غزة دفعت الإسرائيليين في وادي السيليكون للخروج من عزلتهم
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أفاد تحقيق صحفي نشرته صحيفة هآرتس، بأن موجة معاداة السامية التي أعقبت طوفان الأقصى، دفعت المغتربين الإسرائيليين في وادي السيليكون بالولايات المتحدة إلى الخروج من عزلتهم، وتبني نشاط شعبي محلي للرد على ما تسميه "شيطنة" إسرائيل واليهود.
واستهلت الصحيفة التحقيق، الذي أجرته كبيرة مراسليها جودي مالتز، بالحديث عن زوجين إسرائيليين هما هاغيت وعوديد شيكل اللذان حطا رحالهما في مدينة بالو ألتو بوادي السيليكون منذ بداية طفرة التكنولوجيا الفائقة، وكانا يخططان للبقاء لمدة عامين فقط.
ومثل العديد من الإسرائيليين الذين يعتبرون هذا الجزء من شمال كاليفورنيا وطنا لهم -أو على الأقل وطنهم الثاني- عاش آل شيكل، معظم هذا الوقت، في "فقاعة إسرائيلية" ولم يختلطوا سوى مع إسرائيليين مثلهم.
بعد طوفان الأقصىوتقول مالتز في تحقيقها، إن كل ذلك تغير بعد أسابيع قليلة من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما اكتشفت عائلة شيكل أن عمدة المدينة والعديد من أعضاء المجلس البلدي فيها، قد وقعوا على إعلان يدين إسرائيل بسبب أفعالها في قطاع غزة. فكان أن شرعت العائلة في تنظيم احتجاج أثناء اجتماع لمجلس المدينة، وحشدت له أصدقاءها وجيرانها من الإسرائيليين.
إعلانوعلى الرغم من أن الجاليات اليهودية في جميع أرجاء العالم لا تزال في حالة ارتباك وحيرة، بعد مرور أكثر من عام على طوفان الأقصى، فإن صدمة المغتربين الإسرائيليين كانت أكبر.
ووفقا للتحقيق، فإن ما يقدر بنحو 40 ألف إسرائيلي يعيشون في وادي السيليكون، إذ يُعدون الأكبر عددا والأكثر ثراءً من بين جميع الجاليات الإسرائيلية المنتشرة في أنحاء العالم.
قوة بعاصمة التكنولوجيا الفائقة
وتشير هآرتس إلى أن الإسرائيليين أصبحوا قوة كبيرة في عاصمة التكنولوجيا الفائقة في العالم، مضيفة أن منطقة خليج سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، حيث يقع وادي السيليكون، باتت معروفة بسياساتها "التقدمية"، التي تعتبرها مالتز أنها مرتبطة تقريبا بالحركات المؤيدة للفلسطينيين.
وتورد أنه ليس من قبيل المصادفة أن حركة "الصوت اليهودي من أجل السلام" المناهضة للصهيونية وحركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" -وهما قوتان رائدتان في الاحتجاجات الجامعية في العام الماضي- بدأتا نشاطهما في وادي السيليكون.
ومع أن اليهود الأميركيين عادة ما يستجيبون، في أوقات الأزمات التي تمر بها إسرائيل، بالتبرع بأموالهم، فإن العمل الخيري والعطاء ليس من شيم الإسرائيليين حاملي جنسية دولة الاحتلال، حتى المقيمين منهم في الولايات المتحدة، على حد تعبير مراسلة الصحيفة.
وكما يقول عوديد هيرموني -وهو رأسمالي مغامر انتقل إلى وادي السيليكون قبل 13 عاما- إن "التبرع بالمال ليس جزءا من الحمض النووي الإسرائيلي. فلطالما كان الأمر عن الإسرائيليين يتعلق بالتبرع بالدم".
الكيبوتس الرأسماليوقد تغير ذلك أيضا بعد طوفان الأقصى، حيث شارك هيرموني في تأسيس شركة "جيه فينشرز" تديره مجموعة من اليهود الأميركيين والإسرائيليين، وهو صندوق استثماري في مجال التكنولوجيا الفائقة يطلق عليه "الكيبوتس الرأسمالي".
وقال هيرموني إن الصندوق جمع أموالا من الإسرائيليين بقدر ما جمعه من اليهود الأميركيين، مشيرا إلى أن ذلك كان مفاجأة له "لأنني لم أرَ إسرائيليين يتبرعون بهذه الطريقة من قبل".
إعلانولكن في حين أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه من أحداث، قد خلقت روابط جديدة بين الإسرائيليين واليهود الأميركيين الذين يعيشون في منطقة خليج سان فرانسيسكو، فقد كشفت أيضا عن انقسام متزايد داخل المجتمع الناطق بالعبرية.
وفي الأشهر التسعة التي سبقت هجوم حماس، نظم العديد من المغتربين الإسرائيليين، في جميع أنحاء العالم، مظاهرات أسبوعية تضامنا مع الاحتجاجات في إسرائيل ضد محاولات الحكومة إجراء تغييرات على النظام القضائي. وقبل طوفان الأقصى بأسابيع، خرج الآلاف منهم للاحتجاج على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارته وادي السيليكون.
انقساماتوفي دلالة على تلك الانقسامات، ذكرت الصحيفة أن إسرائيليا يدعى هانوش إيرون -وهو مدير تنفيذي متقاعد في مجال التسويق في وادي السيليكون- كان قد أيد الحرب الإسرائيلية على غزة مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر، لكن موقفه تغير الآن.
