من السجن الأمريكي إلى قيادة “تحرير الشام”.. من هو أبو محمد الجولاني؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يمانيون../
عاد اسم أبو محمد الجولاني إلى الواجهة مجددًا، مع تصاعد هجمات ما يسمى “هيئة تحرير الشام” على القوات السورية في حلب وحماة، ما يثير التساؤلات حول مسيرته من معتقل أمريكي إلى أحد أبرز قادة الجماعات المسلحة في سوريا.
من درعا إلى العراق
وُلد الجولاني، واسمه الحقيقي يعتقد أنه أحمد حسين الشرع أو أسامة العبسي الواحدي، عام 1982 في درعا جنوب سوريا.
السجن والتدرج في التنظيم
بعد مقتل الزرقاوي، انتقل الجولاني إلى لبنان وتعاون مع “جند الشام” قبل العودة إلى العراق. هناك أُلقي القبض عليه واحتُجز في معسكر بوكا، حيث التقى بأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش المستقبلي، ما كان نقطة تحول في مسيرته، إذ تعلم أساليب القيادة والتنظيم. أُطلق سراحه عام 2008، ليصبح قريبًا من البغدادي، ويشارك في تأسيس نشاطات تنظيم داعش في العراق.
تأسيس جبهة النصرة
مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011، كُلّف الجولاني بإنشاء فرع لداعش في سوريا، فأطلق “جبهة النصرة”. برغم الدعم الذي حظيت به النصرة من القاعدة، رفض الجولاني إعلان اندماجها مع داعش عام 2013، وبدلًا من ذلك بايع أيمن الظواهري، زعيم القاعدة آنذاك.
التحولات البراغماتية
تميز الجولاني بقدرته على التكيف، حيث غيّر اسم جماعته إلى “هيئة تحرير الشام” عام 2017، متخليًا عن صلاته العلنية بالقاعدة، وسعى لتقديم صورة أكثر اعتدالًا لكسب قبول محلي ودولي. في مقابلة عام 2021، دعا إلى تحالف مع الولايات المتحدة لإسقاط الحكومة السورية، مؤكدًا أن جماعته لا تمثل تهديدًا للغرب.
علاقات مثيرة للجدل
اتهمت تقارير عديدة هيئة تحرير الشام بإقامة صلات غير مباشرة مع إسرائيل للحفاظ على سيطرتها في إدلب، كما أشارت إلى تلقي علاج لعناصرها في مستشفيات إسرائيلية. من جهة أخرى، استفاد الجولاني من دعم تركيا، التي تستخدم جماعته لتعزيز نفوذها شمال سوريا.
محاولات لملء الفراغ
الهجمات الأخيرة التي نفذتها هيئة تحرير الشام على القوات السورية تشير إلى أن الجولاني يسعى لتوسيع نفوذه وملء الفراغ الذي خلفه مقتل البغدادي، بدعم من قوى إقليمية ودولية، ليعزز موقعه كطرف رئيسي في معادلات المنطقة.
الجولاني اليوم ليس مجرد قائد فصيل، بل لاعب إقليمي يحاول صياغة دور جديد لجماعته في المشهد السوري المضطرب.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
روسيا تتهم أوكرانيا بدعم هيئة تحرير الشام في سوريا
اتّهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الثلاثاء أوكرانيا بتقديم دعم عسكري لمقاتلي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي يقود مع حلفائه هجوما ضد القوات السورية في شمال غرب سوريا.
وقال نيبينزيا في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد في سوريا "نودّ لفت الانتباه خصوصا إلى وجود آثار يمكن التعرف عليها تشير إلى ضلوع المديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية في تنظيم الأعمال العدائية وتزويد المقاتلين بأسلحة في شمال غرب سوريا".
وأضاف "نشير إلى تحديد هوية مدربين عسكريين أوكرانيين كانوا يدرّبون مقاتلي هيئة تحرير الشام على العمليات القتالية"، حسبما نقلت "فرانس برس".
وشدّد السفير الروسي على أن "مقاتلي هيئة تحرير الشام لا يخفون حقيقة أنهم مدعومون من أوكرانيا فحسب، بل يتباهون بذلك"، متّهما أوكرانيا بتزويدهم بطائرات مسيّرة على وجه الخصوص.
وأضاف أن "التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين المدفوعين بالكراهية لسوريا وروسيا مستمر لتجنيد مقاتلين في القوات المسلحة الأوكرانية وتنظيم هجمات ضدّ القوات الروسية والسورية في سوريا".
وأكد المندوب الروسي أن "ما حدث في الأيام الأخيرة في سوريا أوضح أن عمل الولايات المتحدة الموجودة في سوريا بصورة غير مشروعة، يهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد".
وتابع قائلا: "كما يشير التاريخ، فإن استغلال الإرهابيين لتحقيق مآرب سياسية ينقلب على سادتهم. نستمر في اتصالاتنا مع شركائنا في عملية أستانا، ونتصل مع زملائنا في إيران وتركيا الذين يشاطروننا قلقنا فيما يتعلق بالتصعيد في حلب وإدلب. ونتفق معهم بضرورة تنسيق الجهود لاستقرار الوضع في سوريا".
واختتم نيبينزيا كلمته بالدعوة: "للعودة إلى وقف إطلاق النار في إدلب المؤرخ في مارس 2020، ونحن واثقون من أن الاستقرار على الأرض وعودة الأمن والسلام في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا بإزالة الوجود العسكري غير المشروع".
وشهدت سوريا تجددا لأعمال العنف في الأسبوع الماضي بعد أربع سنوات من الهدوء النسبي، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها على أراض خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال البلاد.
وتشنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها منذ 27 نوفمبر هجوما مباغتا في شمال غرب سوريا.
وسيطرت هذه القوات على عدد من البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتواصل سعيها للتقدم جنوبا.