ساعات من التوتر وضغوط دولية تُجبر الرئيس على التراجع..تفاصيل أزمة كوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
فور إعلان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، عن فرض الأحكام العرفية في البلاد، نشبت أزمة سياسية حادة في كوريا الجنوبية، حيث سارعت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على سيول للعودة إلى الإجراءات القانونية المعتادة.
القرار الذي أعلن عنه الرئيس الكوري الجنوبي جاء مبررًا بتأمين البلاد وحمايتها من "القوات المعادية للدولة والمؤيدة لكوريا الشمالية"، ولكنه أحدث ردود فعل قوية على كافة الأصعدة المحلية والدولية.
في خطوة مفاجئة، أصدر الرئيس يون سوك يول مرسومًا بفرض الأحكام العرفية في البلاد، ما أثار صدمة واسعة بين المواطنين والمشرعين على حد سواء.
قوات عسكرية كانت قد حاولت الدخول إلى مبنى البرلمان، بينما سارع النواب والمحتجون بالاحتجاج على هذا القرار الذي اعتبره الكثيرون تهديدًا للديمقراطية في البلاد، خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة.
وفي مواجهة هذا التحدي، طالب زعماء أحزاب المعارضة في البرلمان بإلغاء القرار، مؤكدين أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للدستور والقوانين الكورية الجنوبية.
وأدى ذلك إلى تصويت البرلمان على إلغاء إعلان الرئيس، ما دفعه للرجوع عن قراره في وقت لاحق تحت الضغط السياسي.
ردود الفعل الدوليةلم يقتصر رد الفعل على الداخل الكوري الجنوبي فقط، بل امتد إلى الساحة الدولية. فقد عبرت الولايات المتحدة عن "قلق عميق" من التصعيد الحاصل في كوريا الجنوبية، وأكدت أن واشنطن تتابع الوضع عن كثب، داعية سيول إلى احترام سيادة القانون وحل الخلافات السياسية بالطرق السلمية.
كما وجهت وزارة الخارجية الأمريكية دعوات للسلطات الكورية الجنوبية للامتثال لقرار البرلمان.
من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من الوضع المتسارع في كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن التطورات قد تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي في المنطقة.
كما أبدت روسيا والصين اهتمامًا بتطورات الوضع، حيث اعتبرت موسكو أن فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية "مقلق"، في حين نصحت السفارة الصينية في سيول مواطنيها بتوخي الحذر في ظل الظروف الراهنة.
انفراج الأزمةرغم التوترات التي أعقبت قرار الرئيس، فقد نجحت ضغوط البرلمان والشعب في دفع الرئيس يون سوك يول إلى التراجع عن فرض الأحكام العرفية. فقد عقد البرلمان الكوري الجنوبي جلسة استثنائية وصوت لصالح إلغاء القرار، مما دفع يون للاستجابة وإعلان سحب قوات الأحكام العرفية وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي.
ويعكس هذا التراجع الأزمة السياسية التي يعيشها يون سوك يول، في وقت يعاني فيه من تراجع في شعبيته وصعوبة في تمرير أجندته السياسية، خاصة مع السيطرة الكبيرة التي تمتلكها المعارضة في البرلمان.
كما ارتفعت حدة التوترات الداخلية إثر رفض الرئيس المطالبات بإجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح التي تطال زوجته وكبار المسؤولين في حكومته.
كشفت أزمة فرض الأحكام العرفية عن التحديات الكبيرة التي تواجه كوريا الجنوبية على المستوى السياسي والاجتماعي، وأظهرت تأثير الخلافات الداخلية على استقرار الدولة. كما أبرزت أيضًا دور المجتمع الدولي في التأثير على القرارات السياسية في البلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كوريا الجنوبية الرئيس الكوري الجنوبي الأحكام العرفية المزيد المزيد فرض الأحکام العرفیة فی کوریا الجنوبیة الکوری الجنوبی یون سوک یول فی البلاد
إقرأ أيضاً:
سلطات كوريا الجنوبية تتحرك لاعتقال الرئيس يون
بدأ المحققون في كوريا الجنوبية، صباح اليوم الجمعة، بتنفيذ مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحقّ الرئيس المعزول يون سوك يول، من أجل استجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر فرض الأحكام العرفية في البلاد، ليجدوا أنفسهم في "مواجهة" مع الأمن الرئاسي الذي يمنعهم من اعتقال الرئيس، وفق الإعلام المحلّي.
