الجزيرة:
2025-02-05@06:06:28 GMT

كيف انهارت حكاية الصهيونية ذات المائة عام؟

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

كيف انهارت حكاية الصهيونية ذات المائة عام؟

لم تكن إسرائيل في أيّ من حروبها كُلّيةَ الاعتمادِ على أميركا، كأنها مستعمرة صغيرة، كما هي الآن. هذا ما لاحظه جدعون ليفي في مقالة له على "هآرتس". في تقديره فهذا أخطر ما كشفته الحرب على غزة.

تؤكد كل الشواهد ذكاء ما لاحظه ليفي، فمن أجل أن تخوض حربًا على قطاع صغير محاصر تسلّمت إسرائيل ما يزيد عن 53 ألف طن من الذخيرة من أميركا.

وحتى تتمكن من شن الحرب بلا ضوابط فقد حصلت على غطاء سياسي، وحتى قانوني، أميركي في كل المحافل.

كل هذا لم يغيّر الحقيقة الإسرائيلية الراهنة، وهي أنها باتت أقل أمنًا منها قبل ستين عامًا. القوة مركّب غير مستقر، وقد يكفي القليل منها لزعزعة استقرار الكيانات بالغة القوة.

في تبريره لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله ردد نتنياهو الكثير من الهراء، والقليل من الحقيقة. من الحقائق التي قالها إن أميركا كانت تلبّي طلباته العسكرية على نحو متأخر. يرتفع هذا الهراء إلى درجة الحقيقة حين نقرؤه من خلال عينَي جدعون ليفي، وهي أن إسرائيل خائفة حين تكون وحيدة، وربما عاجزة. حتى إنّ بعض التلكؤ في إيصال الشحنات العسكرية بات من الأسباب التي دفعتها إلى إيقاف حرب – قالت إنها وجودية – على حدودها الشمالية.

إعلان

قبل ستين عامًا كتب المشير عبدالحكيم عامر عن حرب يونيو/ حزيران "قامت الحرب، وانتصرت إسرائيل". كانت إسرائيل تنتصر بمجرّد أن تقوم الحرب، وكان نصرها يغيّر شكل الجغرافيا وطبيعة السياسة على نحو طويل المدى.

كانت تُغِير على الدول بمفردها، مستقلّة لا تستأذن إلا نادرًا. لم تكن أميركا جزءًا من سردية البقاء الصهيونية حتى نهاية ستينيات القرن الماضي. حتى وهي تنقضّ على الأراضي الفلسطينية قبل وبعد قرار التقسيم، 1947/1948م، كانت تعمل وفقًا لإرادتها السياسية وخيالها التوراتي.

صادمت الانتداب البريطاني سياسيًا وعسكريًا في مفاصل عديدة، خصوصًا بعد أن أعلنت بريطانيا عن خارطة طريق سياسية، 1939م، حملت عنوان "الكتاب الأبيض". في مواجهة خارطة الطريق البريطانية أعلن بن غوريون، الذي سيصبح المؤسس الأول للدولة: "سنقاتل الكتاب الأبيض وكأنه لا حرب، ونخوض الحرب وكأنه لا يوجد كتاب أبيض".

بلغ النزق الإسرائيلي، لنقل الاستقلال الإسرائيلي، حد الهجوم على السفينة الحربية الأميركية ليبرتي في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط، في رابع أيام حرب يونيو/ حزيران  1967م.

على إثر هجوم مركّب من الجو والبحر فقد 34 بحّارًا أميركيًا حياتهم، وأصيب حوالي 171 آخرين. لا تزال دوافع هذا الهجوم غامضة ومريبة، وتبدو رواية "الخطأ التقني" التي اتفقت عليها واشنطن وتل أبيب غير مقنعة. مُنع الناجون والمصابون من الإدلاء بأي تصريح حول ما جرى.

مطلع الألفية أعاد جيمس بامفورد، الصحفي ومنتج الأفلام الوثائقية، التذكير بتلك الحادثة مؤكدًا أن إسرائيل أقدمت على الفعل حتى تبقي الشهود بعيدين عن مسرح الجريمة. وكانت الجريمة، كما يرصدها بامفورد، هي قتل مئات الأسرى المصريين وإلقاء جثثهم على الرمال القريبة من العريش.

إسرائيل تلك، صاحبة قرار الحرب والجريمة والقادرة على شن عمليات عسكرية ضد أميركا وبريطانيا، لم تعد قائمة الآن كما يلاحظ ليفي. ما نراه راهنًا هو كيان شديد الاعتماد على واشنطن، يرهن وجوده في يد قوّة هي أبعد ما تكون عنه.

إعلان

لنعد إلى البدايات. كان عرب ما بعد الحرب العالمية الأولى في حالة تيه سياسي، ما من كيان عربي جامع، وبالمعنى السياسي فقد كانوا غير مرئيين أو لا أحدَ. عندما وقف الرحالة الإنجليزي مارك سايكس أمام الحكومة البريطانية، في العام 1915م، ليخبرها عن الفراغ الكبير في الشرق الأوسط كان يتحدث بثقة ويرسم خطًّا على الخارطة من عكّا إلى كركوك. ثمّة فراغ لا بد من اقتسامه قبل أن تضع الحرب الأوروبية أوزارها، قال الشاب الثلاثيني سايكس.

رأت بريطانيا الفراغ السياسي وادّعت الصهيونية فراغًا ديمغرافيًا.  في فيلم (هذه هي الأرض 1935) يتوافد المهاجرون الصهاينة إلى "الأرض التي كانت خصبة ذات يوم وهُجرت وتحولت إلى أنقاض" كما يقول عنوان فرعي للفيلم.

هي إذن العودة إلى الأنقاض، إلى الفراغ. يركض جملٌ وحيدٌ أول الأمر، من خلفه عربي بلا ملامح، لا يُرى وجهه إمعانًا في إخفائه. ثم تأتي بضعة جِمال بلا راعٍ وتذهب في الصحراء. تلك هي الحيوات التي كانت سائدة في ذلك المكان من العالم منذ هجَره اليهود سنة 60 للميلاد كما تقول السردية الإسرائيلية.

التحدي الذي وجده الصهاينة الأوائل لم يكن سوى الصحراء والأنقاض. ما من بشر في انتظارهم، وليس للأرض من صاحب. يمضي الفيلم ليُريَ العالم الغربي، المُستهدف، صورة شديدة الحساسية والتأثير، إذ يسقط فلاح إسرائيلي من الكد والتعب، يتلاشى جسده في التربة؛ التربة التي ستورق من خلاياه ولحمه.

لقد جعل الدم الصهيوني الصحراء تزهر. لا يزال الخيال الغربي، الشعبي والسياسي، يرى البدايات الصهيونية على ذلك النحو الذي رسمته الأفلام الصهيونية الصامتة مطلع القرن الماضي: أرض بلا شعب. ثم جاء العرب من اللامكان، تقول السردية الصهيونية، وأسموا أنفسهم بالفلسطينيين.

تضيق الجدران على إسرائيل، لا فقط من الخارج بل من الداخل أيضًا، إذ تتلاشى الديمقراطية لصالح اليهودية الراديكالية، ويبدو المستقبل رهينة توزيع الخوف والإدانات

يتشبث الإسرائيليون بتلك السردية ويزرعونها في نظامهم التربوي والتعليمي. اليهود الذين انفصلوا عن السرب وأعلنوا معاداتهم للصهيونية يرْوون القصة نفسها، وهي أنهم حتى مراحل متأخرة من العمر اعتقدوا أن فلسطين كانت أرضًا خالية، وأنه ما من كيان بشري كان اسمُه الفلسطينيين.

إعلان

الفلسطينيون اختراع متأخر يعود إلى حقبة الستينيات، وربما ما بعدها، ابتكره يساريو ما بعد الكولونيالية. يتعلم الأطفال الإسرائيليون في المدارس ضرورة أن يتركوا مسافة بينهم وبين العربي.

العربي في إسرائيل لا يمكنه أن يكون سوى عامل يدوي، لا ينبغي بناء جسور معه ولا الحديث إليه، لا يملك ما يستحق القول، أما رأسه فمليء بالضلالات. وهو في الغالب لا أحد، أو انعكاس بصري للجمَل والصّبار.

مؤخرًا أعلنت نتفليكس عن فيلم جديد يحمل اسم "ماري"، يروي قصة السيدة مريم و"زوجها" جوزيف. أسندت الأدوار، مريم وجوزيف، لنجمين شابين من إسرائيل. في كل دورة صراع بين العرب وإسرائيل تعمد المؤسسات الثقافية الغربية إلى إسناد إسرائيل ثقافيًا، وثمّة ما يؤكد هذا الادعاء في سياق تاريخي.

قبل حرب 1967 بأشهر ذهبت جائزة نوبل للآداب إلى كاتب إسرائيلي متعصّب وعرقي، اسمه عجنون. رأت لجنة التحكيم في أعمال عجنون ما يستحق الإشادة، فهي "تمثل رسالة إسرائيل إلى عصرنا". بعد سبعة أشهر من الجائزة حدث عدوان يونيو/ حزيران، وكانت تلك رسالة أخرى ترسلها إسرائيل إلى عصرنا، كما دوّن غسان كنفاني في كتابه "في الأدب الصهيوني".

جوزيف ومريم سيحكيان للعالم قصتهما، المعاناة والقداسة والنصر، من خلال شخصيتين إسرائيليتين. تداعى ناشطون من بلدان عدّة إلى الدعوة لمقاطعة الفيلم، فهو لا يحترم آلام ونضال المرأة الفلسطينية التي كانتها مريم، وفقًا لخطاب المقاطعة على السوشيال ميديا. هل كانت مريم فلسطينية، أذلك أهم ما في الأمر؟

الجدل المثار حول هوية مريم دفع أبرز كُتّاب صحيفة يودشه ألغيماينه (Jüdische Allgemeine)، جاك أبراموفيتش، إلى كتابة مرافعة مطولة يقول فيها إن الفلسطينيين اختراع متأخر، وإن يسوع نفسه وُلد ومات يهودياً.

أما خلافه مع اليهود حول تفسير الكتاب المقدس، فقد حدث في سياق الجدل الثقافي داخل الديانة اليهودية وليس خارجها. فالمسيحية، أو اليسوعية كدين مستقل، هي اختراع نشأ على أيدي مثقفين يهود غاضبين، من يهود ما بعد عام 70 للميلاد، يهود الشتات. الحقيقة التاريخية، كما يجادل أبراموفيتش، هي أن الرومان كتبوا على الصليب، قبل تنفيذ حكم الإعدام في المسيح، الكلمات التالية: Iesus Nazarenus Rex Iudaeorum، وتعني: يسوع الناصري، ملك اليهود. إذن، يسوع الناصري لم يولد يهودياً فقط، ولكنه مات كذلك، بحسب أبراموفيتش.

إعلان

تعاني السردية الصهيونية من انكشاف شديد وتضيق عليها الجدران، وفي سبيل الدفاع عن نفسها فإنها ستنسف كل شيء بما في ذلك المسيحية كدين. لم تتسع السردية الصهيونية لاحتمال أن يرى العالمُ شعب فلسطين الذي أخفته وراء نبات الصبّار، وجعلته يركض خلف بعير الصحراء. ولكي تعيده إلى ذلك المكان المجهول، العدم المطلق، فقد ألقت عليه ما يزيد عن 53 ألف طنّ من المتفجرات "الأميركية".

هل بمقدور الديمقراطية الإسرائيلية احتواء المعضلة الفلسطينية؟ أليس من الجيد، بما أن إسرائيل دولة ديمقراطية، تأسيس بلد من قوميتين؟ في الحقيقة تبدو النسخة الإسرائيلية من الديمقراطية أكثر إشكالية من الطبيعة التوراتية للدولة.

وكما أن العنف التوراتي مفهوم أخلاقيًا، وفقًا للغطاء العلماني الغربي، فإن من حق الديمقراطية الإسرائيلية أن تكون استثناء، أي أن تتوفر على القدر الأدنى من الديمقراطية، وسيبدو ذلك مشروعًا ومفهومًا.

ناقشت جوديت بتلر، الفيلسوفة الأميركية- اليهودية، المسألة في كتابها "مفترق طرق"، ناقلة عن الليبراليين الغربيين إجابة من شقين: الديمقراطية اليهودية لا بد أن تبقى ليبرالية داخل المجتمع اليهودي وحسب، ومن غير الممكن أن تتسع لقوميتين. تقول الإجابة الأخرى: الديمقراطية اليهودية لا بد لها من استثناءات بالنظر إلى ما حل باليهود تاريخيًا، وعليه فإن من حقها أن تستبعد القومية العربية من المشاركة.

ما المخرج إذن؟ أبارتهايد كبير؟ وما العمل حيال انفجاراته المتكررة؟ فيما يبدو فقد رأى الصهاينة الأوائل، وهم يضعون أقدامهم على تراب فلسطين، أكثر من البعير ومن نبات صبّار.

تبدو الصهيونية، والجدران تضيق عليها، بالغة التوتر. خاطب نتنياهو شعبه، محاولًا طمأنته، قائلًا إن جيش إسرائيل جعل "الأرض تهتز في بيروت". اهتزت أرض بيروت ولكن الحقائق بقيت ماثلة كما هي، وفي مركزها أن إسرائيل لم يعد بمقدورها إنتاج القصص كما يحلو لها. الضربة القادمة من المحكمة الجنائية الدولية حلّت على إسرائيل كالصاعقة.

إعلان

لطالما قالت إسرائيل إنها بلد طاهر القدمين، وأن جيشها الأكثر أخلاقية في العالم، فهو منظومة تستند إلى الكتب الخمسة التي استلمها موسى في الجبل. أشياء ثقيلة هبطت على الكاهل الإسرائيلي خلال وقت قصير، والجدران لا تضيق من الخارج وحسب، بل من الداخل أيضًا.

يتنبأ إيلان بابه، المفكر الإسرائيلي المعروف، بتلاشي الدولة الإسرائيلية State of Israel  لصالح شكل جديد من الدولة، أسماه  State of Judaism أو دولة اليهودية. فقد نجحت اليهودية الراديكالية في إخرج اليسار الإسرائيلي من المشهد، وهي الآن في طريقها لتبديد الديمقراطية الإسرائيلية.

الدولة اليهودية، أو دولة اليهودية، سيقودها رجال يشبهون بن غفير وسموتريتش، ولا يوجد في نظامها الأساسي ما يحترم السلم. ولأنها كلّية الاعتماد على أميركا، كما لو أنها حصن غربي، فسوف تمضي في طريق مرهق لحراسة الحصن. قبل قرن من الزمن لم يكن هناك سوى الجمل ونبات الصبّار، وكان ذلك هو التحدي الذي هزمه الصهيوني المؤسس. وفيما يبدو فإن الصبّار كان هو النبتة الواطئة التي أخفَت الغابة.

الدم الصهيوني جعل الصحراء تزهر، بحسب السردية الإسرائيلية، لكن خلف الصبّار كان هناك شعب كامل تم إخفاؤه، واليوم يواجه سبعة ملايين فلسطيني حبسًا خلف أسوار كبيرة

ترحّل إسرائيل وحلفاؤها المسائل المستعصية إلى المستقبل، ومن ذلك مشكلتها مع حزب الله الذي حلت عليه كارثة كسرته ولم تقتله. سيأخذ الصراع في المنطقة شكلًا جديدًا خلال العقد القادم، وتبدو إسرائيل بلا إستراتيجية خروج من المعضلة التاريخية سوى توزيع الخوف والإدانات يمنة ويسرة، حد اتهام بابا الفاتيكان بمعاداة السامية، والقول إن مواطني شرق أوروبا "يرضعون معاداة السامية مع حليب أمهاتهم"، كما  غرّد كاتس، وزير دفاع إسرائيل، وفي واحدة من مناوشاته مع العالم.

تتوالى النوازل على إسرائيل، هذه المرّة من الفاتيكان. في كتاب له يحمل عنوان "الأمل" –  يصدر في يناير/ كانون الثاني القادم-  قال البابا فرانشيسكو، بابا الفاتيكان: ".. بحسب بعض الخبراء فإن ما يحدث في غزة يحمل سمات الإبادة الجماعية". أثارت المقاطع المسرّبة من الكتاب جدلًا كبيرًا، وهناك من رأى كلام البابا أكثر إضرارًا بسمعة إسرائيل من قرار الجنائية الدولية. الأحداث تنزع عن إسرائيل اللحاء الأخلاقي، وتحرمها حتى من الإسناد التاريخي الذي وفرته مآسي الشعب اليهودي عبر التاريخ.

إعلان

تضيق الجدران فلا تجد الدعاية الإسرائيلية من وسيلة سوى تقسيم الشرق الأوسط إلى أشرارٍ – وهم الأغلبية – وأخيارٍ "إبراهيميين". لا يفوّت نتنياهو منصة دولة دون التبشير بسلام على طريقة "الاتفاق الأبراهامي". وليست مصادفة أن يقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات، ويتعرض مشجعو نادي مكابي تل أبيب للضرب في هولندا على أيدي مغاربة.

تسطيح معضلة الشرق الأوسط على الطريقة الأبراهامية خطر، تمامًا كما هي خطورة القول إن المهاجرين اليهود الأوائل لم يجدوا سوى صحراء وجمَل في "تلك الأرض". صار الجمل الوحيد إلى سبعة ملايين عربي فلسطيني يعيشون على أرض فلسطين التاريخية، ومثلهم في الشتات. وليس أمام إسرائيل، من أجل احتواء المعضلة التاريخية، سوى أن تحبسهم خلف أسوار كبيرة، وسيقول العالم الغربي إن الحبس الإسرائيلي لملايين العرب لا تنطبق عليه شروط الأبارتهايد.

ولكن هل بالمقدور ترديد مثل هذا الهراء بلا حسيب وصوت بابا الفاتيكان، ومن خلفه المحكمة الجنائية الدولية، ومن خلفهما الجنوب العالمي برمّته، يقول إن ثمّة شرًا خالصًا تمارسه إسرائيل في فلسطين؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن إسرائیل ما بعد کانت ت

إقرأ أيضاً:

هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها

قالت صحيفة "الغارديان" تقريرا إن أنظار العالم ظلت متركزة على الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن وحشية الحرب تنتشر في أماكن أخرى من العالم.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" أن الشعور المنتشر هذه الأيام هو أن العالم أصبح مكانا خطيرا، لكن هل هذا صحيح؟ لا تساعد المقارنات التاريخية للإجابة على هذا السؤال، بحسب التقرير.

 يشير التقرير إلى أن القراءة الأخيرة لـ"ساعة القيامة"، والتي تقدم إجراءات رمزية لاقتراب الكوارث الدولية وفق مجموعة من علماء الذرة  الدوليين، أن الساعة الآن هي عند 89 ثانية قبل منتصف الليل، مشيرة إلى التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي. حيث تقدمت ساعة القيامة مرة أخرى أقرب إلى منتصف الليل وسط تلك التهديدات.



وكانت الساعة تشير إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل خلال العامين الماضيين.

وقال دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في "مجموعة القيامة" التي أسسها ألبرت أينشتاين ويوليوس روبرت أوبنهايمر وعلماء مشروع مانهاتن في شيكاغو عام 1947: "عندما تكون على هذه الهاوية، فإن الشيء الوحيد الذي لا تريد القيام به هو اتخاذ خطوة إلى الأمام".

والمهم من تحذيرات العلماء هي أن التهديدات هذه لم تعد تدار بطريقة جيدة. وعززت الكوارث الطبيعية والصحية، مثل حرائق لوس أنجلوس، والجفاف بمنطقة الساحل، واندلاع مرض إيبولا، من مفاهيم أن العالم يخرج عن السيطرة.

 ويقول تيسدال إن التصرفات التخريبية للدول والحكومات هي عامل مهم في زعزعة استقرار العالم، من خلال ميلها المتزايد إلى انتهاك ميثاق الأمم المتحدة والحدود الدولية وحقوق الإنسان الأساسية والمحكمة الجنائية الدولية.

فعندما يهدد الرئيس الأمريكي الذي يعد تقليديا الحارس الرئيسي للنظام القائم على القواعد والذي أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945،  بمهاجمة حليف في أوروبا الغربية عسكريا للاستيلاء على أراضيها ذات السيادة، فلا عجب أن يشعر الجميع بمزيد من غياب الأمن. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما يفعله دونالد ترمب في محاولته ترهيب الدنمارك لتسليم غرينلاند.

ويواجه جيران ترمب  في بنما والمكسيك وكولومبيا وكندا ترهيبا مماثلا.

وقامت المنظمة غير الربحية "أماكن النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث" المعروفة باسها المختصر "أكليد" بإعداد معلومات وتحليلات للمساعدة في تتبع العنف والتخفيف منه.

وتشير التقديرات إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن حوادث العنف السياسي في عام 2024 زادت بنسبة 25% عن عام 2023، وأن واحداً من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم عانى من الحرب.

وبهذه المقاييس، فإن الاعتقاد بأن العالم أصبح أكثر خطورة مبرر تماماً.

وفي حين تحظى بعض الحروب، مثل الحرب على غزة والحرب الروسية الأوكرانية، باهتمام إعلامي ضخم، فإنها تشكل استثناءات.

فمعظم الصراعات الحالية، سواء كانت تنطوي على حروب وغزوات في السودان والكونغو، أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان والتيبت، أو حرب العصابات في هاييتي وكولومبيا، أو المجاعة الجماعية في اليمن والصومال، أو القمع السياسي في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا، لا تحظى بالتغطية الكافية أو يتم نسيانها أو تجاهلها.

وتحتاج الحروب المتطورة كتلك بين الصين وتايوان، والولايات المتحدة- إسرائيل وإيران إلى اهتمام قريب. وكل هذه النزاعات تقدم صورة رهيبة عن عالم أصبح مدمنا على الحرب.



الكونغو- رواندا
ولو ألقينا نظرة خاطفة على حالة العالم الحالية والحروب المندلعة فيه فإننا نرى أن الحرب قد اندلعت وتطورت بشكل كبير بين رواندا والكونغو.

فالحرب المستمرة على الحدود بين البلدين أصبحت في مركز الأخبار عندما دخلت القوات الرواندية ومجموعات المتمردين المعروفة باسم "أم23" مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اتهمت الأمم المتحدة الرئيس الرواندي بول كاغامي بتوجيه ودعم "أم 23" وإرسال قواته إلى داخل الأراضي الكونغولية.

وفي قلب النزاع صراع على المصادر الطبيعية في منطقة فقيرة من الكونغو، فهي غنية بخام كولتان المطلوب بشدة في الغرب.

ففي الوقت الذي أدى الهجوم الأخير إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، شجبت فيها فرنسا وبريطانيا رواندا ودعمت الولايات المتحدة سيادة الكونغو على أراضيها، وأعلنت ألمانيا دعمها لرواندا، إلا أن الخطوات هذه متأخرة، وبخاصة أن الاتحاد الأوروبي وقع اتفاقية استراتيجية للمعادن مع نظام كيغالي. كما يأتي شجب بريطانيا فارغا، فقد اعتبرت الحكومة السابقة في لندن نظام كاغامي بأنه نموذج يمكن نقل طالبي اللجوء السياسي في بريطانيا إليه. وأكثر من هذا فالنزاع في الكونغو مستمر منذ عقود.

ميانمار
وهناك النزاع في ميانمار، فقد شهد العام الماضي مقاومة مسلحة للمجلس العسكري الذي أطاح بحكومة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سوكي عام 2021.

ورد الجنرالات بما أسمته منظمة هيومان رايتس ووتش بأساليب "الأرض المحروقة". وتشمل هذه الضربات الجوية العشوائية ضد المدنيين والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرق العمد "التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وتقول الأمم المتحدة إن ميانمار في" سقوط مستمر" حيث سيحتاج 20 مليون شخص إلى المساعدة في عام 2025.

وتم فرض التجنيد الإجباري على الشباب والأطفال باستخدام عمليات الاختطاف والاحتجاز.

ولا تزال أونغ سان سوكي قيد الاعتقال، وهي واحدة من 21 ألف سجين سياسي. ولا يزال المدنيون من أقلية الروهينغا المسلمة مستهدفين في ولاية راكين.

ويظل السياق الأوسع للنزاع في ميانمار هو فشل مجموعة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" للرد على هذا الكابوس وتسامح الصين مع النظام العسكري، فيما تورد روسيا السلاح للنظام العسكري.

هاييتي
وفي هاييتي، التي توصف بأنها أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، ولديها سمعة بأنها غير محكومة، حيث فشلت سلسلة من التدخلات الخارجية قادتها أمريكا بتحقيق الاستقرار.

واحتلت امريكا البلد فعليا ما بين 1915 و 1934. وفي آخر تدخل أمريكي أرسل بيل كلينتون في عام 1994  20 ألف جندي لفرض النظام، ولم يستمر ذلك إلا لفترة مؤقتة، وجاءت قوات الأمم المتحدة وخرجت.

ودخلت هاييتي في الفوضى بعد مقتل الرئيس جوفينل مويس عام 2021 وسيطرت العصابات المسلحة على البلد. وآخر مساعدة خارجية جاءت من كينيا. وقتل في الفوضى الحالية أكثر من 5,300 شخص وشرد 700 ألف شخص.

إثيوبيا- الصومال
أما النزاع الصومالي- الإثيوبي، فقد تعرضت صورة إثيوبيا كنموذج للمساعدات الدولية وجهود التنمية لإعادة مراجعة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتزامنا مع صعود رئيس وزرائها، آبي أحمد، إلى السلطة في عام 2018.

ولم يتم حتى الآن تقديم محاسبة كاملة وعلنية للحملة العسكرية المدمرة التي شنها آبي أحمد في إقليم تيغراي الشمالي والتي انتهت بهدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

وقد ساءت سمعة إثيوبيا والقوات الإريترية المتحالفة مع متمردي التيغراي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة.

وتتواصل هذه في ظل آبي أحمد إلى جانب تراجع الديمقراطية وقمع حرية التعبير ومنع الإنترنت إلى جانب النزاع مع الصومال بشأن الوصول إلى مياه البحر.

كما يزداد القلق بشأن منطقة أمهرة الإثيوبية، حيث تتصاعد أعمال القمع والاعتقالات واسعة النطاق لمعارضي الحكومة وسط صراع مستمر مع الجماعات المسلحة.

إيران
في إيران فإن نظام الحكم عانى من ضربات موجعة في عام 2024، وخسر عددا من حلفائه في لبنان وسوريا. ويواجه النظام عددا من التحديات المحلية، وليس أقلها السكان وغالبيتهم من الشباب الغاضبين بشكل متزايد على الفساد والعنف والقمع ومن العجز الحكومي. وشهدت إيران خلال الـ 15 عاما الماضية ثلاث انتفاضات واسعة، عام 2009 و2019 و 2022.

تركيا- سوريا
وعلى الحدود التركية- السورية هناك تغيرات كبيرة، فقد استطاعت هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع الإطاحة بالرئيس بشار الاسد، حليف إيران وسوريا. ورغم ترحيب الغرب ودول الخليج بالتغيير إلا أن الخطوات تجاه إعادة تأهيل النظام الجديد بطيئة. ولكن الوضع الأمني لا يزال هشا في البلد وبخاصة المواجهات بين جماعات الأكراد المدعومة من أمريكا وتلك التي تدعمها تركيا.

السودان
وفي السودان، عادة ما يشير المعلقون الصحفيون إلى الوضع الأمني والكارثة الإنسانية هناك بأنه "النزاع المنسي"، والحقيقة هو أنه أسوأ، فهو ليس منسيا لكن تم تجاهله منذ الفوضى في عام 2023.

نزح الملايين من مدنهم ومجتمعاتهم وانتشرت المجاعة نتيجة للنزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تتهم الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية بدارفور واستخدام العنف الجنسي كوسيلة حرب هناك.

وربما انتهى التجاهل الدولي للسودان في عام 2025، ويقول مدعى الجنائية الدولية، كريم خان إنه سيسعى إلى اعتقال المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وفظائع أخرى في دارفور على افتراض أنه يمكن القبض عليهم.

وبمعنى ما، يعيد التاريخ نفسه. في عام 2003، أصبحت دارفور مرادفة للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد، سلف قوات الدعم السريع. مع أن وقف الحرب الأوسع في جميع أنحاء السودان أكثر تحديا.

باكستان- أفغانستان
وعلى جبهة باكستان وأفغانستان، فقد كان تخلي المجتمع  الدولي عن أفغانستان لصالح طالبان في عام 2021 مخزيا ومكلفا سياسيا. وخسرت النساء والفتيات الأفغانيات، اللائي تعرضن مرة أخرى لمنعهن مرة من الحريات الشخصية والحق في التعليم وتولي الوظائف.

 وفي الأسبوع الماضي، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لمعالجة هذه الانتهاكات، حيث أعلنت أنها ستسعى إلى اعتقال كبار قادة طالبان مثل هيبة الله أخوندزاده وعبد الحكيم حقاني بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الاضطهاد على أساس الجنس، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.

ويظل منظور الاستقرار في أفغانستان عام 2025 موضع شك، حيث تعاني الدولة من  الفقر.

كما تبدو باكستان المجاورة غير مستقرة إلى حد كبير بعد عام من الاضطرابات السياسية التي تركت رئيس الوزراء السابق الشعبي عمران خان في السجن وسياسي مدعوم من الجيش، شهباز شريف، في السلطة.



اليمن
في اليمن، وصف البلد بأنه  أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وربما لا يزال كذلك، على الرغم من الأهوال المتزايدة في السودان.

ولكن منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحول الاهتمام العالمي بعيدا عن الأزمة المحلية في اليمن إلى الحوثيين. لقد أثارت هجماتهم الصاروخية على السفن الغربية في البحر الأحمر، وعلى "إسرائيل"، دعما لشعب غزة، أعمالا انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين. وبعد وقف إطلاق النار في غزة، توقفت هجمات الحوثيين ضد السفن، لكن الحرب الأهلية الأوسع مستمرة.

الولايات المتحدة- المكسيك
وأخيرا هناك النزاع الأمريكي- المكسيكي، وكأن المكسيك بحاجة للمزيد من المشاكل فوق ما تعاني. فعسكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومطالبه الصبيانية بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، من المؤكد أنها ستجعل الأمور أسوأ.

وقد حذر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي من أن "استخدام ترامب الأساليب العقابية للهجرة سيثقل كاهل دولة المكسيك بمزيد من الأعباء ويعرقل النمو الاقتصادي الإقليمي ويثري العصابات الإجرامية"، مما يجعل البلدين أقل أمانا وأقل ثراء. كما أن سياسة ترامب القائمة على "البقاء في المكسيك" للمهاجرين قد تزعزع استقرار البلد في وقت تعهدت فيه الرئيسة الجديدة كلوديا شينباوم ببداية جديدة.


مقالات مشابهة

  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • المعارضة الإسرائيلية: وقف إطلاق النار لن يسقط حكومة نتانياهو
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • أكثر من 61 ألف شهيد.. الإعلام الحكومي بغزة يكشف أرقاما  لخسائر حرب الإبادة الإسرائيلية
  • استمرار ارتفاع التجارة العربية الإسرائيلية
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: الولايات المتحدة غطت العجز الاقتصادي لتل أبيب
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • ترامب يجدّد الحرب التجارية مع الصين.. وبكين تتوعد بالرد بإجراءات مضادة
  • جيش المليشيات.. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيلية
  • أزمة الكونغو الديمقراطية.. حروب أهلية متجددة وصراعات عابرة للحدود