تقرير لـNational Interest:كيف سيتأثر لبنان بالعقوبات المفروضة على سلامة؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
لن يستمتع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بفترة تقاعد هادئة بعد انتهاء فترة ولايته في 31 تموز. عوضاً عن ذلك، سيتعين عليه التعامل مع العقوبات الجديدة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا في 10 آب ضده وضد أربعة شركاء آخرين بتهمة الجرائم المالية والتي يُرجح أنها ارتكبت خلال فترة عمله التي امتدت لثلاثين عامًا في المصرف المركزي.
وبحسب موقع "The National Interest" الأميركي، "تتهم واشنطن ولندن وأوتاوا سلامة "باستغلال منصبه بهدف إثراء الذات والعائلة والرفاق في انتهاك واضح للقانون اللبناني"، وأشاروا إلى أنه "ساهم في تفشي الفساد في لبنان ورسخ فكرة أن النخب في البلاد لا تحتاج إلى الالتزام بنفس القواعد التي تنطبق على جميع اللبنانيين". وأضاف وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، أن الدول الثلاث تعتقد أن سلامة "وضع مصالحه المالية الشخصية وطموحاته فوق مصالح وطموحات الأشخاص الذين خدمهم، حتى مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان"."
وتابع الموقع، "واستهدفت العقوبات أيضاً أفراد عائلة سلامة وشركاء آخرين، بمن فيهم شقيقه رجا وابنه ندي، كما وزوجة الحاكم السابقة آنا كوساكوفا ومساعدته ماريان الحويك. ويُزعم أن رجا استخدم شركات وهمية في جزر فيرجن البريطانية لتحويل ما يقرب من 330 مليون دولار، بمساعدة من قبل الحويك. في غضون ذلك، يمتلك كل من نادي وكوساكوفا شركات في لوكسمبورغ وألمانيا وبلجيكا، مما يسهل عمليات شراء العقارات التي تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات المرتبطة بأموال مصرف لبنان".
وأضاف الموقع، "إن هذه العقوبات تُعد الأقوى حتى الآن التي طالت سلامة ومعاونيه. حاليًا، هناك قضايا عديدة ضد سلامة في أوروبا، بما في ذلك في لوكسمبورغ وألمانيا وفرنسا وبلجيكا، لمزاعم تشمل الاختلاس وغسيل الأموال والاحتيال والإثراء غير المشروع. وقد صادرت الدول الثلاث الأولى أصولا بقيمة 130 مليون دولار في آذار 2022. كما أنه مطلوب في باريس وبرلين، اللتين أصدرتا مذكرة اعتقال عبر الانتربول في أيار، لكن في الواقع لبنان ليس من الدول التي تسلم رعاياها".
وتابع الموقع، "من جانبه، يحقق لبنان أيضاً مع سلامة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تتم محاسبته داخلياً نظرًا لصلاته بالنخب السياسية في البلاد واطلاعه على الجرائم المالية التي ارتكبوها والتي ولدت مخطط بونزي الأوسع. في الواقع، إن صلات سلامة بالنخب السياسية اللبنانية تجعل توقيت العقوبات مثيرًا للاهتمام. لا تزال بيروت بدون رئيس بسبب الخلاف السياسي المستمر بين الكتل السياسية المتنافسة، وهو وضع يحاول بعض القادة الدوليين معالجته. وفي هذا الإطار، عُقد إجتماع خماسي لممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر والسعودية في 17 تموز في الدوحة، واجتمع مسؤولو هذه الدول بهدف وضع استراتيجية لإنهاء الجمود السياسي في لبنان".
وبحسب الموقع، "في حين أن الولايات المتحدة هي العضو الوحيد الذي فرض عقوبات على سلامة، فإن هذه الخطوة قد تكون بداية لنهج أقوى للقضايا السياسية في لبنان. وتتمتع الولايات المتحدة بقدرة فريدة على الاستفادة من العقوبات الموجهة ضد الأفراد الذين يساهمون في مشاكل لبنان نظرًا لمكانة الدولة كقوة مالية بارزة في العالم. في نهاية المطاف، لا يمكن فصل دور مصرف لبنان، ولا سيما سلامة، عن القضايا التي تواجه النظام السياسي اللبناني الأوسع اليوم. سيلعب المصرف دورًا حاسمًا في الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها والتي نأمل أن تنعش الاقتصاد اللبناني المتعثر".
وتابع الموقع، "قد يكون الهدف من الاجتماع الخماسي العمل على تفعيل المراحل الأولى من النهج الذي نوقش في الاجتماع الأخير في الدوحة، وقد تستخدم مثل هذه الخطة نفوذ دول المنطقة مثل المملكة العربية السعودية وقطر ومصر إلى جانب الضغط الأميركي لإغراء اللاعبين السياسيين الرئيسيين في لبنان للاتفاق على اسم رئيس وحكومة ووزراء ومحافظ البنك المركزي. في الوقت الحالي، يبدو أن فرنسا تقود هذا الجهد من خلال مبعوثها الخاص، جان إيف لودريان، الذي زار البلاد في أواخر حزيران".
وختم الموقع، "إن الطبيعة الفريدة للأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في لبنان تقدم فرصة نادرة لإحداث التغيير. في الوقت الحالي، لا تزال تركيبة أي حكومة مستقبلية غامضة، في ظل عدم معرفة هوية محافظ البنك المركزي القادم. الوقت وحده الكفيل بالإجابة عما إذا كان بإمكان الاجتماع الخماسي أن يحرز بعض التقدم ويساهم في إصلاح النظام اللبناني". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
بعد محادثات الولايات المتحدة وروسيا.. من هما المرشحان للسفارتين في موسكو وواشنطن؟
سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء على الاسمين المرشحين لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في العاصمة الروسية موسكو، وسفير روسيا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن موسكو وواشنطن اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية عقب المفاوضات التي جمعت الطرفين في الرياض.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال كلمة ألقاها في مجلس الدوما يوم الأربعاء: "لقد بدأت العلاقات تبتعد عن حافة الهاوية التي كادت إدارة بايدن تدفعها نحوها، لكن هذه ليست سوى الخطوات الأولى".
وأضاف أن "الأجواء إيجابية والنوايا صادقة، وسنرى كيف يتطور الوضع أكثر، وما هي القرارات التي سيتم اتخاذها".
وتابع لافروف: "المسألة الأكثر إلحاحًا، هي سرعة تعيين سفير روسيا في الولايات المتحدة، وسفير الولايات المتحدة في روسيا، فضلا عن إزالة العقبات التي وُضعت على مدى سنوات عديدة، وخاصة من إدارة بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، والتي أعاقت بشكل كبير عمل بعثاتنا الدبلوماسية".
من يكون السفير الأمريكي الجديد في روسيا؟
ذكر الموقع أن السفيرة الأمريكية الحالية في روسيا لين تريسي استلمت مهامها في روسيا منذ كانون الثاني/ يناير 2023، خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وكانت تريسي تشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة في أرمينيا منذ 2019 وإلى غاية كانون الأول/ ديسمبر 2022، وكانت تمارس مهامها أثناء أزمة إقليم كاراباخ في سنة 2020.
وأكد الموقع أنه من المرجح أن يرأس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في موسكو خلال الفترة القادمة المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند.
ووصفت وكالة أنباء نوفوستي على تطبيق "تلغرام" هذا التعيين بأنه "تخفيف للتصعيد"، وأضافت: "بدلًا من لين تريسي، التي لم تتعاون مع وزارة الخارجية الروسية.. سوف يتم إرسال الدبلوماسي ريتشارد نورلاند من ليبيا إلى روسيا بعد أن فشل في محاولاته لمواجهة نفوذ مجموعة فاغنر في منطقة الساحل".
وتابعت الوكالة "في بداية مسيرته، بذل نورلاند جهودًا لتدريب المقاتلين الشيشان وغيرهم من المسلحين القوقازيين، لكنه فقد خبراته منذ ذلك الحين. تعيين العجوز نورلاند بدلًا من شابة قادمة من دائرة الاستخبارات هو إشارة على أن روسيا لم تعد تثير اهتمام الولايات المتحدة على المدى الطويل".
من يكون سفير روسيا لدى الولايات المتحدة؟
أشار الموقع إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان قد أعلن قبل محادثات الرياض أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على عودة طاقم السفارتين في موسكو وواشنطن.
وقال روبيو في هذا الصدد: "إذا كانت هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام من خلال التعامل مع الروس، سنحتاج إلى سفارات ناشطة في موسكو وواشنطن".
ونقل الموقع عن مصدر في مجلس الدوما قوله لوكالة إنترفاكس في 19 شباط/ فبراير، إن استلام أوراق اعتماد السفير الروسي الجديد في واشنطن من المتوقع أن تصدر في وقت قريب جدا.
وحسب المصدر ذاته، فقد تمت مناقشة هذه القضية باعتبارها "محورية" خلال محادثات الرياض.
وفي وقت سابق، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن موسكو قد حددت بالفعل مرشحها لمنصب السفير الجديد في الولايات المتحدة، وهي بانتظار موافقة واشنطن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في برنامج 60 دقيقة عبر قناة "روسيا 1" الحكومية، إن الولايات المتحدة ترحب بالترشيح الذي قدمته موسكو.
وأفادت مصادر صحيفة "كوميرسانت" أن المرشح الأقرب لمنصب سفير روسيا في واشنطن هو مدير إدارة أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، السفير السابق لدى كندا ألكسندر دارتشيف، لكن لم يتم الإعلان عن اسمه رسميًا حتى الآن.
وختم الموقع بأن دارتشيف يبلغ من العمر 64 عاماً، ويعمل في السلك الدبلوماسي منذ سنة 1992.