يتطلع السودانيون إلى مدينة «عنتيبي» الأوغندية، حيث يعقد اجتماع وصف بأنه «حاسم ومفصلي» لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، ويستمر من 3 إلى 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويبحث ملفات وقف الحرب والمساعدات الإنسانية، إلى جانب قضايا سياسية وتنظيمية وجهود توسيع التحالف المناهض لاستمرار الحرب.




وتأسست «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتضم قوى سياسية ومدنية ونقابية ومهنية وحركات مسلحة، و«تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير»، الذي أسقط بالاحتجاجات الشعبية نظام الإسلاميين في أبريل (نيسان) 2019، وشكل الحكومة المدنية قبل أن يتم إسقاطه بانقلاب مشترك بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) في25 أكتوبر 2021.

إلى جانب «تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير»، تضم «تقدم» لجان المقاومة، وحركات مسلحة موقعة على «اتفاق سلام السودان» في جوبا، تحت اسم «الجبهة الثورية»، ونقابات منضوية تحت «تجمع المهنيين السودانيين»... وأعلن عن التأسيس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واختير رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك رئيساً لها.

ووصف حمدوك في كلمة له، الاجتماع بـ«الجوهري والمفصلي، وذلك للقضايا التي ينتظر أن يبحثها والظروف الموضوعية المحيطة بالبلاد، بما في ذلك، تطوير الرؤية السياسية للتحالف، ومناقشة قضايا تنظيمية وأوراق ومذكرات تتعلق بالتمثيل».

ويواجه الاجتماع تحدي عزم بعض مكوناته تشكيل «حكومة منفى» موازية للحكومة التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها، ويترأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان... وهو مقترح قدمته «الجبهة الثورية» للمؤتمر التأسيسي، لكنه لم يجد التأييد الكافي، وينتظر إعادة مناقشته في اجتماعات الهيئة القيادية المنعقدة حالياً.

وقال المتحدث باسم «تقدم» بكري الجاك، في تصريحات صحافية أعقبت الجلسة الأولى التي ناقشت «تقرير أداء الأمانة العامة»، إن الاجتماع الثالث للتحالف منذ المؤتمر التأسيسي يعد «مهماً ومفصلياً في مسيرة التحالف، وأن أهميته تكمن في انعقاده والحرب على أبواب إتمام 600 يوم من القتال، وما يصاحب ذلك من تعقيدات سياسية تشهدها البلاد بسببها. كما ينعقد في ظل كارثة إنسانية تعد الأسوأ على المستوى الإنساني، هددت 25 مليون مواطن بالمجاعة».

وأضاف: «يتوقع أن يبلغ الموتى بسبب المجاعة الملايين بنهاية العام الحالي، رغم عدم وجود إحصائيات، إلى جانب نزوح 11 مليون شخص، بينهم ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ في دول الجوار».

وأوضح أن «طبيعة الحرب تغيرت من حرب بين طرفين سودانيين يقتتلان، إلى حرب بالوكالة، متأثرة بالصراعات في منطقة القرن الأفريقي». وأضاف: «قبل أيام هدد بعض رؤساء الدول بالتدخل إذا أخذت الحرب سياقاً معيناً»، وهي إشارة إلى تهديدات الرئيس الإريتري آسياس أفورقي بالتدخل المباشر إذا وصل القتال إلى ولايات شرق السودان المحاذية لبلاده.

وأشار المتحدث باسم التحالف المناهض للحرب إلى إعلان «قوات الدعم السريع» مقاطعة التفاوض، بقوله: «هذا أسوأ وضع في الحرب، فقد كانت (قوات الدعم السريع) تعلن على الدوام استعدادها للتفاوض، لكنها الآن مقاطعة، ما يعرض جهود الوساطات للتشتت».

ويتضمن جدول الأعمال أيضاً، العمل مع القوى السياسية غير المنضوية في «التحالف» و«الاتحاد الأفريقي»، لترتيب «طاولة مستديرة» للقوى الرافضة للحرب كافة.

ودعا الجاك طرفي القتال للذهاب فوراً إلى التفاوض بغير شروط، وقال: «في التفاوض تناقش كل الملفات، لكن لا يمكن قبل الجلوس للتفاوض، وضع شروط مسبقة».

وقال: «إن التحالف يعدّ وقف الحرب أولوية قصوى، وإنه على استعداد للجلوس مع كل القوى بما فيها الداعمة للجيش والوصول لتفاهمات معها، إذا جعلت وقف الحرب أولية». وأضاف: «مستعدون للجلوس معهم والوصول لتفاهمات حول تحقيق هذا الهدف، فليست هناك أولوية أولى من إيقاف الحرب».

ورأى الجاك تمسك «معسكر الحرب في بورتسودان» بتصنيف «قوات الدعم السريع» «منظمة إرهابية، محاولة لكسب معركة إعلامية، على حساب أرواح الضحايا». وقال: «التفكير الصحيح ليس كسب المعركة الإعلامية على حساب موت الضحايا، ويجب ألا يكون الشعب السوداني رهينة للطرفين للضغط على المجتمع الدولي».

ويربط المتحدث باسم «التحالف» بين الملف الإنساني ووقف الحرب بمستوياتها المختلفة، ويدعو للضغط على الطرفين «بإعلاء صوت الأغلبية العظمى الرافضة للحرب»، وقال: «الكارثة الإنسانية في السودان تعد أكبر من مجموع الأزمات الإنسانية في أوكرانيا وغزة ولبنان». وقال إنها «تفوق الخيال، ومع ذلك فهي منسية في العالم»، وتابع: «هذه قضية حقيقية، والمواطنون السودانيون كاملو الإنسانية، ويستحقون الدعم والمتابعة، وأن يستمع العالم لهم».

وحذر الجاك من توجهات طرفي القتال لتشكيل حكومة في مناطقهما بقوله: «البرهان أعلن أكثر من مرة عن تشكيل حكومة ثم تراجع عنها، و(قوات الدعم السريع) هي الأخرى كونت إدارات مدنية في مناطق سيطرتها»، وتابع: «تبديل العملة وطباعة عملة جديدة، وعقد امتحانات الشهادة السودانية في بعض الأقاليم دون الأخرى، يخلق إشكالات كثيرة».

الشرق الأوسط:

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

دور المرتزقة الأجانب في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة في الحرب على الدولة السودانية

بقلم: لواء دكتور ركن (م) سعد حسن فضل الله

المقدمة:
الحرب الدائرة الان في السودان بين الجيش والقوات المساندة لها ومليشيا الدعم السريع المتمردة على الدولة السودانية والتي إندلعت في 15 أبريل 2023م تعتبر من أقذر وأفظع أنواع الحروب في القرن الواحد والعشرين لانها إتصفت بأنتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بصورة لا مثيل لها من حيث القتل المباشر و المتعمد للمدنيين العزل و التهجير القسري للمدنيين و إحتلال منازلهم و تعذيب وقتل كل من إنتمى للقوات المسلحة او الاجهزة الامنية الاخرى المساندة للجيش باللإضافة الى إحتلال الأعيان المدنية مثل المستشفيات و الجامعات و المدارس و المساجد و إستخدامها للأغراض العسكرية.
نتيجة للأنتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها مليشيا الدعم السريع في حق المواطنين الابرياء العزل نتج عنها نقص حاد في الغذاء و المياه الصالحة للشرب وانقطاع الكهرباء و إنعدام الادوية المنقذة للحياة مما ادى الى إراتفاع اسعار السلع الغذائية بصورة جنونية صاحبتها ارتفاع في معدلات التضخم وإنخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الاجنبية الاخرى. حسب تقارير وكالات الامم المتحدة (منظمة الهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي وكذلك المنظمات الدولية ) العاملة في السودان بان عدد المهجرين داخليا بلغ اكثر عشرة مليون نازح بينما نزح اكثر من خمسة مليون الى دول الجوار مثل مصر و ليبيا و تشاد و اثيوبيا و دول الخليج العربي.
من مؤشرات الاستعداد للحرب الدائرة الان في السودان هو الحشود العسكرية التي حشدها من الولايات خاصة ولايات دارفور و كردفان الى داخل العاصمة القومية و كذلك الزيارات المكوكية التي قام بها قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى كل من دول الجوار الافريقي مثل ليبيا و تشاد و ارتريا وجنوب السودان ومالي و النيجر واثيوبيا بغرض حشد المرتزقة الاجانب و أغرائهم بالمال والحوافز العينية للقتال في صف الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية. لعب المرتزقة الأجانب دورا" محوريا" وبارزا" في الحرب السودانية في إطالة أمد الحرب وتخريب الاقتصاد الوطني وتدمير المرافق العامة و الخاصة و نهب البنوك وبيوت وممتلكات المواطنين والدور الحكومية المختلفة.
من أهم الادوار التي قام بها المرتزقة في الحرب السودانية تتمثل في الاتي:
1. الدعم العسكري. يتم جلب المرتزقة بإستمرار من دول الجوار من تشاد و افريقيا الوسطى و اثيوبيا و ليبيا ومن الجوار الاقليمي من النيجر و مالي و الكاميرون واخيرا من كولومبيا بامريكا الجنوبية من خلال تعزيز القدرات و الخبرات القتالية للمليشيا وتقديم الإستشارات في مجال الكتيكات الحديثة في حرب المدن و إستخدام الاسلحة المتطورة مثل الكورنيت والجافلين و الطائرات المسيرة التي تدربوا عليها في احد دول الجوار الشرقي للسودان وتم بث فيديو من قبل مليشيا الدعم السريع تؤكد انهم تلقوا تدريبات على الطائرات المسيرة.
2. تأمين المصالح الأجنبية لبعض الدول التي تدعم الحرب في السودان مثل دولة الامارات التي تطمع في أخذ خيرات السودان وموانيها (ميناء ابوعمامة) و إستخدام الأراضي الزراعية في الفشقة. لذلك ما زالت دولة الامارات تدعم المليشيا المتمردة بالسلاح و المعلومات الإستخباراتية و اللوجستية بالتعاون مع بعض دول الجوار مثل تشاد و يوغندا و ليبيا (حفتر) عبر استخدام المطارات لتسهيل عملية نقل الاسلحة و تدفق المرتزقة الى داخل السودان عبر المعابر البرية خاصة معبر أدري التشادية و الحدود المفتوحة بين السودان و بين جنوب السودان.
3. المشاركة المباشرة في العمليات القتالية مما يجعلهم جزء أساسي من المعارك مما أدى إلى التاثير في توازن القوى حيث عززت المليشيا موقفها الميداني بفضل تدفق المرتزقة و القتال إلى جانبها.
من تبعات وجود المرتزقة في الحرب السودانية:
من أهم تعبات وجود المرتزقة الأجانب في الحرب السودانية هي:
1. إطالة أمد الحرب يسهم تدخل المرتزقة ف يجعل الصراع أكثر تعقيدا" وأطول زمنا" بسبب الدعم الذي يقدمونه.
2. زيادة الخسائر البشرية. يزيد المرتزقة من حدة المعارك و شراشتها مما يؤدي إلى إرتفاع عدد الضحايا من العسكريين و المدنيين.
3. جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية التي ترتكب ضد المدنيين مثل القتل و السحل و التشريد و الإختطاف وطلب الفدية من المخطوفين و الإغتصاب وبيع النساء كأرقاء في اسواق في غرب دارفور و غرب افريقيا.
4. التأثير على الإستقرار الإقليمي. يؤدي وجود المرتزقة إلى تهديد الإستقرار الإقليمي لدول الجوار السوداني و الاقليمي. لقد تم إستخدم هذه المليشيات في الصراع الليبي –الليبي و الصراع التشادي التشادي و الصراع في افريقيا الوسطي.
5. تفشي الجريمة المنظمة وما قد يصاحبها من الإتجار بالبشر و المخدرات وبيع السلاح.
6. تدفق الأرهابيين من دول الجوار مثل بوكو حرام من نيجيريا و كتيبة سبل السلام من ليبيا وغيرها من إرهابي غرب أفريقيا الأمر الذي يجعل امر تحقيق السلام أمرا" صعبا" ومعقدا.

