غيث العبيدي

العمليات العسكرية للتنظيمات الإرهابية في إدلب وحلب، وباقي مناطق وسط وشمال سوريا، ليست عشوائية بل منظمة ومخطّط لها مسبقًا، وأتت متناغمة مع السياق الإقليمي “الإسرائيلي-التركي” وحصلت نتيجة تدخلهما في إدارة الأحداث بصورة مباشرة، وتخضع لأوامر صارمة من أنقرة وتل أبيب؛ باعتبَار أن تلك المجاميع الإرهابية، تمثل مجموعة تهديدات معقدة، تخدم المشاريع التركية والإسرائيلية في سوريا، بمباركة أمريكية، لتقسيم سوريا والتصدي للنفوذ الإيراني فيها، وقطع كُـلّ وسائل الإمدَادات بين سوريا وحزب الله، والقيام بعدة تفاهمات مع روسيا بهذا الشأن؛ لأَنَّ تركيا ترى أن العمل مع روسيا أفضل من العمل مع إيران، فيما يخص الملف السوري، وهذا واقع يخدم “إسرائيل” بالدرجة الأهم؛ لأَنَّها تريد الحصول على مقعد متقدم في إدارة المِلَفِّ السوري، ولن تنال هذا الأمر إلا بتفاهمات سياسية، للحصول على مكاسب استراتيجية إقليمية مهمة “منافع متبادلة” بين كُـلّ من أنقرة وتل أبيب برعاية أمريكية “ترامبية”.

▪ سيناريوهات العمل في سوريا:

– دبلوماسي، يضمن الواقع المرجو حصوله لصالح كُـلّ من تركيا و”إسرائيل”.

– الاستمرار بالمعارك لحين الحصول على ما أشرنا إليه بالقوة.

– الهجوم المعاكس من الجيش العربي السوري، وقوات المقاومة الرديفة له، للقضاء على الإرهاب نهائيًّا.

▪ الرهان التركي الإسرائيلي في سوريا:

الاعتقاد “التركي -الإسرائيلي” الراجح، يرى أن هناك متغيرات قد حصلت في موازين القوى في سوريا “ضعف إيران” «عدو تركيا في سوريا» نتيجة الأحداث في غزة ولبنان، وانخفاض نشاط روسيا لانشغالها بالحرب مع أوكرانيا، فيما ترى أنقرة وحدها، أن عليها استغلال التحالفات الاستراتيجية مع القوى الكبرى، وعلاقاتها مع أمريكا بعد عودة ترامب مجدّدًا للبيت الأبيض، ومستقبل الهياكل العسكرية الأمريكية في سوريا، ومن المتوقع على المستوى السياسي التركي، انسحاب أمريكا من سوريا، وتكرار نفس قرارات عام 2018 الخَاصَّة بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وإشراك منظمة قسد الإرهابية في حلول التسوية، وإيجاد حَـلّ حكومي لها، وعلى ما يبدو أن أنقرة كثّـفت مشاوراتها مع الأمريكان بهذا الخصوص، لربط الحلقات الأمنية في سوريا بيد تركيا وتقويتها أكثر فأكثر، وتقديم أردوغان كخليفة للمسلمين في الشرق الأوسط، من جانب، والحد من التواجد الإيراني والفصائل المرتبطة به من جانب آخر.

▪ الخلاصة:

العلاقات الإيرانية -الروسية، علاقات راسخة وقوية، وقائمة على قواعد ثابتة، وتخيلات تركيا، بأن التفاهمات مع روسيا، بخصوص التواجد الإيراني في سوريا، ممكن أن تنجح تعد “ضرب من الخيال” والميدان أَو الحلول والتفاهمات الدبلوماسية البعيدة عن أحلام “أنقرة وتل أبيب” هي من ستحسم النزاع في سوريا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تركيا تجري محادثات فنية مع إسرائيل لمنع الصدام في سوريا

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، أن بلاده تجري محادثات على المستوى الفني مع "إسرائيل" لخفض التوترات بشأن سوريا، لكنها لا تتحرك نحو تطبيع العلاقات.

وقال فيدان لقناة "سي إن إن تورك" التلفزيونية: "الآن، بينما نقوم بعمليات معينة في سوريا، يتعين أن يكون هناك آلية تفادي صدام في مرحلة معينة مع إسرائيل التي تحلق طائراتها في تلك المنطقة، تماما كما نفعل مع الأمريكيين والروس". وأضاف: "طبعا، إنه أمر طبيعي أن يكون هناك اتصالات على المستوى الفني لتأسيس ذلك".

لكن فيدان استبعد أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع "إسرائيل"، خاصة بعد أن تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة.



وأوقفت تركيا تعاملاتها التجارية مع الدولة العبرية واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بممارسة "إرهاب الدولة" و"الإبادة الجماعية" في غزة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عرض الاثنين التوسط بين إسرائيل وتركيا بينما كان مجتمعا إلى حليفه بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مشيرا إلى "علاقاته الرائعة" مع أردوغان.

وقال فيدان الأسبوع الماضي إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، لكن الضربات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت العسكرية هناك تقوض قدرة الحكومة الجديدة على ردع تهديدات أعداء من بينهم تنظيم الدولة.

من جهة أخرى أعرب فيدان عن استعداد أنقرة لتقديم الدعم إلى سوريا في حال إبرام اتفاق عسكري معها.

وقال فيدان في ذات المقابلة: "سوريا كدولة مستقلة إذا دخلت في اتفاق عسكري معنا فنحن مستعدون لتقديم أي دعم نستطيع لها".

وأشار إلى أن "إسرائيل" حددت استراتيجية تتمثل في عدم ترك أي شيء للإدارة الجديدة في سوريا.

ولفت فيدان، إلى أن أي حالة عدم استقرار في بلد جار لتركيا ستؤثر عليها ويتسبب لها بأذى.


وفي هذا الصدد، حذر من أن أنقرة لا يمكنها البقاء صامتة إزاء ذلك.

من جهة أخرى، قال فيدان، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن "تعيد ضبط" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن ترسم إطارا له.

مقالات مشابهة

  • تركيا تجري محادثات فنية مع إسرائيل لمنع الصدام في سوريا
  • وزير الخارجية التركي: أجرينا محادثات مع إسرائيل بشأن التوترات في سوريا
  • الردع مقابل النفوذ.. ما مصير التوتر بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي في سوريا؟
  • مخاوف إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا
  • هل تتجه تركيا لتقاسم النفوذ في سوريا مع إسرائيل.. تقرير
  • هل تعمل تركيا وإسرائيل على صياغة “اتفاقية خفض التصعيد” في سوريا؟
  • هل أخرجت إسرائيل تركيا من سوريا؟
  • سيناريوهات ثلاثة للصراع التركي- الإسرائيلي في سوريا.. ما هي؟
  • لماذا ترفض إسرائيل أي دور عسكري لتركيا في سوريا؟
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تقترح تقسيم النفوذ في سوريا لوقف أردوغان