لجريدة عمان:
2025-03-10@03:30:24 GMT

أوراق صحفية متشابهة

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

ابدأ يومي الصباحي بقراءة كل الصحف المحلية سواء أكانت ورقية أو إلكترونية، ولا أبالغ فـي القول إن قلت إن قراءة جريدة واحدة يكفـي لمعرفة كل ما تنشره باقي الصحف من أخبار، وليعذرني فـي ذلك كل زملائي من المحررين ورؤساء التحرير والقائمين على أمر الصحافة فـي سلطنة عمان فهذا رأيي شخصي ولكنه أيضا رأي يستند على بعض من الخبرة الصحفـية الممتدة لأكثر من عقد من الزمان فـي العمل الصحفـي فحال المشهد الصحفـي العماني، كما أقرأه بشكل يومي لا يتعدى نقل الأخبار ولصقها فـي الصفحات، ويشمل هذا كل الأقسام التحريرية المختلفة ابتداء من الأخبار المحلية والاقتصادية والرياضية والفنية والثقافـية وغيرها من الأخبار.

لماذا تتشابه معظم الصحف اليومية فـي ما تنشره من أخبار ولماذا اختفت الكثير من الفنون الصحفـية الأصيلة من صحافتنا المحلية ولماذا أيضا لا يبذل الكثير من المحررين والمراسلين الصحفـيين الكثير من الجهد للحصول على أخبار نطلق نحن عليها «أخبار السبق الصحفـي» أو الانفرادات الصحفـية، وهل يمكن أن يتغير حال الصحافة العمانية بعد إقرار قانون الإعلام الجديد، وبعد الطفرات التقنية الهائلة التي يشهدها قطاع الإعلام عمومًا والصحافة خصوصًا من دخول الأدوات الممكنة للصحفـي فـي عمله مثل: أدوات الذكاء الاصطناعي فـي التحرير والمراجعة وسهولة الحصول على البيانات والمعلومات وأيضا سهولة العمل من أي مكان فـي العالم فـي الجوانب الفنية والتحريرية وغيرها من العوامل المساعدة للصحفـي فـي عمله اليومي.

أسئلة دارت فـي عقلي منذ بدأت التفكير فـي موضوع مستقبل الصحافة العمانية فـي ظل المعطيات المحلية والعالمية الجديدة، ولأصدقكم القول فإن الكثير من هذه الأجوبة ما زالت تراوح مكانها بدون الحصول على إجابات فـي حين أن أنني أمتلك بعض الإجابات على تساؤلاتي عن تشابه مضمون ما تنشره الصحف اليومية التي يصل عددها إن لم أكن مخطئًا إلى أكثر من عشر صحف يومية ما بين صحف تقليدية لا زالت تطبع ورقيًا وأخرى إلكترونية تقوم بتصميم صفحاتها اليومية بهيئة مستند إلكتروني. لعل العامل الأكبر فـيها التشابه، أو إن أسميته ضعف المحتوى الصحفـي، وهو بسبب الجوانب المالية المتعلقة بدعم الصحافة، وانحسار أموال الإعلان، وارتفاع التكاليف التشغيلية، خصوصًا مع الصحافة التقليدية، وضعف الإيرادات المالية. إضافة إلى ذلك، هناك هجرة العقول الصحفـية إلى البدائل الحديثة، وقلة الإقبال على القراءة، واحتكار أقسام الإعلام فـي المؤسسات المختلفة لتدفق الأخبار، وغيرها من الأمور التي يدركها المسؤولون عن الصحافة، والعديد من القراء المهتمين بشؤون الصحافة العمانية.

قد تكون هذه الأسباب - إذا ما سلمنا بمنطقيتها - هي ما يقف وراء ضعف وتشابه المحتوى الصحفـي العماني، لكن وفـي اعتقادي الشخصي أن هنالك الكثير من الأمور التي يمكن تداركها والقيام بها لتعزيز سمعة الصحيفة التي تصدرها الجهة أيًّا كانت حكومية أو خاصة منها على سبيل المثال لا الحصر الانتقال إلى الصحافة المتخصصة فـي مجال دون غيره مثل: الصحافة الاقتصادية أو الصحافة الرياضية أو الصحافة الثقافـية أو صحافة التقنية، وهذا ما يمكن أن تتميز به صحيفة عن غيرها بدلا من أن تكون كل الصحف عامة تصدر بملاحق مختلفة قد لا تكفـي مساحاتها لنشر الكثير من الأخبار التخصصية، وهذا ما ينطبق على الصحافة الورقية التي تصدر بعدد صفحات يومية محدودة بعكس الصحف الإلكترونية التي لا توجد لديها هذه المشكلة. وأيضا يمكن للتخصصية أن تجد لها مجالًا رحبًا فـي مجال صحافة المحافظات التي يمكنها التركيز على الأخبار والتقارير والاستطلاعات والمشكلات التي تعاني منها الولايات والمحافظات، وهذا مجال رحب يمكن الاشتغال عليه، وقد عقدت ندوات ودورات تدريبية لتشجيعه، ولكن لم يلق حتى اللحظة قبولًا أو استجابة من مديري وملاك الصحف المختلفة.

غياب الكثير من الفنون الصحفـية مثل: الصحافة الاستقصائية وصحافة الاستطلاع والتحقيقات والأحاديث الصحفـية والتقرير الصحفـي والمقال والعمود والتحليل والحوار والكاريكاتير والقصة الصحفـية والصورة الصحفـية كل هذه الأشكال الصحفـية اختفت تقريبًا من الصحافة اليومية وحل محلها فن واحد أو اثنين هما الخبر الصحفـي والعمود أو المقال خصوصًا فـي الصحافة الإلكترونية التي استسهلت أمر الإصدار اليومي المقتصر على المحرر الذي هو فـي الغالب مالك الصحيفة والمصمم الموظف بأجر يومي، وبقيت بعض الصحف الورقية بين محاولة الإلمام بالفنون الصحفـية المختلفة، وبين حساب التكاليف المالية المترتبة على ديمومة المحافظة على رصانة الصحافة الحقيقية.

لا أجلد الصحافة هنا، ويبقى الوضع متشابهًا بيننا وبين بقية أقطار العالم فـي مد وجزر الصحافة بين بقائها وأفولها، وبين المراهنة على تكيفها مع الأوضاع التقنية الحديثة، وبين المحافظة على أسسها وأخلاقياتها ونظرياتها الصارمة، وبين محاولة خلق نموذج هجين يجمع ما بين الصحافة، وبين الفنون الإعلامية الأخرى، وهذا ما لا أملك أنا نفسي الإجابة عنه؛ لأنه مرهون بالمستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

صحفية بريطانية تهاجم بي بي سي بشدة بعد استقالتها.. غزة هي السبب

كشفت الصحفية البريطانية كاريشما باتيل عن الأسباب التي دفعتها إلى الاستقالة من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، مؤكدة أن تغطية القناة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت السبب الرئيسي لقرارها.

وأوضحت باتيل، في مقال نشرته بصحيفة "إندبندنت" البريطانية هذا الأسبوع، أنها شعرت بعدم الارتياح تجاه النهج التحريري لـ"بي بي سي"، خاصة فيما يتعلق بتغطية الأحداث في قطاع غزة. 

وقالت إن "هناك يوم واحد يبرز لي في الأشهر العديدة التي قضيتها في تغطية غزة، حيث وقفت أمام فريقي أعرض - للمرة الثانية - قصة فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات محاصرة في سيارة مع أقاربها القتلى: هند رجب".

وأضافت أنها كانت تتابع التحديثات المستمرة للهلال الأحمر أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة، لكن القسم الذي تعمل فيه اختار عدم تغطية القصة في ذلك اليوم.


