الثورة نت:
2025-03-09@16:23:12 GMT

الجنوب…الذي غابت عنهُ الشمس

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

إنه ليشق على نفسي أن يمر هذا اليوم دون الكتابة عنه، خاصة ونحن لازلنا نعيش في ظل وطأة استعمار عربي عبري أمريكي واستحمار داخلي بلغ من الغباء ذروته.

ثمة شيء في داخلي يهيب بي لأكتب عن بسالة أحرارنا النوفمبريين الذين ما برحوا من جبل ردفان حتى أعلن الاستعمار جلاءه في ٣٠ / نوفمبر /عام ١٩٧٦م.

ولكن…؟ ماذا…؟ هل انتهت الحكاية؟.

. أبدًا .. بل للتو بدأت.

لطالما كانت أناشيد الثورة اليمنية كفيلة لتشعل فتيل النزعة الوطنية في وجدان كل حر أبيّ ، ولعلي كُنت صغيرة في العمر حين احتفلوا بهذه المناسبة الجليلة، وكم وددت حينها أن أرتدي معاقل الكبر لحظتها لأعيّ سر تلك النشوة الثورية التي كان يمتطيها أبطالنا البواسل على أرض اليمن والحكمة.

لم يزل صوت ( محمد محسن عطروش ) ، وهو يغني ” برع يا استعمار برع من أرض الأحرار برع” لا يبرح ذاكرتي ، إذ كان لهذه الكلمات صدى يعانق هويتي و انتمائي بين الحين والآخر، وعليه اتضحت الرؤية أكثر أنه تم ردع كل من سولت له نفسه المساس بأرضنا التي لم تسمَّ عبثا بمقبرة الغزاة، وشارعت بالغناء الثوري كعطروش.

ها هي حكاية الأمس تعود بنا اليوم إلى ما قبل الأمس لتسرد حال واقع جنوبنا المنكوب الذي لازال الاستعمار فيه نازلا ومقيما ؛ ذلك لأن أبناءه لم يهبوا لنجدته وردع كل غاصب محتل، بل سمحوا لمن لا هوية له ولا مبدأ أن يتخلل في أوساطهم بزي الحليف، بينما ماهيته ثعلب مكار حاقد ؛ ولذا كان الجزاء وخيما.

إذ أن هناك مستعمرا أمريكيا وهناك مستعمرا بريطانيا ولكن خلف نقاب خفي مستتر، وكل ما على بهائمنا سوى أن تمدد لهم سبل الحروب، وتساعدهم في نشوب الفتن، وكل ذلك لإسقاط اليمن ، ولكننا اليوم كبرنا ووعينا، وزدنا مع العمر علما بحقيقة أن الاحتلال والاستعمار يتمدد بتمزق الشعوب، ويترعرع بجهل الشعوب، وينحدر وينكسر بتوحد القلوب، وبتغليب قوانين الدين والوطن على النفس.

فيا أهل الجنوب : عودوا إلى حضن الوطن وافتحوا أعينكم مليًا وجليًا، وانفضوا غبار الاحتلال، واحموا الوطن من الدخلاء .. من الغرباء من شق الجدار، بثورة جديدة تنفي سطور الانقسام، وتثبت ثقافتنا، وتتوج أخلاقنا بالدين والإسلام، وتنبت للأجيال والأشجار والأحجار ربيعا يزهر للوطن بالحرية والسلام لألف مليون عام، ومن هنا وإلى هناك لٱ ولن ينتهي المشوار يا ثورة الأحرار.

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

التصنيفات لا تهزم الشعوب.. الإرهاب في غزو الدول لا مقاومة المحتلين



ويعد اليمن مثالاً حياً على هذا التحول، إذ أن تصنيف صنعاء منظمة إرهابية يعكس، في الحقيقة، اعترافاً أمريكياً بعجز الولايات المتحدة عن فرض السيطرة، بعد فشلها على الأصعدة العسكرية والاقتصادية.

هذا التصنيف لن يؤثر على صنعاء، بل يعزز صمودها، ويجعلها رقماً صعباً في المنطقة، وفي حين تراهن أمريكا على عزل القوى التي تعارضها، تجد نفسها في كل مرة أمام واقع جديد يعيد تعريف النفوذ والمقاومة.

يقدم اليمن اليوم نموذجاً لهذه المقاومة، فبعد أن أعلنت أمريكا تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية في 2021، كان القرار بمثابة اعتراف بالعجز الأمريكي أمام إرادة الشعب اليمني، والتصنيف جاء نتيجة اخفاق واشنطن في السيطرة على الوضع في المنطقة.

ففي حين كان هذا التصنيف في الظاهر محاولة أمريكية للضغط على صنعاء، إلا أنه في الواقع لم يكن سوى إعلاناً عن ضعف، فالولايات المتحدة على مدى سنوات حاولت فرض هيمنتها على اليمن عبر أدوات عسكرية واقتصادية، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، فكان التصنيف سلاحاً أخيراً في معركة خاسرة.

ليس من المستغرب أن تتحول الأنظمة التي لا تتوافق مع السياسات الأمريكية إلى أهداف على قوائم الإرهاب، فواشنطن لطالما استخدمت هذا التكتيك مع الدول والحركات التي تحد من نفوذها، ومع ذلك يظل هذا التصنيف فارغ المضمون في حالة اليمن، الذي لا يعتمد على النظام المالي الغربي ولا يلتزم بالقوانين الأمريكية التي تستخدمها كأدوات للضغط.

التصنيف الأمريكي ليس له أثر كبير على الأرض، لأن صنعاء لم تعد بحاجة للاعتراف الأمريكي، والحصار والعقوبات لم تمنع اليمن من الاستمرار في مساره الثابت، بل إن مثل هذه القرارات قد تصبح دافعاً إضافياً لدفع المزيد من الشعوب للالتحاق بمسار المقاومة.

وبالنظر إلى تاريخ هذه التصنيفات، نجد أن الولايات المتحدة قد تصدرت هذه اللعبة السياسية مرات عدة، ففي 19 يناير 2021 تم تصنيف أنصار الله لأول مرة منظمة إرهابية، في خطوة وصفها المراقبون بأنها نتيجة عجز أمريكي عن التأثير في المشهد اليمني، ومع العودة في 2025 لهذا التصنيف، تظهر الولايات المتحدة في موقف أضعف.

في الوقت نفسه، أبدى المحللون السياسيون سخريتهم من هذا التصنيف، معتبرين أنه ليس أكثر من محاولة يائسة لاحتواء حركة بدأت تفرض نفسها كقوة إقليمية، ورأوا أن التصنيف لن يغير الواقع السياسي في اليمن، بل سيزيد من مقاومة الشعب اليمني الذي أظهر صموداً غير مسبوقاً.

المحللون أضافوا أن هذا التصنيف ستكون له عواقب وخيمة على المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، فالتصعيد المحتمل في البحر الأحمر، قد يشكل تهديداً للولايات المتحدة والكيان الصهيوني على حد سواء، حيث سيعزز التصنيف من مكانة أنصار الله ويجعل الدعم الشعبي لهم أكثر قوة.

الولايات المتحدة لم تقدم مبررات منطقية للتصنيف، سوى أن أنصار الله يستهدفون السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ولكن إذا كان هذا هو معيار الإرهاب، فلماذا لا تُدرج اسرائيل ضمن قائمة الإرهاب، وهي التي ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين يومياً.

التصنيف الأمريكي يظهر بشكل واضح كيف تتعامل واشنطن مع الحركات التي تؤثر على مصالحها، ففي الوقت الذي تكون فيه هذه الحركات ضعيفة تتجاهلها أو تحاول احتواءها، ولكن عندما تصبح قوة إقليمية فاعلة، تتحول فجأة إلى إرهابية، لكن على الأرض لا يبدو أن القرار سيُحدث تغييراً حقيقياً.

فبعد سنوات من الحصار والعدوان، أثبتت صنعاء أنها قادرة على الصمود والتكيف مع كل التحديات، هذا الصمود المستمر أصبح نموذجاً يُحتذى به، وأصبح التصنيف الأمريكي بمثابة دليل على فشل واشنطن في التأثير على إرادة الشعب اليمني.

وهذا ما أشار إليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، معتبراً القرار دليلاً على عجز الولايات المتحدة في التأثير على اليمن وشعبه، وجزءاً من سياسة التخبط الأمريكية في المنطقة، مبيناً أنه لن يغير من عزيمة الشعب اليمني، بل سيكون دافعاً لمواصلة المقاومة بكل قوة.

ويؤكد مراقبون أن أمريكا إذا كانت تراهن على أن هذا التصنيف سيؤدي إلى عزل صنعاء أو إضعافها، فرهانها خاطئ لأن التاريخ أثبت أن القوى التي تصنفها واشنطن اليوم تصبح غداً جزءاً من معادلات لا تستطيع تجاوزها، وما يحدث في اليمن ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل تحول استراتيجي يعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة.

في نهاية المطاف، لم تعد الهيمنة الأمريكية تُفرض عبر القرارات، ولم يعد التصنيف بالإرهاب سلاحاً قادراً على تغيير الواقع، واليمن بصموده وقوته، لا يكسر فقط هذا التصنيف، بل يكسر القاموس الأمريكي كله، ليعيد تعريف من هو الإرهابي، ومن هو المقاوم، ومن يحق له أن يحدد مصير الشعوب.

مقالات مشابهة

  • في رمضان تختلف قصص الشعوب وعاداتهم.. تعرف على أبرزها
  • صحفيون لحقوق الإنسان: فى ذكري اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) … أوقفوا الحرب القائمة على اجساد النساء
  • الحوار الوطني: اليوم العالمي للمرأة مناسبة لتجدد الشعوب التزامها بضمان حقوق النساء
  • فلكية جدة ترصد كوكب عطارد اليوم
  • “فلكية جدة” ترصد كوكب عطارد اليوم
  • “أبو بصير” صاحب الرقم القياسي … أكثر من 100 اعتقال في سجون الاحتلال
  • مصدر لـبغداد اليوم يوضح الانفجار الغامض الذي وقع في منشأة عسكرية بطهران
  • بين الحقيقة والافتراء … شوّه الفاسدون رسالة السماء
  • دعوة إسرائيلية لـكيسنجر جديد لحماية الاحتلال من الغرور والتضخم الذي يعيشه
  • التصنيفات لا تهزم الشعوب.. الإرهاب في غزو الدول لا مقاومة المحتلين