الأوقاف: استقطاب النشء وتحصينهم ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أطلقت وزارة الأوقاف المصرية اليوم الثلاثاء، مبادرة «عودة الكتاتيب من جديد» تحت رعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، لحفظ القرآن الكريم ومعرفة معانيه والتعرف على أصول الدين الإسلامي من خلال المنهج الوسطى الأزهري على أيدى نخبة مختارة من المحفظين، واستقطاب النشء وتحصينهم، ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».
انطلقت المبادرة من دار الشيخ محمود أبو عامر، بقرية كفر الشيخ شحاته، مركز تلا بمحافظة المنوفية، بحضور كل من: الدكتور محمد خليفة، وكيل مديرية أوقاف المنوفية؛ والدكتور نبيل كمال، ممثل منظمات المجتمع المدني؛ والشيخ مسعد محمد الجبالي، مدير إدارة تلا الأزهرية؛ والشيخ أحمد الديب، مدير عام شئون القرآن بمنطقة المنوفية الأزهرية؛ والشيخ أحمد المزين، موجه أول شئون القرآن؛ والشيخ ياسر غانم، مدير إدارة أوقاف تلا، وعدد من القيادات الدعوية بالمحافظة، وجمع غفير من أهالي القرية.
في البداية رحب الدكتور محمد خليفة، وكيل مديرية أوقاف المنوفية، بالسادة الحضور، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف المصرية تسعى للحفاظ على دولة التلاوة المصرية؛ لتخريج الحفاظ المهرة المتقنين باستخدام الأساليب المعاصرة لحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام تلاوته.
وأضاف وكيل مديرية أوقاف المنوفية إن وزارة الأوقاف تبذل جهودًا كبيرة لعودة الكتاتيب الأصيلة بصورة عصرية وفق المنهج الأزهري الوسطي؛ حمايةً للنشء من التطرف ورعايةً للمواهب المتميزة، إلى جانب تخريج أجيال من العمالقة في قراءة القرآن الكريم، إذ يعد ذلك محورًا رئيسًا لرؤية وزارة الأوقاف وأهدافها لبناء الإنسان.
وفي كلمته أعرب الدكتور نبيل كمال، ممثل منظمات المجتمع المدني، عن خالص شكره للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف؛ لتفضله برعاية مبادرة عودة الكتاتيب في القرى والأرياف لتحفيظ لكتاب الله عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة، راجيًا أن تصل الفكرة إلى كل بيت في القرية لتكون بادرة طيبة تعمم في ربوع مصر.
كما أعرب الشيخ محمود أبو عامر عن عظيم امتنانه للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري؛ لرعايته مبادرة تطوير مكاتب التحفيظ لمسايرة التطور التكنولوجي في العصر الحاضر؛ تسهيلاً لمتطلبات المتابعة والتقييم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف الأوقاف القرى بداية جديدة لبناء الإنسان أسامة الأزهري الدكتور أسامة الأزهري وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من الجامع الأزهر| الدكتور محمود الهواري يكشف عن معنى جميل في آية الأشهر الحرم.. ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة
خطبة الجمعة من الجامع الأزهر
الدكتور محمود الهواري يؤكد:
معنى جميل في آية الأشهر الحرم
ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة
معرفة الشيء تكون بمعرفة آثاره
البيوت لا تبنى على الحب وحده
قال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن الأشهر الحرم قال عنها الله تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أن هذه الشهور هي التي بينها النبي الكريم في سنته الشريفة، في الحديث الذي يقول فيه النبي (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ).
وأشار إلى أنه كلما أهل هلال محرم من هذه الأربعة كلما أهل هلال شهر منها، رحنا نستلزم الدروس والعظات والعبر، فإن كلام ربنا وكلام نبينا أولى أن نتأمله حق التأمل ونتعمق في مضامينه، ومن المضامين الشريفة والمعاني العميقة التي وردت في سياق الكلام عن الأشهر الحرم قول الله (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ).
وتابع: ولو تأملنا السياق من أول الآية الكريمة السابقة لاحتجنا لأن نتوقف مع كل عبارة، ولكن دعونا نقف مع قوله تعالى (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) فالظلم معروف أن يضع الإنسان شيئا في غير مكانه أو مكان لا يستحقه.
وقال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن الله حرم الظلم في الآيات والأحاديث وتأتي الإشارة القرآنية لتنهى عن ظلم النفس للنفس بخلاف الأصل وهو النهي عن ظلم الإنسان لغيره.
واستشهد الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، بالحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) منوها أن نهى القرآن عن ظلم الإنسان لنفسه، هي لفتة قرآنية توقظ القلوب وبلاغة عالية كأنما يراد أن يقال لنا كل ظلم لغيرك هو في الحقيقة ظلم لنفسك وإن لم تفهم.