وأردفت بالقول "لم يختر مذيعنا العام ذكر اسمها إلا بعد أن قتلها الجيش الإسرائيلي، بإطلاق النار على السيارة وهي بداخلها 300 مرة"، منتقدة طريقة معالجة القناة البريطانية للحدث "حتى عندما غطتها أخيرا، لم يوضح عنوان المقال حتى من فعل ماذا. لقد تجنب التوصل إلى استنتاج".

وشددت باتيل على أن "بي بي سي" فشلت في تغطية قصص الأطفال الفلسطينيين كما يجب، مؤكدة أن قرار القناة بسحب الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" بعد ضغوط خارجية، يعكس افتقارها للنزاهة التحريرية.

وأوضحت أن الفيلم تعرض للرقابة بسبب ارتباط الراوي البالغ من العمر 13 عاما بشخصية سياسية في غزة، رغم أن القناة كان بإمكانها الاحتفاظ بالنسخة مع توضيح السياق، لكنها "اختارت التراجع تحت الضغط بدلاً من التمسك بالحقيقة في قلب الفيلم: أن إسرائيل تلحق الضرر بالأطفال الفلسطينيين".

ولفتت الصحفية إلى أن هذا القرار أثار استياء العديد من الصحفيين والمثقفين، حيث وقع أكثر من 1000 شخص، من بينهم الإعلامي جاري لينيكر والممثلة ميريام مارجوليس، على رسالة مفتوحة تدين هذه الخطوة.

وأشارت باتيل إلى أن المدير العام لـ"بي بي سي"، تيم ديفي، ورئيس مجلس الإدارة الدكتور سمير شاه، واجها أسئلة من لجنة الثقافة والإعلام والرياضة حول عمل المنظمة، حيث تساءلت النائبة روبا حق عما إذا كانت القناة قد "ألقت الطفل مع ماء الاستحمام" بإزالة الفيلم الوثائقي.

وأضافت "في حين تقول هيئة الإذاعة البريطانية إن هناك عيوبا خطيرة في كيفية صنع الفيلم، إلا أنها فشلت في الاعتراف بالافتقار العام إلى النزاهة التحريرية في تغطية غزة".


وأكدت أن هذا الوضع دفع المدير العام إلى الموافقة على الحاجة إلى مراجعة مستقلة للتغطية الشاملة التي تقدمها "بي بي سي" للشرق الأوسط، وهي خطوة وصفتها بأنها "تشتد الحاجة إليها".

وأوضحت الصحفية البريطانية أنها عملت في "بي بي سي" لمدة خمس سنوات، بدأت كباحثة ثم أصبحت قارئة أخبار وصحفية، وخلال تلك الفترة غطت أحداثا عالمية كبرى مثل تفشي مرض كوفيد-19، وغزو روسيا لأوكرانيا، وصعود القومية الهندوسية في الهند، لكنها شددت على أن تغطية "بي بي سي" للحرب على غزة أظهرت "مستوى صادما من التناقض التحريري".

وأشارت إلى أن بعض الصحفيين داخل القناة "كانوا يختارون بنشاط عدم متابعة الأدلة - بدافع الخوف"، مؤكدة أن المؤسسة الإعلامية كانت تعيد تكرار أحد أخطائها التحريرية الكبرى فيما يتعلق بتغير المناخ، قائلة: "كنا نناقش حقيقة واضحة بعد فترة طويلة من إثبات الأدلة لها".

وأكدت باتيل أن الجمهور يستحق "هيئة بث عامة تتبع الأدلة في الوقت المناسب، دون خوف أو محاباة"، مشددة على أن "الشجاعة التحريرية هي المفتاح".

وفي سياق انتقادها لسياسة الحياد المتبعة في "بي بي سي"، قالت: "أنا على وشك تقديم ادعاء جريء: الحقيقة موجودة"، موضحة أن دور الصحفي ليس مجرد عرض وجهتي نظر متساويتين، بل التحقيق والتوصل إلى استنتاجات قائمة على الأدلة، حتى لو أغضب ذلك بعض الأطراف.

وأضافت "لقد فشلت الحيادية إذا كانت طريقتها الرئيسية هي الموازنة باستمرار بين ‘كلا الجانبين’ من القصة باعتبارهما صحيحين على قدم المساواة"، مؤكدة أن أي وسيلة إخبارية ترفض التوصل إلى استنتاجات واضحة "تصبح بمثابة أداة في الحرب الإعلامية، حيث يغمر الفاعلون سيئو النية وسائل التواصل الاجتماعي بادعاءات لا أساس لها، مما يخلق ‘ضبابًا’ ما بعد الحقيقة".

وعن تجربتها الشخصية في تغطية الأخبار المتعلقة بغزة، قالت: "كل يوم، كانت أسوأ الصور ومقاطع الفيديو التي سأراها على الإطلاق تظهر على صفحتي على تويتر وإنستغرام. كنت أتصفحها ببطء، وأسرد القصص من غزة التي كنت أعرضها في اجتماع الصباح. كانت هذه الصور بمثابة مكواة وسم في الدماغ. كانت حارقة".

وتابعت: "في المرة الأولى التي رأيت فيها رجلاً سحقته جرافة إسرائيلية حتى الموت، كانت الصورة ضبابية لدرجة أنني كنت أنظر إلى حفنة من الخشخاش. وبينما كانت الصورة تشحذ، رأيت لب لحم رجل مضغوطا في الأرض، برتقاليًا وأحمر. لشهور، كنت أفكر فيه وكان صدري ينتفض. لكنني رفضت أن أبتعد. كان استيعاب وزن ومدى هذه الأدلة هو وظيفتي".


وأشارت باتيل إلى أن "رؤية مثل هذه الأدلة الساحقة كل يوم ثم سماع مناقشات بنسبة 50/50 حول سلوك إسرائيل - هذا ما خلق أكبر صدع بين التزامي بالحقيقة والدور الذي كان علي أن ألعبه كصحافية في هيئة الإذاعة البريطانية".

وأكدت أن "جرائم الحرب الإسرائيلية والجرائم ضد الإنسانية لم تعد قابلة للنقاش، فهناك أدلة أكثر من كافية - من الفلسطينيين على الأرض، ومنظمات الإغاثة، والهيئات القانونية - للتوصل إلى استنتاجات يجب أن تشكل التغطية الإعلامية لما فعلته إسرائيل".

وفي ختام مقالها، تساءلت باتيل "متى ستستنتج هيئة الإذاعة البريطانية أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، وتشكل تغطيتها حول هذه الحقيقة؟"، مؤكدة أن “وظيفة الصحفي ليست الإبلاغ عن احتمال هطول المطر أو عدم هطوله، بل النظر إلى الخارج وإخبار الجمهور إذا كان الأمر كذلك قبل أن تضيف: اسمحوا لي أن أخبركم: هناك عاصفة".

مقالات مشابهة

  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
  • خالد عبدالعزيز يبحث مع عبدالمحسن سلامة حل مشكلة بدل الصحفيين بالصحف الأجنبية| صور
  • الإجراءات الجنائية.. هل يجوز إعادة الإجراءات عند فقدان أوراق التحقيق
  • بوجلبان يعيد ترتيب أوراق المصري بعد وداع كأس مصر
  • جربي محشي الكرنب بطريقة الكب كيك .. فكرة جديدة
  • دعوات لتوفير بيئة عمل آمنة لهن.. تكريم 55 صحفية في السليمانية (صور)
  • معروف: إسرائيل قتلت 24 صحفية خلال حرب الإبادة على غزة
  • صحفية بريطانية تهاجم بي بي سي بشدة بعد استقالتها.. غزة هي السبب
  • عبد الرحيم علي: تعرضت أكتر من مرة لموت محقق.. لكن الله كان له تدبير آخر