تُعتبر الاستثمارات الخارجية لأي دولة رافداً مهمًا لخلق الثروة، وتقوية ودعم الاقتصاد الوطني، كما أنها تمنح الدولة قوةً سياسيةً ووزنًا سياسيًا على الساحة الدولية، إذ تُعدّ الاستثمارات أداةً من أدوات تنفيذ وتحقيق أهداف السياسة الخارجية، وتحرص الدول الغنية دائمًا على الاستثمار خارج حدودها في دول يتوفر فيها الأمن والاستقرار وقوة القانون، والحوافز المشجعة من رخص الأيدي العاملة، وتوفر المواد الخام، وانخفاض الضرائب، وغيرها.

وقد حرص نظام القذافي على الاستثمار في أفريقيا وضخ مليارات الدولارات في مشروعات مختلفة من مزارع ومصانع وفنادق وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، ورغم أن البعض ينتقد سياسات النظام السابق المتعلقة بالاستثمارات الليبية في أفريقيا بأن غالبية المشروعات التي تم الاستثمار فيها كانت لأهداف سياسية، وأنه لا جدوى اقتصادية من وراء ذلك، إلا أنه من الخطأ تعميم هذا الرأي على كل الاستثمارات الليبية في أفريقيا، فهناك مشروعات ناجحة، كما أن هذه الاستثمارات من مزارع ومصانع وفنادق وغيرها تُعدّ من الناحية الاقتصادية أصولًا للدولة الليبية ولها قيمة سوقية، وهناك فرص للاستفادة منها إذا توفرت الإرادة السياسية بعيدًا عن منطق المغالبة والغنيمة وصراعات القوى السياسية في ليبيا.

مثّلت الفترة من عام 2011م بعد سقوط نظام القذافي وحتى يومنا هذا فترةً حرجةً بالنسبة للاستثمارات الليبية في أفريقيا، حيثُ شكّل الانقسام السياسي والصراعات والحروب حالةً من الضعف للدولة الليبية، مما أدى إلى تجرؤ بعض الدول والأشخاص على أموال وممتلكات الدولة الليبية في أفريقيا، وأصبح مصير بعض الاستثمارات مجهولًا، ونُهب البعض الآخر، وأحيانًا بتواطؤ أطراف ليبية، والأمثلة على ذلك كثيرة.

ونظرًا لأهمية الاستثمارات الليبية في أفريقيا، فإن حكومة الوحدة الوطنية قد أولت هذا الملف أهميةً قصوى، وبدأت تتحرك على الساحة الأفريقية، ففي 25 نوفمبر 2024م، وصل وفد حكومي ليبي برئاسة فتح الله الزني، وزير الشباب والمبعوث الخاص لرئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى أفريقيا، ومصطفى أبو فناس، رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، ومحمد محجوب، المدير العام لشركة لايكو، والتقى الوفد مع فرانسوا بوقولا، وزير الشباب الغيني، والهدف من هذه الزيارة هو التباحث حول استعادة مزرعة ليبية مملوكة لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، وتُعتبر أكبر مزرعة في غرب أفريقيا بمساحة تبلغ 2150 هكتارًا، وقد صودرت المزرعة في عام 2020م بموجب مرسوم رئاسي غيني، إلا أن المحكمة العليا الغينية أبطلت هذا المرسوم مؤخرًا، مما يُمهّد الطريق لاستعادة ملكية ليبيا لها.

وفي 29 نوفمبر 2024م أيضًا، استقبل الأمين العام بوزارة التخطيط والتعاون الدولي في جمهورية غينيا وفدًا ليبيًا برئاسة مصطفى أبو فناس، رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، وخلال اللقاء أكد الأمين العام بوزارة التخطيط والتعاون الدولي الغيني عن استعداد الحكومة الغينية لتقديم كافة التسهيلات لدعم الاستثمارات الليبية والمشروعات المشتركة.

قال مصطفى أبو فناس، رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار: “إن زيارة الوفد الليبي تأتي في إطار تعزيز استمرارية التعاون بين البلدين، وأن الوفد الليبي يضم مؤسسات تابعة للمحفظة متخصصة ومتواجدة بقوة في القارة الأفريقية مثل شركة لايكو التي تُدير مشاريع سياحية وزراعية في القارة، بالإضافة إلى شركة أولى إنرجي العاملة في قطاع الطاقة في 17 دولة أفريقية”.

وأضاف أبو فناس بقوله: “يجب مراجعة الاتفاقيات المتعلقة بالاستثمار بين البلدين وذلك لضمان العمل وفق أسس قوية وضمانات كافية بعد التقييم للتجربة السابقة”.

