علي أحمد باكثير.. شاعر من بلاد الأحقاف
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
وُلد الأديب الأستاذ على بن أحمد باكثير فى جزيرة سوروبايا بإندونيسيا في ديسمبر 1910م لأبوين مهاجرين من حضرموت.
وإندونيسيا أحد أهم معاقل الهجرة الحضرمية الى الشرق الآسيوي، وحين بلغ العاشرة، أرسله والده إلى حضرموت لاكتساب العلوم العربية والإسلامية، وتأكيدً ارتباطهم بوطنهم، ويصف باكثير رحلته تلك قائلاً في إحدى قصائده:
من رأى ذاك الغلامَ العَربي؟ غادرَ المنشا إلى أرضِ الجـــــــدودْ
سنةُ الجدِّ ومنهاجُ الأبِ
فهي العادات في الدنيا قيودْ
كقيودِ الكونِ ذي النَّــظم العـجاب
غادرَ (الجاوةَ) فِردوسَ الدُّنى
وطنَ النعمةِ ينبوعَ الشرفْ
قاصدًا من (حضرموتَ) الوطن
ينشدُ العزَّ ويرتادُ الشـــــــــرفْ
وحين وصل إليها عام 1920م، عاش مع إخوته من أبيه، والتحق بمدرسة النهضة العلمية في مدينة سيئون، ودرس على يد شيوخ أجلاء منهم عمه القاضى محمد بن محمد باكثيرالشاعر والنحوي، والفقيه السيد محمد بن هادى السقاف.
ترك العمل في التدريس عام 1955، والتحق بوزارة الثقافة موظفاً بقسم الرقابة على المصنّفات الفنية. واختير عضواً في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وتوطدت علاقاته بالعديد من أهل الفكر والأدب والثقافة وفي مقدمتهم طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحي الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم، واعتبره نقاد الأدب العربي الحديث ثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.
وطوال حياته، لم تغب عنهُ حضرموت،كما لم ينس مسقط رأسه إندونيسيا، وكان يحنّ لهما.
يقول في إحدى قصائده الشعرية التي جسّدت غربة الإنسان الحضرمي الدائمة :
(سُرباي) إنك مــــــــــوطنٌ لولادتـــــــــــي
ومـــــــــــــحلُّ تربيتي ومهدُ صبــــــــــــــــــــايَا
لكن لي وطنًا يعزُّ فِراقُــهُ
كيف السبيل لذاك وهو حـمايا
هي (حضرموتُ) وما عنيتُ سوى رُبا (سيؤون) فهي مرابعي ورُبـــــايــا
وكانت محبوبته وزوجته (نور) في حضرموت أحد موانع وصله لسورابايا، يقول:
منعَ ارتحالي نحوكم شغفي بها فعييتُ عنه ولم أكن أتعايَا
لولا هواها عن سُراي يعوقني لركبتُ نحوكم الرِّيَاحَ مَـــــطَايا
وقد تنوع إنتاجه الأدبى بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية [وا إسلاماه] و(الثائر الأحمر). ومن أشهر أعماله المسرحية (سر الحاكم بأمر الله) و(سر شهر زاد) التى ترجمت إلى الفرنسية و(مأساة أوديب) التى ترجمت إلى الإنجليزية، كما كتب عدداً من المسرحيات ذات الفصل الواحد. وصدرت له العديد من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية أشهرها ملحمة (عمر بن الخطاب).
وعنه يقول الشيخ علي الطنطاوي: “إنّي أفخر أني أول من كتب بحثًا في مجلة الآداب البيروتية، قبيل وفاة باكثير بشهرين، أثبت فيه أن باكثير هو رائد شعر التفعيلة بلا منازع”.
وتقديرا لريادته الأدبية والفكرية، مُنح الأستاذ علي أحمد الكثير العديد من الجوائز منها:جائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1960، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1962مناصفة مع الأستاذ نجيب محفوظ، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى 1963، ووسام عيد العِلم ووسام الشعر. ومنح بعد وفاته وسام الآداب والفنون 1985، ووسام الاستحقاق في الأدب والفنون 1998 من الجمهورية اليمنية.توفي -رحمه الله- في 10 نوفمبر 1969م بعد حياةٍ حافلة بالإبداع والعطاء.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي
إقرأ أيضاً:
الأمن يضبط خلية حوثية بحوزتها مخدرات في حضرموت
أعلنت الأجهزة الأمنية في وادي وصحراء حضرموت، الثلاثاء، ضبط خلية مرتبطة بجماعة الحوثي، أثناء محاولتها تهريب مواد مخدرة، ما أسفر عن مطاردة انتهت بانقلاب مركبة المشتبه بهم وإلقاء القبض عليهم.
وذكرت إدارة البحث الجنائي، في بيان نقله مركز الإعلام الأمني أنه تم ضبط مركبة من نوع "حبة وربع" فضية اللون، يقودها المدعو (م. ي. م.)، 32 عامًا، وهو من أبناء محافظة صعدة ويقيم حاليًا في سيئون.
وأثناء التفتيش، حسب البيان تم العثور بحوزته على 23 حبة من الكبتاجون المخدر، ما دفعه إلى محاولة الفرار باتجاه نقطة أمنية في شحوح غرب مدينة سيئون.
وخلال المطاردة التي نفذتها شرطة الدوريات وأمن الطرق، فقد السائق السيطرة على مركبته في منطقة سوم بن همام، ما أدى إلى انقلابها. وعلى الفور، تم القبض عليه ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، قبل أن يتم احتجازه لدى الجهات المختصة، وفق البيان.
وأفاد أن الأجهزة الأمنية القت القبض على ثلاثة آخرين حاولوا تهريبه بعد وقوع الحادث، وهم: (م. ع. س. ب.) . (ص. ي. س. م.) .(ط. م. ش.).
وكان المذكورون يستقلون مركبتين من نوع "كورولا" إحداهما قصيرة والأخرى بيضاء اللون.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن هؤلاء الأفراد مطلوبون لوزارة الدفاع، بتهم تتعلق بالانتماء لخلية إرهابية تخريبية على صلة بمليشيا الحوثي.
وأكد البيان أنه تم التحفظ على جميع المتهمين والمضبوطات، وتحويل القضية إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.