يمانيون:
2024-12-04@18:46:54 GMT

كيف حقّقت “المقاومة” نصرها العسكري والسياسي؟

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

كيف حقّقت “المقاومة” نصرها العسكري والسياسي؟

يمانيون../
يُجمع الخبراء العسكريون أن حرب لبنان الأخيرة لم تكن كسابقاتها من الحروب، وكل ما يندرج تحت مسمى هذه الحرب من تفاصيل كان مختلفًا تمامًا عمّا سبق، والأدق؛ أنه كان أكثر تعقيدًا. هذه المسلّمات تقودنا إلى نتيجة حتمية واحدة، وهي أن النصر المحقّق في هذا الإطار لم يكن نصرًا عاديًا أو كنصر حرب تموز 2006، بل كان نصرًا عظيمًا.

هذا الأمر يبدو واضحًا إذا ما تم قياسه بمعايير العلوم العسكرية والقتالية والدفاعية قبل أي معايير أخرى، وذلك من خلال قراءة وقائع المعركة انطلاقًا من المنظور العسكري، بالإضافة إلى ما جاء في اتفاقية وقف إطلاق النار من بنود ثبّتت أحقّية وحجم هذا النصر.

يشير منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية ورئيس المحكمة العسكرية السابق الخبير العسكري العميد منير شحادة في هذا السياق إلى أن حشد 5 فرق عسكرية على حدود لبنان مدجّجة بمئات دبابات الميركافا، ومحمية بمئات الطائرات الحديثة، ومزودة بآلاف الأطنان من الذخيرة، وبعد تمكن “إسرائيل” من اغتيال معظم قادة الصف الأول بمن فيهم القائد الأعلى لهذه المقاومة، وبعد عملية الـpagersالإرهابية التي أدت إلى إخراج 3200 عنصر من المقاومة من مهامهم. بعد كل هذه الضربات التي تعتبر قاتلة بالنسبة لأي جيش في العالم، نرى في الجنوب صمودًا وقوةً واستبسالًا من المقاومين في الدفاع عن أرضهم، حيث انتقلت المقاومة من مرحلة استيعاب الصدمة إلى الدفاع إلى الهجوم، ووصلت إلى حد استهداف منزل رئيس وزراء العدو وقصف وزارة حربه؛ وكل هذا يعدّ نصرًا.

في هذا الصدد، أكد الخبير العسكري العميد علي أبي رعد أيضًا، أن “الإسرائيلي” ظن بعد كل ما قام به من عمليات استهداف تراكمية، أنه سيحصد في نهاية الأمر إنجازات تُكتب له، معتقدًا أن بمقدوره أن يفعل في لبنان ما فعل مع الجيوش العربية كافة، ولكن “حساب الميزان لم يطابق حساب البيدر.”

العميد شحادة يستشهد هنا بمؤشر آخر، عندما تتوجه فرقتان عسكريتان (91 و 98) مدعومتان بفرقة ثالثة (210) لتهاجم بلدة جنوبية عمقها 4 كلم بطول 8 كلم، وتحاول ذلك على مدة شهرين، لكنها في النهاية لم تستطع أن تحتل هذه البلدة. هذه الفرق الخمس حاولت لشهرين اختراق الحدود، ولم تتمكن أن تخترق سوى جزء من المحور الغربي منها وبقوة محدودة، وصلت إلى منطقة شمع، ثم تعرضت إلى كمين في منطقة البيّاضة أدى إلى تدمير عدد من الدبابات وتراجع هذه الفرق؛ وكل ذلك يصنّف نصرًا.

عندما يتّحد العالم بأكمله إعلاميًا ويهشّم صورة المقاومة ويسعى إلى خلق الفتنة وإيجاد شرخٍ ما بين المقاومة وبيئتها على امتداد سنة وشهرين تقريبًا، ولم يفلح في إحداث أي شرخ بعد أن أظهرت البيئة- رغم هذا الدمار والمأساة- أنها متمسكة أكثر من أي وقت مضى بمقاومتها؛ فهذا يعدّ نصرًا.

