حالة من التوترات تسود على المشهد في سوريا خلال الأيام الماضية مع سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل مدعومة إقليميا، على غالبية مدينة حلب في شمال سوريا بعد هجوم مباغت بدأ خلال اليومين الماضيين، واستهدف مناطق سيطرة الجيش السوري في شمال وشمال غرب البلاد، ليشكل أوسع تقدم للمسلحين السوريين والمرتزقة منذ سنوات.

مأساة بكل المقاييس

في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ، إن ما يحدث فى سوريا مأساة بكل المقاييس ، خاصة أن الإشكالية الحقيقية هناك، فى أن قوى دولية واقليمية له قرار فيما يجرى، وبالتالى الوضع هناك يأتى فى إطار لعبة المصالح والنفوذ، لهذا تتشابك الملفات وتتداخل معادلات الحسابات وفقا لأجندة كل قوة فاعلة، فمثلا، إيران تعتبر سوريا قاعدة نفوذ كبيرة ومهمة لها، وفق مخططها الاستراتيجي فى المنطقة، وعلاقتها بأذرعها، وكذلك تركيا التى ترى أنه لابد من وجود صيغة أو تقارب مع النظام ما يضمن لها عودة اللاجئين السوريين، ويضمن لها وجود منطقة آمنة لحماية أمنها القومى فى ظل موقفها من الأكراد فى الشمال السوري. 

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أن الولايات المتحدة ومعها إسرائيل، ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية، أو ما تسمى بقوات قسد، ورغبة تل أبيب فى تقليص دور إيران بسوريا وغلق جبهة سوريا أمام حزب الله فى لبنان، غير روسيا أيضا التى تعد سوريا قاعدة نفوذ لها  كبيرة،  خاصة بعد ما أصبح لها قاعدة جوية فى مدينة حميمم وقاعدة بحرية تطل على البحر المتوسط فى طرطوس،  غير حرصها على أن يكون لها دور فى منطقة الشرق الأوسط ، لذا، أعتقد كل هذا يعقد الأمور فى سوريا، ويعزز من تطور الصراع واستمراره.

وتابع: أما ترامب ودوره فيما يحدث في سوريا،  اعتقادى، أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات فى النهاية، وأنها لن تتخلى عن تحقيق رغبات إسرائيل وتحقيق ما تريد، لكن شخصية ترامب وفقا لمعطيات الولاية الأولى فى ٢٠١٦ تميل إلى عقد الصفقات والتسويات، وهو ما تؤكده تصريحاته أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية ٢٠٢٤، وبالتالى من الممكن أن يكون هناك مشروع أمريكى، أو استخدام ورقة سوريا كورقة مقايضة فى الحرب الروسية الأوكرانية، غير أنه اعتقادى أيضا أن ما يحدث فى سوريا مرتبط ارتباط فعلى مع ما يحدث فى لبنان وغزة، فالوصول إلى تسوية فى غزة ولبنان يلقى بظلاله على ما يحدث في سوريا.

واردف: ورغم كل هذا، فالأمر فى النهاية مرهون بالسوريين فى إعلاء الوحدة الوطنية للدولة، والاصطفاف لترتيب البيت السورى، لأنه لا حل جذرى إلا من خلال حوار سورى سورى بعيدا عن أى شئ آخر.

وبحث بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، مع وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية بسام صباغ، التطورات الأخيرة في شمال سوريا خاصة في إدلب وحلب، حيث استمع الوزير عبد العاطي إلى شرح وتقييم الوزير صباغ للتطورات الأخيرة المتلاحقة هناك.

وأعرب وزير الخارجية – بحسب بيان لوزارة الخارجية السبت - عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكدًا موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها.

نزوح أكثر من 14 ألف شخص

وكان قد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "مقاتلي المعارضة" دخلوا أحياء جنوبية وغربية من مدينة حلب دون مقاومة كبيرة من قوات الجيش السوري التي انسحبت من مواقعها، مشيرا إلى أن المقاتلين وصلوا إلى قلعة حلب، أحد أبرز معالم المدينة، دون اشتباكات تُذكر، ما أثار حالة من الهلع بين السكان المحليين.

