزءًا من أدوات حلف شمال الأطلسي، ولا تستطيع تجاوز المخططات الإسرائيلية والغربية، ودعا القادة الأفارقة وأعضاء دول البحيرات إلى إدراك أهمية وعيهم في مواجهة التدخلات الخارجية وضمان استقلال قراراتهم.
واختتم بتأكيد ضرورة تحرك الدول الإفريقية بشكل عاجل لإنقاذ الوضع ومنع القوى الخارجية من استغلال الأزمات لتحقيق الهيمنة الدولية.
وما يثير التساؤلات، وفقًا لتقارير إعلامية حديثة، هو تحركات إسرائيلية وصفت بـ"المشبوهة" في منطقة البحر الأحمر، والتي يُعتقد أنها تجري بدعم ورعاية فرنسية، كما تشير تقارير أخرى إلى وجود تنسيق بين ألمانيا وتركيا حول تحركاتهما في القرن الإفريقي، وبالأخص في الصومال والسودان، مما يضيف بعدًا جديدًا للتنافس الدولي في المنطقة.
ويرى أن هذه التحركات تعكس محاولات لإعادة رسم خريطة النفوذ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، في وقت تتصاعد فيه أهمية هذه المنطقة كأحد المفاصل الرئيسية في الصراعات الدولية.
واستطرد أنه في خضم التنافس المحموم بين القوى الدولية على النفوذ في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، تظهر المنطقة كأرض معركة استراتيجية تُديرها المصالح المتشابكة بين الدول الكبرى والإقليمية، ويبرز من هذا المشهد أدوار متعددة تتراوح بين الدعم العسكري والاقتصادي وتوظيف النفوذ السياسي، مع اعتماد أساليب تشمل تقديم المساعدات وشطب الديون أو توظيف التكنولوجيا والتدخل في العمليات السياسية.
واكد أنه بينما تسعى بعض القوى لتعزيز حضورها العسكري والتجاري عبر إنشاء القواعد وتوسيع التحالفات، يظل سكان المنطقة هم الضحية الأكبر، يدفعون ثمن هذا الصراع على حساب استقرارهم ومواردهم ومستقبلهم، ويتضح أن الصراع في منطقة البحر الأحمر ودول البحيرات الإفريقية يُمثل بوابة للسيطرة الدولية، حيث تتنافس القوى الكبرى، لتحقيق الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وأن هذا التنافس يستغل ضعف دول المنطقة وانقساماتها، مما يهدد استقرارها ويُعمق أزماتها، وتظهر أهمية تحرك الدول الإفريقية بشكل موحد لإعادة ترتيب سياساتها الخارجية وتعزيز استقلالها، وسط هذه التطورات، لمنع تحول المنطقة إلى ساحة مفتوحة للصراعات الدولية التي يدفع ثمنها شعوبها.