لا شك بأن هذه الجهود المبذولة من قبل المسؤولين الليبيين لاستعادة أملاك الدولة الليبية، والتي أثمرت عن توقيع اتفاق بين الوفد الليبي والحكومة الغينية لتسليم المزرعة المملوكة لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، تُعدّ خطوةً إيجابيةً تليها خطوات ونجاحات أخرى تصب في مصلحة الدولة الليبية، وتعزز من سمعتها وهيبتها دوليًا وإقليميًا، وينبغي التأكيد على حقيقة هامة مفادها أن الاستثمارات الليبية في أفريقيا تتجاوز قيمتها المالية المقدرة بمليارات الدولارات وما تُدرّه من عوائد على الدولة الليبية إلى قضايا تتعلق بالأمن القومي الليبي، فمن ناحية يمكن الاستفادة من هذه الاستثمارات في سد نقص السوق المحلية من المواد الغذائية، خاصة السلع الاستراتيجية من الحبوب من قمح وشعير وغيرها، فمن المعروف بأن المساحة الصالحة للزراعة في ليبيا لا تتجاوز 2% من إجمالي مساحة ليبيا البالغة 1,756,000.000 كم²، وهذا ضعف من الناحية الاستراتيجية يمس الأمن الغذائي للشعب الليبي، لهذا فإن الاستثمارات الليبية في أفريقيا، خاصة في مجال الزراعة، تُحقق مكاسب كبيرة للدولة الليبية، وأفضل بكثير من الاعتماد على الاستيراد من الخارج، وليس خافيًا بأن ليبيا من الدول التي تأثرت بالحرب الأوكرانية نظرًا لاعتمادها على استيراد القمح والشعير وغيرها من الحبوب، ومن ناحية أخرى فإن الاستثمارات الليبية في أفريقيا تُرسّخ وتعزز مكانة الدولة الليبية في أفريقيا التي تشهد صراعات وتنافسًا محمومًا على موارد وثروات القارة بين الدول الكبرى، فمن غير المقبول أن تنشط الدول الكبرى وبعض الدول الأخرى في أفريقيا وتحوز على موارد اقتصادية هائلة، مثال ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وإيران والإمارات وإسرائيل وغيرها من الدول التي دخلت إلى حلبة الصراع في أفريقيا، وتظل ليبيا، بوابة أفريقيا الشمالية، منشغلةً بصراعاتها الداخلية وهي تملك أدوات القوة الاقتصادية التي تُؤهلها لمنافسة الكبار في أفريقيا وضمان مصالحها الاستراتيجية، الكل يتسابق نحو أفريقيا، وصار من المألوف أن تُنظّم الدول الطامحة في موطئ قدم في أفريقيا منتديات ومؤتمرات للاستثمار في أفريقيا كل عام، وتدعو لها رؤساء دول القارة الأفريقية، وذلك من أجل تعزيز نفوذها وضمان مصالحها، الحقائق بالأرقام تُؤكد ماذا يحدث في أفريقيا؟.

لقد مضى الزمن الذي كانت فيه أفريقيا حكرًا على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، واقع جديد رسمته الصين على خرائط الجغرافيا الأفريقية عندما بدأت في الزحف نحو أفريقيا واتباع سياسات التغلغل الناعم، ونفس الشيء فعلته روسيا وتركيا وكثير من الدول، ويبدو بأن الأمريكيين لم يُعِيروا اهتمامًا لما قاله الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي في نظريته “الآفاق الجديدة”، وأن استفاقتهم على تنامي نفوذ الصين في أفريقيا جاء متأخرًا في أكتوبر عام 2007م عندما أعلنوا عن تأسيس الأفريقوم “القيادة الأمريكية العسكرية الخاصة بأفريقيا” في مدينة شتوتغارت الألمانية، الآن وبالنظر لما يحدث في أفريقيا يتضح صدق نظرية “الآفاق الجديدة” للرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي قال في نظريته: “إن مستقبل أفريقيا سيترك أثرًا جديًا على مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية بصورة إيجابية أو سلبية”. تواجه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون من قوى الاستعمار التقليدي في أفريقيا منافسةً شرسةً من دول صاعدة في النظام العالمي، وأحد أهم معارك إعادة تشكيل النظام العالمي تجري على الأرض الأفريقية.

الصين الآن رسّخت وجودها في أفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأفريقية في عام 2023 نحو 282.1 مليار دولار، وبلغت استثمارات الصين في أفريقيا 40 مليار دولار في نهاية عام 2023م وفق تصريحات مساعد وزير التجارة الصيني تانغ ون هونغ، كما بلغت قيمة المشروعات التعاقدية للشركات الصينية في أفريقيا في خلال العقد الماضي حوالي 700 مليار دولار، تُفيد دراسة لمؤسسة ماكينزي الأمريكية عن وجود أكثر من 1000 شركة صينية نشطة في أفريقيا، وترفع مصادر أخرى العدد إلى 2500 شركة، 90% منها مملوكة للقطاع الخاص، وتتوقع نفس الدراسة أن تصل قيمة الأرباح المالية التي تجنيها الصين من استثماراتها وتجارتها في أفريقيا بحلول عام 2025م إلى 440 مليار دولار.

