تركيا = “إسرائيل” في المِلف السوري والمتغيرات الإقليمية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
غيث العبيدي
العمليات العسكرية للتنظيمات الإرهابية في إدلب وحلب، وباقي مناطق وسط وشمال سوريا، ليست عشوائية بل منظمة ومخطّط لها مسبقًا، وأتت متناغمة مع السياق الإقليمي “الإسرائيلي-التركي” وحصلت نتيجة تدخلهما في إدارة الأحداث بصورة مباشرة، وتخضع لأوامر صارمة من أنقرة وتل أبيب؛ باعتبَار أن تلك المجاميع الإرهابية، تمثل مجموعة تهديدات معقدة، تخدم المشاريع التركية والإسرائيلية في سوريا، بمباركة أمريكية، لتقسيم سوريا والتصدي للنفوذ الإيراني فيها، وقطع كُـلّ وسائل الإمدَادات بين سوريا وحزب الله، والقيام بعدة تفاهمات مع روسيا بهذا الشأن؛ لأَنَّ تركيا ترى أن العمل مع روسيا أفضل من العمل مع إيران، فيما يخص الملف السوري، وهذا واقع يخدم “إسرائيل” بالدرجة الأهم؛ لأَنَّها تريد الحصول على مقعد متقدم في إدارة المِلَفِّ السوري، ولن تنال هذا الأمر إلا بتفاهمات سياسية، للحصول على مكاسب استراتيجية إقليمية مهمة “منافع متبادلة” بين كُـلّ من أنقرة وتل أبيب برعاية أمريكية “ترامبية”.
▪ سيناريوهات العمل في سوريا:
– دبلوماسي، يضمن الواقع المرجو حصوله لصالح كُـلّ من تركيا و”إسرائيل”.
– الاستمرار بالمعارك لحين الحصول على ما أشرنا إليه بالقوة.
– الهجوم المعاكس من الجيش العربي السوري، وقوات المقاومة الرديفة له، للقضاء على الإرهاب نهائيًّا.
▪ الرهان التركي الإسرائيلي في سوريا:
الاعتقاد “التركي -الإسرائيلي” الراجح، يرى أن هناك متغيرات قد حصلت في موازين القوى في سوريا “ضعف إيران” «عدو تركيا في سوريا» نتيجة الأحداث في غزة ولبنان، وانخفاض نشاط روسيا لانشغالها بالحرب مع أوكرانيا، فيما ترى أنقرة وحدها، أن عليها استغلال التحالفات الاستراتيجية مع القوى الكبرى، وعلاقاتها مع أمريكا بعد عودة ترامب مجدّدًا للبيت الأبيض، ومستقبل الهياكل العسكرية الأمريكية في سوريا، ومن المتوقع على المستوى السياسي التركي، انسحاب أمريكا من سوريا، وتكرار نفس قرارات عام 2018 الخَاصَّة بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وإشراك منظمة قسد الإرهابية في حلول التسوية، وإيجاد حَـلّ حكومي لها، وعلى ما يبدو أن أنقرة كثّـفت مشاوراتها مع الأمريكان بهذا الخصوص، لربط الحلقات الأمنية في سوريا بيد تركيا وتقويتها أكثر فأكثر، وتقديم أردوغان كخليفة للمسلمين في الشرق الأوسط، من جانب، والحد من التواجد الإيراني والفصائل المرتبطة به من جانب آخر.
▪ الخلاصة:
العلاقات الإيرانية -الروسية، علاقات راسخة وقوية، وقائمة على قواعد ثابتة، وتخيلات تركيا، بأن التفاهمات مع روسيا، بخصوص التواجد الإيراني في سوريا، ممكن أن تنجح تعد “ضرب من الخيال” والميدان أَو الحلول والتفاهمات الدبلوماسية البعيدة عن أحلام “أنقرة وتل أبيب” هي من ستحسم النزاع في سوريا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري يلتقي غدا مع نظيره التركي في أنقرة.. ماذا سيناقش؟
يبدأ وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، غدا الثلاثاء المقبل.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، الاثنين، بأن الوزير المصري سيلتقي نظيره التركي، هاكان فيدان، في مقر وزارة الخارجية التركية بأنقرة.
حول زيارة وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج لجمهورية مصر العربية بدر عبد العاطي إلى بلادنا https://t.co/uZrruROa6W pic.twitter.com/urVbdjZelq — Turkish MFA Arabic / اللغة العربية (@MFATurkiyeAR) February 3, 2025
ومن المتوقع أن يناقش الوزيران جميع جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى التحضيرات الخاصة باجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى المزمع عقده عام 2026.
كما ستشمل المباحثات مناقشة قضايا إقليمية عديدة، بما في ذلك ملفات غزة وسوريا وليبيا ومنطقة القرن الإفريقي والساحل.
وستتطرق المحادثات أيضًا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في عام 2025 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر.
ومن المقرر أن يؤكد الجانبان على أهمية تشجيع الاستثمارات لرفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة إعمار غزة والعمل المشترك لتحقيق حل الدولتين.
يأتي ذلك بعد أن عقد المجلس الاستراتيجي المصري - التركي رفيع المستوى اجتماعًا خلال زيارة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في 4 أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث ترأس الاجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وشهد الاجتماع توقيع 17 مذكرة تفاهم في مجالات متنوعة، تشمل المالية، البيئة، التخطيط العمراني، الصحة، الطاقة، الأعمال، الزراعة، الطيران المدني، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التعليم العالي، العمل والتوظيف، التعاون وتعزيز القدرات، السكك الحديدية، وسياسة المنافسة، بالإضافة إلى التعاون بين الأكاديميات الدبلوماسية.
وأضافت مصادر أن الوزيرين سيناقشان بالتفصيل مراحل تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبين الاحتلال الإسرائيلي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل مستمر.
كما ستتم مناقشة الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تنظيف سوريا من التنظيمات الإرهابية مثل داعش و"بي كي كي/ واي بي جي".