من ناحية أخرى، يؤكد العميد شحادة أن الحديث عن فشل المقاومة في ردع “إسرائيل” كلام خطأ، وأن قوة الردع لا تقاس بحجم الدمار وعدد الشهداء، وصحّة هذا القول تتضح إذا قرأنا الأمور بطريقة معاكسة. تمتلك “إسرائيل” 12 فرقة عسكرية بحدود الـ 400 ألف جندي، ومع كل هذه الترسانة من الأسلحة والدبابات والصواريخ فإنها لم تمنع المقاومة من التسبب بتهجير مليون نازح “إسرائيلي”، ومن تدمير معظم مستعمرات الشمال ومن قصف قلب تل أبيب وحيفا ومعظم المصانع العسكرية، ومن إغلاق كل المصالح التجارية “الإسرائيلية” وإصابة هذا الكيان بالشلل الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، فهل يمكن حينها أن نقول إنه ليس لدى الجيش “الإسرائيلي” قوة ردع؟

وبالحديث عن عوامل أخرى للنصر، يذْكر العميد أبي رعد أن الإرادة الحقيقية للقتال لدى العنصر البشري في حزب الله تعدّ إحدى أهم هذه العوامل، وهذا ما كرره سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في أحد خطاباته، يضاف لذلك أن الهيكلية القيادية والعسكرية للمقاومة لم تتأثر بشكل أفقدها التوازن، بل على العكس استعادت زمام الأمور مباشرة بعد الأسبوع الأول للحرب.

ومن جملة العوامل لا بد –وفقًا للعميد عينه- من ذكر أهمية الإستراتيجية الدفاعية والقتالية التي اعتمدها حزب الله، مستفيدًا من الخبرات التي راكمها على مدار أعوام، والتي استطاع من خلالها أن يطور قدراته البشرية والمادية وحتى أسلحته، ويشير إلى أن ثمة فرقاً شاسعاً جدًا ما بين مقدرات المقاومة في العام 2006 ومقدراتها الحالية، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على صعيد العدو وإمكانياته وما يمتلكه من أسلحة تعد من أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا والصناعة العسكرية.

أما على صعيد اتفاق وقف إطلاق النار، ولمعرفة ما إذا تمخض عن هذا الاتفاق نصر أم لا، فيجب أن نعرف بدايةً من هو الذي سارع أولًا لإبرامه. كانت “إسرائيل”- والكلام هنا للعميد شحادة- هي أول من سعى لذلك، والدليل أنه منذ أكثر من أسبوعين بدأت تخرج من الإعلام “الاسرائيلي” عدة تصريحات عن مسؤولين تحدثوا عن وجود تقدم في عملية وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، وفي العلم العسكري من يسعى لوقف إطلاق النار أولًا هو المهزوم، وبالتالي فإن النصر هنا هو حتمًا للمقاومة.

إلى جانب ذلك، يرى العميد أبي رعد أن الضغط الأميركي على “إسرائيل” وإصرارها على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الولاية الرئاسية الأمريكية الحالية، هو دليل على حجم المأزق الذي يعيشه الكيان المحتل وكذلك عجزه عن تحقيق أي إنجاز بسبب الملاحم البطولية التي خطّها رجال المقاومة في جنوب لبنان، بل إن مجرد توقيع الاتفاق هو اعتراف ضمني بوجود وبقوة المقاومة.

وفي الإطار عينه، يؤكد أننا اليوم أمام الاتفاق 1701 مضافًا إليه بند اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق، والتي ضمت لبنان و”إسرائيل” وممثل الأمم المتحدة وحديثًا أميركا وفرنسا (بعد ضغط من قبل لبنان)، وهذا يعني أن “نتنياهو” لم يحقق أيًّا من أهدافه التي سبق أن أعلن عنها في بداية الحرب، أبرزها القضاء على المقاومة وإبعادها إلى ما بعد نهر الليطاني.

العوامل المجتمعة المذكورة أعلاه تقودنا إلى نتيجة واضحة، منطقية وحتمية، وهي أن النصر قد تحقق فعلًا في المفهوم العسكري والإستراتيجي، وما حملته بنود اتفاق وقف إطلاق النار يعدّ أيضًا نصرًا جديدًا في الميزان التفاوضي السياسي.

