منزل السيدة ماريا القبطية .. أسباب اختيار المنيا عاصمة للثقافة المصرية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة مؤخرًا اختيار المنيا عاصمة للثقافة المصرية لعام ٢٠٢٥.
أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بهذا الاختيار لما تتمتع به محافظة المنيا من مقومات ثقافية متفرّدة عبر العصور التاريخية وحتى العصر الحديث والمعاصر، وأن اسم المنيا جاء من الكلمة الهيروغليفية (منعت خوفو) الذي ورد في نقوش مقابر بني حسن وهو اسم مرضعة الملك خوفو ثم تطور هذا الاسم إلي (مونى) في القبطية وتعني المنزل ومنه جاء الاسم الحالي (المنيا).
آثار مصرية قديمة
ويوضح الدكتور ريحان أن المنيا تضم تل العمارنة وهى المنطقة التى اختارها أخناتون وزوجته نفرتيتي لإقامة عاصمة مملكته (أخت آتون) من أجل عبادة الإله الواحـد (آتون) الذى رمز إليه بقرص الشمس تخرج منه أشعة تنتهى بأيد بشرية لتهب الحياة للكون وتضم المعبد الآتونى الكبير والذى شيده أخناتون للإله آتون وهو المعبد الرئيسى بالمدينة وكان أكبرها طوله 1كم وعرضه 250م، علاوة على 26 مقبرة منحونة فى الصخر لم يدفن فيها سوى الأميرة ماكت آتون ابنة الملك أخناتون والتى توفيت أثناء فترة حكمه أما باقى المقابر فخصصت لأفراد الطبقة الحاكمة والنبلاء فى عهد الملك أخناتون.
والأشمونين وكانت عاصمة للإقليم الحادى عشر من أقاليم مصر وبها آثار مصرية قديمة ويونانية ورومانية ومسيحية وإسلامية أهمــها تماثيل للإله تحوت وبقايا السوق اليونانى وبقايا كنيسة على الطراز البازيلكى، وقد لعبت دورًا كبيرًا فى حرب التحرير ضد الهكسوس بمعرفة رئيس المدينة "بعنخى".
وتعد مقابر بنى حسن وبها 39 مقبرة منحوتة فى الصخر لأ شراف وحكام مدينة " حبنو " من الدولة الوسطى أهمها مقبرة أمنمحات (أمينى) ومقبر(خنوم حتب) ومقبرة (باكت) ومقبرة (خيتى) رسمت على جدرانها مناظر تمثل مختلف أنواع الرياضة وتعد سجلاً كاملاً للحياة اليومية فى عصر الدولة الوسطى، كما تضم آثار بناها الإمبراطور هادريان عام 120 ق.م تخليدًا لصديقه الحميم أنتينيو الذى مات غرقًا فى النيل وسُميت بمدينة أنتينيوبوليس.
آثار مسيحيةوينوه الدكتور ريحان إلى وجود أهم محطة في مسار العائلة المقدسة بمركز سمالوط بالمنيا وهى جبل الطير الذى سمي بهذا الاسم نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة التي كانت تأتى سنويًا وتستقر على سفح الجبل وتنقر بمنقارها في صدع الجبل، وسمى أيضا الدير بالبكارة ويطلق أحيانًا على المنطقة دير الكف أو جبل الكف أو كنيسة الكف تكريمًا لكف المسيح التي طبعت على الصخرة، ويوجد الكثير من القصص والمعجزات الخاصة بالرحلة، ويزور جبل الطير 3 ملايين زائر من المسلمين والمسيحيين في الاحتفال بالذكرى السنوية التي تستمر لمدة 10 أيام في شهر مايو للتبرك به، كما تضم المنيا دير البرشا وبه كنيسة الأنبا بيشوى من القرن الرابع الميلادى ودير أبو فانا ويضم كنيسة من القرن السادس الميلادى ودير أبوحنس ودير القديس أباهور.
الآثار الإسلاميةأشار الدكتور ريحان بأن المنيا تشرف ببقيع مصر بمدينة البهنسا مدينة الشهداء وبها أربعون من الصحابة وكانت إحدى المدن التى تأتى منها كسوة الكعبة، وتضم مسجد الحسن بن صالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب وهو المسجد الوحيد فى مصر الذى له قبلتان وضريح سيدى فتح الباب أحد أبطال الفتح الإسلامى ومسجد سيدى على الجمام قاضى قضاة البهنسا وإمام المالكية فى عصره بالإضافة إلى مجموعة من القباب مثل قبة أبوسمرة وقبة الأمير زياد الفضل بن الحارث بن عبد المطلب بن عم رسول الله " صلى الله عليه وسلم " مزار السبع بنات، كما تضم المنيا مساجد أثرية عديدة منها مسجد اللمطي ومسجد العمراوي (الوداع) ومسجد الفولى ومسجد القاياتي.
