نائب قائد الجيش السوداني: لا تفاوض أو وقف إطلاق نار قبل حسم المعركة عسكرياً
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
نائب قائد الجيش شدد على عزم الجيش والقوات النظامية على تحرير كامل الأراضي السودانية ممن وصفهم بـ”العملاء والخونة”، ودحر قوات الدعم السريع التي تستهدف وحدة السودان.
الخرطوم: التغيير
أكد نائب القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول شمس الدين كباشي، أن الجيش لن يخوض أي تفاوض أو هدنة أو وقف لإطلاق النار في المرحلة الحالية، مشددًا على أن المسار السياسي لن يكون ممكنًا إلا بعد حسم المعركة عسكريًا.
جاء ذلك خلال زيارة ميدانية إلى ولاية سنار اليوم الثلاثاء، رافقه فيها نائب مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق محمد عباس اللبيب، ونائب مدير منظومة الصناعات الدفاعية، اللواء الركن معتصم عبدالله.
وخلال زيارته، تفقد كباشي مصنع سكر سنار واطلع على الأضرار التي تعرض لها نتيجة ما وصفه بـ”التدمير الممنهج” الذي نفذته قوات الدعم السريع، متهمًا إياها بالعمل تحت غطاء مزاعم كاذبة لتحقيق الديمقراطية.
كما أشاد بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في محور سنار، مقدمًا التهنئة للقادة والضباط والجنود والمستنفرين الذين وصفهم بأنهم قدموا تضحيات جسيمة للدفاع عن السودان وحماية أراضيه.
وأكد كباشي حرص الحكومة السودانية على إعادة إعمار ما تم تدميره، مشددًا على عزم الجيش والقوات النظامية على تحرير كامل الأراضي السودانية ممن وصفهم بـ”العملاء والخونة”، ودحر قوات الدعم السريع التي تستهدف وحدة السودان.
تأتي هذه التصريحات ضمن جولة تفقدية يقوم بها كباشي لمحاور العمليات في البلاد.
وتمثل استعادة الجيش السوداني مؤخراً، لمدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، محطة بارزة في الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وتقع سنجة على بعد حوالي 360 كيلومترًا جنوب العاصمة الخرطوم، وتُعد مدينة استراتيجية لكونها مركزًا إداريًا واقتصاديًا مهمًا للمنطقة.
وخلال الصراع، كانت سنجة هدفًا لقوات الدعم السريع، التي استولت على المدينة في وقت سابق في محاولة لتوسيع نطاق سيطرتها خارج العاصمة وضواحيها.
وتسببت هذه السيطرة في تعطل كبير للحياة اليومية للسكان، بما في ذلك توقف الخدمات الأساسية وتعطيل الأنشطة الاقتصادية، خاصة في القطاعات الزراعية والصناعية التي تشتهر بها المنطقة.
وفي نهاية نوفمبر 2023، أعلن الجيش السوداني عن نجاح عملية عسكرية لاستعادة المدينة، مؤكدًا أنه حقق تقدمًا ميدانيًا في المنطقة بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وذكرت مصادر عسكرية أن استعادة سنجة جاءت كجزء من خطة أوسع لتحرير المدن والبلدات الاستراتيجية في وسط وجنوب السودان.
الوسومالجيش السوداني الحل التفاوضي شمس الدين كباشي مدينة سنار مدينة سنجةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش السوداني الحل التفاوضي شمس الدين كباشي مدينة سنار مدينة سنجة قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
أعلنت قوات الدعم السريع في بيان الأحد تقدمها نحو السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور الاستراتيجية، فيما انتقدت حركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي المتحالفة مع الجيش تحركات الأخير، وقالت في بيان إن سقوط الفاشر يعني "سقوط كل مدن السودان تباعا".
ومنذ الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، ظلت الفاشر تشهد معارك طاحنة، وسيطرت قوات الدعم السريع على معظم أراضي إقليم دارفور التي تشكل نحو ربع مساحة البلاد البالغة نحو 1900 كيلومتر مربع.
وفي حين اتهمت حركة مناوي قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في معسكر زمزم الذي يأوي نحو 400 ألف من سكان المدينة أدت إلى مقتل 450 شخصا خلال ثلاث أيام، أكدت "الدعم السريع" أنها ظلت تعمل منذ 4 أيام مع عدد من الحركات المحايدة على تأمين خروج الآلاف من السكان إلى مناطق آمنة ونشرت وحدات لحماية المدنيين المتبقين، واتهمت بدورها قوات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه بتحويل المعسكر إلى ثكنة عسكرية واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.
وقال بيان قوات الدعم السريع: "نرفض الادعاءات الكاذبة باستهداف عناصرنا للمدنيين داخل مخيم زمزم، وندعو إلى تحري الدقة والموثوقية في تناول الأحداث".
وأكدت في بيانها التزامها بالقانون الدولي الإنساني وترحيبها بجميع المنظمات والوكالات الإغاثية التي أبدت رغبتها في الاستجابة الفورية للأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها الفارون من الحرب.
من جانبها، طالبت حركة مناوي في بيانها قيادة قوات الجيش بالتحرك نحو الفاشر وإنقاذ اكثر من مليون ونصف من السكان العالقين هناك، مشيرة إلى توقف الطلعات الجوية التي كانت تنفذ هجمات جوية في الإقليم. وتساءل البيان عن تأخر الإمداد العسكري للفاشر، وقال "قبل أكثر من شهرين تم تجهيز قوة ضخمه في مدينة الدبه لتذهب نحو الفاشر فما الذي حال دون ذلك؟".
وفي سياق متصل، دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود"، لوقف كل الأعمال العدائية التي تستهدف حياة وأمن المدنيين في كافة أرجاء السودان، وشدد على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وإقرار تدابير ملزمة لحماية المدنيين، والتحقيق في "كافة الانتهاكات الجسيمة التي حدثت خلال هذه الحرب".
وجدد التحالف تأكيده بعدم وجود حل عسكري للأزمة في السودان، وقال: "أثبتت التجارب السودانية أن الحرب لا تبني وطناً موحّداً، ولا تصنع سوى الدمار، وهذا هو ما نشهده الآن جراء هذه الحرب من خراب واسع ومعاناة إنسانية وتمزيق للنسيج الاجتماعي، وتفاقم المآسي، وزيادة معاناة المدنيين".
أهمية كبرى
يكتسب إقليم دارفور أهمية جيوسياسية كبيرة نظرا لمساحته الشاسعة وارتباطه حدوديا بأربع بلدان في المنطقة، إضافة إلى ثقله السكاني والاقتصادي الكبير.
يتمدد إقليم دارفور في أكثر من ربع مساحة البلاد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 493 ألف كيلومتر مربع.
وتقدر نسبة سكان الإقليم بنحو 17 بالمئة من إجمالي تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة.
ويرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 بلدان هي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وإفريقيا الوسطى من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى دولة جنوب السودان.