وأدت المعارك بين التنظيمات المسلحة مع الجيش السوري إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقال ديفيد كاردن نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية "قلقون جداً من الوضع في شمال غرب سوريا. أودت الهجمات المتواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحياة ما لا يقل عن 27 مدنياً، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات". وأضاف "البنية التحتية المدنية والمدنيون ليسوا أهدافا ويجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".

ورداً على ذلك، أغلقت السلطات السورية مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية، ووصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة لمحاولة استعادة المناطق التي فقدها الجيش السوري، كما شنت الطائرات الروسية والسورية أكثر من 20 غارة جوية على مناطق في إدلب، ما أدى إلى مقتل شخص، بحسب ما نقله المرصد السوري.

فيما، قالت الفصائل السورية المسلحة إن قواتها سيطرت على مقر قيادة الشرطة في حلب، ومبنى المحافظة والقصر البلدي والساحة الرئيسية وسط المدينة، كما سيطرت على 14 حيا سكنيا غربي وجنوبي ووسط المدينة، بالإضافة لسيطرتها على مدينة سراقب في محافظة إدلب، التي تعد عقدة استراتيجية تربط بين حلب واللاذقية ودمشق.

وأكد مراقبون أن التطورات العسكرية التي تشهدها سوريا سببها ما تردد عن وجود صفقة سرية بين سوريا وتركيا تسمح بموجبها أنقرة لقوات الجيش السوري بالسيطرة على مدن الشمال، ما دفع المسلحون والمرتزقة بالتحرك عسكريا لوأد أى تفاهمات سورية – تركية لتطبيع العلاقات.

وأوضح المراقبون أن هيئة تحرير الشام الإرهابية ترى أن هذا التوقيت مثالي بالنسبة لها حيث تنشغل إيران وروسيا بصراعاتها وخلافاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مؤكدين أن حزب الله لن يكون قادرا على تقديم أي دعم لقوات الجيش السوري في هذا التوقيت مع اعلان اتفاق وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل، وهو ما يعني أن قيادات الحزب اللبناني ستخشى التحرك خارج لبنان خلال هذه الفترة خوفا من الاغتيالات.

وأشار المراقبون إلى أن المتطرف أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة الإرهابية يحاول استعادة ثقة المقاتلين لا سيما المرتزقة بعد تشكيله لما تعرف بـ"هيئة تحرير الشام" في عام 2017، مؤكدين أن إقامة الجولاني خارج سوريا وتخليه عن العمليات العسكرية لسنوات أفقده الكثير والكثير بين مقاتلي هيئة تحرير الشام.

وقال الجيش السوري، إن الاشتباكات مع المسلحين على جبهتي حلب وإدلب أودت بحياة العشرات من جنوده، مؤكدا أنه أعاد انتشار قواته نتيجة تعدد جبهات الاشتباك مع أعداد كبيرة من المسلحين.

وأشار الجيش السوري إلى أن إعادة انتشار قواته تهدف لتدعيم خطوط الدفاع، وأنه يستعد لشن هجوم مضاد حينما يستكمل وصول التعزيزات العسكرية، مؤكدا أن المسلحين دخلوا أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن يتمكنوا من تثبيت نقاط تمركز لهم.

واعتبر الكرملين أن هجوم المسلحين يشكل "انتهاكاً لسيادة سوريا"، وأعلن عن تعزيز دعمه العسكري للجيش السوري. وفي المقابل، دعت تركيا إلى وقف الهجمات في إدلب ومحيطها، محذرة من تصاعد التوترات في المنطقة الحدودية.

هيئة تحرير الشام

وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة صغيرة على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة بمحافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وجرى اتفاق لوقف إطلاق نار في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس 2020 بواسطة روسيا الداعمة لسوريا، وتركيا الداعمة للفصائل السورية المسلحة، وأعقب هجوماً واسعا شنّته قوات الجيش السوري بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.