ونقلت هآرتس عن إيرون أن العديد من صداقاته مع الإسرائيليين المحليين تعرضت لضغوط كبيرة، واعتبر أن الديمقراطية والاحتلال -من وجهة نظره- متضادان، مؤكدا أنه لم يعد بإمكانه طرح هذا الموضوع في نقاشاته معهم دون أن يثير ذلك توترا. كما اكتشف الرجل أنه ليس هناك توافق بينه وبين الإسرائيليين في وادي السيليكون فيما يتعلق بنظرتهم لمعاداة السامية.
ولطالما كان بقاء إسرائيل، بالنسبة لكثير من الإسرائيليين الذين انتقلوا للعيش في وادي التكنولوجيا الفائقة، أمرا مفروغا منه، إلا أن طوفان الأقصى نسف هذه القناعة وما أعقبها من افتراضات، وفق التحقيق الصحفي.
اليهود في أسترالياوتناولت هآرتس أيضا أوضاع اليهود في أستراليا البالغ عددهم 110 آلاف. وقالت إن رد فعل الكثيرين منهم على هجوم حماس كان بمثابة جرس إنذار صادم. ففي حين يخطط البعض الآن للانتقال إلى إسرائيل، يشدد آخرون على أهمية عدم الانكفاء داخل "فقاعة يهودية".
إعلانومن بين هؤلاء طاهٍ شاب من مدينة بريسبين في أستراليا، اسمه دوفي شابيرو، فضَّل أن يُنادى باسم "ديفيد" لتجنب الكشف عن هويته اليهودية. وقال للصحيفة إنه، منذ هجوم حماس في عام 2023 وما تلاه من حرب إسرائيل على غزة، قطعت 3 فتيات علاقتهن معه بعد أن اكتشفن أنه يهودي.
ومنذ طوفان الأقصى، رصد المجلس التنفيذي ليهود أستراليا زيادة بنسبة 316% في حوادث معاداة السامية في البلاد.
وطبقا لهآرتس، فقد بدأت هذه الموجة غير المسبوقة من معاداة السامية في أستراليا بعد يومين فقط من هجوم حماس، عندما سُمع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في دار الأوبرا في سيدني وهم يهتفون "اللعنة على اليهود"، من بين شعارات أخرى معادية للسامية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات التکنولوجیا الفائقة الیهود الأمیرکیین فی وادی السیلیکون بین الإسرائیلیین من الإسرائیلیین طوفان الأقصى فی أسترالیا هجوم حماس
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: هجوم إسرائيل على الضفة مدفوع سياسيا وأيديولوجيا
اهتمت صحف عالمية بالتهديدات الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسكان قطاع غزة، إلى جانب العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت "إندبندنت" إن العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والإغاثية أدانت منشور ترامب الذي قال فيه لأهل غزة "أنتم ميتون" معتبرة إياه تحريضيا وغير إنساني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: تفاهم ترامب مع بوتين جعل ألمانيا تفكر بالنوويlist 2 of 2كاتب أميركي: لهذا السبب يصر ترامب على أننا ضحاياend of listولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن منشورات ترامب التي هدد فيها حماس تأتي في وقت تفرض فيه إسرائيل حصارا على القطاع الفلسطيني المدمر من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية.
وأبرزت صحيفة واشنطن بوست رؤية محللين إسرائيليين بشأن العملية العسكرية في الضفة، والتي تسببت في تهجير نحو 40 ألف فلسطيني قسرا خلال شهرين.
وحسب المحللين، فإن نطاق وكثافة العملية لا يتناسبان إلى حد كبير مع التهديد الفعلي، واعتبروا توقيتها وتكتيكاتها والترويج العام لها ليس مدفوعا بالمخاوف الأمنية فقط بل بدوافع سياسية وأيديولوجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما يسمى تيار اليمين المتطرف.
واهتم موقع "ذا هيل" الأميركي بنتائج استطلاع للرأي العام كشفت تراجعا في نسبة الأميركيين المؤيدين لإسرائيل، إذ وجد الاستطلاع أن 46% من الأميركيين يؤيدون إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين.
إعلانوتعبر النسبة -حسب الموقع- عن انخفاض بـ5 نقاط مقارنة بنتائج استطلاع مماثل أجري قبل عام، مما يعني أن الأميركيين أصبحوا أقل تعاطفا مع إسرائيل في حربها ضد حماس.
ورأى مقال بصحيفة غارديان البريطانية أن القطع المفاجئ من جانب الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية عن أوكرانيا "يؤكد قدرة الرئيس الأميركي على وقف فوري لشحنات الأسلحة الموجهة إلى أي حليف".
ويشير المقال إلى أن ترامب يبدو ملتزما بالنهج الذي سلكه سلفه جو بايدن فيما يتعلق بالتعاطي مع إسرائيل، إذ يتضح من سياسته حتى الآن أنه يرفض استخدام هذا النوع من النفوذ مع إسرائيل، مما يتيح لحكومة نتنياهو الاستفادة من شحنات أسلحة بمليارات الدولارات.
وفي سياق متصل، ذكر موقع بريتبارت الأميركي أن ضغوط ترامب المتجددة مع بداية فترة حكمه الثانية دفعت إلى تغيير جذري في الإستراتيجية الدفاعية لدول قارة أوروبا التي بدأت تباعا اتخاذ تدابير لرفع إنفاقها العسكري.
ويفرض هذا الواقع الجديد -حسب العديد من قادة أوروبا- متطلبات أمنية ملحة، في ظل محاولات استحداث خطط لتغيير قواعد الإنفاق العسكري في أوروبا سواء عبر التنسيق الجماعي بين دولها أو بشكل مستقل، وفق الموقع.