لماذا نجحت المعارضة في طرد الجيش السوري من عدة محافظات في 7 أيام؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
#سواليف
مضت 7 أيام على انطلاق العلمية العسكرية “ردع العدوان” التي أعلنتها فصائل #المعارضة_السورية ضد مناطق سيطرة #جيش_النظام السوري، لكن نتائجها المتسارعة ومساحة الأراضي التي سيطرت عليها وما صاحبها من انهيار للقوات المتحالفة مع الرئيس السوري بشار #الأسد، شكلت جميعها مفاجأة على أكثر من صعيد.
فعلى الجانب العسكري، يثير فرار العديد من قوات الجيش السوري أمام تقدم المعارضة حتى من دون قتال أسئلة عن مدى جاهزية هذه القوات وقدرتها الفعلية على الأرض، كما أن غياب الدعم الجوي المعتاد من روسيا (حليفة الأسد) يمثل قضية تحتاج إلى إجابة.
وعلى الجانب الدولي، فإن هجوم المعارضة جاء في ظرف إقليمي دقيق للغاية، عقب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد ضربات عديدة تلقتها القوات الإيرانية وحزب الله في سوريا من قبل إسرائيل.
مقالات ذات صلة ترمب يعرض على ملياردير منصبا بوزارة الدفاع 2024/12/03ما الذي حدث؟
أول الأسئلة التي أثيرت مع تسارع الأحداث كان عن ماهية الذي حدث، وعن التحضيرات التي سبقته، وكذلك كيف كانت البداية.
الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان يقول إنه بعد أكثر من 5 أشهر من الاستعداد والتحضير أطلقت فصائل المعارضة المسلحة في إدلب معارك واسعة ضد قوات النظام، وربما لم يكن أحد يتصور -حتى الفصائل نفسها- أن هذه المعارك ستكون واسعة بهذا الحجم بسبب الانهيارات الكبرى التي حدثت في صفوف النظام.
إعلان
وأضاف علوان -في مقابلة مع الجزيرة نت- أنه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اجتمعت فصائل من المعارضة وشكلت غرفة قيادة للعمليات، وأطلقت اسم عملية “ردع العدوان” على هذه المعركة. مؤكدا أن العمليات انطلقت بداية في الريف الغربي لمدينة حلب، ثم سقطت بعد ذلك عشرات القرى في اليوم الأول.
وأشار الباحث السياسي إلى أن الخط الدفاعي الأول لم يكن مؤثرا على معنويات قوات النظام كما هو الأمر في اليوم الثاني عندما بدأت تنهار الخطوط الدفاعية الأمامية والخلفية، مع تقطع طرق الإمداد، وبدأت تنتشر فيديوهات وصور لقوات النظام وهي تلوذ بالفرار.
أسباب الانهيار
قد يكون الحديث عن أسباب انسحاب العديد من قوات النظام من قواعدها متشعبا، ويعود إلى أسباب تتعلق بالجيش السوري نفسه، أو تتعلق بمقدرات المعارضة واستعدادها لهذه المعركة، أو الظرف الإقليمي الذي تمر به المنطقة.
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، يجمل هذ الأسباب الخبير العسكري والإستراتيجي حاتم الفلاحي على النحو التالي:
أولا: الداخل السوري كان مهيأ بشكل كبير للخروج أو الانتفاض على النظام السوري بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية ونتيجة الممارسات الأمنية في هذه المناطق من سوريا.
ثانيا: تراجع الدعمين الروسي والإيراني للنظام السوري بشكل كبير بسبب الأحداث والتطورات التي جرت في المنطقة مؤخرا.
ثالثا: النقطة الأخيرة المتعلقة بتطورات المنطقة ألقت بظلالها أيضا نتيجة سحب الكثير من مقاتلي حزب الله من الجبهة السورية باتجاه لبنان بسبب المعارك بين الحزب وإسرائيل، مما أدى إلى إرباك الدفاعات السورية على نحو كبير.
رابعا: اندفاع قوات المعارضة نحو كسب أكبر مساحة من الأراضي في أقل زمن ممكن، بحيث لا تعطي قوات النظام فرصة لاستعادة التوازن أو إرسال التعزيزات أو استعادة الأنفاس في هذه المنطقة.
خامسا: في الفترة التي سبقت العمل العسكري في عملية “ردع العدوان” كانت هناك عمليات تسلل من قبل المعارضة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، واغتالت قيادات ميدانية تعمل ضمن جيش النظام السوري والقوات الداعمة له.
قوة المعارضة وأهدافها
من الطبيعي أن يذهب المحللون إلى أن المكاسب التي حققتها المعارضة خلال 7 أيام فقط تدل على حسن التخطيط والاستعداد الجيد من قبل غرفة العمليات التي شكلتها المعارضة من أجل هذه المعركة، لكن الباحث في مركز جسور يضيف أبعادا أخرى:
أولا: التغطية الجوية الروسية لم تكن حاضرة في الأيام الأولى للمعركة لتقديم الدعم للقوات الموالية للنظام السوري وكذلك الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والفصائل العراقية المختلفة، مما جعلها تتلقى ضربات قوية وشديدة، وأصابها خلل بنيوي وتنظيمي، كما أنها بدت منهكة وتعاني من حالة نفسية ومعنوية سيئة.