منزل ماريا القبطية
أردف الدكتور ريحان بأن المنيا تضم قرية الشيخ عبادة مسقط رأس السيدة مارية القبطية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي أهداها المقوقس حاكم مصر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك 20 ثوبًا من المنسوجات التي اشتهر بصناعتها إقليم المنيا وهى الثياب المعروفة باسم " القباطي " وهى مصنوعة من الكتان الأبيض به زخارف وقد امتدحها النبي صلى الله عليه وسلم إعجابًا وتقديرًا وكفّن في بعضها، وتنسب القرية إلى عبادة بن الصامت الصحابى الجليل، وعقب وصول عمرو بن العاص رضى الله عنه إلى مصر وفتحها كان ضمن الجيش وبعد موقعة البهنسا انطلقت الجيوش بقيادة عبادة للصعيد من أجل إكمال الفتح الإسلامي حيث وصل إلى القرية وعلم من الأهالي أنها المنطقة التي جاءت منها زوجة الرسول مارية القبطية فقرر البقاء هناك وبنى مسجدًا في المكان الذي كان يوجد به منزل أسرة مارية وكان هذا هو أول مسجد في ملوي وأعفى أهل البلد من الخراج وأكرمهم إكرامًا للسيدة مارية وهنا تغير اسم البلد ليصبح الشيخ عبادة.
ويتابع الدكتور ريحان بأن المنيا هي التي كشفت عن سر اختفاء عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين لمدة ثلاثة أشهر فى الشتاء من كل عام، واتضح أنه اختفاء اختيارى باستراحته بتونة الجبل التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا واشتق اسمها من الكلمة المصرية القديمة "تاحني" أى البحيرة إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل وأضيفت إليها كلمة الجبل نظرًا لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية.
وهذه الاستراحة كانت بجوار محبوبته إيزادورا وهى قصة حقيقية لفتاة كان عمرها 18 عام رائعة الجمال عاشت فى مصر القديمة منذ القرن الثانى قبل الميلاد عشقت شابًا رفض أباها الزواج ثم وافق وحين ذهبت لرؤية المحبوب عبر ضفتى النيل اختل توازنها وغرقت وتم تحنيط جسدها ورثاها والدها بمرثية شعرية كتبت باليونانية وسجلت على جدران المقبرة وبقيت المومياء شاهدة على هذا الحب الذى سطر على صفحات النهر الخالد وكانت مقبرتها بتونة الجبل مصدر إلهام لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المنيا مصر القديمة آثار المنيا الآثار الفرعونية المزيد المزيد صلى الله علیه وسلم الدکتور ریحان مسجد ا
إقرأ أيضاً:
ذنوبي كثيرة كيف أرجع إلى الله؟.. الدكتور أيمن الحجار يجيب
أكد الدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى يفتح أبواب التوبة لعباده مهما كانت ذنوبهم، مشيرًا إلى حديث سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها."
وأوضح الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح، أن هذا الحديث يعكس رحمة الله الواسعة وعفوه الكريم عن عباده، قائلاً: "إن عفو الله سبحانه وتعالى كبير، وهو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم الذي يعلم ضعف عباده ويغفر لهم عندما يتوبون إليه"، مشيرا إلى أن بسط يد الله في الحديث هو مجاز عن سعة رحمة الله وفيضه على عباده، مؤكداً على أن هذا التعبير البلاغي يبين تفضّل الله تعالى في قبول توبة عباده.
وأضاف: "إن الله سبحانه وتعالى يحثنا على التوبة والرجوع إليه، وأنه لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة الله مهما ارتكب من معاصٍ. فالباب مفتوح دائمًا أمام التائبين"، مؤكدا أن كثير من الناس يترددون في التوبة بسبب خوفهم من عدم قبولها بسبب كثرة ذنوبهم، وهذا هو "ظن خاطئ" من الإنسان، لأن رحمة الله تعالى لا حد لها.
وأوضح، أن التوبة الحقيقية هي أن يترك الإنسان المعصية ويستبدلها بالأعمال الصالحة، مع التزامه بأداء الطاعات والابتعاد عن الذنوب، قائلاً: "التوبة هي أن تجعل مكان الأفعال القبيحة أفعالًا طيبة، كأن الشخص الذي كان يرتكب المعاصي يتوب ويقوم بأعمال خيرية كالتصدق أو مساعدة المحتاجين."
وشدد على ضرورة أن يكون الإنسان دائم الرجوع إلى الله والتجديد في توبته، مستشهدًا بآية الله سبحانه وتعالى: "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".