وهيئة تحرير الشام وهي جماعة مسلحة متشددة تشكلت في يناير 2017 نتيجة اندماج فصائل متطرفة عدة، وكانت تعرف باسم جبهة النصرة، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا قبل انفصال الطرفين في يوليو 2016.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على معظم مناطق محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وتديرها من خلال جبهة إدارية تسمى "حكومة الإنقاذ السورية". ويقود الهيئة أبو محمد الجولاني الذي كان يقود جبهة النصرة قبلها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا لبنان الولايات المتحدة المزيد المزيد هیئة تحریر الشام الجیش السوری جبهة النصرة فی سوریا فی شمال ما یحدث فی إدلب

إقرأ أيضاً:

أمين الجبهة الوطنية عن زيارة ماكرون لمصر: ناجحة بكل المقاييس

كتب- عمرو صالح:
علق الدكتور السيد القصير، أمين عام حزب الجبهة الوطنية، على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر.

وقال القصير عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: "زيارة ناجحة بكل المقاييس على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والسياحي، مع إظهار دعم واحتشاد الشعب المصري بكل أطيافه حول القيادة السياسية وتأييدها ودعمها للقضية الفلسطينية.. ولعل المتابع للأمر يجد أن الزيارة لفتت أنظار العالم في خضم هذه المتغيرات إلى دور الدولة المصرية في دعم ورعاية القضايا التي تشهدها المنطقة."

وبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة رسمية إلى مصر يوم الأحد الماضي، في خطوة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.

شملت الزيارة عددًا من المحطات الرئيسية، حيث بدأ ماكرون جولته بزيارة إلى المتحف المصري الكبير وحي خان الخليلي، التي استغرقت أكثر من ساعة ونصف الساعة. تلتها قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني. بعدها، توجه الرئيس الفرنسي إلى محطة عدلي منصور لتفقد مترو الخط الثالث، ثم زار جامعة القاهرة، ليختتم جدول الزيارة اليوم بمدينة العريش.

اقرأ أيضًا:
السيسي وماكرون يزوران مدينة العريش

تفاصيل جديدة تحسم الجدل بشأن وفاة مدير إدارة الباجور وعلاقتها بزيارة الوزير المفاجئة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

السيد القصير حزب الجبهة الوطنية زيارة ماكرون لمصر إيمانويل ماكرون

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: الأخبار المتعلقة الهلال الأحمر: ماكرون أثنى على المساعدات المصرية لغزة أخبار زعيم الأغلبية: زيارة السيسي وماكرون للعريش رسالة ذات أبعاد استراتيجية أخبار ماكرون: نشكر مصر على دورها الحاسم منذ اندلاع حرب غزة أخبار ماكرون يوقع على صندوق مساعدات لأهل غزة خلال زيارته للعريش أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

أمين "الجبهة الوطنية" عن زيارة ماكرون لمصر: ناجحة بكل المقاييس

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

* مصدر لمصراوي: زيزو لاعبا للأهلي لمدة 4 مواسم.. وحصل على تأشيرة كأس العالم * بيان رسمي من "التعليم" بشأن ملابسات وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية * تفاصيل زيارة السيسي وماكرون للعريش.. صور ترصد الجولة التاريخية 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • تحرير مخطوف سوري في الهرمل وتوقيف 3 مواطنين... هذا ما أعلنه الجيش
  • فضيحة جديدة تهز المتحف البريطاني.. تمثال مصري قديم مرتبط بمهرب آثار دولي
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره البريطاني الأوضاع في المنطقة وغزة والسودان
  • دهس صورة زيزو يُشعل الغضب.. ماجد سامي: مشهد عبثي وفضيحة رياضية بكل المقاييس
  • الجمعية الطبية السورية الألمانية تنظم لقاءً علمياً مع طلاب كلية الطب البشري في جامعة إدلب حول النظام الصحي في سوريا، وبعض الحالات الإسعافية والطبية الحرجة، وذلك على مدرج مستشفى إدلب الجامعي
  • خط التماس للمخرجة سيلفي باليوت في مهرجان شاشات الجنوب بلبنان
  • محلل سياسي: زيارة الرئيسين السيسي وماكرون للعريش تأكيد لموقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين|فيديو
  • وفد من سفارتي سويسرا في بيروت وعمان برفقة مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في إدلب فراس كردوش يطلع على واقع عدد من مخيمات الشمال السوري
  • أمين الجبهة الوطنية عن زيارة ماكرون لمصر: ناجحة بكل المقاييس
  • محلل: الجيش التركي يمكنه دخول تل أبيب في 72 ساعة!