ثانيا: الدعم اللوجستي الذي تركه النظام السوري والقوات المعاونة في ساحة المعركة والقواعد التي فروا منها، مثل مستودعات الذخائر والصواريخ المضادة للدروع واغتنام طائرات مسيرة إيرانية وعدد كبير من المدرعات والدبابات، وهو ما يشكل أكثر من ضعف ما رصدته الفصائل أساسا لدخول هذه المعركة.
أما الفلاحي فيرى أن تحديد الهدف من هذه المعركة كان مهما في سيرها وتسارعها، ويقول إن العملية العسكرية كانت موجهة لضرب النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في منطقة حلب على اعتبار أن إيران كانت تقول إن خط الدفاع الأول عن الأمن القومي الإيراني هو مدينة حلب، وخط الدفاع الثاني هو الموصل.
وأضاف أن السياسة التي اتبعتها المعارضة شكلت جانبا مهما في تقدمها الآمن، حيث إنه لم تسجل أي حالات تجاوز ضد المدنيين في المناطق التي استولوا عليها، بالإضافة إلى حماية دوائر الدولة الموجودة هناك.
أحدث خارطة للسيطرة في شمال سوريا المصدر قسم غرافيك القناة
توزيع القوى المسيطرة في شمالي سوريا (الجزيرة)
الأبعاد الدولية
عند النظر إلى عمليات “ردع العدوان” من زوايا السياسة الدولية، ستكون علاقات الرئيس السوري الدولية والإقليمية هي النقطة التي تلتقي عندها كل السياسات الدولية في الجغرافيا السورية.
إعلان
فتركيا -مثلا- تدعم فصائل المعارضة والمصالح بينهما مشتركة في أكثر من جانب، وهناك استياء تركي من عدم التزام النظام السوري بالعودة إلى اتفاق سوتشي عام 2019، حسب رأى علوان.
وأضاف الباحث في مركز جسور أن تركيا لم تكن ترغب في أي تحرك قبل أن يُعلن وقف إطلاق النار في لبنان، لأنها لا تريد أن يقال إن تركيا ذهبت إلى شيء يصب في مصلحة إسرائيل، أو أنه يكون ضد مصلحة أعداء إسرائيل.
واستمر في تأكيد أن هذه المعارك كشفت عن مدى قدرة الجيش السوري على البقاء من دون الغطاء الجوي من قبل روسيا، أو من غير الدعم الذي كان يقدم له من قبل إيران وحزب الله أو الفصائل العراقية.
أما المحلل العسكري والإستراتيجي فيرى أن ما يجري الآن هو شبه توافق تركي روسي، حيث إن تركيا ضغطت خلال الفترة الماضية للوصول إلى توافق مع النظام السوري ولكنه رفض، وبالتالي أرادت روسيا أن تثبت لإيران وللنظام أن عليهما تحمل مسؤولية القرارات التي يمكن أن تكون مؤلمة.
ويختم وائل علوان بأن هناك معادلات كبيرة جدا على مستوى المنطقة لا تقتصر على سوريا وحدها أو على فلسطين أو لبنان، فالمنطقة كلها ذاهبة إلى تغيير، وهذا يعني أن الخريطة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل أن تبدأ معركة “ردع العدوان”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المعارضة السورية جيش النظام الأسد النظام السوری ردع العدوان قوات النظام هذه المعرکة أکثر من من قبل
إقرأ أيضاً:
الرئيس السوري: نسعى لوضع سياسة اقتصادية تستمر لعشر سنوات
قال أحمد الشرع، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، خلال مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، إن سوريا تسعى لوضع سياسة اقتصادية تستمر لعشر سنوات، وفقًا لقناة العربية.
الشرع: سوريا وصلت لبر الأمان فيما يخص السلم الأهلي الشرع: النظام السابق كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان
وأوضح الشرع،" النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة "ردع العدوان"، وجند كل إمكانياته والبعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في ادلب ورغم ذلك بدأناها"، مشيرا إلى أن "معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".
وقال الشرع، "كنا على تواصل دائم مع محافظات الجنوب وفصائل السويداء شاركت في ردع العدوان".
وأضاف الشرع، "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".
وأردف، "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة".
وقال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية: "خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا"، مضيفا: "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".
وتابع أحمد الشرع: "أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".
واستطرد الشرع: "طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع"، مردفا: "وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى".
وأكمل: "أولوياتنا ضبط السلاح وحصره بيد الدولة.. الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها وهناك مفاوضات مع "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لحل ملف شمال شرق سوريا.. "قسد" أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافاً على بعض الجزئيات"، مشيرا إلى أن "الدول الداعمة لقسد متوافقة على وحدة الدولة السورية وضبط السلاح بيدها".
وأضاف الرئيس الشرع: "الجيش السوري سابقا كان فيه تفكك كبير وكان ولاؤه لعائلة محددة واليوم نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين".