ما لا شك فيه أن تحرك فصائل المعارضة والداعمين لها فى شمال سوريا وسيطرتهم على حلب العاصمة الثانية لسوريا الشقيقة فى هذا التوقيت لم يكن وليد المصادفة.. فمنذ فترة ليست بالقليلة بدأ المراقبون يرصدون تحركات هذه الجماعات مستغلين انشغال دول العالم خاصة الداعمة أو المتربصة أو الماهدنه للنظام السورى بامورهم الداخلية المرتبكة وصراعاتهم الخارحية مع أطراف أخرى، فمثلاً روسيا مشغول بحربها مع أوكرانيا وسحب الكثير من طائراتهم وأسلحتهم وخبارئهم من سوريا واستغلالها فى حربها مع أوكرانيا.
. وكذلك إيران مشغولة بصراعها مع إسرائيل وحزب الله وما تعرض له وما يعيشه الآن أصبح ليس بالقوة التى تستطيع ان تساند حكومة دمشق.. كل هذه التداعيات أوجدت فرصة مواتيه لقوى المعارضة وداعميها فى تحركهم الأخير.. التحرك الأخير لقوى المعارضة وداعميها والذى أشبه بالطوفان وضع العديد من علامات الأستفهام والتعجب فيما أحدثه من تطورات وسيطرتهم على حلب وأجزاء كثيرة من إدلب فقد قدرت العديد من المصادر أن المعارضة السورية وداعميها استولوا على أكثر من سبعمائة كيلومتر من شمال سوريا.. فمنذ أحداث عام ٢٠١١ وما شهدته من ثورات فى المنطقة كانت سوريا جزءا من هذا الحراك بغية تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية..صحيح أن النظام بقيادة بشار الأسد نجح فى احتواء الأوضاع والقوى المعارضة بتقديم بعض الحلول التى لم تكن كافية وتوقفت بعد أن تمكن من توقيع اتفاق أستانا فى ٢٠١٧ مع قوى المعارضة لتخفيف التوترات فى الشمال السورى خاصة حلب وإدلب..ارتكن النظام السورى لما تحقق فى هذا الاتفاق من خفض التوترات فى الشمال وتوقفت جهوده عند هذا الحد فى البحث عن حلول سياسية وإصلاح أوضاع كان يجب إصلاحها لأنهاء الأزمة وبسط سيطرته ونفوذه على كافة الأراضى السورية.. هذا الاحتقان وبقاء الوضع على ما هو عليه طيلة هذه السنين كان كافيا لإشعال الأزمة من جديد ولكن بصورة أشد واشرس خاصة مع اختلاف الظروف وتغيير الأوضاع بعد طوفان الأقصى.. من الغريب والعجيب أن تترك الدول
العربية سوريا التى هى إحدى دول جامعة الدول العربية ساحة للاعبين أجانب فكل المتصارعين على سوريا ليسوا من العرب.. فتجد روسيا وايران وحزب الله وتركيا وإسرائيل وأمريكا هم اللاعبون الأساسيون على الأراضى السورية وفى الشان السورى..على النظام السورى أن يدرك أن ما كان يصلح بالأمس أصبح الأن ومع تغيير الوضع فى المنطقة لا يصلح ولا يمكن أن يُجدى..فإجراء إصلاحات حقيقية وجمع شمل السوريين والمعارضة الوطنية وتحقيق مطالب الشعب السورى فى الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية هو المسار الأوحد لإنهاء الأزمة..على الجامعة العربية ودولها أن تدرك وهى تدرك أن
الأمن القومى السورى جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى العربى.. الأمن القومى السورى هو الأمن القومى العراقى والبنانى والمصرى والفلسطينى والخليجى.. وحده الأراضى السورية وحقن الدم السورى هو وحدة للأراضى الوطن العربى وحقن لدماء الشعوب العربية..تفتيت الدول العربية وتقسيمها إلى دوليات هو مطلب ومخطط صهيونى إسرائيلى وهذا ما أعلنه رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو من تشكيل شرق أوسط جديد..على النظام فى سوريا أن يتحرك قبل فوات الأوان وقبل أن يقع ما لا يمكن تداركه، وعلى الدول العربية أن تتحرك لوأد الأزمة السورية حفاظاً على الأمن القومى السورى الذى هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى .
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
الأمن القومي العربي
الدول العربیة
الأمن القومى
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي لـ "الفجر": الأوضاع في سوريا ستؤثر على اليمن والمنطقة العربية
قال المحلل السياسي بجنوب اليمن “محمد علي محسن العماري”، إن الوضع في سوريا له تأثير مباشر وغير مباشر على اليمن والدول العربية بشكل عام.
وأضاف "العماري" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه في ظل ما نشهده اليوم من تطورات متسارعة على الساحة السورية، ومدى تأثير هذه الأحداث على اليمن والدول العربية، وما يمكن أن نستلهمه من هذه الأوضاع فالأحداث في سوريا تعد انعكاسًا للصراع بين القوى الإقليمية والدولية، وهذا يؤثر على الدول العربية التي ترتبط بعلاقات وتحالفات مع هذه القوى، حيث أن استقرار أو تفاقم الأزمة السورية قد يؤدي إلى تغييرات في التوازن الإقليمي، مما ينعكس على اليمن وغيرها.
أكاديمي بجامعة عدن لـ "الفجر":
الحوثي لا يتقيد بالقانون الدولي ويخدم المصالح الإيرانية فقط محلل سياسي بجنوب اليمن لـ "الفجر": الحوثي لا يحترم حقوق الإنسان.. وخدمة "ستارلينك" تفضح الميليشيات (حوار)
وأكد أن الصراعات في منطقة معينة قد تؤدي إلى انتقال الأزمات إلى مناطق أخرى، إذا زادت التوترات في سوريا، فقد يزداد الضغط على الدول العربية لمواجهة تحديات مثل اللاجئين، أو توسع النفوذ الإيراني أو التركي.
وأوضح في حديثه لـ "الفجر" أن ما يحدث في سوريا يمكن أن يقدم دروسًا مهمة للدول العربية واليمن، مثل أهمية تحقيق الاستقرار الداخلي لتجنب التدخلات الخارجية، وأثر غياب الحلول السياسية على إطالة أمد الأزمات.
الوضع الاقتصادي والسياسي
وتابع: أي تصعيد أو تهدئة في سوريا يؤثر على الاقتصاد والسياسة في المنطقة العربية بشكل عام. اليمن، باعتبارها دولة تعاني من صراع داخلي، قد تتأثر بطريقة أو بأخرى سواء من خلال دعم القوى الإقليمية أو نتيجة تغير الأولويات الدولية.
واختتم حديث أنه على الدول العربية أن تتعامل مع الأوضاع في سوريا واليمن على أنها جزء من منظومة أمن قومي موحدة، يجب أن يكون هناك تنسيق مشترك لإيجاد حلول سلمية، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى تحقيق مصالحها على حساب شعوب المنطقة.
ناشط سياسي بجنوب اليمن لـ "الفجر": انتهاكات الحوثي تتشابه مع الإخوان والتنظيمات الإرهابية اللواء صالح العيسائي لـ "الفجر": جرائم الحوثي انعكاس للحرب المستمرة لأكثر من 9 سنوات