العهد الاخباري- سارة عليان

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاد مديحة يسري.. “سمراء النيل” التي كرّمها العالم

متابعة بتجــرد: تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة مديحة يسري، الملقبة بـ”سمراء النيل”، التي تركت بصمة خالدة في السينما المصرية والعربية. ارتبط اسمها بتاريخ حافل بالأعمال المميزة، وتلقت تكريماً خاصاً خلال حياتها، منها عرض صورها في شوارع روتردام بهولندا أثناء تكريمها في مهرجان روتردام السينمائي. وقد شارك الفنان أحمد حلمي هذه القصة في حوار سابق، معبراً عن سعادته البالغة لرؤية صور مديحة يسري في شوارع المدينة الهولندية.

بداية مدهشة لمسيرة فنية طويلة

الاسم الحقيقي لمديحة يسري هو هنومة حبيب خليل، وقد تلقت تعليمها في مدرسة الفنون. اكتشفها المخرج الرائد محمد كريم، حيث ظهرت لأول مرة في دور صغير بفيلم “ممنوع الحب” عام 1942 أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب. بعدها شاركت في فيلم “رصاصة في القلب”، ما فتح الباب أمامها لدور البطولة الأول في فيلم “أحلام الشباب” في نفس العام.

تعاون مع يوسف وهبي

كانت البداية الحقيقية لمديحة يسري مع الفنان والمخرج يوسف وهبي، الذي اكتشف موهبتها أثناء تصويرها أحد المشاهد. عرض عليها العمل معه بشكل حصري في ثلاثة أفلام: “ابن الحداد”، “فنان عظيم”، “أولادي”. وقدمت معه دور البطولة في فيلم “الفنان العظيم”، كما شاركت في فيلم “شهر العسل” مع الفنان فريد الأطرش.

مسيرة حافلة بالأعمال الخالدة

امتدت مسيرة مديحة يسري الفنية لأكثر من سبعة عقود، قدمت خلالها ما يزيد عن 90 فيلماً، تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، وأدوار البطولة، والحبيبة، ثم الأم في مراحل متقدمة. من أبرز أعمالها: “أحلام الحب، غرام بدوية، الجنس اللطيف، فاطمة وماريكا وراشيل، آه من الرجالة، بنات حواء”.

وكان آخر ظهور سينمائي لها في فيلم “الإرهابي” مع الفنان عادل إمام عام 1994، قبل أن تعلن اعتزالها التمثيل بشكل نهائي في عام 2012.

إرث لا يُنسى

مديحة يسري ليست فقط رمزاً للسينما المصرية، بل نموذجاً للمرأة التي استطاعت عبر موهبتها وثقافتها أن تحقق مكانة بارزة في تاريخ الفن. ستظل ذكراها خالدة في قلوب محبيها، ويظل إرثها الفني مرجعاً للأجيال القادمة.

main 2024-12-03Bitajarod

مقالات مشابهة

  • الخبير العسكري اللواء خالد غراب لـ “الوحدة”: اليمن يُثبت امتلاكه قوة ردع إقليمية تتجاوز الحدود
  • “القسام” تعلن قتل جنديين وقنص آخر واستهداف ناقلة جند صهيونية في مخيم جباليا
  • هل تقاطعت تركيا و”إسرائيل” على دعم التكفيريين شمال سوريا؟
  • كيف تابع اليمنيون “فجر نصر الله” في لبنان؟
  • العمليات اليمنية تشدد الخناق على “إسرائيل” وتجعل الاستفراد بغزة مستحيلاً
  • في ذكرى ميلاد مديحة يسري.. “سمراء النيل” التي كرّمها العالم
  • مصدر حشدوي:المقاومة الحشدوية ستقاتل في سوريا حتى “الاستشهاد”
  • تحرك التنظيمات التكفيرية ووهم “إسرائيل” في تغيير الشرق الأوسط
  • حزب الله ينفذ عملية تحذيرية رداً على الخروقات الصهيونية: “قد أُعذر من أنذر”