أما بالنسبة لروسيا، فهي منذ سنوات بدأت في مزاحمة النفوذ الغربي في أفريقيا، بهدف استعادة نفوذها وعلاقاتها أيام الاتحاد السوفييتي، وكسر العزلة المفروضة عليها من الغرب، واستطاعت من خلال صفقات الأسلحة وإلغاء الديون المستحقة على بعض الدول الأفريقية والبالغة 20 مليار دولار، وغيرها من الوسائل وأدوات القوة الناعمة، مثل هبات القمح والحبوب، والتواجد العسكري عبر مرتزقة فاغنر، أن تُرسّخ وجودها في عدد من الدول الأفريقية.

ولم تكن تركيا غائبةً عن مسرح الأحداث في أفريقيا، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وأفريقيا من 742 مليون دولار في عام 2000م إلى 9 مليارات دولار في عام 2005م، ثم إلى أكثر من 15 مليار دولار في عام 2009م، ليستمر في التزايد بما يصل إلى 25 مليار دولار في عام 2020م، وفي عام 2021م، ارتفع حجم التجارة بين تركيا وأفريقيا إلى 26 مليار دولار، ثم ارتفع ليصل إلى أكثر من 35 مليار دولار في عام 2023م، ومن المستهدف الوصول به إلى 40.7 مليار دولار في عام 2025م، لهذا نرى الأتراك مهتمين بترسيخ وجودهم في ليبيا والتواصل مع جميع الأطراف شرقًا وغربًا، فهم قد خبروا ليبيا وأهمية موقعها الاستراتيجي كبوابة نحو أفريقيا منذ أيام الدولة العثمانية.

كل ما سبق يُؤكد أيضًا بأن الدولة الليبية، رغم ما تُعانيه من انقسامات وضعف، لم تفقد كل أوراق قوتها، وأنها معنية بكل ما يحدث في أفريقيا من صراعات وتنافس بين الدول الكبرى، وأن مصالحنا ومجالنا الحيوي يمتد لأبعد من حدودنا الجنوبية عند الحدود الليبية مع تشاد والنيجر، وأن مفهوم أمن الأعماق يجب أن يكون ضمن أولويات سياستنا الخارجية ومتطلبات أمننا القومي، فلم تعد الأخطار التي تُهدّد كيان أي دولة هي تلك المرتبطة بحدودها فقط، بل أبعد من ذلك.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: لیبیا أفریقیا للاستثمار ملیار دولار فی عام الدولة اللیبیة أفریقیا من وغیرها من من الدول التی ت

إقرأ أيضاً:

جعجع: الإصلاحات لا يمكن أن تنجح قبل استعادة الدولة سلطتها

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، أن هناك حديثاً في الآونة الأخيرة "عن إصلاحات في المجالات كافة: إصلاحات في المجال القضائي، إصلاحات في المجال الاقتصادي، إصلاحات في قطاع المصارف، إصلاحات في ما يتعلّق بمحاربة الفساد، وغير ذلك، لكن هذه الإصلاحات كلها لا يمكن أن تنجح، ولا يمكن أن تُعطي أي نتيجة قبل حصول الإصلاح الأوّل، ألا وهو استعادة الدولة سلطتها وسيادتها، باعتبار أنه ما لم تكن هناك دولة فعليّة، فلا إصلاح يمكن أن يُعطي أيّ نتيجة".

كلام جعجع، جاء في كلمة له عقب قداس شهداء زحلة، الذي أحيته منسقيّة "القوّات اللبنانيّة" في زحلة في مقام سيدة زحلة والبقاع تحت عنوان "زحلة بعيونكُن"، وترأسه راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران ابراهيم ابراهيم. وشارك في القداس الذي خدمته "كشافة الحرية، فوج زحلة"، راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، راعي أبرشية زحلة والبقاع للسريان الأرثوذكس المطران مار يويستينوس بولس سفر ممثلًا بالأب جورج بحي، راعي أبرشية زحلة بعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري ممثلًا بالأب أفرام حبتوت، لفيف من الكهنة، النائبان جورج عقيص والياس اسطفان، الوزير السابق سليم وردة، النائب السابق طوني أبو خاطر، رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، الأمين العام لحزب "الاتحاد السرياني" ميشال ملو، رئيس التجمع الزحلي العام جوزيف مسعد، رئيس غرفة الصناعة والتجارة في زحلة نبيل التيني، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، عضو الهيئة التنفيذيّة في حزب "القوّات اللبنانيّة" ميشال التنوري، الأمين العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" اميل مكرزل، منسق منطقة زحلة في حزب "القوات اللبنانية" آلان منيّر، المنسقون السابقون ميشال فتوش، طوني القاصوف وشارل سعد، رئيس جهاز "الشهداء والأسرى والمصابين" في حزب "القوّات اللبنانيّة" شربل ابي عقل، المرشح لرئاسة بلدية زحلة المعلّقة في انتخابات 2025 سليم غزالة، عدد من أعضاء المجلس المركزي في حزب "القوات"، رؤساء أجهزة ومراكز "القوّات"، حشد من ممثلي الأحزاب والفاعليات النقابية، البلدية، الاختيارية، السياسيّة، الإعلامية، الإقتصادية والإجتماعية.


