بوابة الوفد:
2025-01-05@12:25:31 GMT

كان أقلهم مالًا!!

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

حين تقرأ بعضًا من سيرة الزعيم الجليل مصطفى النحاس فى الكتاب الرائع الذى سطره «عاشق سيد الناس» الكاتب الكبير عباس حافظ، تتجلى أمامك أنشودة المحبة الحقيقية للزعيم، من خلال حكايات وقصص نعتبر منها، لكى نجلى بها قلوبنا التى تذوب حبًا فى سيرة مصطفى النحاس ومسيرته.
> يقول عباس حافظ عن مصطفى النحاس.. (وكان مسلكه فى وزارة المواصلات مسلك نزاهة رفيعة، إذ كان المعتاد قبل قيام وزارة الشعب الأولى أن يتقاضى كل وزير أربعين جنيهًا بمثابة «بدل سيارة»، فلما جاءت الوزارة السعدية وقف النحاس بين زملائه يقول «إننى أقلكم مالًا ولكنى متنازل عن مبلغ الأربعين جنيهًا التى تدفع لنا» فلم يكن من الوزراء إلا أن استجابوا له، واحتذوا حذوه، فأُلغِى المبلغ من الميزانية إلى أن جاءت الوزارة الزيورية فاستعادته «يقصد وزارة أحمد زيوار باشا»).


> كان هذا هو أول عهده بالمناصب الوزارية.. ويدلل عباس حافظ على قوة شخصيته رغم حداثة عهده بالوزارة قائلًا: «ورغم ذلك لم يكن مصطفى يُصانع أو يُجامل أو يخشى سطوة أحد من الإنجليز، أو يسكت عن إساءة من ناحيتهم، أو خطأ يقترفه كبير فيهم، بل كان الوزيرَ الحريصَ على كرامته، الحفيظ لهيبة منصبه وسلطته؛ فقد قرأ وهو وزير المواصلات يومئذٍ فى تلغرافات الأهرام الخاصة ذات صبح مقالًا أو خلاصة من مقال أو تصريحًا منسوبًا للمستر «فرسكويل» المدير العام للسكك الحديد المصرية فى ذلك الحين مع أحد مراسلى الصحف البريطانية، وهو أن السكك الحديدية المصرية قد اختلت اختلالًا شديدًا منذ تربعت الوزارة النيابية.
> فلم يكد الوزير يصل إلى مكتبه حتى استدعى إليه المستر فرسكويل، فلما حضر قال له: إنى أقترح عليك يا مستر فرسكويل أن تختار أحدَ أمرين: إما أن تكتب إليَّ قبل الساعة الواحدة كتابًا تكذِّب فيه تصريحك المنشور فى التايمز، أو أن أحيلك فى الحال إلى مجلس تأديب، وانصرف المستر فرسكويل حائرًا لا يدرى ماذا هو صانع إزاء هذا الوزير الجديد الذى لا يضع إنجليزيته موضع الاستثناء، ويعامله كمرؤوس من عرض المرؤوسين سواء بسواء.
> ولكن لم يلبث أن خطر له خاطر، فعمد إلى تنفيذه؛ وذلك هو أن يزور صديقا إنجليزيًا مثله يشتغل بالمحاماة، راجيًا إليه أن يقصد النحاس باشا فيتوسط له عنده، فلما كاشف صديقه هذا بما جرى، ذهب الصديق إلى النحاس باشا، فدخل عليه وبسط الأمر له، فقال له مصطفى باشا: إنى أعجب لك كيف وأنت محامٍ تجيء لتناقشنى فى مسألة موظف تحت إدارتي، فإن كانت لديك نصيحة للمستر فرسكويل، فانصح له بأن يكتب لى الكتاب الذى طلبته منه.. وقبل الساعة الواحدة بعد الظهر كان عند مصطفى باشا الكتاب الذى أراده.
> هكذا كان النحاس، فلم يكن نزيهًا فحسب، ولكنه كان مكتفيًا راضيًا، وكان أيضًا وطنيًا صبورًا، وخطيبًا ذكيًا، وحرًا لا يخشى إلا الحق. وله حكاية دالة سردها عباس حافظ خلال خوضه الانتخابات فى سمنود يقول: «وظهر من حرية رأيه يومئذٍ ما كان حديث الناس فى المجامع، وموضع تقدير حسن عند الناخبين يخطبهم فقد وقف فى أهل دائرته سمنود خلال الحركة الانتخابية، وكان منافسه فيها يومئذٍ على المنزلاوى بك، فقال: من منكم يرى فى انتخاب على بك المنزلاوى مصلحة لوطنه ولا يُقدِم على انتخابه مجاملةً لشخصي، أو مراعاةً لأى اعتبار آخر، فإنه يكون مجرمًا فى حق بلاده!
> هذا هو النحاس.. كان زعيمًا ذكيًا ولكنه كان صادقًا ومخترقًا لعقول الجماهير وقلوبها معًا، ولذلك كان زعيمًا لا يُضاهى، وكان نموذجًا يجب تدريسه فى مناهج السياسة، باعتباره رمزًا نادرًا للوطنية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور وزارة الشعب الوزارة النيابية عباس حافظ

إقرأ أيضاً:

خبير : الدولة المصرية تخطط لتكون مركزا إقليميا في المنطقة

تحدث حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة، عن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بأهمية مواصلة وتكثيف الجهود لتلبية احتياجات المواطنين.

وأوضح حافظ سلماوي خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المُذاع على فضائية «إكسترا نيوز»،  أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة سداد مستحقات الشركاء الأجانب والشركات المتعاقدة مع الدولة في قطاع البترول والغاز، كونه عنصرا مؤثرا في الإنتاج المحلي.

ولفت إلى أن الدولة المصرية تخطط لتكون مركزا إقليميا للطاقة في المنطقة، ما يسمح لمصر للوصول إلى موارد من دول كثيرة مثل العراق وليبيا، فضلا عن تحولها إلى مركز لتحديد الأسعار، وبالتالي حماية الدولة من أي صدمات أو تغيرات أو تأثيرات سياسية عالمية.

وأضاف أنّ القيادة السياسية ممثلة في الرئيس السيسي أكدت ضرورة إعطاء الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة في زيادة الإنتاج المحلي من الثروة البترولية والغاز، ومشاركة القطاع الخاص الوطني يعني أنّ أي أرباح تتحقق في هذه العملية يُعاد تدويرها في الاقتصاد القومي.    


 

مقالات مشابهة

  • خبير : الدولة المصرية تخطط لتكون مركزا إقليميا في المنطقة
  • اندلاع حريق بمحل سجاد ومفروشات بالإسكندرية
  • برج الثور .. حظك اليوم الأحد 5 يناير 2025: حافظ على التنظيم
  • صورة ممزقة لـ حافظ الأسد في هذا الحي لأول مرة منذ 5 عقود
  • مصطفى شعبان.. «حكيم باشا»
  • بعد غياب 3 عقود.. عُمان تعود لتصدير النحاس
  • الميدوب: ممارسات للمليشيا ضد المدنيين في ظل صمت مخزي للمجتمع الدولي
  • برج العذراء حظك اليوم السبت 4 يناير 2025.. حافظ على توازنك الداخلي
  • بعد تجديد اعتماده.. مركز الأورام بجامعة المنصورة الأول في أفريقيا والدول العربية
  • قرار لمُحافظ البقاع بشأن طريق ضهر البيدر... ماذا تضمن؟