د. أحمد المحص يكتب: كيف نحافظ على مكتسبات ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يوافق 3 ديسمبر من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة.. حيث تولى القيادة السياسية في الدولة المصرية وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما غير مسبوق بقضية الإعاقة والتي شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة في ظلال الجمهورية الجديدة... اهتماما... تجسد في إصدار قانون 10 لسنة 2018 المعروف إعلاميا بقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة و الذي انطوت لائحته التنفيذية على مجموعة من المكتسبات الهامة والضرورية لأصحاب الشأن.
أول هذه المكتسبات هو إصدار البطاقة الذكية للخدمات المتكاملة لمتحدي الاعاقة ... وهي بطاقة تصدر لجميع متحدي الاعاقة بمختلف اعاقاتهم وتعتبر المستند الاول والذي لا غنى عنه في الحصول على كافة الخدمات المقدمة لمتحدي الاعاقة طبقا للقانون.
الجدير بالذكر انه بدءاً من اصدار هذه البطاقة سيتم الغاء كافة المستندات التي كانت تثبت اعاقة الاشخاص...كشهادة التأهيل المهني وكارنيه التضامن الاجتماعي...وغيرها من المستندات التي كانت تستخدم في الماضي للحصول على خدمات متحدي الاعاقة... هذه البطاقة سيكون مسجلا عليها التاريخ المرضي للحالة ويتم استخراجها من خلال مجموعة من الاجراءات اولها الحصول على تقرير طبي يصف حالة الاعاقة ونوعها ودرجتها... ويكون ذلك من خلال مستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحي ومستشفيات الشرطة والقوات المسلحة والمستشفيات الجامعية.
الخطوة التالية هي التوجه لأقرب مكتب تأهيل مهني تابع للتضامن الاجتماعي واستيفاء بعض الاوراق والمستندات لاستصدار البطاقة...هنا يجب التنويه الى ان متحدي الاعاقة سيتم تصنيفهم الى ثلاث درجات على حسب شدة الاعاقة والحاجة الى مساعدة الغير...الهدف من هذا الاجراء هو عمل تنقيح ومن ثم استبعاد من دخل تحت مظلة متحدي الاعاقة بدون وجه حق، وما اكثرهم ، للحصول على المزايا المقدمة لهم.
ثاني المكتسبات التي أقرها القانون ولائحته التنفيذية هي حق كل متحدي الاعاقة في الحصول على سيارة معفاة تماما من اي ضرائب جمركية...ونقف هنا قليلا لمقارنة الوضع بالماضي حيث كانت السيارة المجهزة طبيا متاحة فقط لبعض اصحاب الاعاقات الحركية دون غيرهم من اصحاب الاعاقات الاخرى بالاضافة الى ان الاعفاء في الماضي كان بقيمة عشرين الف جنيه لمتحدي الاعاقة من المدنيين وخمسين الفا لأقرانهم من مصابي العمليات العسكرية.
الآن أصبحت السيارة المجهزة طبيا حقا اصيلا لجميع متحدي الاعاقة وأصبحت السيارة المجهزة طبيا معفاة تماما من اي رسوم جمركية اي ان تكلفة هذه السيارة هي ثمنها من الخارج مضافا الى ذلك قيمة الشحن، وهنا قد يكون التساؤل : كيف يتسنى لأصحاب الاعاقات البصرية والعقلية مثلا ان يتولوا قيادة سيارة.
والاجابة هي أن متحدي الاعاقة في هذا الشأن سيتم تصنيفهم الى فئتين... الاولى هم القادرون على قيادة السيارة بأنفسهم والاخرى هم من لا يستطيعون فعل ذلك ويحتاجون الى شخص اخر يقود السيارة لهم، وهذا من خلال احد اقارب الدرجة الاولى او سائق مهني مؤمن عليه.
ثالث هذه المكتسبات هو حق متحدي الاعاقة في الجمع بين الراتب والمعاش اذا كانوا من العاملين بالجهاز الاداري للدولة او قطاع الاعمال او القطاع الخاص ويستحقون معاشا عن احد الوالدين او معاشا بأي شكل قانوني اخر...ويجب هنا التوضيح..ليس معنى ذلك انه سيتم صرف معاش لجميع العاملين من متحدي الاعاقة...ولكن من يستحقون معاشا من متحدي الاعاقة بالشكل الطبيعي وبغض النظر عن الوظيفة سيحق لهم الجمع بين راتب الوظيفة وهذا المعاش...كما سيتمكن ايضا متحدو الاعاقة من الجمع بين معاشين او اكثر في حالة الاستحقاق بدون حد أقصى.
رابع مكتسبات قانون حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة هو تخفيض قيمة تذاكر المواصلات العامة بواقع خمسين بالمائة ويشمل ذلك تذاكر طيران الشركة الوطنية "مصر للطيران".
خامسا كفل القانون حق جميع متحدي الاعاقة في الحصول على التعليم وألزم جميع المدارس بقبول نسبة لا تقل عن خمسة بالمائة من متحدي الاعاقة كما جرم القانون منع اي شخص من متحدي الاعاقة من الحصول على الحق في التعليم.
سادسا ألزم القانون جميع الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة بتطبيق الكود الهندسي للاتاحة بما يضمن تهيئة الطرق والمباني لتلائم استخدام متحدي الاعاقة.
سابعا منح القانون متحدي الاعاقة الحق في الحصول على اعفاء قدره خمسون بالمائة من الضرائب المستحقة عليهم ويشمل ذلك الضرائب المستقطعة من العاملين بالدولة وكذا الضرائب على المشروعات التى يقوم بها متحدو الاعاقة....كما منح القانون مزايا عديدة لاصحاب المصانع والشركات من الذين يستوفون نسبة الخمسة بالمائة من العمال.