وقال جعجع متوجهاً إلى أهالي زحلة: "أعتقد أنّكم من ناحيتكم، ومن موقعكم، رأيتم كيف أنّه بعد عقودٍ من التأخير، انتشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الشرقيّة مع سوريا. ولكن ينبغي ألّا يكتفي بالانتشار، بل أن يبسط سلطته بالكامل، ويطبّق القانون بالكامل على الجميع، إذ "لا فضل لِلبنانيٍّ على آخر إلا بقدر التزامه القانون"، مشدداً على أن "هذه المسيرة مسيرة طويلة حتمًا، ولكن على الأقلّ، بدأت الآن".
وأوضح جعجع أنه لم "يصحّ الصحيح" فحسب ورحل الأسد، بل رحل الأسد، ومن بعده بقليل أو قبله بقليل، رحل معظم ودائعه، والقسم المتبقّي من ودائعه يستعدّ للرحيل، وبدأت مسيرة بناء الدولة الفعليّة في لبنان، هذه الدولة الفعليّة التي نناضل منذ عقودٍ للوصول إليها. هذه الدولة التي لا حياة لنا من دونها. هذه الدولة التي نحلم بها منذ زمنٍ طويل. والآن بدأت مسيرة الوصول إلى هذه الدولة الفعلية، اللهمّ أن يبذل المسؤولون، وخصوصًا الكبار منهم، جهدهم لتسريع هذه المسيرة، كي نصل في أقرب وقت ممكن إلى الدولة الفعلية".


وأوضح جعجع أن "شعب لبنان نشيط ومنتج، ولم يكن يومًا شعبًا متسوّلًا أو خاملًا أو عاطلًا عن العمل، ولكن إلى جانب ذلك، لبنان بحاجة إلى أصدقاء خارجيين، كما هو حال دول العالم كلها، حيث لا توجد دولة في زمننا هذا قادرة بمفردها على فعل شيء". وقال: "رأيتم كيف أنّ الولايات المتحدة نفسها، بسبب مجموعة من الرسوم، وهي الدولة العظمى ذات الاقتصاد الأكبر في العالم، واجهت ردّات فعل من الجهات كلها، ووجدت نفسها في حالة من الحصار، وإنْ كان حصارًا معنويًا في الوقت الراهن". وتابع: "لا أحد منّا قادر على الاستمرار أو على إنجاز شيء في هذه الأيام من دون أصدقائه. ونحن لحسن الحظ لدينا أصدقاء، لدينا أصدقاء عرب، ولدينا أصدقاء في الغرب، لا ينقصنا الأصدقاء أبدًا، وهؤلاء الأصدقاء أكّدوا مرارًا وتكرارًا نيّتهم في مساعدة لبنان، لكنّ مساعداتهم كلها مشروطة بقيام الدولة الفعلية. فإذا لم تكن أنت جادًا، فلا تتوقّع من أحد أن يساعدك. إذا لم تساعد نفسك، فلا تتوقّع من أحد أن يساعدك. وبالتالي، فإنّ كلّ النهضة الجديدة التي ننتظرها، والتي ينتظرها الشعب، رهنٌ بإثبات الدولة وجودها، وأن تكون دولة فعلية، وبالتالي أن تبسط سلطتها وسلطانها على الأراضي اللبنانية كلها". وشدد على أن "هذا ليس مطلبًا أجنبيًا، أو مطلب احد معيّن في الخارج يريده، أو أنه ناجم عن ضغط الإسرائيليين كما يحاول البعض تصويره، بل هو مطلب لبناني بحت يخصّنا نحن، وكان ينبغي أن يتحقّق منذ ثلاثين عامًا، منذ إقرار "اتفاق الطائف". فقد كان من المفترض أن تُبسط سيادة الدولة بعد ستة أشهر من إقرار الطائف، وهذه الأشهر الستة انتهت ثلاثين مرة، وما زلنا ننتظر أن تبسط الدولة سيادتها، بقواها الذاتية، على أراضيها كلّها وعلى قراراتها كلّها". وقال: "أتمنّى على المسؤولين، وخصوصًا المسؤولين الكبار، أن يأخذوا هذا الأمر في الحسبان، وإلّا، وللأسف، سنبقى في الوضعية التي نحن فيها. فالمستقبل كلّه مفتوح أمامنا، والطرقات كلّها أصبحت مفتوحة أمامنا، والمهم أن نسلكها".


