"وباء" من الإساءة ضد النساء في وسائل النقل العام في لندن
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أعرب عمدة لندن عن رأيه في المعدل المقلق للإساءة والعنف الذي تواجهه النساء والفتيات أثناء تجولهن في العاصمة البريطانية.
و استهدف عمدة لندن صادق خان الرجال الذين يسعون إلى إساءة معاملة النساء والفتيات، قائلاً إن العاصمة تواجه "وباءً"، وفق صحيفة "ميترو".
وقال: "النساء والفتيات يجب أن يشعرن بالأمان أثناء التنقل في مدينتنا"، وسلط الضوء على التدابير التي تتخذها قاعة المدينة لمعالجة العنف على شبكة النقل.
وقال لميترو: "لسوء الحظ، تُقتل امرأة في جميع أنحاء بلدنا كل ثلاثة أيام على يد رجل، أعلم من الأدلة التي أراها أن واحدة من كل 12 امرأة هي ضحية للعنف ضدها، وأيضًا واحد من كل 20 رجلاً هو الجاني".
وقال العمدة إنه في حين أنه من المهم دعم الضحايا والناجين "علينا أن نعالج سلوك الرجال والجناة".
و يأتي ذلك بعد ساعات فقط من إصدار مكتب الإحصاء الوطني لأحدث أرقامه التي تكشف أن 5٪ من السكان الإناث في إنجلترا وويلز تعرضن للعنف المنزلي، ومع ذلك، من المرجح أن تكون الأرقام المقلقة مجرد غيض من فيض بسبب نقص الإبلاغ.
وقال خان: "نريد تشجيع النساء والفتيات على الإبلاغ عندما يكن ضحايا للجريمة، في الماضي، كان هناك الكثير من نقص الإبلاغـ لقد تأكدنا أيضًا من تدريب موظفينا بشكل صحيح على كيفية تلقي الشكاوى من ضحايا الجريمة، وخاصة النساء".
وقال إنه يريد أن تتمكن النساء والفتيات والمجتمعات الأقلية من استخدام وسائل النقل العام والشعور بالأمان عند القيام بذلك، وقال خان إن أحد التدابير الأخيرة هو تركيب المزيد من كاميرات المراقبة على محطات الحافلات التابعة لـ TfL في محاولة لجعل الركاب يشعرون بمزيد من الأمان ومنحهم الثقة.
وأضاف العمدة: "جميع حافلاتنا بها كاميرات مراقبة، وكذلك القطارات وخطوط إليزابيث، وكللنا نعلم أن الكاميرات لا تردع الجريمة، لكتها تساعدنا في القبض على المجرم".
وتظهر الأرقام الصادرة عن رؤساء الشرطة زيادة بنسبة 37٪ في الجرائم العنيفة ضد النساء والفتيات بين عامي 2018 و 2023 في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وقال خان: "من المهم حقًا أن ندرك أن هناك وباءً للعنف ضد النساء والفتيات وأنا عازم على اتباع نهج المجتمع بأكمله، وهذا يعني البدء في المدارس".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بريطانيا النساء والفتیات
إقرأ أيضاً:
السؤال المهم عن سوريا!
صالح البلوشي
في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد الموافق 8 ديسمبر 2024، تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر مُغادرة الرئيس السابق بشار الأسد لسوريا، ودخول قوات هيئة تحرير الشام إلى العاصمة دمشق بعد 14 عامًا من الثورة المسلحة، هذه الثورة التي بدأت سلمية تُطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، ولكنها سرعان ما تحولت بعد أشهر قليلة إلى ثورة مُسلحة، شاركت فيها جماعات سورية مُنشقَّة عن النظام مثل الجيش السوري الحر، ثم التحقت بها جماعات راديكالية مسلحة جاءت من شرق الأرض وغربها، برعاية دول مختلفة الأفكار والتوجهات، ما بين متطرفة وشديدة التطرف وإرهابية، جميعها شدت الرحال إلى سوريا بحجة الجهاد في سبيل الله أو الدفاع عن الأماكن المُقدسة.
