نتنياهو توصّل إلى هدنة مع حزب الله.. فلماذا لا يفعل ذلك مع حماس؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يروّج اليمينيون المتطرفون المعجبون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل باعتباره دليلًا على أن إسرائيل قادرة على استخدام قوتها العسكرية المتفوقة لإجبار أعدائها على تلبية مطالبها دون اللجوء إلى تنازلات تدعو إليها إدارة بايدن الضعيفة على ما يبدو.
ولكن الحقيقة أن الاتفاق يظهر العكس تمامًا، فبالرغم أن إسرائيل قادرة بكل تأكيد على إلحاق خسائر فادحة بأعدائها، فإنها لا تستطيع ببساطة هزيمتهم، بل إنها سوف تضطر بدلًا من ذلك إلى التعايش مع خصومها على حدودها على أمل أن تتمكن من ردعهم عن شن المزيد من الأعمال العدائية في المستقبل القريب.
لا شيء من هذا ينفي أن إسرائيل وجهت ضربات قوية لحزب الله، وخاصة منذ منتصف سبتمبر، عندما فجرت عملية سرية إسرائيلية أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها قادة حزب الله. وقد لخص نتنياهو إنجازات إسرائيل في إعلانه عن وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء عما قال: «لقد قضينا على كبار قادة المنظمة، ودمرنا معظم صواريخهم وقذائفهم، وقتلنا الآلاف من الإرهابيين، ودمرنا البنية التحتية للإرهاب تحت الأرض المتاخمة لحدودنا، وهي البنية التحتية التي كانوا يبنونها لسنوات».
ولكن من الواضح أن حزب الله، على الرغم من تدهوره بشكل كبير كقوة عسكرية، لا يزال بعيدًا عن الهزيمة، ناهيك عن تدميره بالكامل. ففي يوم الأحد، قبل يومين فقط من إعلان وقف إطلاق النار، أطلق حزب الله نحو 250 صاروخًا وقذيفة أخرى على أهداف في وسط وشمال إسرائيل، في واحدة من أعنف الهجمات التي يشنها منذ أشهر. ولم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي تقديرات للخسائر في صفوف حزب الله، على النقيض من حماس، وهو ما يشير إلى أن الأعداد ليست كبيرة بالقدر الكافي للإعلان عنها. وتشير تقارير معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي إلى أن حزب الله خسر ما مجموعه 2450 مقاتلًا من أصل ما يقدر بنحو 40 إلى 50 ألف مقاتل. ولا شك أن حزب الله لديه عشرات الآلاف من الصواريخ والمقاتلين الذين ما زالوا قادرين على إعادة بناء قدراته العسكرية ـ ومن المرجح أن يعود إلى جنوب لبنان بجوار الحدود الإسرائيلية بغض النظر عما تنص عليه اتفاقية وقف إطلاق النار.
الواقع أن وقف إطلاق النار الأخير يدعو في الأساس إلى إحياء قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى في عام 2006 آخر حرب بين إسرائيل وحزب الله. وكان القرار يدعو قوات حزب الله إلى الانسحاب شمال نهر الليطاني (على بعد نحو عشرين ميلًا من الحدود الإسرائيلية) مع تحرك القوات المسلحة اللبنانية لتأمين جنوب لبنان. وكان من المفترض أن تتولى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مراقبة الالتزام بتنفيذ القرار. ولكن من المؤسف أن الجيش اللبناني ضعيف للغاية ومنقسم إلى الحد الذي لا يسمح له بتحدي حزب الله، ولا تملك قوات حفظ السلام أي سلطة للقيام بأي شيء آخر غير الوقوف متفرجة ومشاهدة حزب الله وهو يتحصن في مكانه.
إن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 2006 لم يمنع حزب الله من تعزيز قواته على الحدود الشمالية لإسرائيل، ولن يمنعه أيضًا من وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه هذا الأسبوع. وبمجرد عودة اللاجئين اللبنانيين إلى جنوب لبنان، فسوف يكون مقاتلو حزب الله في وسطهم. والواقع أن محاولة منع حزب الله من إعادة بناء قواته في المنطقة تتطلب من الجنود الإسرائيليين أن يحتلوا جنوب لبنان بأنفسهم، ولكن بعد أن فعلوا ذلك في الفترة من عام 1982 إلى عام 2000، فإنهم لا يرغبون في تحمل هذه المهمة الشاقة مرة أخرى. وهذه المرة، حرص نتنياهو على إبقاء الهجوم البري على بعد أميال قليلة من الحدود الإسرائيلية لتجنب الدخول في مستنقع مكلف في قتال العصابات المسلحة.
