العمليات اليمنية تشدد الخناق على “إسرائيل” وتجعل الاستفراد بغزة مستحيلاً
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يمانيون../
فتحت القوات المسلحة اليمنية مسار ردع جديد ضد العدو الصهيوني، وذلك باستهداف شمالي فلسطين المحتلة لأول مرة منذ بدء عمليات الردع اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ما يؤكد أن اليمن سيضرب موعداً مع خيارات جديدة تربك العدو وتجبره على وقف إجرامه في غزة.
وتحمل العملية الجديدة مزيداً من الأبعاد والدلالات، وفي مقدمتها استئناف العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية، وتشتيت خيارات العدو الدفاعية.
وعلى ضوء بيان متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، عصر الثلاثاء، بشأن تنفيذ ثلاث عمليات في عمق كيان الاحتلال، بواقع عمليتين شمال فلسطين المحتلة وعملية جنوبها، بالشراكة مع المقاومة الإسلامية في العراق، يبدو أن معادلة جديدة تلوح في الأفق، سيما أن استهداف شمال فلسطين المحتلة من قبل القوات المسلحة اليمنية هو الأول من نوعه منذ بداية طوفان الأقصى.
ومن اللافت أن عمليتي استهداف شمال فلسطين المحتلة لأول مرة، تأتي عقب وقف إطلاق النار بين كيان العدو الصهيوني والمقاومة الإسلامية في لبنان، وهنا كانت الرسالة القوية للعدو إلى جانب الضربة العسكرية، حيث أن استهداف شمال فلسطين المحتلة بعد توقف صواريخ حزب الله، يوحي للعدو بأن ساحات المقاومة ما ستظل تضرب في كل مفاصله، وأن وقف صواريخ حزب الله باتفاق لا يعني وقف صواريخ باقي ساحات الجهاد التي تطال شمال فلسطين المحتلة أو أي مكان في عمق الاحتلال.
وفي ظل التقارير الصهيونية التي تتحدث عن مصاعب كبيرة أمام العدو لإعادة تأهيل شمال فلسطين المحتلة وعودة المغتصبين إليها وتطبيع الحياة فيها، فإن هذه العملية اليمنية العراقية تزيد التعقيدات أمام العدو في هذا الصدد، خصوصاً وأن التقارير “الإسرائيلية” التي أكدت الحاجة لـ10 سنوات قادمة حتى تعود الحياة في الشمال، كانت مبنية على الاستقرار العسكري والأمني والتفرغ للبناء والتأهيل، ما يعني أن عودة الصواريخ مرة أخرى إلى شمال فلسطين المحتلة ستجعل الأمر مستحيلاً أمام العدو ويجعل تطبيع الحياة هناك بعيد المنال، خصوصاً إذا استمر الردع اليمني في ضرب هذا “الوتر الحساس” الذي أشغل العدو طيلة 14 شهراً وكبده خسائر فادحة وحال دون أي انتصار عسكري في غزة على وقع العمليات الصاروخية التي كانت المقاومة الإسلامية اللبنانية تنفذها طولاً وعرضاً.
وفي حال زاد الزخم العسكري المقاوم في ضرب شمال فلسطين المحتلة، فإن العدو أيضاً سيجد نفسه أمام صفعة جديدة بعد الصفعة السابقة التي تعرض لها أمام حزب الله وحاول ترقيعها باتفاق لوقف إطلاق النار، حيث أن استمرار الصواريخ على الشمال سيجعل ملفات العدو هناك معلّقة، فالغاصبون سيبقون مهجّرون في الفنادق والشقق السكنية البعيدة التي يقطنونها ويستنزفون المزيد من الأموال الطائلة التي تكبد العدو خسائر كبيرة وعجزاً مالياً مستمراً، فالإنفاق على المساكن والفنادق والرعاية الشاملة للفارين من الشمال يجعل حكومة المجرم نتنياهو في دوامة عجز مالي متراكم، تجبره على إضافات متواصلة للموازنات التكميلية لتغطية هذه البنود، فضلاً عن المتاعب الأخرى سياسياً وأمنياً وعسكرياً وما تتطلبه من إنفاقات ضخمة، سيما وأن الدفاعات الجوية المكلفة ستظل تعمل في الشمال، وتضاعف الفاتورة وتزيد من اتساع رقعة الفشل العسكري والأمني الإسرائيلي، خصوصاً وأنها لم تثبت نجاعتها خلال الفترات الماضية من التصعيد اللبناني، فما بالها عندما تكون الأهداف “المعادية” هي صواريخ فرط صوتية، أو بالستية متطورة فشلت أحدث المنظومات الأمريكية والغربية في مواجهتها.
كما أن استمرار هذا المسار الجديد من الردع في ضرب شمال فلسطين المحتلة، سيدخل العدو حتماً في متاعب جديدة، ويجعل مخططه في الاستفراد بغزة أمراً مستحيلاً، كما سيتمكن هذا المسار من تثبيت معادلة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله الذي أكد فيها أن عودة المغتصبين الصهاينة إلى شمال فلسطين المحتلة وتطبيع الحياة فيها، مرهون بوقف الحصار والعدوان على غزة، وبهذا يجد العدو نفسه أمام مأزق حقيقي، ويجد نفسه أمام خيار واحد لإعادة الحياة إلى “الشمال”، وهذا الخيار لا يخرج عن وقف الإجرام بحق غزة.
وفي الشق الآخر من العملية، والمتمثل في ضرب هدف حيوي للعدو الصهيوني جنوب فلسطين المحتلة، وتحديداً في منطقة أم الرشراش التي يسميها العدو “إيلات”، فإنها أيضاَ تضاعف شواهد تطور القدرات اليمنية، وأيضاً تزيد من الخناق على العدو الذي يعاني من حصار بحري عطّل أهم موانئه الذي هو ميناء “ام الرشراش” المنفذ الوحيد المطل على البحر الأحمر.
فالعملية تؤكد أن اليمن لم يكتفِ بالحصار البحري الخانق وتعطيل وشل وإفلاس “ميناء أم الرشراش”، بل زاد من خياراته باستهداف الأهداف الحساسة والهامة في تلك المنطقة الحيوية، لمضاعفة خسائر العدو وتشديد قبضة الخناق عليه.
من جانب آخر توحي العمليات الثلاث شمال وجنوب فلسطين المحتلة، بتطور كبير ونوعي للقوات المسلحة اليمنية، حيث أن الأسلحة المستخدمة في الثلاث العمليات تنوعت، وجميعها حققت الهدف دون أن تتمكن أياً من الدفاعات الأمريكية أو الإسرائيلية أو الغربية في رصدها واعتراضها، وهذا بدا واضحاً من خلال عدم نشر العدو الصهيوني أو راعيه الأمريكي لأي أخبار مسبقة بشأن رصدهم للصواريخ والمسيرات التي ضربت الشمال والجنوب، عكس العمليات السابقة التي كان الأعداء ينشرون أخباراً برصد ما يسمونه “أهدافاً جوية معادية” وهي في طريقها لأهدافها في “فلسطين المحتلة”، ما يؤكد أن هذا التطور اللافت سيضع العدو ورعاته أمام تحديات صعبة، وتجعلهم في مسارات مرهقة لملاحقة خيارات القوات المسلحة اليمنية، أما مواكبتهم للخيارات فقد صارت مستحيلة في ظل تجدد مسارات الردع اليمنية وتطورها بشكل لافت، يعبر عنه المسؤولون العسكريون الأمريكيون والغربيون بـ”الصادم” و”المدهش” والمرهق أيضا.
وبعودة العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، يتأكد للأعداء أن ساحات المقاومة ستظل على الموعد في تجديد الضربات غير المتوقعة، وتنويع التكتيكات والأساليب العسكرية الموجعة، حتى يتبين للأعداء أن الاستفراد بغزة سيظل حلماً يستحيل الوصول إليه، وأن الأجدر فعله هو وقف الإجرام على الشعب الفلسطيني وبكامل شروط فصائل المقاومة الفلسطينية التي تملك أوراق قوة وضغط، خصوصاً وأن كل ساحات الجهاد والمقاومة خارج فلسطين وبما تملكه من خيارات، باتت أوراق قوة وساحات ضغط بيدها، كونها تتمترس في خندق الأمة المتقدم في مواجهة العدو الصهيوني ورعاته، وخلفها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
المسيرة – نوح جلاس
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة شمال فلسطین المحتلة المقاومة الإسلامیة العدو الصهیونی فی ضرب
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: المجاهدون في فلسطين ولبنان هم المترس الأول للأمة الإسلامية
يمانيون | أكد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن الأمة بحاجة إلى تثبيت الانتماء لهويتها ومسؤوليتها ودينها كي تحصل على الحرية، وتثبت أمام المؤامرات الاستعمارية الأمريكية الصهيونية الغربية.
وجدد في خطاب له اليوم الأحد بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد التأكيد على ثبات اليمن في التصدي لكل المؤامرات الأمريكية الصهيونية التي تستهدف الشعبين اليمني والفلسطيني.
وقال السيد القائد : “يجب ألا نعبّد أنفسنا إلا لله، وأن نتحرر من العبودية لكل الطواغيت، وهذه مسألة ذات أهمية كبيرة في ما يتعلق بانتمائنا الديني”.
وأضاف: “مهمتنا أيضاً بحاجة إلى الحرية وإلى الخلاص من هيمنة أعدائها، بالنظر إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تهددها من جانبهم”، مؤكداً أن “الطاعة لأمريكا ولإسرائيل هي تعبيد للنفس لهم، وانتقاص على حساب هذا الانتماء، ولذلك المسألة خطيرة جداً، تمس بالمبادئ، وبالثوابت الدينية والأسس الدينية”.
وتطرق السيد القائد إلى أبرز المحطات التي تؤكد على حقد الأعداء الكبير على أمتنا، والتي تستوجب النفير والاستعداد، والأعداد لمواجهتهم بكل قوة، لافتاً إلى الموقف اليمني المشرف في هذا الصدد.
وأوضح أن “شعبنا قدم عشرات الآلاف من الشهداء والآخرون خسروا عشرات الآلاف ممن قدموهم قرباناً واسترضاء للأمريكي والإسرائيلي”، لافتاً إلى أن “شعبنا قدم شهداؤه في سبيل الله تعالى قرباناً إلى الله، ولذلك ينعم بالحرية الحقيقية”.
الخنوع لأمريكا وإسرائيل لا يمثل حلاً
وأكد السيد القائد أن شعبنا تمكن من أن يتحرك في إسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، مبيناً أن التحرك اليمني تميّز عن كل البلدان وكان تحركاً رسمياً وشعبياً بفاعلية عالية وسقف عالٍ، متبعاً بالقول:”إسناد اليمن للشعب الفلسطيني كان بزخم هائل واستمرار وثبات، بالرغم من كل الضغوط والحملات والعدوان والحصار”
ونوه السيد القائد إلى أن أمتنا تحتاج إلى الحرية كشيء أساسي بالنظر إلى هويتها وانتمائها ومسؤوليتها، مؤكداً أن “الخنوع لأمريكا وإسرائيل لا يمثل حلاً لأمتنا ولا يدرأ المخاطر عنها”.
وأوضح أن “الخنوع لأمريكا وإسرائيل يساعد الأعداء إلى أن يتمكنوا أكثر وأكثر من نجاح مؤامراتهم ومخططاتهم ومشاريعهم وأجندتهم التدميرية والعدوانية ضد أمتنا”، منوهاً إلى أن “أمتنا بحاجة إلى أن تتحرر وأن تستشعر مسؤوليتها وأن تخرج من حالة الجمود”.
وبين السيد القائد أن أعداءنا حاقدين جاحدين يحملون الحقد الشديد جداً ضد أمتنا، وعبّرت جرائمهم الرهيبة جداً في غزة على ذلك.. كانوا يتعاملون مع الشعب الفلسطيني في غزة بعدوانية شديدة جداً تعبّر عن منتهى الحقد.. هم طامعون في أوطاننا وفي ثرواتها وفي موقعها الجغرافي.. لا يعطون أي اعتبار لا لحقوق إنسان ولا لقيم ولا لأخلاق ولا لقوانين ولا لأي شيء.. يرتكبون أبشع وأفظع وأسوأ وأقصى الجرائم حتى بحق الأطفال والنساء والطاعنين في السن.. يرسلون الكلاب البوليسية على العجائز الطاعنات في السن، وهن في حالة المرض لينهشوا لحمهن وهن على قيد الحياة.. وواصل : “الأعداء يرتكبون جرائم الاغتصاب دون أي حياء ودون أي وازع أخلاقي أو إنساني أو قانوني أو غير ذلك.. يرتكبون جرائم القتل ويتعمدون قتل بعض الأطفال بدم بارد.. استخدموا القنابل الفتاكة التي تستخدم لتدمير المنشآت الخرسانية لاستهداف النازحين في خيمهم القماشية.. استخدموا القنابل الحارقة وارتكبوا جرائم التجويع وكل أصناف الجرائم”.
ولفت إلى أن “الإسرائيلي والأمريكي معاً أرادوا بعدوانهما الوحشي الإجرامي على قطاع غزة إنهاء المقاومة والقضاء على المجاهدين وتهجير أهل غزة”، متطرقاً إلى تحركات المجرم ترامب وتصريحاته التي يرددها ويكررها عن تهجير أهالي غزة إلى الأردن وإلى مصر، والذي هو هدف إسرائيلي منذ البداية.
وأكد السيد القائد أن “الأعداء هدفهم الإبادة والسيطرة التامة والتهجير الكامل للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وإنما أعاقهم ويعيقهم الصمود العظيم الأسطوري للشعب الفلسطيني ومجاهديه وشهدائه”.
وبين أنه “لو أتيح للأعداء أن يتحقق الإبادة والتهجير ولم يصمد الشعب الفلسطيني هذا الصمود العظيم، لكانوا فعلوا ذلك وانتقلوا إلى الخطوات التالية”.
ونوه إلى أن “الأعداء لديهم أهداف واضحة وهم يسعون لتنفيذها على مستوى فلسطين، وفي مقدمة ما يستهدفونه المسجد الأقصى والقدس، وموقفهم في هذه المسألة موقف عقائدي”، مشيراً إلى أن الأعداء “يسعون لاستقطاع الضفة الغربية بشكل نهائي”.
وقال إن “ما يفعله الأعداء في هذه المرحلة في الضفة الغربية من عدوان يحاولون أن يعوضوا به ما خسروه في غزة وما سقط عليهم فيها من الغرور والطغيان والكبر”.
وأضاف: “الأعداء يحاولون أن يعوضوا فشلهم في غزة بالاستعراض الإجرامي الذي ينفذونه في الضفة”.
وأكد أن “الأعداء يهدفون إلى استقطاع الضفة وغزة بشكل كامل وتهجير الشعب الفلسطيني والمصادرة لكل فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية بكلها”، مشيراً كذلك إلى أن الأعداء يهدفون إلى منع عودة اللاجئين الفلسطينيين من خارج فلسطين وتوطينهم حيث هم في البلدان التي هم لاجئون فيها.
أطماع إسرائيلية في المنطقة كلها
ولفت السيد عبد الملك إلى أن العدو لا يزال يماطل في تنفيذ الاتفاق في لبنان، وهو مستمر في ممارساته العدوانية، موضحاً أن “العدو يواصل التدمير للمنازل وتجريف الأراضي الزراعية وقلع أشجار الزيتون المعمّرة، وكذلك الاستهداف للأهالي وتنفيذ غارات عدوانية في لبنان”.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني بتحركاته يؤكد على أنه سيستمر في احتلاله لما احتله في سوريا، ويسعى باستمرار إلى تثبيت تواجده هناك، منوهاً إلى أن “أطماع العدو واضحة كلما تهيأت له الظروف أو رأى المجال مفتوحا أمامه”.
واستطرد :”العدو لن يتردد في الإقدام على أي خطوة عدوانية من احتلال ومصادرة للأرض والأوطان ومن قتل أبناء هذه الأمة، من ارتكاب أبشع الجرائم وتنفيذ مختلف المؤامرات”.
وأكد أن “العائق الحقيقي للعدو تجاه كل مؤامراته بأنواعها ومساراته العدوانية المتعددة هو التصدي لهم بالجهاد في سبيل الله تعالى وبالمقاومة”، منوهاً إلى أن “دور المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أنها في الخندق الأول في معركة كل الأمة”.
وقال في هذا السياق: “العدو الإسرائيلي لو نجح خلال معركة طوفان الأقصى في التخلص من المقاومة الفلسطينية لكان قد اتجه إلى البلدان المجاورة بدون تردد”، متسائلاً “هل كان العدو سيحترم الاتفاقيات السابقة مع الأردن أو مع مصر أو مع لبنان؟ لم يكن ليحترم أي شيء من ذلك”.
وأشار إلى أن “ما يفعله العدو في سوريا، فهو لا يحترم أي اتفاقيات هو يعمل على صناعة فرص، ويستثمر الفرص عندما تتوفر لتحقيق أهدافه العدوانية”.
وأكد السيد القائد أن “المقاومة الفلسطينية لهم الدور الأول، وكذلك حزب الله في لبنان في حماية كل الأمة من خطر يستهدفها بالاحتلال المباشر لرقعة جغرافية واسعة”.
وأوضح أن “المقاومة ليست فقط عائقا للعدو الإسرائيلي وعاملا أساسيا في أنه لم يصل بكل شره إلى بقية البلدان لأنه انشغل بهذه المقاومة والمجاهدين، فالمقاومة أثبتت فيما كانت عليه من ثبات وما أمدها الله به من عون ونصر أنها في مستوى أن تلحق الهزيمة بالعدو وتحقق الانتصار للأمة”.
ولفت إلى أنه “لو قامت الأمة بما عليها من مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى في الوقوف مع هذه المقاومة ودعمها واحتضانها ونصرتها لحققت الهزيمة بالعدو وحققت الانتصار للأمة”.
وبين أن “الموقف الرسمي الداعم للمقاومة بحق وجد هو حالات استثنائية في الأنظمة العربية والإسلامية”، مبيناً أن “الجمهورية الإسلامية في إيران لها دور بارز وواضح يعترف به العدو والصديق في إسناد وإعانة المجاهدين في فلسطين ولبنان”.
دور بارز ومميز لليمن
وفي هذا السياق أضاف السيد القائد بقوله “بلدنا برز رسمياً وشعبياً بكل ما يستطيع في إسناد المجاهدين في فلسطين ولبنان”.
وأوضح أن “التعاطف الشعبي معلوم في كل العالم العربي والإسلامي لكنه لا يكفي لوحده إذا لم يترجم إلى مواقف عملية وإلى دعم حقيقي وإسناد حقيقي، وهذا هو الشيء الغائب في واقع الأمة”.
وتطرق السيد القائد إلى أن “الكثير من الأنظمة الرسمية لم تتحرك بجدية لتقديم الدعم الحقيقي، لا على المستوى السياسي ولا المادي ولا العسكري ولا بأي مستوى”، مؤكداً أن “مواقف الأنظمة الرسمية شكلية في أغلبها، عبارة عن قمم تصدر بيانات لا أكثر دون أي جهد عملي أو دعم حقيقي”.
ولفت إلى أن “المقاومة والمجاهدين في فلسطين ولبنان هم بالمستوى الذي يمكن أن يحقق للأمة كل الأمة الانتصار الكامل والتاريخي على العدو الإسرائيلي”.
وكرر قوله: “لو وقفت هذه الأمة مع المجاهدين في فلسطين ولبنان الوقفة الصادقة العملية الجادة وقدمت لهم الدعم بمثل ما تقدمه أمريكا والغرب للعدو الإسرائيلي لحققت للأمة الانتصار الكامل والتاريخي”، مؤكداً أن “هناك مسؤولية حقيقية على هذه الأمة تجاه المقاومة، وتبقى هذه المسؤولية دائمة”.
وعبر السيد القائد عن حزنه إزاء مسارعة الأنظمة العربية لاسترضاء ترامب ودعم أمريكا في وقت يكون فيه الشعب الفلسطيني أحوج وأولى، مؤكداً أن “أي دعم للأمريكي هو دعم للإسرائيلي”.
وقال السيد القائد “عندما تقدم مئات المليارات من ثروات هذه الشعوب للأمريكي، هو يقدم منها أيضاً مئات المليارات، يقدم من خلالها السلاح، و القنابل التي تقتل الشعب الفلسطيني”.
وفي ختام حديثه بهذا الصدد، أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن هناك مسؤولية على الأمة لمناصرة الشعب الفلسطيني”، معتبراً المجاهدين في فلسطين هم “المصد الأول والعائق الأول والمترس الأول للأمة الإسلامية بكلها”، وبجانبهم أيضا المجاهدين في لبنان، حاثاً أحرار الأمة على دعم الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة.