تحقيق استقصائي يكشف توثيق جنود الاحتلال فظائع ارتكبوها بدافع الانتقام بغزة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن العديد من الجنود الإسرائيليين وثقوا الفظائع التي ارتكبوها خلال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، كما أكد جندي احتياط خدم في غزة وجود شعور قوي بالانتقام من الجميع لدى الجنود الإسرائيليين.
وأكدت الصحيفة أنها تحققت من صحة أكثر من 120 صورة ومقطع فيديو لحرب الإبادة في غزة نُشرت بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأكتوبر 2024، ومعظمها تم توثيقه بواسطة جنود أو شاركوه علنا عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت -في تحقيق استقصائي نشرته الثلاثاء- أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر للقوات في غزة بعدم تصوير ونشر مقاطع فيديو انتقامية، فإن تلك المواد المصورة استمرت في الظهور على الإنترنت طوال فترة حرب الإبادة.
والنتيجة، وفق واشنطن بوست، حصيلة ضخمة من آلاف الصور ومقاطع الفيديو توفر نظرة نادرة ومقلقة عن كيفية تصرف عناصر الجيش الإسرائيلي خلال واحدة من أكثر الحروب دموية ودمارا في التاريخ الحديث.
وتتضمن الفظائع التي توثقها الصور ومقاطع الفيديو، وفق الصحيفة، أعمال تدمير واسعة للمباني السكنية والمدارس، وإحراقها، وأعمال نهب، تترافق مع أجواء احتفالية من قبل الجنود بارتكابها.
إعلانكما تُظهر مقاطع الفيديو والصور جنودا إسرائيليين، وهم يلتقطون صورا تذكارية بجانب جثامين ضحاياهم، ويكتبون شعارات تدعو لإبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم من غزة.
ووثق أحد الفيديوهات قيام جنود احتياط من الكتيبة 9208 التابعة للواء النقب بقصف منطقة سكنية في شمال غزة باستخدام قذائف الدبابات ونيران الرشاشات، أثناء انسحاب وحدتهم من هناك أواخر العام الماضي.
وقام أحد الجنود في الوحدة بنشر مقطع فيديو للقصف الذي استمر 4 دقائق عبر فيسبوك، وكتب في عنوانه: "قصف وداعي".
مقابلات
كما قالت الصحيفة إنها أجرت مقابلات مع 7 جنود إسرائيليين حول تجاربهم في غزة، وأظهر ذلك أن فظائع ما ارتكبه الجنود في القطاع لم تكن فقط تصرفات فردية، وإنما في بعض الحالات -مثل إحراق المنازل- كانت بأوامر مباشرة من القادة.
ونقلت الصحيفة عن مايكل زيف (29 عاما)، وهو جندي احتياط خدم في لواء القدس المتمركز في ممر نتساريم، الذي يقسم غزة إلى قسمين، قوله إن "الشعور بالانتقام قوي جدا جدا لدى الجميع".
وبحسب الصحيفة فإن زيف قال إن الجنود استمتعوا كثيرا بحرق البيوت في قطاع غزة، رغم عدم وضوح الغرض العسكري من تفجير البيوت هناك.
وأضاف أن الوحدة التي خدم بها أشعلت النار في 20 منزلا على الأقل خلال 5 أشهر، مشيرا إلى أن نظام الانضباط الذي يُحمِّل الجنود مسؤولية أعمالهم لم يجر تفعيله.
كما قال جنديان إسرائيليان للصحيفة إنهما لن يعودا للخدمة العسكرية في غزة بعد السلوك الذي شهدوه من زملائهم.
أدلة على انتهاك القانون الدوليونقلت الصحيفة عن خبراء في القانون الدولي اطلعوا على المواد المصورة أن بعضها قد يُستخدم كأدلة على انتهاكات محتملة للقانون الدولي الإنساني، وخاصة التحقيقات الجارية ضد إسرائيل وقاداتها في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
ومعلقا على المواد المصورة، قال آسا كاشر، وهو أكاديمي ساهم في صياغة مدونة أخلاقيات الجيش الإسرائيلي: "هذا ليس مجرد انهيار في الانضباط العسكري، بل هو فقدان لفهم ما يتطلبه تمثيل الجيش الإسرائيلي وإسرائيل".
إعلانووفق الصحيفة، أكد الجيش الإسرائيلي لها أنه أجرى محادثات تأديبية مع بعض الجنود المتورطين في نشر مقاطع الفيديو، لكنه ادعى أن هذه الحوادث "تمثل استثناءات ولا تعكس قيم الجيش".
ومع ذلك، لم يُفصح الجيش عن تفاصيل إضافية أو خطوات واضحة لمنع تكرار مثل هذه الأفعال.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحقيق لجيش الاحتلال يكشف سبب فشل القبة الحديدية صبيحة طوفان الأقصى
كشفت القناة 12 العبرية، عن تحقيق جديد لجيش الاحتلال، بشأن ما جرى صبيحة عملية طوفان الأقصى، ووقوع ما وصفه بـ"الفشل الخطير" لمنظومة القبة الحديدية، في الساعات الأولى للهجوم.
وأشار التحقيق إلى أن منظومة القبة الحديدية، لم تستطع اعتراض نصف الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، يوم 7 تشرين أول/أكتوبر.
ولفتت إلى أن اختراق مقاتلي القسام، للسياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، وفرار الجنود ومقتلهم، حال دون إمكانية إعادة تزويد البطاريات بالمزيد من الصواريخ.
وكانت كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال عثر على وثيقة في غزة تزعم أن رئيس أركان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الشهيد محمد الضيف، أصدر أمر هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر "طوفان الأقصى" قبل أسبوعين من تنفيذه.
وبحسب هيئة البث، فإن الوثيقة توضح، مراحل خطة هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من الموعد وتوزيع القوات إلى أهداف كل وحدة.
وكان برنامج "ما خفي أعظم" على شاشة الجزيرة أظهر لقطات حصرية نادرة للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، الذي أعلن الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة استشهاده خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة إلى جانب قادة عسكريين آخرين.
وأظهرت اللقطات -للمرة الأولى- وقوف الضيف داخل غرفة القيادة العسكرية لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل عملية "طوفان الأقصى" قبل أيام من انطلاقها.
وظهر الضيف وهو واقف على قدميه داخل غرفة العمليات، خلافا لما روجت إليه إسرائيل على مدار السنوات الأخيرة بأنه عاجز ومقعد.
والخميس، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، استشهاد قائدها العام محمد الضيف و6 من أعضاء مجلسها العسكري، خلال معركة طوفان الأقصى.
وأعلن المتحدث العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة، في كلمة مصورة، استشهاد كل من مروان عيسى نائب قائد هيئة الأركان، وغازي أبو طماعة قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت قائد ركن القوى البشرية، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس.