أوروبا تستعد عسكريا لمواجهة روسيا.. هل العالم على وشك حرب جديدة؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
مع تزايد التحذيرات بشأن احتمال اندلاع حرب مع روسيا خلال السنوات المقبلة، بدأت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تعزيز استعداداتها الدفاعية لمواجهة أي تهديد محتمل، حسبما أفادت قناة «القاهرة الاخبارية».
سيناريوهات متوقعة لحرب قادمة مع روسياوفقًا لتقرير نشرته مجلة «نيوزويك»، تعكف دول حلف الناتو على وضع خطط دفاعية استراتيجية تشمل الجوانب العسكرية والمدنية، في ظل تصاعد التوترات مع روسيا منذ الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وذكر برونو كال، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، أن روسيا تستعد لحرب مع الغرب، لكنه رجح أن تتخذ موسكو خطوات محدودة مثل التوغلات الصغيرة أو تصعيد الحرب الهجينة لاختبار تماسك الناتو.
وأشار أندريوس كوبيليوس، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الدفاع، إلى أن روسيا قد تستعد لمواجهة الناتو خلال 6 إلى 8 سنوات، بينما حذرت الاستخبارات الإستونية من أن موسكو قد تعيد بناء جيشها ليصبح أشبه بالجيش السوفيتي، ما سيشكل تهديدًا كبيرًا رغم تفوق الناتو في التقنيات.
استعداد دول الناتو عسكرياواستجابة لهذه التحديات، رفعت العديد من دول الناتو إنفاقها الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة، فبولندا تخطط لإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش بحلول 2025، فيما بلغت النفقات الدفاعية لإستونيا 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي، مع خطط لزيادة ذلك إلى 3.7% بحلول 2026.
وفي هذا السياق، سترفع ليتوانيا إنفاقها الدفاعي إلى 3% اعتبارًا من 2025، مع مقترحات لزيادة هذا الرقم إلى 4%، أما ألمانيا وفرنسا فتسعيان لتحقيق هدف الناتو بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، كما تعهدت المملكة المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5%.
تعزيز الحدود والدفاعات الجويةوتعمل دول البلطيق (إستونيا، ليتوانيا، ولاتفيا) على تعزيز حدودها مع روسيا وبيلاروسيا عبر إنشاء مخابئ، ونقاط دعم، وحواجز مضادة للدبابات مثل و«أسنان التنين»، كما قامت بولندا ببناء «درع الشرق» لتعزيز حدودها الشرقية.
وفي مجال الدفاع الجوي، أكدت دول البلطيق على أهمية بناء نظام دفاع جوي قوي لحماية الجهة الشرقية لحلف الناتو. وقد زادت دول مثل بولندا، فنلندا، السويد، ورومانيا من استثماراتها بشكل كبير لتطوير هذا القطاع.
خطط لإخلاء السكان في حالة الطوارئوتشمل الاستعدادات أيضًا خططًا لإجلاء السكان في حالات الطوارئ، فعلى سبيل المثال وزعت السويد كتيبات توجيهية على مواطنيها حول كيفية التصرف في الأزمات، وأصدرت فنلندا أدلة للتأهب للحرب، وأعلنت لاتفيا جاهزية 5000 ملجأ تحت الأرض بحلول نوفمبر، فيما تعمل ألمانيا على تحديد مواقع الملاجئ وتوفير معلومات للمواطنين.
ومع تعزيز الدفاعات وزيادة الإنفاق العسكري، يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة الناتو على مواجهة أي تصعيد محتمل من جانب روسيا، خاصة أن الوقت الحالي يتطلب اتخاذ قرارات سريعة وطموحة لتعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أوروبا الناتو حلف الأطلسي روسيا حرب مع روسيا مع روسیا
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات الألمانية: روسيا تسعى إلى اختبار وحدة دول ناتو
قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، برونو كال، إنه يعتقد أن روسيا تسعى إلى اختبار وحدة الغرب، ولاسيما التضامن بين دول حلف شمال الأطلسي، ناتو.
وفي تصريحات لقناة "دويتشه فيله"، قال كال إن هناك تفكيراً في روسيا لاختبار مدى موثوقية المادة 5 في النظام الأساسي للحلف، مضيفاً "نأمل بشدة ألا يكون الأمر صحيحاً، وألا نضطر لمواجهة هذا الاختبار. ولكن يجب أن نفترض أن روسيا تريد اختبارنا واختبار وحدة الغرب".WATCH: French and German leadership appear to begin saber-rattling for a European war against Russia in response to American peace efforts in the Ukraine War pic.twitter.com/9XASjBxemJ
— Florida’s Voice Radio (@FLVoiceRadio) March 6, 2025ويعتمد حلف ناتو، على مبدأ الردع، حيث تعد المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي عنصراً أساسياً فيه، وتنص هذه المادة على أن أي هجوم مسلح ضد دولة أو أكثر من الدول الأعضاء في الحلف، يعتبر هجوماً ضد جميع الأعضاء.
وحسب كال، فإن توقيت اختبار روسيا المادة 5 يعتمد أيضاً على تطورات الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه إذا توقفت الحرب قبل 2029 أو 2030، فسرعان ما ستكون روسيا في وضع يسمح لها بتهديد أوروبا مستخدمة مواردها التقنية والمادية والبشرية.
واستطرد كال حديثه قائلاً:" وهنا قد يحدث أيضاً أن يظهر تهديد ملموس أو محاولة ابتزاز من الجانب الروسي تجاه الأوروبيين في وقت أسبق مما كنا نحسبه"، وأضاف أن " إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت مبكر سيمكن الروس من توجيه طاقتهم إلى حيث يريدون حقاً، أي ضد أوروبا".
وقال كال إن روسيا تضع نصب عينيها نظاماً عالمياً شبيهاً بذلك الذي كان قائماً في أواخر تسعينيات القرن الماضي في أوروبا، حيث تقلص دور الحماية الذي يلعبه ناتو، وتوسيع نطاق نفوذ روسيا غرباً لافتا إلى أن الوضع سيكون في أفضل حالاته عند روسيا عندما تخلو أوروبا من الأمريكيين.