جنسيات المرتزقة:
تشير التقارير الميدانية للقوات المسلحة السودانية من مسارح العمليات إلى مشاركة المرتزقة من جنسيات عديدة من دول الجوار الأفريقي و كولومبيا وقد ظهر بعض من المرتزقة في فيديوهات تم تسجيلها بأنفسهم بعضهم يتحدث العربية بلهجة غريبة من لسان اهل السودان و البعض الاخر يتحدث اللغة الفرنسية. وتم قد نعي بعض المرتزقة في مواقع التواصل الإجتماعي في تشاد ومالي و النيجر و الكاميرون و جنوب السودان.
بعض الدول التي شارك مرتزقتها في الحرب ضد القوات المسلحة السودانية هي:
1. تشاد. بعض الجماعات التشادية أو الأفراد التشاديين لهم أرتباط عرقي مع مليشيا الدعم السريع والبعض لهم ارتباط جغرافي يسعون إلى توطين عرب الشتات في دارفور بصفة خاصة و السودان بصورة عامة.
2. أفريقيا الوسطى. بعض الجماعات الاثنية تورطت في الحرب مثل قبائل السلامات طمعا" في الإستيلاء على الحواكير لقبائل الفور أصحاب الحواكير و قد تم اعلان إنشاء إمارة اولاد بركة و مبارك في وسط دارفور في 15 اكتوبر 2024م.
3. مالي و النيجر. تعتبر المنطقة موطنا" لمجموعات مسلحة ذات صلة بالنزاعات الإقليمية.
4. ليبيا. نتيجة للإضطرابات السياسية و الأمنية في ليبيا ووجود الجماعات المسلحة مما ساهم في تدفق العديد من المرتزقة ساعدهم في ذلك القرب الجغرافي و الحدود المفتوحة التي يصعب مراقبتها.
5. جنوب السودان. النزاعات الحدودية و التوترات المستمرة بين السودان و جنوب السودان وإرتفاع معدلات معدل البطالة و الفقر المدقع مما جعل الأفراد ينخرطون في القتال بدافع الحصول على الأموال والسلب و النهب.
6. أثيوبيا و الصومال. أظهرت بعض الصور و الفيديوهات وجود لأفراد من هذه الدول يقاتلون إلى جانب المليشيا.
7. فاغنر الروسية. تعرف بتورطها في عدة نزاعات في القارة الافريقية ولها علاقات قوية مع مليشيا الدعم السريع إذ كانت تعمل معها في تهريب الدهب من جبال دارفور الى الأمارات ومن ثم روسيا.
الأسلحة المستخدمة في الحرب السودانية:
إستخدمت مليشيا الدعم السريع اسلحة متنوعة في حربها ضد الدولة السودانية منها:
1. الأسلحة الخفيفة مثل الكلانشكوف و ال 16M, حيث توفر سهولة الإستخدام و الصيانة وهي فعالة في الإشتباكات قصيرة ومتوسطة المدى.
2. الأسلحة الرشاشة الخفيفة و المتوسطة مثل القرنوف و البراون و الدكتريوف التي توفر كثافة نيران عالية و تستخدم في تثبيت العدو وحماية المواقع.
3. قاذفات القنابل ار بي جي 7 تستخدم في تدمير المركبات المدرعة و المباني المحصنة وهي فعالة بشكل خاص في المناطق الحضرية.
4. الأسلحة المضادة للطيران تستخدمها المليشيا بكثافة في ضد المدنيين وهي محرم إستخدامها ضد البشر مثل المدفع الرشاش 7,12,14 و 23 و صواريخ أرض ارض جو المحمولة لإستهداف الطائرات و المروحيات وقد نجحت المليشيا في إسقاط عدد من المروحيات و الطائرات.
5. المدفعية الثقيلة تستخدمها المليشيا بكثافة ضد المدنيين لإرهابهم مثل الهاون بعياراته المختلفة و الكاتوشا والراجمة 40 دليل والدي ثيرتي و الهاوزر.
6. القناصات. تستخدمها المليشيا لوقف تقدم متحركات الجيش والمشاة من مسافات بعيدة حيث تعطي ميزة تكتيكية للتحكم في بعض المناطق الإستراتيجية. إستخدمت المليشيا بعض الاعيان المدنية و مآذن المساجد و بيوت المواطنين من اجل نصب قناصيها.
7. الألغام و المتفجرات . سواء أكانت ألغام أرضية او عبوات ناسفة مثل القرنيت وتستخدم لإقاعة تقدم القوات و إضعاف الروح المعنوية.
8. المسيرات. تمتلك المليشيا أعداد كبيرة من المسيرات بأنواعها المختلفة سواء للإستطلاع او هجومية او إنتحارية.
9. الآليات العسكرية الخفيفة والمدرعة . تمتلك مليشيا الدعم السريع تقريبا حوالي 10 الف عربة دفع رباعي مسلحة بمختلف الاسلحة مثل الثنائي و الرباعي و الدوشكا. كذلك تمتلك المليشيا عربات مدرعة أمارتية الصنع ومدرعات بي تي ار ودبابات من نوع T55 تستخدم في عمليات الهجوم و الفزع و الالتفاف.
10. المدفع الم/ د مثل SPG8 و الكورنيت و الجافلين وال بي 10.
تاتي اسلحة و ذخائر المليشيا من دولة الامارات عبر ليبيا و تشاد و ميناء دوالي في الكاميرون وجنوب السودان ويوغندا.

