لتستمتع بحياتك.. كيف نوازن بين العالم الافتراضي والواقعي؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
قال الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الأداب السابق، أن التكنولوجيا
أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في العصر الحديث في ظل عصر العولمة.
وتابع عبد الفتاح درويش في تصريح خاص لموقع "صدى البلد الإخباري، لقد أتاح التطور الرقمي فرصًا غير مسبوقة للتواصل والعمل والترفيه، حيث أصبح الإنترنت والموبايل والذكاء الاصطناعي جزءًا من كل ما نقوم به تقريبًا.
وبالتالي من خلال هذه الأدوات الرقمية، فقد أشار الدرويش، أنه يمكننا الوصول إلى معلومات لا حصر لها، والتواصل مع الناس في أي مكان وزمان، وإنجاز الأعمال بكفاءة أكبر.
ولكن مع هذه الفوائد الكبيرة، فقد أكد درويش، أنه ظهرت أيضًا تحديات تتطلب منا أن نكون واعين لكيفية استخدام التكنولوجيا في حياتنا للحفاظ على توازن صحي بين العالم الرقمي والعالم الواقعي.
وأشار، عبد الفتاح درويش إلى أن أحد أبرز التحديات التي نواجهها هو الانغماس المفرط في العالم الرقمي، والذي قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصية بين الأفراد سواء بالأسرة أو العمل ..الخ ، وفقدان الاتصال بالواقع.
وأوضح درويش، أنه على الرغم من أننا نتمكن من التواصل مع العديد من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا التواصل في كثير من الأحيان يفتقر إلى العمق والمصداقية التي توجد في التفاعلات المباشرة.
علاوة على ذلك، فقد أضاف درويش، أنه قد يؤثر الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية ( أجهزة الأتصالات) على صحتنا النفسية والجسدية، حيث يمكن أن يسبب القلق، الاكتئاب، قلة النوم، وزيادة مستويات التوتر.
خطوات فعالة للتوازن بين العالم التكنولوجي والعالم الواقعي
وأستطرد درويش، أنه يمكن معالجة هذه المشكلة، عن طريق بناء مجموعة من العادات الصحية للحفاظ على التوازن بين حياتنا الرقمية والحقيقية، ولك عن طريق :
ـ تخصيص وقتًا محددًا للاستخدام التكنولوجي، وألا نسمح لهذه الأجهزة بأن تسيطر على وقتنا.
ـ تحديد وتنظيم أوقات معينة للتحقق من البريد الإلكتروني أو التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، مع الحرص على ألا تتداخل هذه الأنشطة مع الوقت المخصص للعمل أو العائلة.
ـ تولية الاهتمام الأكبر للعلاقات الواقعية، وعلي سبيل المثال : اللقاءات مع الأصدقاء والعائلة، والنشاطات الاجتماعية المباشرة، ضرورية للحفاظ على صحة علاقاتنا الشخصية؛ حيث يمكن القول أن هذه الأنشطة تساهم في تعزيز التواصل الوجداني، مما يجعلنا أقل عرضة للشعور بالعزلة التي قد يسببها الانغماس في التكنولوجيا.
ـ الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز حياتنا الواقعية، بدلاً من أن تكون بديلاً عنها، على سبيل المثال: يمكننا استخدام التطبيقات الصحية لمتابعة نشاطنا البدني، أو الاعتماد على منصات التعليم الإلكترونية لتعلم مهارات جديدة؛ حيث أنه يجب أن تكون التكنولوجيا أداة تساعدنا على تحسين نوعية حياتنا، وليس شيئًا يعزلنا عن العالم الحقيقي. كما يمكن أن تكون مفيدة في تسهيل الأعمال اليومية، مثل: إدارة الوقت أو تنظيم المهام، مما يمنحنا وقتًا أكثر للاحتكاك بالعالم المادي.
وأبرز درويش في حديثه، بأنه يمكن القول أن الأمر لا يقتصر علي فقط على التفاعل مع الأجهزة، بل يتطلب أيضًا تنظيم أولوياتنا بوعي، ولكي نحقق التوازن الصحيح، كما يجب أن نكون مدركين لتأثير الوسائل التكنولوجية على حياتنا بصفة عامة ، وأن نعرف متى نحتاج إلى التوقف عن استخدامها. فنحن بحاجة إلى "راحة رقمية" (فترة سكون) بين الحين والآخر لتجديد طاقتنا والعودة إلى الواقع بكل حواسنا.
كما يؤكد درويش ، علي أنه يمكن أن تشمل هذه الراحة قضاء وقت في الطبيعة، ممارسة الرياضة، أو حتى ممارسة الهوايات التي تتيح لنا الانفصال عن العالم الرقمي والتركيز على ما هو موجود في حياتنا الواقعية.
وأختتم درويش، أن تكنولوجيا اليوم توفر لنا إمكانيات لا حصر لها، ولكن الحفاظ على التوازن بين العالم الرقمي والعالم الواقعي يتطلب وعيًا مستمرا، والتدريب علي كيفية إدارة وقتنا بشكل حكيم، والتركيز على علاقاتنا الإنسانية، ومحاولة استخدام التكنولوجيا كأداة لتحسين حياتنا بدلاً من أن تصبح عبئا علينا، وبالتالي يمكننا أن نعيش حياة متوازنة ومرضية في هذا العصر الرقمي المعقد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العصر الحديث التطور الرقمي عصر العولمة المزيد المزيد العالم الرقمی بین العالم أنه یمکن
إقرأ أيضاً:
آداب عين شمس تواصل فعاليات مبادرة ضد العنف الرقمي
نظمت كلية الآداب جامعة عين شمس بالتعاون مع وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بالجامعة ندوة توعوية حول مخاطر العنف الرقمي ضمن المبادرة التى تبنتها الوحدة خلال الفصل الأكاديمي الأول ٢٠٢٤-٢٠٢٥.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة حنان كامل عميد كلية الآداب، بحضور الوكلاء، والدكتورة هند الهلالي، مدير وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بالجامعة.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة حنان كامل على التزام إدارة الكلية بتقديم أقصى استفادة للطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس من الخدمات التي توفرها الوحدة.
وأشارت إلى أهمية هذه الندوات التوعوية التي تسلط الضوء على خطورة العنف الإلكتروني وتأثيراته السلبية.
وأكدت عميدة الكلية على ضرورة نشر الوعى وآليات الحماية حيث اصبح أمرا ملحا نظرا لازدياد الحالات الت تتعرض له، كما استعرضت أ.د حنان كامل الخدمات المقدمة من الدولة لحماية هذه الحالات.
وأوضح الدكتور محمد ابراهيم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب دور الكلية في دعم الطلاب جنباً إلى جنب مع الوحدات المختلفة بالجامعة والتى تقدم الخدمات المتنوعة، وحث الحضور على سرعة التوجه إلى طلب العون والمساعدة عند التعرض لأى ضغوط او مشكلات سواء داخل او خارج الحرم الجامعة .
وقامت الدكتورة هند الهلالى بتوضيح اهمية مبادرة " مش عادى للعنف الرقمي وذلك لإزدياد اعداد الحالات التي تتعرض للعنف الرقمى وتتوجه للوحدة لطلب المساعدة والمشورة موضحة ان ازدياد الحالات أدى إلى تبنى المبادرة.
كيفية التعامل مع العنف الرقمىوأكدت مدير وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف، أن المجتمع المصري بحاجه إلى إعادة ترميم من حيث إدراك الدور الهام الذي تلعبه الاسرة وخاصة الأم ودورها لرعاية الأسرة، ولذلك فإن حماية المرأة تأتي بدعم الرجال وتوفير كافة أساليب الرعاية والدفاع عنها سواء كانت اخت او زميلة او زوجة، لذلك تستهدف الندوة شباب الجامعة بشكل عام شباب و فتيات.
وأضافت أن الندوة تستهدف تعريف الطلاب بكيفية التعامل مع العنف الرقمى وعدم الوقوع فريسة لبعض الأشخاص المريضة نفسيًا و استخدام الوسائل القانونية في مواجهة التعرض للعنف الإلكتروني، كذلك التعريف بجهود الجامعة و دورها في حماية طلابها، وفي حالة وقوع عنف رقمى لاحد من خارج الجامعة يمكن الاتصال بالخط الساخن المتوفر للتعامل مع تلك الجرائم الإلكترونية.
وخلال فعاليات اليوم تناولت أ.د.سهير صفوت، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية، عدد من الأبحاث التى تؤكد من خلال ارقامها أن النساء أكثر استخدامًا لوسائل التواصل الإجتماعي، ولذلك يجب أن تتخذ العديد من التدابير لمواجهة أى عنف رقمى قد تتعرض له عبر منصات التواصل الإجتماعي والأجهزة الإلكترونية، وعرضت سمات العنف الإلكتروني واشارت الى أن العنف الإلكتروني يتعدى الحدود الزمانية والمكانية.
واستعرضت انواع العنف المرتبط بالمراة والرجل والجوانب الإجتماعية التى تواجه المرأة خلال تعاملها مع العنف الإلكتروني أو التنمر وتداعياته على نفسيتها وكيفية مواجهته بأسلوب مناسب من خلال توثيق المحادثات التى تتضمم أعمال العنف والاتصال على الخط الساخن للمجلس القومى للمراة على رقم ١٥١١٥ .
أما المهندس أحمد مصطفى، مهندس الاتصالات بالهيئة الوطنية للإعلام المصري، فقد عرف الأمن السيبراني و هو منع الوصول غير المصرح به للمعلومات او تغيرها او اتلافها او ابتزاز صاحبها من خلالها حيث أن الهجمات الإلكترونية تعمل من خلال التجسس والحصول على معلومات و الحصول على مال او طلب مقابل اعادة البيانات او مقابل السيطرة ، واكد ان نشر الصور الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ليس خطأ ولكنه خطر، حيث أن برامج الذكاء الاصطناعي قادرة اليوم على إنشاء صور و فديوهات مفبركة قادرة على هدم الاسرة المصرية في حال استخدامها بشكل خاطئ من قراصنة الإنترنت.
كما استعرض طريقة عمل الخوارزميات و كيفية عملها وظهور الاعلانات وفق اهتمامات المستخدم، كذلك الصلاحيات التى نوافق عليها من خلال الدخول على أحد المواقع ولا ندرك تاثيرها على المدى القريب، واستعرض فيروس رسائل التصيد الاحتيالي و اللينكات الاحتيالية التى يتم إرسالها مرفقه برابط والذي يعد بمثابة قنبلة موقوته تسمح لمرسلها أن يخترق الجهاز بشكل كامل محذراً من فتح تلك الروابط.