وتابع جعجع: "في نهاية المطاف، وبعد هذا المسار كلّه، أعود إلى شهدائنا. المسار برمّته أثبت، وخصوصًا في وجه المتردّدين والمشكّكين، أنّه مهما طال الزمن "لن يصحّ إلّا الصحيح". أثبت هذا المسار أنّه في لحظات الحسم، في الأوقات الحرجة، للحفاظ على كرامتك، على حريّتك، على أرضك، لا بدّ من المواجهة. وعندما يُضطرّ الإنسان إلى المواجهة، عليه أن يواجه. الانسحاب من المواجهة أو محاولة تجنّبها تعني الاستسلام الكامل، وهذا الاستسلام، لم يعرفه أهالي زحلة يومًا، بل كانوا دومًا، عند الخطر، "قوّات".

وكان جعجع استهلّ كلمته بالقول: "سيّدنا المطران ابراهيم ابراهيم، إنّي أعتبر حضوري بينكم نعمة وبركة وشرفًا، أن أستطيع كلّ عام أن أشارك في القدّاس الذي يُقام لراحة أنفس شهداء زحلة. وفي الوقت نفسه، أودّ أن أقول لك يا سيّدنا، وأقول لجميع الحضور، إنّني دائمًا أتعلّم من زحلة، أتعلّم من زحلة ومن "الزحالنة"، وخصوصًا أتعلّم منهم وعيهم التاريخي، أتعلّم منهم تمسّكهم بالإيمان، وأتعلّم منهم استعدادهم الدائم للدفاع عن حريّتهم، للدفاع عن كرامتهم، للدفاع عن أرضهم مهما كان الثمن. لقد دفعت زحلة و"الزحالنة" ثمنًا كبيرًا، لكن من خلال هذا الثمن الذي دفعوه، ظلّوا متمسّكين بتاريخهم، حافظوا عليه، وظلّوا في أرضهم، وحافظوا عليها، كما حافظوا على زحلة في التاريخ والجغرافيا، وحفظوا لها مكانة في وجدان كلّ لبناني، سواء كان في أرض لبنان أو في بلاد الانتشار".


وتابع جعجع: "في جبل لبنان، من يريد أن يصبح مقاومًا أو ينتمي إلى "القوّات"، يفكّر ويتّخذ القرار ثم يتعلّم كيف يكون "قوّاتيًا". أمّا في زحلة، فالأمر لا يحتاج إلى كلّ هذه المراحل، فالشخص يولد من رحم أمّه مقاومًا و"قوّاتيًا". كلّ إنسان من بيننا هو ابن تاريخه، ابن الجغرافيا التي يعيش فيها، وابن معاناته. ومن هذا المنطلق، في زحلة ليس على الشخص أن ينضمّ إلى "القوّات"، بل يولد فيها "قوّاتيًا".
واعتبر جعجع أن "احتفالنا هذا العام ليس كسائر الأعوام، بصراحة، احتفالنا هذا العام له طعم خاص، له معنى خاص، لأنّه بالدليل المباشر، وإنْ بعد حين، "لم يصحّ إلا الصحيح". فبعد خمس وأربعين سنة، رحل الأسد وبقيت زحلة". وقال: "زحلة، في نظر الأسد الأب أو الأسد الابن، كانت دائمًا "شوكة في أعينهم"، لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا بها إخضاع زحلة. حاصروها، مارسوا عليها الضغوط بمختلف الأساليب ومن الجهات كلّها، اعتقلوا أبناءها، جرّوا رجالها بل وحتّى نساءها إلى أقبية التحقيق والتعذيب، لكن كما قلتُ، إنّ ذلك كلّه لم يُجدِ نفعًا. ظلّت زحلة هي زحلة، وفي نهاية المطاف رحلوا هم، وبقيت زحلة"، مشدداً على أن "أرض المقاومة لا يمكن في يوم من الأيّام أن تتحوّل إلى أرض استسلام، وهكذا بقيت زحلة أرض مقاومة بلا أي استسلام".


واستطرد جعجع: "شهداؤنا هذا العام سيكونون مسرورين جدًا، لماذا؟ لأنّهم، من جهة، ليسوا متفاجئين باللحظة التي نعيشها الآن. شهداؤنا، منذ اللحظة التي استُشهدوا فيها، كانوا يعلمون لماذا استُشهدوا، وإلّا لما منحهم الله القوّة على الشهادة، كانوا يعلمون ما الذي سيحدث، ويعلمون الأسباب. اليوم، سيكونون من جهة ثانية مسرورين لأنّ جميع المشكّكين والمتردّدين، وجميع ذوي "الوجوه الصفر" الذين كانوا يلومونهم، كيف يواجهون وكيف يقاومون، أصبح واضحًا لديهم الآن لماذا استُشهد من استُشهد، وأصبح واضحًا للجميع أنّه، مهما طال الزمن، "لن يصحّ إلا الصحيح". ولكن، وإنْ أدرك الكثيرون اليوم هذه الحقيقة، فلن يكون لهم أيّ طوبى، لأنّه "طوبى للذين آمنوا ولم يروا". شهداؤنا و"قوّاتُنا" آمنوا منذ الأيام الأولى من دون أن يروا، وظلّوا مؤمنين، والآن بعدما رأوا، سيظلون مؤمنين إلى أبد الآبدين، آمين".
ولفت جعجع إلى أن "شهداءنا سيكونون سعداء اليوم أيضا لأنّهم يعلمون كم تألّم آباؤهم وأبناؤهم وأقاربهم وأحبّاؤهم لفراقهم. وبعد الأحداث كلّها التي وقعت، فقد ساهمت هذه الأحداث، في مكان ما، في مداواة جزءٍ ولو صغير من جراح الفَقد، ألم الفَقد، الذي أصاب هذه العائلات إثر استشهاد أبنائها. ولهذا السبب، سيكون شهداؤنا اليوم مسرورين".
وتوجّه جعجع إلى القواتيين في زحلة بالقول: "أودّ أن أقول لكم في هذه المناسبة: يعطيكم ألف عافية. إنّني أعتبر أنّ مرور خمس وأربعين سنة على غياب شهدائنا هو محطة أساسية لا بدّ من التوقّف عندها. أقول لكم: يعطيكم ألف عافية على كلّ شيء، يعطيكم ألف عافية على السنوات الخمس والأربعين التي مرّت. سيّدنا، في هذه السنوات الخمس والأربعين استُشهد شباب، ولكن هناك شبابًا وصبايا أكثر منهم، واصلوا، وواصلوا، وواصلوا، وظلّوا مؤمنين في وقتٍ عزّ فيه الإيمان، وقلّ فيه الإيمان. ظلّوا مؤمنين طوال الوقت، قبل أن يروا شيئًا، وقبل أن يتأكّدوا من أيّ شيء. ظلّوا يناضلون على الدوام، رغم الاضطهادات والظروف الصعبة كلّها التي مررنا بها، سواء في زحلة أو في لبنان عمومًا، سواء تمثّلت هذه الاضطهادات في اعتقالات أو في سجون، أو احيانا في اغتيالات، كما حصل معنا أخيراَ، منذ نحو سنة، مع استشهاد رفيقنا باسكال سليمان".


وختم: "أودّ أن أقول لكم إنّ ما تقومون به الآن وتواصلونه، هو عمل بالغ الأهمية. في الوقت الذي يرتاح فيه الجميع ربّما في بيوتهم، تكونون أنتم مجتمعين، تتناقشون، تتداولون الرأي، لتروا ما هو الأصلح لقراكم، لأحيائكم، لمدينتكم، ولوطنكم. لكنّ ما أودّ أن أشكركم عليه بشكل خاص، هو أنّكم آمنتم طوال الوقت من دون أن تروا. المجد والخلود لشهداء زحلة الأبرار، عاشت زحلة، عاشت القوّات اللبنانية، ليحيَ لبنان".

وخلال القداس تلا الرسالة النائب جورج عقيص، وبعدما تلا المطران معوّض الإنجيل المقدس، ألقى المطران إبراهيم العظة، وقال: "إخوتي أصحاب السيادة السامي احترامُهم، المطران جوزيف معوّض، والمتروبوليت أنطونيوس الصوري، والمطران بولس سفر، أصحاب السعادة النواب، منسقيّة منطقة زحلة في القوات اللبنانية، وجميع الفعاليات الحاضرة، إخوتي الكهنة والرهبان والراهبات، أيّها الأحبّة، إخوتي وأخواتي في المسيح، في حضرة السيّدة العذراء، سيّدة زحلة والبقاع، وفي مدينة الدم الطاهر، دم الشهداء الذي سقى ترابها، نقف اليوم لنفتخر، لننحني إجلالا، لنصمت احتراما. نقف اليوم حيث الحجارة تهمس بأسماء الشهداء، وحيث النسيم يحمل حَكاياهم، وحيث السماء نفسها تفتح أبوابها لأرواح من اختاروا الحياة عبر الموت، والقيامة عبر الصليب".
وتابع: "الشهادة ليست موتًا عابرًا، بل موقفٌ سماوي، هي فعل حبٍّ مطلق، وفعل حرّية مطلقة. هي فلسفة الجسد الذي يقول «لا» للموت، وبأن يصير الموت طريقًا إلى الخلود. الشهادة في الفكر المسيحي ليست انتحارًا من أجل قضيّة، بل اتّحادًا بالصليب، حيث يصبح الدم كلامًا، والصمت صراخًا، والتراب إنجيلاً يُكتَب بالدم. في قلب الشهيد يسكن المسيح، وفي نظراته قبسٌ من نور القيامة، وفي جراحه تتفتّح معاني الفداء".

واستطرد: "شهداء زحلة لم يكونوا عشّاق موت، بل عشّاق وطن. لم يطلبوا المجد، بل استجابوا للنداء، حين صمت الجميع. اختاروا أن يبقوا على خطوط النار، ليبقى لبنان على خارطة الزمن. أولئك الذين ماتوا، لم يموتوا... فمن يسقط دفاعًا عن زحلة، ينهض مع كل فجرٍ فيها. من يُقتل على أبوابها، يسكن في أجراس كنائسها، وفي قمح واديها، وفي ضوء سهرات أهلها".
ولفت إلى أن "شهداء زحلة ليسوا ذكرى تُحيى، بل هويّة تُحمل، ومسؤوليّة تُحفظ، ووصيّة تُترجم إلى مواقف. زحلة ليست مدينة وحسب، زحلة نشيدٌ يُرتّل في وجه الخوف، هي قصيدة تُكتَب بالنار أحيانًا، وبالكرامة دائمًا. هي قلب لبنان النابض، لا لأنّ جغرافيّتها في الوسط، بل لأنّ تاريخها صليب، وناسها شهود، وإيمانها لا يُقهر".
وقال: "زحلة كانت ولا تزال، خطّ الدفاع عن البقاع، عن الحرّيّة، عن المسيحيّة المشرقيّة، عن لبنان الذي يشبه البشارة أكثر ممّا يشبه المزرعة. ومن هنا، من هذا المقام المقدس، حيث العذراء تنظر إلينا بعينين من حنانٍ وسيف، نفهم كيف يصبح الإيمان مقاومة، وكيف تصبح الأمّ مدرسة أبطال. من هذا التلّ، لا يُرفع تمثال فحسب، بل يُرفع شعبٌ بأكمله. من هنا، يبدأ الرجاء، حين يظنّ الآخرون أنّ الظلام قد انتصر".
وتابع: "زحلة يا عروس الدم والنور، يا من ارتفعَ المجد من ترابكِ، لا من قصور. فيكِ كلّ شهيدٍ صار نبيًّا، فشهداؤكِ لم يُقتلوا، بل أُقيموا، لم يندحروا، بل انتصروا. كتبوا بالدم ما لم تكتبه آلاف الخُطب".
وأشار إلى أننا "نرفع صلاتنا اليوم، لأمّ الشهداء، سيّدة زحلة، أن تحفظ هذه المدينة من كلّ شر، أن تعانق أمهات الشهداء بيدها الحنون، وأن تزرع في قلوب أولادنا الشجاعة نفسها التي حملها آباؤهم. في هذا النهار، نكتب بدمع العزّة على ضريح كلّ شهيد: "لم تَمُتْ… بل قمتَ!" ونهمس في أذن زحلة: "أنتِ لستِ وحدكِ… فشهداؤك معكِ، يسيرون في طرقاتك، يصلّون في كنائسِك، ويغنّون لكِ مرنمين من عليائهم".
وختم: "فلنحمل مشعلهم، ولنصنْ تضحيتهم، ولنعلِن للعالم: زحلة لم تُهزَم… ولن تُهزَم. لأنّ فيها من كتبوا بالدمّ نشيد الحياة. آمين". مواضيع ذات صلة جعجع بعد قداس لشهداء زحلة: مسيرة الدولة الفعلية بدأت والاصلاح الأول استعادة الدولة سلطتها وسيادتها وكل المساعدات مرتبطة بقيام الدولة Lebanon 24 جعجع بعد قداس لشهداء زحلة: مسيرة الدولة الفعلية بدأت والاصلاح الأول استعادة الدولة سلطتها وسيادتها وكل المساعدات مرتبطة بقيام الدولة 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام في افطار السرايا: لا مشروع يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح Lebanon 24 سلام في افطار السرايا: لا مشروع يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الخارجية الإسباني: نحتاج إلى سلام عادل للجميع وحرب العدوان لا يمكن أن تنجح Lebanon 24 وزير الخارجية الإسباني: نحتاج إلى سلام عادل للجميع وحرب العدوان لا يمكن أن تنجح 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح الذي يسمح بقيام الدولة وهو الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة وللتعافي المالي والنهوض الاقتصادي Lebanon 24 سلام: لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح الذي يسمح بقيام الدولة وهو الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة وللتعافي المالي والنهوض الاقتصادي 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً وزيرة "تثير تساؤلات" Lebanon 24 وزيرة "تثير تساؤلات" 02:15 | 2025-04-07 07/04/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع Lebanon 24 هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع 02:00 | 2025-04-07 07/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحالف ثابت مع "ضم مَنْ يرغب" Lebanon 24 تحالف ثابت مع "ضم مَنْ يرغب" 01:45 | 2025-04-07 07/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحالف بين "حزب الله" و"التيار" Lebanon 24 تحالف بين "حزب الله" و"التيار" 01:30 | 2025-04-07 07/04/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية 01:22 | 2025-04-07 07/04/2025 01:22:59 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة اشكال وتضارب في مطار بيروت.. اليكم ما جرى (فيديو) Lebanon 24 اشكال وتضارب في مطار بيروت.. اليكم ما جرى (فيديو) 13:11 | 2025-04-06 06/04/2025 01:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 قصة جديدة مروّعة عن "حادثة البيجر".. وكالة بريطانية تنشرها Lebanon 24 قصة جديدة مروّعة عن "حادثة البيجر".. وكالة بريطانية تنشرها 15:00 | 2025-04-06 06/04/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تعرّض زوجها لوعكة صحية مفاجئة.. فنانة معروفة تُثير قلق جمهورها (صورة) Lebanon 24 تعرّض زوجها لوعكة صحية مفاجئة.. فنانة معروفة تُثير قلق جمهورها (صورة) 07:21 | 2025-04-06 06/04/2025 07:21:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الماركات العالمية ترفض مغادرة بيروت.. أموال ومشاريع ستشعل الأسواق قريباً Lebanon 24 الماركات العالمية ترفض مغادرة بيروت.. أموال ومشاريع ستشعل الأسواق قريباً 10:27 | 2025-04-06 06/04/2025 10:27:01 Lebanon 24 Lebanon 24 فنانة سورية تفجع بوفاة ابنها الشاب Lebanon 24 فنانة سورية تفجع بوفاة ابنها الشاب 12:29 | 2025-04-06 06/04/2025 12:29:23 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 02:15 | 2025-04-07 وزيرة "تثير تساؤلات" 02:00 | 2025-04-07 هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع 01:45 | 2025-04-07 تحالف ثابت مع "ضم مَنْ يرغب" 01:30 | 2025-04-07 تحالف بين "حزب الله" و"التيار" 01:22 | 2025-04-07 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية 01:15 | 2025-04-07 تحالف عريض في دائرة بيروت الاولى فيديو "لست ملاكا ولن أسكت بعد اليوم".. ماغي بو غصن بأجرأ حواراتها: أنا النجمة الأولى في لبنان وهذا عمري (فيديو) Lebanon 24 "لست ملاكا ولن أسكت بعد اليوم".. ماغي بو غصن بأجرأ حواراتها: أنا النجمة الأولى في لبنان وهذا عمري (فيديو) 02:07 | 2025-04-05 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 حمل نعشها طوال الوقت ولم يتركه.. لحظة انهيار الفنان المصري الشهير أثناء جنازة زوجته وهذا أول تعليق له (فيديو) Lebanon 24 حمل نعشها طوال الوقت ولم يتركه.. لحظة انهيار الفنان المصري الشهير أثناء جنازة زوجته وهذا أول تعليق له (فيديو) 23:15 | 2025-04-04 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) 23:31 | 2025-04-01 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • «إيني» الإيطالية تعتزم استثمار 26 مليار دولار بشمال أفريقيا في 4 سنوات
  • كيف ستؤثر رسوم ترامب على قانون الفرص والنمو بين أفريقيا والولايات المتحدة؟
  • محافظ كفرالشيخ يتابع الموجة الـ 25 لإزالة التعديات على أملاك الدولة
  • الموجة 25.. إزالة 88 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة بالمنيا
  • الموجة 25.. الرى: إزالة 1092 حالة تعد على أملاك الوزارة
  • جعجع: الإصلاحات لا يمكن أن تنجح قبل استعادة الدولة سلطتها
  • إزالة 14 حالة تعد على أراضي أملاك الدولة بالبحيرة
  • ليبيا مهددة بخسارة مليار دولار سنويًا بسبب رسوم أميركية جديدة
  • محافظ الجيزة يتابع موقف ملف تقنين واسترداد أراضي أملاك الدولة
  • رئيس الغرفة التجارية بسوهاج: الصعيد مؤهل لجذب الاستثمارات في قطاع الملابس الجاهزة