لكن كثيرًا من هؤلاء كانوا لا يعلمون- أو يعلمون- بأنهم في الواقع كانوا يدافعون عن مصالح دول أخرى، استغلت الوضع لوضع موطئ قدم لها في الجغرافيا السورية، مثل روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وبعض الدول العربية وغيرهم، حتى بزغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية الذي كاد أن يبتلع سوريا والعراق معًا لولا تدخل التحالف الدولي ضده من الجو وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وقوات عشائرية في الأرض استطاعت طرد تنظيم الدولة "داعش" من معظم المناطق والمحافظات السورية التي قامت باحتلالها، ولم يتبق لهذا التنظيم المتطرف إلّا بعض الجيوب الصغيرة في بعض المناطق.
وبينما كانت الفصائل المسلحة تختلف وتدخل في صراع دامٍ بينها وتُكفِّر بعضها البعض، كان النظام في دمشق يتنفس الصعداء وهو يُشاهد اقتتال أعدائه مُتمتعًا بحماية كاملة من روسيا وإيران والتنظيمات المسلحة التي جاءت من خارج الحدود، ناسيًا أو مُتناسيًا أنَّ الحلفاء قد يستغنون بكل سهولة عن حليفهم في حال تغيرت المصالح الدولية ونشأت ظروف أخرى يكون فيها الاستمرار في الدفاع عن الحليف عبئًا ثقيلًا عليها.
هكذا هي الأنظمة الاستبدادية في كل عصر، تعتقد أنها خالدة وتنسى في غمرة الشعور بالقوة والانتصار أن الشرعية تأتي دائما من الشعب وليس من الخارج، وأن الحليف الدائم لها هو الشعب وليس القوى الخارجية، فمشكلة هذه الأنظمة أنها لا تقرأ التاريخ، ربما لانشغالها بأمور الحكم وبناء التحالفات، فلو كانت الحكومة السورية السابقة -مثلًا- وافقت على القرار الدولي رقم 2254 الذي كان يهدف إلى وضع إطار لحل سياسي للأزمة السورية، لجنبت البلاد سنوات الدمار التي أعقبت القرار وما وصل إليه الوضع اليوم، ولكن للأسف ونتيجة لتدخل الأطراف الدولية التي لم تكن تُريد إنهاء الحرب وتريد استمرار الأعمال القتالية بين أطراف النزاع لم تنفذ بنود القرار بشكل كامل.
لقد استطاعت هيئة تحرير الشام الدخول إلى دمشق دون إطلاق رصاصة واحدة والاستفراد بالحكم وإقصاء الفصائل والشخصيات المعارضة الأخرى بالداخل والخارج، وبقيت بعض الفصائل تحتفظ بالمناطق التي تحت سيطرتها وتترقب الأوضاع، بينما تحتفظ الولايات المتحدة وتركيا بوجودهما العسكري، واستغلت "إسرائيل" الفرصة وقصفت ما تبقى من مُقدَّرات الجيش السوري وتوغَّلت في بعض المناطق، ولا تزال تقصف حتى كتابة هذه السطور.
وفي الجانب السياسي لا يزال شد الرحال إلى دمشق مُستمرًا من بعض عواصم الشرق والغرب، ولكن يبقى السؤال الأهم لدى السوريين: هل تُحقق الفصائل المسلحة الأهداف التي حاربت 14 عامًا من أجلها وكلَّفت الشعب السوري أكثر من نصف مليون قتيل وملايين المهجَّرين وتدمير أغلب المُحافظات وانهيار اقتصادي تام للدولة؟
يقول المفكر الراحل عبدالله القصيمي: "مهما كان النَّاس طيبين، فكم هو غباء أن نلتمس الحرية لدى من قفزوا فوق التاريخ بالتآمر والسلاح".
رابط مختصر