المهام القتالية للمرتزقة:
• الاماراتيون. يقومون بتدريب افراد المليشيا على استخدم المسيرات ومنظومات التشويش. وتقديم المعلومات الاستخبارية والتدريب على استخدام الكورنيت والجافين ومنظومات الدفاع الجوي و إيصال الاسلحة و الذخائر.
• الليبيون. تقديم الدعم فى مجال استخدام القناصات والاسلحة الم /ط .
• فاغنر.قامت بتدريب قوات المليشيا على حرب المدن ويقومون بالامداد عبر الطائرات والتدريب على استخدام منظومات الدفاع الجوى.
• بقية المقاتلين يقومون بقيادة العربات المصفحة واعمال المشاة والقناصات وحماية بعض القيادات.

حشد أعداد جديدة من المرتزقة:
من المحتمل ان تقوم المليشيا بحشد اعداد جديدة من المرتزقة ولكن يعتمد ذلك على عدة عوامل رئيسية:
أ. التمويل المالى . تمتلك قوات المليشيا تمويلاً جيداً بسبب سيطرتها على بعض مناجم الذهب في جبل عامر بولاية شمال دارفور و سنقو بولاية جنوب دارفور بالإضافة إلى الدعم الأماراتي مما يمنحها القدرة على تجنيد المرتزقة من دول الجوار الاقليمي.
ب. العلاقات مع الجماعات المسلحة فى المنطقة . مثل قوات حفتر وجماعة فاكت التشادية وبعض الجماعات الاخرى في أفريقيا الوسطى و مالي و النيجر وبوركينافاسو و الكاميرون والمعارضة الجنوب سودانية التي تنشط في الحجود, كل هذه الجماعات تنشط في النزاعات الاقليمية مما يسهل عمليات التجنيد و فتح قنوات لتجنيد مقاتلين جدد.
ج الحوافز والمكافآت. توفر قوات المليشيا حوافز مغرية للمجندين مثل الرواتب العالية مقارنة بالجندي السوداني ومستوى المعيشة في دول معينة بالمنطقة مما يجذب الافراد من الدول الفقيرة و المضطربة امنيا.
د. الوضع الامنى والسياسى الاقليمى. البيئة السياسية غير المستقرة في بعض دول الجوار الافريقي مثل ليبيا وتشاد و افريقيا الوسطى تتيح للمليشيا فرصة تجنيد الافراد بسهولة حيث يبحث كثيرون عن فرص اقتصادية و يستغل آخرون الفوضى للإنضمام إلى النزاعات بغرض السلب و النهب.
هذه الاستراتيجية لها تحديات ومخاطر منها الصعوبة فى تامين الولاء الحقيقى لهؤلاء المقاتلين اللذين قد ينقلبون على الجهة التى يعملون معها اذا قدمت لهم عروض افضل بالاضافة الى التدخلات الدولية التى قد تزيد من الضغوط والعقوبات.

أعداد القتلى و الأسرى:
لاتوجد احصائيات دقيقة وموثوقة حول اعدادا لقتلى او الاسرى من المرتزقة فى حرب السودان وذلك للاسباب الآتية:
• صعوبة التوثيق فى ظل النزاع الدائر وتدهور الوضع الامنى خاصة ان اعداد الفتلى لا يتم تسجيلهم رسمياً.
• التكتم من المليشيا على عدد القتلى او الاسرى تجنبا للاضرار بسمعتها وذلك لإعتبارات سياسية.
• التنوع الكبير فى المرتزقة نظرا لتعدد الجنسيات والخلفيات.
فى ظل هذه العوامل لاتتوفر ارقام دقيقة ويظل تقدير اعداد القتلى او الاسرى فى اطار التكهنات وغالبا ما تعتمد المعلومات على تقارير غير رسمية.
• التوصيات:
• محاكمة من يتم القبض علية بقانون مكافحة الارهاب لعام 0221م.
• اعداد قوائم بالمرتزقة وملاحقتهم عبر الانتربول والمحكمة الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
• التعاون الاقليمى والدولى خاصة مع دول الجوار(تشاد، اثيوبيا، ليبيا، جنوب السودان) للسيطرة على الحدود ووقف تدفق المقاتلين و الاسلحة.
• التواصل مع المنظمات الدولية والاتحاد الافريقى ومنظمات مكافحة الاتجار بالبشر لتعزيز الرقابة وفرض عقوبات على جهات التي تسهل دخول المرتزقة.
• تفعيل العمل الدبلوماسي بشرح قضية المرتزقة بالإستعانة بالتسجيلات المتوفرة.
• تكثيف الحملات التي توضح خطورة وجود المرتزقة في القتال إلى جانب المليشيا.
• ممارسة ضغط التي أعلامي وتاليب الرأي العام العالمي ضد الجهات تدعم المقاتلين الاجانب.
• تفعيل الأتفاقيات مع روسيا و الصين لضمان إتخاذ موقف إيجابي في المحافل الدولية. إستخدام الفيتو الروسي في مجلس الامن الدولي بتاريخ 18 نوفمبر 2024م برفض قرار إيقاف الحرب في السودان.
الخاتمة:
• معالجة قضية المرتزقة الاجانب تتطلب نهج متعدد الابعاد يشمل التعاون الاقليمى والدولى ودور أكبر للحكومة السودانية و الشركاء المحليين.
• وضع استراتيجية شاملة تجمع بين الامن والسياسة وتحتاج الى التزام مستمر.
• نسأل الله النصر لقواتنا المسلحة والقوات النظامية الاخرى وتقبل الله الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى وعودا" حميدا" للأسرى و المفقودين.

 

hseisi2009@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • نائب البرهان يغلق باب التفاوض مع الدعم السريع
  • تحالف دعم الشرعية ينفي تصريحات قيادي حوثي حول جثمان شقيقه
  • حمدوك: اجتماع الهيئة القيادية لـ «تقدم» بعنتبي مفصلي و يناقش خيارت من ضمنها نزع الشرعية
  • الجيش السوداني… متى انتصر على تمرد لينتصر على الدعم السريع؟
  • كولومبيا تقدم اعتذاراً ثانياً للسودان عن مشاركة رعاياها في الحرب
  • دور المرتزقة الأجانب في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة في الحرب على الدولة السودانية
  • مؤتمرات الإسكان وقضايا المرأة بمصر تدين إنتهاكات مليشيا الدعم السريع بالسودان
  • كولومبيا تعتذر للسودان عن مشاركة بعض مواطنيها كمرتزقة ضمن الدعم السريع
  • إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان