يرى محللون أن اتفاق حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على تشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة سيكون مدخلا مهما باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن قياديين في حماس وفتح تأكيدهما أن الحركتين اتفقتا على تشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة في المرحلة التالية للحرب، وأنهما أطلقا عليها اسم "لجنة الإسناد المجتمعي".

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان دوما يتذرع بمسألة اليوم التالي للحرب ومن يدير قطاع غزة، من أجل تعقيد المفاوضات.

وذكّر بأن حركة حماس أعلنت أكثر من مرة أنها لا تنشد السلطة في قطاع غزة، وإنما يمكن أن يدار الأمر بتوافق فلسطيني.

واعتبر الحيلة أن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس "جزء أساسي وسيكون مدخلا مهما للذهاب باتجاه ترتيب وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، ولفت في هذا السياق إلى أن مصر تحاول أن تسحب الذرائع من يد نتنياهو.

وأعاد توماس واريك، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، في حديثه ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"، التذكير بأن الإدارة الأميركية ترفض أن تدير حركة حماس قطاع غزة بعد أن تتوقف الحرب، وتحدث من جهته عن مساع أميركية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالقطاع الفلسطيني.

إعلان

ويذكر أن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن أكدت أنها تعمل في الوقت الراهن مع قطر وتركيا ومصر، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد أبلغت المؤسسة العسكرية في إسرائيل المستوى السياسي أن "الظروف نضجت" لإنجاز صفقة مع حماس عقب انتهاء حرب لبنان والأحداث في سوريا، إضافة إلى تغيير الإدارة الأميركية.

تهديد ترامب

وبدوره، قال الكاتب إيهاب جبارين المختص بالشأن الإسرائيلي إنه لا توجد أي ظروف مواتية لأي اتفاق داخل حكومة نتنياهو، واستدل بتصريح لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قبل يومين قال فيه إن "أي اتفاق قد يفضي إلى إنهاء الحرب في غزة سوف يؤدي إلى استقالته من الحكومة".

وأشار جبارين إلى أهمية الضغوط الداخلية وأيضا الخارجية في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال إن قبوله بالاتفاق مع لبنان جاء بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بالإضافة إلى ما وصفه جبارين بالابتزاز الذي مارسته فرنسا مع نتنياهو.

وشكك في وجود نية حقيقية لدى الإدارة الأميركية في الضغط على إسرائيل، لأنها -برأي جبارين- لا تزال تتهم حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بتعطيل المفاوضات وتدافع في المقابل عن إسرائيل.

وحول تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعواقب شبهها بالجحيم في الشرق الأوسط، إذا لم يحدث الإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل، أوضح المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط أن ترامب مستعد لأن يقوم بأي شيء يعتقد أن فيه مصلحة أميركية.

واستبعد أن يتفاوض مع حركة حماس، ولكنه سيقوم بالضغط على الدول التي تدعمها وتستقبل قادتها على أراضيها، وحدد بالذكر إيران.

إعلان

أما الكاتب والمحلل السياسي الحيلة، فقال إن تهديد ترامب ليس في محله وصدر بأسلوب غير دبلوماسي، واستبعد أن يؤثر على موقف حركة حماس، لأن قطاع غزة يمر بما هو أسوأ، موضحا أن الذي يعرقل المفاوضات هو نتنياهو وإسرائيل، وليس حماس التي تطالب بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا تضع شروطا تعجيزية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بعد عام ونصف.. إسرائيل دمرت نحو 25% من أنفاق حماس بغزة

قالت مصادر أمنية إن الجيش الإسرائيلي دمر حتى الآن نحو 25% فقط من أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، حسب ما نقل تقرير لقناة 12 الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء.

وقالت القناة الإسرائيلية في تقريرها إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن هناك أيضا عددا كبيرا من أنفاق التهريب الممتدة من مصر إلى قطاع غزة.

ويأتي هذا على خلفية المخاوف بشأن تهريب الأسلحة إلى حماس ورفض إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا، على الرغم من أن الخبراء في هذا الموضوع أوضحوا أن السيطرة على ممر فيلادلفيا لن تمنع بالضرورة التهريب من تحته.

وقبل نحو شهر ونصف، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في مؤتمر رؤساء المجالس الإقليمية لمركز الحكم، إن محور فيلادلفيا سيبقى منطقة عازلة تماما كما هو الحال في لبنان وسوريا.

وأضاف كاتس "لقد رأيت بأم عيني عددا لا بأس به من الأنفاق التي اخترقت فيلادلفيا، بعضها مغلق وبعضها مفتوح! وصلتنا معلومات تفيد بأن حماس، خلال وقف إطلاق النار، كانت تخطط لمهاجمة جنود وتجمعات سكنية"، بحسب ما نقلت عنه القناة.

في هذه الأثناء، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يوسعها ما لم يتم تحقيق اختراق في المفاوضات، وأشارت القناة إلى أن هناك 3 فرق تعمل في المنطقة، وهي: 143 و252 و36.

إعلان

وتقول القناة إن غزة تشهد ظاهرة مثيرة للدهشة منذ استئناف القتال حيث يقوم الجيش الإسرائيلي برصد عناصر من حماس يفرون من المنطقة ويحاولون جاهدين تجنب الاتصال المباشر مع الجنود الإسرائيليين، وبحسب المؤسسة الأمنية، أصبحت المعارك أكثر لامركزية ودون احتكاك وجها لوجه.

وبحسب المؤسسة الأمنية -أيضا- فإن "المسلحين يختبئون بين السكان المدنيين، أو يختفون في الأنفاق أو في أماكن اختباء، في محاولة لتجنب المواجهة المباشرة مع الجيش الإسرائيلي". لكن الجيش الإسرائيلي يقدر أن هذه مرحلة مؤقتة، ولن يكون أمام المسلحين خيار سوى العودة ومواجهة الجنود بشكل مباشر، بحسب تقرير القناة الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: ترامب قد يطلب من نتنياهو إنهاء الحرب بغزة قريبا
  • بعد عام ونصف.. إسرائيل دمرت نحو 25% من أنفاق حماس بغزة
  • حماس: نشاط أميركي مُكثّف لتحقيق اتفاق قريب في غزة
  • إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
  • عبد العاطي يستعرض مع نظيره الإماراتي الجهود المصرية للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يعود خالي الوفاض بعد لقائه ترامب
  • حركة الجهاد: تبرير قتل الأبرياء يثبت أن إدارة ترامب مثل سابقاتها
  • رأي.. بشار جرار يكتب عن قمة ترامب - نتنياهو الثانية في شهرين والأجندة الرباعية!
  • صحف عالمية: نتنياهو يريد حربا أبدية بغزة وفظائع جيشه ستبقى بالذاكرة
  • ترامب: الحرب في غزة ستتوقف قريباً