ورغم أن نتنياهو لن يعترف بذلك علنًا، فإنه يبدو أنه أجرى حسابًا خاصًا مفاده أن إسرائيل تستطيع أن تتعايش مع مقاتلي حزب الله على حدودها ما داموا يردعون عن مهاجمة إسرائيل فعليًا. والواقع أن اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2006 نجح في ضمان 17 عامًا من السلام، وإذا نجح الاتفاق الحالي في تحقيق النجاح نفسه، فسوف يكون هذا إنجازًا مهمًا - إنجاز من شأنه أن يسمح لأكثر من ستين ألف لاجئ إسرائيلي بالعودة إلى ديارهم وإعادة بناء مجتمعاتهم في شمال إسرائيل.
والسؤال الآن: إذا كان نتنياهو على استعداد لإبرام اتفاق تسوية مع حزب الله، لماذا لا يكون على استعداد للقيام بنفس الشيء مع حماس؟ في نفس الخطاب الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار في لبنان، تعهد نتنياهو بأن «نكمل مهمة القضاء على حماس»، وهي المهمة التي يقول القادة العسكريون الإسرائيليون إنهم لا يستطيعون تحقيقها. هذا الشهر، أخبر يوآف جالانت، بعد وقت قصير من إقالته من قبل نتنياهو من منصب وزير الدفاع، عائلات الرهائن الإسرائيليين أنه لا يوجد شيء أكثر يمكن تحقيقه باستخدام القوة العسكرية في غزة.
لقد تكبدت حماس بالفعل خسائر فادحة - زعم نتنياهو يوم الثلاثاء أن إسرائيل «قتلت ما يقرب من عشرين ألفا». والآن أصبحت قدراتها العسكرية، التي كانت دائما أقل من قدرات حزب الله، ضئيلة للغاية. وتصور البعض أنه بعد وفاة زعيم حماس يحيى السنوار الشهر الماضي، مهندس الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، سيعلن نتنياهو النصر وينسحب.
ولكن نتنياهو يصر على إعادة الركام إلى مكانه، وإعادة قوات الدفاع الإسرائيلية إلى شمال غزة لشن هجوم تلو الآخر على نفس الأرض. وتستمر الخسائر المدنية الناجمة عن العمليات الإسرائيلية في الارتفاع حتى مع انخفاض العائدات العسكرية. ولا يبدي نتنياهو أي اهتمام يذكر بوقف إطلاق النار، الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح 101 رهينة إسرائيلية، وكثير منهم ما زالوا على قيد الحياة. لماذا لا؟
لقد أخبرني الدبلوماسي الأمريكي المخضرم آرون ديفيد ميلر في رسالة إلكترونية: «لقد كان التوصل إلى اتفاق لبنان أسهل بالنسبة له. ففي غزة، يعرف أن حماس لن تطلق سراح الرهائن من دون تنازلات كبرى ـ إطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين ووقف الحرب. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انهيار ائتلافه اليميني. وهو يخطط لإبقاء قوات الدفاع الإسرائيلية عاملة في غزة لأشهر قادمة».
إن الائتلاف اليميني يضغط على نتنياهو ليس فقط بشأن قضية إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، بل وأيضًا بشأن القضية الحاسمة المتمثلة في من يحكم غزة بعد انتهاء الصراع. وقد أوضحت الأحزاب اليمينية، بقيادة إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، أنها ستعارض أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة. ولكن في غياب مشاركة السلطة الفلسطينية، فمن غير المرجح للغاية أن تقدم الدول العربية المعتدلة وغيرها من الشركاء الدوليين يد المساعدة.
إن ابن جفير وسموتريتش يتحدثان علانية عن التطهير العرقي لقطاع غزة وإعادة المستوطنين اليهود. ولا يوجد ما يشير إلى أن نتنياهو، وهو رجل عملي بامتياز، يشاركهما أحلامهما المجنونة، ولكنه لا يستطيع أن يتحمل الانفصال عن المتطرفين، خاصة في الوقت الذي لا يزال يواجه فيه المحاكمة بتهمة الفساد. (ومن المقرر أن يدلي رئيس الوزراء بشهادته في العاشر من ديسمبر).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار أن إسرائیل جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
نتنياهو جمد جبهة لبنان تحضيرا لمواجهة إيران
سرايا - قرر بنيامين نتنياهو تجميد جبهة الحرب في لبنان، في مسعى إلى التحضير لخوض مواجهة أوسع مع إيران، في ما قد يواجه ضغوطاً من دونالد ترامب للوصول إلى سلام واسع في المنطقة. وقد يدوم وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، ولكن يُستبعد أن يحمل في طياته بوادر سلام أوسع.
***
أشرقت الشمس فجر الأربعاء الماضي على ضاحية بيروت الجنوبية، كما في باقي الأيام على مدار الشهرين الماضيين، على وقع الانفجارات وأصوات الطلقات النارية، لكنها في هذه المرة كانت مختلفة كونها كانت تبشر بحلول السلام.
وكما كان الحال في كثير من المرات السابقة، قرر مؤيدو "حزب الله" الاحتفال في أعقاب مواجهة وصلت إلى طريق مسدود مع إسرائيل، بغض النظر عما تكبدوه من خسائر. وربما لا يكون المشككون مخطئين عندما يقولون إن وقف إطلاق النار الحالي هو مجرد هدنة مؤقتة. ومع ذلك، فإن أمد هذه الهدنة قد يطول إذا ما قرر وكلاء السلطة من الطرفين، ومن يدعمهم خارجياً، أن استمرارها يخدم مصالحهم.
في لبنان وشمال إسرائيل قد يكون تنفس الصعداء مبرراً لدى الناس العاديين. فالاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحكومة اللبنانية، بالنيابة عن "حزب الله"، يعني أن الجيش الإسرائيلي سينسحب إلى ما وراء الحدود الجنوبية بعد 60 يوماً، بينما يعود مقاتلو "حزب الله" إلى مناطق خلف نهر الليطاني على مسافة 30 كيلومتراً تقريباً من الحدود الإسرائيلية، وبالتالي تعد هذه النتيجة تعادلاً وليس ضربة قاضية.
واصلت إسرائيل شن غاراتها الجوية العنيفة حتى اللحظة الأخيرة، في وقت كان "حزب الله" قد أطلق 250 صاروخاً نحو الأراضي الإسرائيلية قبل ذلك بيوم. وقد تكبد "حزب الله" ومعه المدنيون اللبنانيون إصابات وأضراراً تزيد بأضعاف على تلك التي حاولت الميليشيات المسلحة إلحاقها بالجيش الإسرائيلي والمستوطنين في إسرائيل. لكن أكثر ما يثير قلق إسرائيل اليوم هو أنه على الرغم من تلك الهجمات المدمرة التي شملت توجيه ضربات دقيقة باستخدام الاستخبارات وأجهزة البيجر المفخخة، فضلاً عن غارات صاروخية خارقة للتحصينات بهدف اغتيال قائد "حزب الله" حسن نصر الله، حارب "حزب الله" حتى الرمق الأخير ولم يُهزم. وتشير الترجيحات إلى أن وقف إطلاق النار سيبقى قائماً، في الوقت الراهن على الأقل، مع أنه من المستبعد أن يحمل في طياته بوادر سلام أكثر شمولاً.
برر بنيامين نتنياهو قرار إيقاف الحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل بالقول إنه كان ضرورياً لإعادة تزويد قواته بالذخائر القادمة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وحتى يتمكن من تكثيف جهوده للقضاء على "حماس" في قطاع غزة. بل أوضح أن الهدف من وضع حد للعمليات العسكرية هو أكبر من ذلك، ويتمثل في مواجهة إيران كتهديد استراتيجي، إلى جانب التصدي لوكلائها في مناطق عدة، بدءاً بسورية والعراق ومروراً بالضفة الغربية ووصولاً إلى الحوثيين في اليمن.
ما يرجح بقاء "حزب الله" فعلياً خارج أي معارك مستقبلية في الجنوب هو حاجته إلى التعافي وإعادة ترتيب صفوفه أكثر من الرهان على قدرة الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) على فرض السيطرة الفعلية على المنطقة.
وقد يشير عجز نتنياهو عن تحقيق الأهداف في غزة حتى اليوم إلى أنه سينقل قوات الجيش الإسرائيلي إلى هناك للقضاء على "حماس" وتحرير ما بقي من الأسرى، مع أنه شدد على أن العدو الأكبر لإسرائيل الآن هو إيران، كما منح الحوثيين ذكراً خاصاً باعتبارهم من الأهداف المستمرة.
ويفيد نتنياهو بأن إسرائيل قد تجاوزت مراراً الخطوط الحمر التي وضعتها دول أخرى، قاصداً بذلك بشكل رئيسي تجاهله محاولات الولايات المتحدة ضبط تصرفاته. وعند إعلانه وقف إطلاق النار في لبنان تباهى متحدياً ناقدي تصرفاته عندما قال: "أكدوا أننا (لن نعود للقتال بعد وقف إطلاق النار الذي وضع حداً للعمليات العسكرية ضد "حماس")، لكننا عدنا وبزخم كبير، وسنعود أيضاً في لبنان" إذا لزم الأمر.
في سياق متصل، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية بيروت بثلاث قذائف عملاقة بينما كان جو بايدن يتوجه إلى المراسلين الصحفيين في البيت الأبيض للإعلان عن وقف إطلاق النار، كخاتمة انتصارية لسياسته الرئاسية الخارجية. وكانت التصريحات الصادرة من القدس متناقضة بصورة كبيرة، وللأسف يبدو دور بايدن هامشياً وأقل تأثيراً في سياق الأحداث.
ويأمل بايدن في أن يكون وقف إطلاق النار المعلن في لبنان بمثابة سابقة تمهد لعلاقة جديدة بين إسرائيل وغزة. كما تحدث عن أهمية توسيع نطاق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وبذلك لفت انتباه نتنياهو إلى أن وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية يمهد السبيل لواقع جديد، مؤكداً أن القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي تظل أكثر وقعاً وتأثيراً من مجرد آمال صادقة بعودة الهدوء إلى المنطقة.
يراهن نتنياهو في حساباته، على أن ترامب، خلال ولايته الرئاسية الثانية، سيمنحه الضوء الأخضر للانقضاض على إيران. ولذلك، مع تهدئة الحرب مع "حزب الله" بينما تستعد إسرائيل لإظهار قوتها الفعلية ضد إيران، فإن هدنة الستين يوماً لن تكون إرثاً لبايدن بقدر ما تمثل ورقة نعي لعهده.
في موازاة ذلك، أعلن دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار هو بمثابة "تأثير ترامب: السلام باستخدام القوة"، وثمة احتمال قائم بأن يكون الرئيس المنتخب قد تدخل لإقناع إسرائيل بالحد من خسائرها في لبنان، في حين أبدى "حزب الله" استعداده لشراء الوقت عبر الموافقة على وقف إطلاق النار الذي يمنحه فرصة لإعادة بناء قدراته وتنظيمها، فيما تحظى إسرائيل بالوقت الضروري لإعادة رسم الخريطة في الجنوب.
بعد هذا كله يبقى السؤال: هل يتدخل ترامب وفريقه الداعم للتصعيد للضغط من أجل اتفاق سلام لم يتمكن بايدن من تحقيقه؟ أم يجمع نتنياهو بين الضربات العسكرية القوية ضد أعداء إسرائيل وبين الخطاب عن تحقيق السلام على طريقة ترامب باستخدام القوة؟
من المتوقع أن يتبع نتنياهو إستراتيجياته المعتادة، حيث يلعب على وتر الغطرسة عند الرئيس الجديد، بينما يتركه يتحمل المسؤولية عن أي فشل في تنفيذ الخطط القائمة. وفي الختام، لا يتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي سلاماً دائماً حتى في حال تحقيق أي انتصار. أما ترامب فيسعى إلى أن يكون صانع سلام من غزة إلى أوكرانيا. وبذلك، فإن تصاعد التوترات والمنافسات بين صاحب البيت الأبيض الجديد، المنشغل "بتنظيف الساحة"، وبين المحارب المخضرم في القدس، يبقى احتمالاً غير مستبعد على الإطلاق.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1238
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-12-2024 08:56 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...