وتابع خطيب الجامع الأزهر: فبعض الناس قد تدعوهم مناصبهم أو قوتهم أو معارفهم أو نعم الله عندهم، إلى التجرؤ بها على خلق الله، فهم بذلك لا يعلمون أنهم يظلمون أنفسهم.
وذكر أن من تأمل كتاب الله، وجد النبي في القرآن ووجد عيب ظلم النفس في القرآن، في 28 آية وموضعا في كتاب الله، وهو ظلم شنيع أن يجترأ الإنسان على نفسه فيظلمها وكلها مواقع غير مقبولة.
وأكد من أشنع ظلم الإنسان لنفسه، أن يعبد غير الله وأن يتخذ إلها جديدا له يبيح له أن يحكم حياته ودنياه وسائر أمره، أمر عجيب مع أن الإنسان في زمن التوحيد وزمن العلم محال أن يعبد غير الله فنحن أمة الله تعالى.
وقال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن سيدنا موسى عليه السلام قال لقومه (إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ).
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أننا اليوم بالتأكيد لم نتخذ عجلا، لكن الواقع يشهد أن بعض الناس اتخذ عقله وقدم عقله وجعله حاكما على الشريعة، فهم في قديم الزمان اتخذوا عجلا، ونحن في زمن الحضارة اتخذنا عقلا، فأدى بنا إلى أن نحكم العقل في شرع الله.
وتابع: اتخاذ الناس عقولهم وتقديمها على الشرع، أدى بهم إلى إنكار وجود الله عز وجل، فهم يقولون عقولنا لا تقبل ولا تطمئن، لوجود الله.
ووجه خطيب الجامع الأزهر رسائل لهؤلاء: يا أيها المفكرون أين عقولكم؟ يا أيها المفكرون من أين تعرفون للروح أثرا أو جودا، يا أيها المفكرون، إنما نقر بوجود الشيء بمعرفة آثاره، فأين الكهرباء وأين الروح وأين العقل؟ فهذه كلها نقر بوجودها ولا نهتدي إليها بل لا نعرف على وجه الدقة مكانها ولا زمانها ولكنا نقر بوجودها، فلماذا سلمت بوجود موجود مع أنك لم تهتدِ إليه إلا بالآثار، وتنسى رب الوجود الذي ملأت آثار وجوده هذا الكون.
وأشار إلى أن هذا أمر عجيب ومغالطة منطقية، حينما يطمئن الإنسان إلى عقله فيطبق ما يريده هؤلاء من شبابنا من تلك الأجندات التي تريد شبابنا منحرفا بلا طعم ولا هوية تريده بلا شيء يصقله تريد أن تجعله بلا أمة، ولكن من فضل الله علينا أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس.
وقال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن من ظلم النفس أيضًا ظلم الأزواج بعضهم بعضا، يظن الزوج أنه وحده من له حقوق أو تظن المرأة أنها وحدها من لها حقوق، وينسى كل منهما حق الآخر عليه، بل ينسيان هما الاثنان حقوق الأسرة والأولاد والمجتمع عليهما، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" روشتة نبوية تربوية لاستقرار الأسرة وسعادة البيوت.
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أنه لا شك أن الحياة الزوجية في أكمل صورها قائمة على الحب بين الزوجين، لكن ذلك لا يعني أن الحياة بلا حب مستحيلة، فثمة عوامل أخرى تمد هذه الحياة بمادة بقائها واستمرارها، من هذه العوامل الإحسان إلى المرأة بإبقائها، أو إحسان المرأة إلى زوجها بالصبر عليه، أو الإحسان إلى الأبناء إن وجدوا ببقاء رابطة الزواج قائمة.
ومما يذكر هنا أن رجلاً جاء إلى عمر يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها، فقال له عمر: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟ والتذمم هو الإحسان إلى من يذم بترك الإحسان إليه، وقال عمر لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
وأشار إلى أن المقصود أن رابطة الزواج لا تُبَت لعاطفة متقلبة أو لنزوة جامحة أو لهوى يذهب مع الريح، أو لاعتبارات تافهة لا قيمة لها، وإذا وصل الأمر إلى استحالة بناء هذه الرابطة أو كانت في بقائها مشقة، كان الطلاق آخر الحلول، ولكن من أعاجيب زماننا أن نلجأ للطلاق أول ما نلجأ إما تهديدا من الرجل، أو تهديدا من المرأة وهنالك تضعف النفوس ويكون ما يكون.
وفي ختام الخطبة حذر خطيب الجامع الأزهر من فساد التصور والفكرة، لأنه ظلم للنفس وظلم للمجتمع، ومن شواهد هذا قوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ﴾، فإنه ظلم نفسه باستجابته لأهوائها وشهواتها يسبب هلاكها.
وأشار إلى أن العلاج أن نستجيب لتوجيهات الله وإرشاداته الواردة في القرآن والسنة: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾.