تقرير بريطاني: أزمة اليمن مرتبطة بانعكاس ديناميكيات القوة الإقليمية.. السعودية وإيران والإمارات (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
قالت مؤسسة فكرية بريطانية إن الأزمة اليمنية انعكاس لديناميكيات القوة الاقليمية في المنطقة ممثلة بالمملكة العربية السعودية وإيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت مؤسسة القرن القادم (N C F) في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" بعد ما يقرب من عقد من الحرب في اليمن، لا يزال الوضع غير مستقر، ويظل اليمن أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وقالت إن الصراع المتطور في الشرق الأوسط، أدى إلى حالة من عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ في اليمن، وخاصة فيما يتعلق باستجابة الحوثيين للحرب على غزة. لافتا إلى أن التحول الديناميكي بين الجهات الفاعلة الدولية، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أدى إلى عدم الاستقرار في أزمة اليمن.
أزمة متعددة الأوجه
وحسب التقرير فإنه يمكن وصف الأزمة في اليمن بأنها صراع متوقف على السلطة، ينطوي على ثلاثة أشكال رئيسية يمكن تعريفها للسلطة: الحكومة المعترف بها دوليًا، وجماعة الحوثي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت "على الرغم من التفتت الكبير في جنوب اليمن، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يحتفظ بسلطة قوية في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية الغربية، على الرغم من أن نفوذه أكثر محدودية في المناطق الجنوبية الشرقية".
وطبقا للمؤسسة فإنه لطالما وُصفت الحرب في اليمن بأنها مرحلة حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران، حيث تدعم السعودية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وتدعم إيران الحوثيين.
التقارب السعودي الإيراني
يقول التقرير "في عام 2023، أعادت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام سبع سنوات، في صفقة توسطت فيها الصين. أعاد التقارب الدبلوماسية وخلق علاقة أقل عدائية بين البلدين، لكن التوترات لا تزال قائمة.
وتابعت "من الواضح أن العلاقات الدبلوماسية مع إيران مفضلة من منظور سعودي على العلاقات العدائية. ومع انعدام الثقة الكبير والصراعات الإقليمية المستمرة، لم يؤد التقارب بعد إلى أي تقدم كبير فيما يتعلق بأزمة اليمن".
دور الولايات المتحدة
وعن دور واشنطن يفيد التقرير أن التقارب يتماشى مع الأهداف الأمنية الأوسع للمملكة العربية السعودية، مما يشير إلى التحول نحو الاستقلال عن الدعم الأمريكي. في حين تظل الولايات المتحدة لاعباً نشطاً للغاية في الدفاع عن دول الخليج العربية وأمنها، فضلاً عن دعم مصر والأردن.
وأكدت أن التقارب يأتي بمثابة ضربة للولايات المتحدة، حيث عملت منذ فترة طويلة على عزل إيران، باعتبارها الحليف الوثيق لإسرائيل. وقالت "ربما تفقد الولايات المتحدة بعض نفوذها في المنطقة، وربما يرجع ذلك إلى التراجع الأخير في استراتيجيتها في الشرق الأوسط والتزاماتها الدفاعية السطحية على نحو متزايد".
ومع ذلك، مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، يرى التقرير أن يشهد دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تغييرًا جذريًا اعتبارًا من يناير 2025. ففي دول الخليج العربية، يُنظر إلى ترامب باعتباره قوة استقرار، بسبب تركيزه على "تعزيز التحالفات وكبح القوى المتطرفة". ومع ذلك، خلال رئاسته السابقة، أثار ترامب الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بشكل عام في الخليج، وحول حيادها بين دول الخليج.
من ناحية أخرى، تقول المؤسسة أن المشاعر في إيران مختلفة. خلال رئاسته الأخيرة، سحب ترامب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدف إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، بسبب فشلها في معالجة برنامج الصواريخ الإيراني واستمرارها في تمويل الوكلاء الإقليميين.
ورجحت أن ترامب يمضي قدماً في سياسة "الضغط الأقصى"، من أجل إفلاس إيران. مشيرة إلى أن الديناميكيات المتطورة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران قد تؤدي إلى تحول في المشهد الجيوسياسي، والتأثير على مسار أزمة اليمن وتشكيل آفاق مفاوضات السلام المستقبلية.
وزادت "بالنظر إلى مستقبل الأزمة اليمنية، يمكن أن يلعب التقارب السعودي الإيراني دورًا حاسمًا في تشكيل آفاق السلام".
ورجحت أن تحافظ إيران على علاقة وثيقة مع الحوثيين. وقالت: ماذا يعني كل هذا بالنسبة لليمن؟ مع توقف مفاوضات السلام منذ 7 أكتوبر 2023، يبدو أنه من أجل تحقيق السلام في اليمن، يجب أن يكون هناك سلام في البحر الأحمر أولاً.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا السعودية ايران الحوثي العربیة السعودیة الولایات المتحدة السعودیة وإیران أزمة الیمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
قبل تنصيبه.. ترامب يعلن عن أول وجهة له خارج الولايات المتحدة
قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الاثنين، إنه سيتوجه السبت إلى باريس لحضور حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام.
وأعلن ترامب عن زيارته إلى فرنسا من خلال منشور على منصته "تروث سوشيال" وذلك قبل أسابيع من عودته الرسمية إلى البيت الأبيض.
ترامب وصف الحفل الذي دعاه إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا: "سيكون يوما مميزا للغاية للجميع!".
وكاتدرائية نوتردام المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو هي من أكبر الكاتدرائيات في الغرب ومن أكثر المعالم استقطابا للزوار في أوروبا.
والكاتدرائية البالغ عمرها 850 عاما ستستقبل الزوار والمصلّين مجددا اعتبارا من يومي السبت والأحد المقبلين.
ومن المتوقع أن يحضر حفل إعادة افتتاح الكاتدرائية ضيوف من حول العالم بينهم رؤساء حوالي 50 دولة وحكومة.
وفي 15 أبريل 2019، دمّر حريق هائل الكاتدرائية متسبّبا بانهيار برجها الذي صمّمه المهندس المعماري في القرن التاسع عشر أوجين فيوليه لو دوك، في كارثة توالت فصولتها تحت أنظار الباريسيين والسيّاح.
وكان ماكرون حدّد إعادة ترميم الكاتدرائية في غضون خمس سنوات، وهو هدف تقول السلطات الفرنسية إنّه تحقّق.
وفي منشوره كتب ترامب أنّ ماكرون "قام بعمل رائع بتأكّده من أنّ نوتردام استعادت بإعادة ترميمها مجدها كاملا".