أعلن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، حالة الطوارئ العسكرية وفرض الأحكام العرفية في البلاد، في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 45 عامًا، ما أثار موجة من الاحتجاجات والاعتراضات في العاصمة سيول بالقرب من مبنى البرلمان، وقد جاء هذا القرار في وقت حساس، مما يطرح تساؤلات عن ما هي الأحكام العرفية؟

ما هو قانون الأحكام العرفية؟

قانون الأحكام العرفية يعرف أيضًا بقانون «حالة الحرب»، وهو نظام حكم استثنائي يفرض في حالات الطوارئ عندما تتعرض الدولة لتهديدات تتعذر معها السيطرة علي المؤسسات، وفقًا لشبكة «BBC» البريطانية.

هذا القانون يمنح السلطات العسكرية صلاحيات واسعة تشمل تقييد بعض الحريات العامة مثل حرية التعبير والتنقل، والسيطرة على العديد من القطاعات الحيوية مثل شركات الاتصال والإذاعات والتلفزيون والمسارح ودور النشر، ويمكنها أيضًا قطع خدمة الإنترنت على مستوى البلاد. 

ويشمل تطبيق قانون الأحكام العرفية العديد من التدابير المتعلقة بأوضاع المواطنين، مثل فرض حظر التجول وتوقيف المارة للتحقق من هوياتهم ومستنداتهم الشخصية، بالإضافة إلى تفتيش ممتلكاتهم والسيارات. 

كما يحظر إجراء الاستفتاءات والإضرابات باعتبارها انتهاكًا للقانون، ويتم تعليق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث أن تعديل الدستور يصبح أمرًا مستحيلًا.

وينفذ قانون الأحكام العرفية في غضون يومين من إصدار المرسوم الرئاسي، بشرط أن يوافق عليه البرلمان. 

الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية

وذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء نقلًا عن المرسوم العسكري الكامل أن مرسوم الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية يحظر جميع الأنشطة السياسية والبرلمانية ويسمح بالاعتقالات دون مذكرة.

وأفادت «يونهاب» أن «جميع الأنشطة السياسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالجمعية الوطنية والجمعيات الإقليمية والأحزاب السياسية وتشكيل المنظمات السياسية والتجمعات والاحتجاجات محظورة».

كما أن الأشخاص الذين ينتهكون المرسوم يمكن اعتقالهم أو مداهمتهم دون الحاجة إلى مذكرة قانونية، مع حظر نشر الأخبار والتلاعب بالرأي العام.

وأفادت وكالة «رويترز»، نقلًا عن الوثيقة أن الإضرابات وتوقف العمل والتجمعات التي تحرض على الفوضى الاجتماعية، محظورة أيضًا، ويشمل ذلك الأطباء الذين شاركوا في إضراب، حيث أمرهم المرسوم بالعودة إلى العمل في غضون 48 ساعة.

تاريخ الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 

ومن قبل، تم إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية آخر مرة عام 1979، وذلك بعد اغتيال الرئيس وقتها، ومنذ أن أصبحت كوريا الجنوبية دولة ديمقراطية برلمانية في عام 1987، لم يتم اللجوء إلى هذا الإجراء إلا في ظروف استثنائية.

السبب وراء إعلان الأحكام العرفية

أكد الرئيس «يول» أن اللجوء إلى الأحكام العرفية جاء بسبب ما وصفه بـ«تهديدات من قوى معادية للدولة»، مشيرًا إلى أن الوضع السياسي الحالي يتطلب إتخاذ إجراءات حاسمة.

واجه الرئيس تحديات كبيرة منذ أن خسر السيطرة على البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت في أبريل الماضي، حيث تمكنت المعارضة من الحصول على أغلبية ساحقة، ومنذ ذلك، حاولت حكومته مواجهة اقتراحات المعارضة التي كانت تهدف إلى تقويض سلطاته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية الأحكام العرفية قانون الأحكام العرفية حالة الطوارئ الأحکام العرفیة فی کوریا الجنوبیة قانون الأحکام العرفیة

إقرأ أيضاً:

طلقات تحذيرية من كوريا الجنوبية عند الحدود مع جارتها الشمالية

أعلن جيش كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، أنه أطلق طلقات تحذيرية بعدما انتهك جنود من كوريا الشمالية خط ترسيم الحدود العسكرية قبل عودتهم.

وذكرت هيئة الأركان المشتركة في رسالة نصية أرسلتها لصحفيين: "أصدر جيشنا تحذيرات وأطلق طلقات تحذيرية بعد أن عبر نحو 10 جنود من كوريا الشمالية خط ترسيم الحدود العسكرية في الجانب الشرقي من المنطقة منزوعة السلاح، في حوالي الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي".

وتابعت: "جيشنا يراقب عن كثب نشاط جيش كوريا الشمالية، ويتخذ التدابير اللازمة وفقا للإجراءات العملياتية".

وقال جيش كوريا الجنوبية أمس الاثنين إن نحو 1500 كوري شمالي كانوا يعملون في منشآت الأسلاك الشائكة والأعمال الأرضية في المنطقة منزوعة السلاح، بينما كانت كوريا الشمالية تجري تدريبات عسكرية.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية النظرية بعد أن انتهت الحرب، التي اندلعت بينهما بين عامي 1950 و1953، بهدنة وليس معاهدة سلام.

وقبل أيام، أجرى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اختبارا لبندقية قنص حديثة، خلال تفقده تدريبات عسكرية للقوات الخاصة، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية.



ولفتت وكالة الأنباء المركزية الكورية، إلى أن كيم تفقد قوات خاصة، وقال إنّ "تدريبها عزز القدرة الحربية الفعلية لضمان النصر".

والقوات من بين آلاف الجنود الذين تقول وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إن "بيونغ يانغ نشرتهم في روسيا لدعم حرب موسكو ضد أوكرانيا".

وخلال تفقده وحدة عمليات خاصة قال كيم إن "القدرة الحربية الفعلية لضمان النصر في ساحة الحرب تُعزَز من خلال التدريب المكثف"، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.

وأضاف أن تدريبهم "أكثر تعبير عن الوطنية والولاء للبلاد وضوحا"، بحسب الوكالة.

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام رسمية كيم وهو ينظر من منظار بندقية قنص، قالت الوكالة إنه "سيتم تزويد وحدات العمليات الخاصة بها حديثا".

وأشرف كيم على "تدريبات إطلاق نار ببنادق آلية وبنادق قنص"، وبعد أن اختبر السلاح بنفسه أبدى "ارتياحه الكبير لأداء وقوة بندقية القنص التي طورناها على طريقتنا الخاصة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تعلق على تأجيل فرض رسوم ترامب الجمركية
  • غداً.. منتخب الناشئين في مواجهة مصرية أمام كوريا الجنوبية
  • انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية بحزيران المقبل بعد عزل يون
  • انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية حزيران المقبل بعد عزل يون
  • ملف الإمارات ينافس كوريا الجنوبية وأستراليا في سباق «كأس آسيا 2030»
  • طلقات تحذيرية من كوريا الجنوبية عند الحدود مع جارتها الشمالية
  • جيش كوريا الجنوبية: أطلقنا طلقات تحذيرية بعد انتهاك جنود خط ترسيم الحدود بين الكوريتين
  • كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسية
  • رحلة عبر كوريا الجنوبية: أرض الجمال والابتكار
  • انتخابات تاريخية في كوريا الجنوبية بعد عزل الرئيس يون