وسيكون الاعتقال الأول من نوعه لرئيس كوري جنوبي في المنصب. ووفقاً لشهود لرويترز، وصل مسؤولون من مكتب التحقيقات في فساد كبار المسؤولين، الذي يقود فريقاً مشتركاً من المحققين يضم الشرطة ومدعين إلى بوابات مجمع يون، بعد السابعة صباحاً بقليل.
(3rd LD) Investigators enter Yoon's residence to execute warrant to detain impeached president https://t.co/UGQSwKQf1b
— Yonhap News Agency (@YonhapNews) January 2, 2025 مواجهة وتصديومن جهتها، أفادت وكالة "يونهاب" للأنباء، أنّ المحقّقين الذين دخلوا مقرّ الإقامة الرئاسي لم يتمكّنوا في الحال من توقيف الرئيس المعزول، لأنّ وحدة عسكرية في الداخل تصدّت لهم.
وعلى ما يبدو فإنّ المحقّقين تمكّنوا من تجاوز هذه العقبة، ليجدوا أمامهم عقبة أخرى تتمثّل بحرس الرئيس، وفق المصدر نفسه. وقالت "يونهاب"، إنّ المحقّقين باتوا في "حالة مواجهة مع الأمن الرئاسي"، بعد أن تصدّت لهم في وقت سابق وحدة عسكرية داخل المقرّ.
ووفق وكالة فرانس برس، قام فريق من محقّقي المكتب يتقدّمهم المدّعي العام لي داي-هوان، بمؤازرة أمنية إلى مقرّ الإقامة الرئاسي الواقع في وسط العاصمة، من بوابته الحديدية الضخمة.
وجرت عملية المداهمة، بينما تجمّع حشد من أنصار يون أمام المقرّ.
وبدره، أكد وكيل الدفاع عن الرئيس المعزول، أنّ المحقّقين الذين حاولوا توقيف موكله تصرّفوا خلافاً للقانون، متعهّداً اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.
وقال المحامي يون كاب-كيون إنّ "تنفيذ مذكرة توقيف غير قانونية وباطلة يتعارض في الواقع مع القانون"، مضيفاً "سيتمّ اتّخاذ إجراءات قانونية في ما يتعلق بتنفيذ التفويض خلافاً للقانون".
ويون لا يزال رسمياً رئيساً للجمهورية، إذ إنّ قرار عزله الصادر عن البرلمان لم يصبح نهائياً بعد بانتظار أن تبتّ به المحكمة الدستورية، وفي الانتظار كُفّت يده وعيّن البرلمان قائماً بأعماله. وإذا تمّ تنفيذ المذكرة، سيصبح يون أول رئيس في المنصب يتمّ توقيفه في تاريخ كوريا الجنوبية.
(URGENT) Yoon's defense team says to take legal action over 'illegal' execution of warrant https://t.co/PwLifvsqWS
— Yonhap News Agency (@YonhapNews) January 3, 2025 صدامات بين متظاهرينوجرى هذا التحرك تحت مراقبة كثيفة من قوات الأمن. وقال مؤيد للرئيس المعزول يدعى لي هاي-سوك (57 عاماً) بينما كان يتظاهر قرب مقر الإقامة الرئاسي: "نحن مجتمعون هنا اليوم، مستعدون للمخاطرة بحياتنا"، متهماً المعارضة "بمحاولة تحويل بلادنا إلى دولة اشتراكية شبيهة بكوريا الشمالية".
ولم يُبدِ يون، المدّعي العام السابق، أيّ ندم منذ عزله في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حتى أنه تعهد في رسالة إلى مؤيّديه بـ "القتال حتى النهاية". وبالمقابل، تظاهر أمام المقر الرئاسي أيضاً معارضون ليون، وقد اندلعت صدامات بين الطرفين فضّتها الشرطة.
وبحسب يونهاب، فقد نشرت الشرطة حوالي 2700 عنصر في الموقع بعد اندلاع هذه الاشتباكات. وسبق لجهاز الأمن الرئاسي الذي يواصل حماية يون بصفته رئيس الدولة، أن منع المحقّقين من إجراء عمليات تفتيش في مقر الإقامة الرئاسي حيث يتحصّن يون منذ أسابيع.
وبرّر الأمن الرئاسي منعه المفتّشين من مداهمة مقرّ إقامة الرئيس بقانون يحمي أسرار الدولة. لكنّ رئيس "مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين" أوه دونغ وون، سبق له وأن حذّر من أنّ أيّ شخص سيحاول منع توقيف يون، سيتعرّض هو نفسه للملاحقة القضائية.