تلك هي بعض مزايا ومكتسبات قانون حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة.. ويبقى السؤال الأهم: هل الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة حدث يعيش ذوو الإعاقة على ذكراه من عام لآخر.. وتتبارى فيه جميع مؤسسات الدولة لاظهار اهتمام، قد يبدو مفتعلا ، بأصحاب القضية.… أم انه بداية فعلية وقوية لانهاء عقود من التهميش والاقصاء؟.... الاجابة لديكم أصحاب الشأن.
ليضع كل منكم نفسه موضع المسئولية في الحفاظ على تلك المكتسبات ولنقل لكل المسئولين في الدولة...."خليكم مكاننا لتعرفوا معاناتنا ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة اليوم العالمي للإعاقة متحدي الاعاقة المزيد المزيد متحدی الاعاقة فی من متحدی الاعاقة فی الحصول على
إقرأ أيضاً:
رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب لـCNN: لبنان أمام فرصة ذهبية.. عهد جديد مع العماد جوزاف عون
هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN
مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في التاسع من يناير الجاري، يلوح في الأفق عهد جديد يحمل الأمل بإعادة الحياة إلى وطن طالما أنهكته الأزمات المتراكمة. هذا الانتخاب ليس مجرد خطوة لإنهاء فراغ دستوري دام لسنوات، بل يمثل بداية مرحلة حاسمة، مليئة بالتحديات والفرص، تتطلب قيادة حكيمة ورؤية واضحة لتحقيق الأمان والازدهار للبنان.
الرئيس جوزاف عون أظهر منذ اللحظة الأولى أنه قائد يتمتع بالشفافية والوضوح. كلماته في خطاب القسم جاءت خالية من المجاملات الدبلوماسية المعتادة، مما يعكس شخصيته الصادقة وحبه العميق للوطن. رؤيته واضحة وأهدافه محددة، وعلى رأسها تحقيق الأمن والأمان وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس متينة تخدم الشعب وتحقق العدالة.
خارطة طريق للنهوض
لقد أكد الرئيس عون في خطابه على أهمية استعادة هيبة الدولة وتحصين سيادتها، وهو مطلب أساسي لبناء مستقبل آمن. حديثه عن إعادة بناء المؤسسات يعكس التزامه بتطوير الدولة وتعزيز ثقة الشعب بها. كما شدد على ضرورة الوحدة الوطنية ودور الشباب في قيادة التغيير، ما يمنح الأمل في استنهاض لبنان بمشاركة جميع مكوناته.
لبنان اليوم يواجه أزمات متعددة، لكن هذه الأزمات قد تكون نقطة انطلاق لإعادة البناء. فإعادة الثقة بين الدولة والشعب تتطلب خطوات ملموسة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، وهو ما شدد عليه الرئيس بقوله: "لبنان لن ينهض إلا بسواعد أبنائه المخلصين".
من جانب آخر، فإن تنفيذ القرارات الدولية، مثل القرارين 1559 و1701، سيكون ضرورياً لإرساء الاستقرار وإبعاد لبنان عن محاور الصراع الإقليمية. رؤية العماد عون بأن "لبنان لن يكون ساحة لتصفية الحسابات" تعزز الأمل في مستقبل وطني مستقل بعيد عن التوترات الإقليمية.
أهمية اختيار رئيس وزراء كفء
في هذه المرحلة الجديدة المليئة بالأمل من تاريخ لبنان، إن من بين الأولويات الملحّة تعيين رئيس وزراء يتمتع بالكفاءة والخبرة الاقتصادية، قادر على قيادة مرحلة الإصلاح الاقتصادي، شخصاً نزيهاً وصاحب رؤية قادرة على جذب الاستثمارات وإعادة الثقة بمؤسسات الدولة. هذا التعيين سيسهم بوضع الأساس لخطة شاملة تعيد لبنان إلى مسار النمو والاستقرار.
دعوة للأشقاء الخليجيين
لبنان كان في الماضي، وسيستعيد موقعه بإذن الله، كرمز للثقافة والتنوع ومنارة للتسامح. الرئيس جوزاف عون يدرك أهمية دور الأشقاء الخليجيين في دعم نهضة لبنان، ولهذا دعاهم للعودة والمساهمة في إنعاش اقتصاده. هذه الدعوة ليست فقط اقتصادية، بل هي تعبير عن المحبة والتقدير للدور الخليجي في بناء لبنان.
وأنا بدوري – كأحد أكبر المستثمرين في لبنان، وعاشق أبدي لهذا البلد الجميل – أضمّ صوتي إلى دعوة الرئيس، وأدعو المستثمرين العرب والخليجيين واللبنانيين المقتدرين إلى اغتنام هذه الفرصة للمساهمة في إعادة بناء هذا الوطن، وكلّي ثقة أن هذه الدعوة ستلاقى بكثير من الترحيب والحماسة. بجهود كل المحبين المشتركة، يمكن تحويل التحديات إلى فرص وإعادة لبنان إلى مكانته كوجهة للاستثمار والثقافة.
ختاماً: الأمل والعمل
إن انتخاب العماد جوزاف عون محطة مفصلية في تاريخ لبنان. قيادته الصادقة وشفافيته تمنحنا جميعاً أملاً بمستقبل أفضل. لكن هذا الأمل يحتاج إلى عمل جاد وتكاتف من الجميع لتحقيقه.
لبنان يستحق الأفضل، ومع قيادة حازمة ودعم شعبه وأشقائه، يمكن بناء وطن يليق بتاريخه ومكانته. فليكن هذا العهد الجديد فرصة لبداية مشرقة، ولنتذكر دائماً أن الأمل لا يُبنى إلا على العمل والإخلاص.
لبناننشر الخميس، 09 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.