لجريدة عمان:
2025-02-06@12:47:07 GMT

أوراق صحفية متشابهة

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

ابدأ يومي الصباحي بقراءة كل الصحف المحلية سواء أكانت ورقية أو إلكترونية، ولا أبالغ فـي القول إن قلت إن قراءة جريدة واحدة يكفـي لمعرفة كل ما تنشره باقي الصحف من أخبار، وليعذرني فـي ذلك كل زملائي من المحررين ورؤساء التحرير والقائمين على أمر الصحافة فـي سلطنة عمان فهذا رأيي شخصي ولكنه أيضا رأي يستند على بعض من الخبرة الصحفـية الممتدة لأكثر من عقد من الزمان فـي العمل الصحفـي فحال المشهد الصحفـي العماني، كما أقرأه بشكل يومي لا يتعدى نقل الأخبار ولصقها فـي الصفحات، ويشمل هذا كل الأقسام التحريرية المختلفة ابتداء من الأخبار المحلية والاقتصادية والرياضية والفنية والثقافـية وغيرها من الأخبار.

لماذا تتشابه معظم الصحف اليومية فـي ما تنشره من أخبار ولماذا اختفت الكثير من الفنون الصحفـية الأصيلة من صحافتنا المحلية ولماذا أيضا لا يبذل الكثير من المحررين والمراسلين الصحفـيين الكثير من الجهد للحصول على أخبار نطلق نحن عليها «أخبار السبق الصحفـي» أو الانفرادات الصحفـية، وهل يمكن أن يتغير حال الصحافة العمانية بعد إقرار قانون الإعلام الجديد، وبعد الطفرات التقنية الهائلة التي يشهدها قطاع الإعلام عمومًا والصحافة خصوصًا من دخول الأدوات الممكنة للصحفـي فـي عمله مثل: أدوات الذكاء الاصطناعي فـي التحرير والمراجعة وسهولة الحصول على البيانات والمعلومات وأيضا سهولة العمل من أي مكان فـي العالم فـي الجوانب الفنية والتحريرية وغيرها من العوامل المساعدة للصحفـي فـي عمله اليومي.

أسئلة دارت فـي عقلي منذ بدأت التفكير فـي موضوع مستقبل الصحافة العمانية فـي ظل المعطيات المحلية والعالمية الجديدة، ولأصدقكم القول فإن الكثير من هذه الأجوبة ما زالت تراوح مكانها بدون الحصول على إجابات فـي حين أن أنني أمتلك بعض الإجابات على تساؤلاتي عن تشابه مضمون ما تنشره الصحف اليومية التي يصل عددها إن لم أكن مخطئًا إلى أكثر من عشر صحف يومية ما بين صحف تقليدية لا زالت تطبع ورقيًا وأخرى إلكترونية تقوم بتصميم صفحاتها اليومية بهيئة مستند إلكتروني. لعل العامل الأكبر فـيها التشابه، أو إن أسميته ضعف المحتوى الصحفـي، وهو بسبب الجوانب المالية المتعلقة بدعم الصحافة، وانحسار أموال الإعلان، وارتفاع التكاليف التشغيلية، خصوصًا مع الصحافة التقليدية، وضعف الإيرادات المالية. إضافة إلى ذلك، هناك هجرة العقول الصحفـية إلى البدائل الحديثة، وقلة الإقبال على القراءة، واحتكار أقسام الإعلام فـي المؤسسات المختلفة لتدفق الأخبار، وغيرها من الأمور التي يدركها المسؤولون عن الصحافة، والعديد من القراء المهتمين بشؤون الصحافة العمانية.

قد تكون هذه الأسباب - إذا ما سلمنا بمنطقيتها - هي ما يقف وراء ضعف وتشابه المحتوى الصحفـي العماني، لكن وفـي اعتقادي الشخصي أن هنالك الكثير من الأمور التي يمكن تداركها والقيام بها لتعزيز سمعة الصحيفة التي تصدرها الجهة أيًّا كانت حكومية أو خاصة منها على سبيل المثال لا الحصر الانتقال إلى الصحافة المتخصصة فـي مجال دون غيره مثل: الصحافة الاقتصادية أو الصحافة الرياضية أو الصحافة الثقافـية أو صحافة التقنية، وهذا ما يمكن أن تتميز به صحيفة عن غيرها بدلا من أن تكون كل الصحف عامة تصدر بملاحق مختلفة قد لا تكفـي مساحاتها لنشر الكثير من الأخبار التخصصية، وهذا ما ينطبق على الصحافة الورقية التي تصدر بعدد صفحات يومية محدودة بعكس الصحف الإلكترونية التي لا توجد لديها هذه المشكلة. وأيضا يمكن للتخصصية أن تجد لها مجالًا رحبًا فـي مجال صحافة المحافظات التي يمكنها التركيز على الأخبار والتقارير والاستطلاعات والمشكلات التي تعاني منها الولايات والمحافظات، وهذا مجال رحب يمكن الاشتغال عليه، وقد عقدت ندوات ودورات تدريبية لتشجيعه، ولكن لم يلق حتى اللحظة قبولًا أو استجابة من مديري وملاك الصحف المختلفة.

غياب الكثير من الفنون الصحفـية مثل: الصحافة الاستقصائية وصحافة الاستطلاع والتحقيقات والأحاديث الصحفـية والتقرير الصحفـي والمقال والعمود والتحليل والحوار والكاريكاتير والقصة الصحفـية والصورة الصحفـية كل هذه الأشكال الصحفـية اختفت تقريبًا من الصحافة اليومية وحل محلها فن واحد أو اثنين هما الخبر الصحفـي والعمود أو المقال خصوصًا فـي الصحافة الإلكترونية التي استسهلت أمر الإصدار اليومي المقتصر على المحرر الذي هو فـي الغالب مالك الصحيفة والمصمم الموظف بأجر يومي، وبقيت بعض الصحف الورقية بين محاولة الإلمام بالفنون الصحفـية المختلفة، وبين حساب التكاليف المالية المترتبة على ديمومة المحافظة على رصانة الصحافة الحقيقية.

لا أجلد الصحافة هنا، ويبقى الوضع متشابهًا بيننا وبين بقية أقطار العالم فـي مد وجزر الصحافة بين بقائها وأفولها، وبين المراهنة على تكيفها مع الأوضاع التقنية الحديثة، وبين المحافظة على أسسها وأخلاقياتها ونظرياتها الصارمة، وبين محاولة خلق نموذج هجين يجمع ما بين الصحافة، وبين الفنون الإعلامية الأخرى، وهذا ما لا أملك أنا نفسي الإجابة عنه؛ لأنه مرهون بالمستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

إيطاليا: سنلتزم بالعمل كجسر بين أمريكا وأوروبا لتجنب حرب الرسوم الجمركية

أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن بلاده ستلتزم بالعمل كجسر بين الولايات المتحدة وأوروبا لتجنب حرب الرسوم الجمركية التي من شأنها أن تضر بين الجانبين.

رئيسة وزراء إيطاليا تخضع لتحقيق قضائي في روما.. ما القصة؟ مسيرة من أجل السلام بمشاركة عربية في شمال إيطاليا.. صور

وقال وزير الخارجية الإيطالي - في بيان لوزارة الخارجية الإيطالية اليوم الثلاثاء، إنه إذا مضت أمريكا قدما في قرارها فإن أوروبا ستكون على استعداد للتعامل ولديها استراتيجية للرد، مشددا على العمل على إيجاد حلول من شأنها ألا تضع شركاتهم ورفاهية مواطنيهم في أزمة.

 

ولفت إلى أن الحرب التجارية لا تخدم أحدا، وأنه لا يوجد اقتصاد آخر في العالم متكامل مثل اقتصاد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الشركات الأوروبية توظف 3.5 مليون أمريكي في الولايات المتحدة وهناك مليون وظيفة أمريكية أخرى تعتمد بشكل مباشر على التجارة مع أوروبا.

 

وأوضح أن ثلثي إجمالي الأصول الأمريكية في الخارج يوجد في أوروبا، وأن الولايات المتحدة تزودهم بأكثر من 50% من احتياجات الغاز الطبيعي المسال، ويبلغ حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 1.5 تريليون يورو، وهو ما يمثل 30% من التجارة العالمية.

 

وأشار إلى الحاجة إلى التفاوض في حال فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما على منتجات الاتحاد الأوروبي.

 

إيطاليا تعلق على خطة ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين: "خطوة مثيرة للجدل"

في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اقترح فيها إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، علقت الصحف والسياسيون الإيطاليون على هذه الخطة، واصفين إياها بأنها "مثيرة للجدل" وقد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة. 

 

وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" يوم 25 يناير 2025، قائلًا: "نحن نتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن بحاجة إلى تنظيف المنطقة وإعادة بنائها". وأضاف أن هذه الخطوة يمكن أن تكون "مؤقتة أو دائمة"، مشيرًا إلى أن الأردن ومصر يمكن أن تلعبا دورًا رئيسيًا في استضافة الفلسطينيين. 

 

ردود الفعل الإيطالية:

غطت الصحف الإيطالية، مثل "يورونيوز" و"أنسا"، هذه التصريحات بشكل واسع، حيث أشارت إلى أن خطة ترامب تهدف إلى "تنظيف غزة" من خلال نقل سكانها إلى دول عربية مجاورة. ونقلت الصحف عن ترامب قوله إن غزة "أصبحت موقعًا للدمار"، مؤكدة أن هذه الخطة قد تثير موجة جديدة من الجدل في المنطقة والعالم. 

مقالات مشابهة

  • ترامب يحرج صحفية أفغانية خلال مؤتمره مع نتنياهو: لا أفهم كلمة مما تقولين .. فيديو
  • رونالدو: ابني يعيش الكثير من الوقت مع أصدقائه العرب
  • الصحف الإسرائيلية تحتفي بعرض ترامب المجنون لترحيل سكان غزة
  • جسد شخصيته في فيلم الشبكة الاجتماعية.. جيسي أيزنبرغ لا يريد الربط بينه وبين زوكربيرغ بعد الآن
  • هل الحلف الكثير لعقاب الأبناء يُعد يمينًا وله كفارة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • صحفية أمريكية: إدارة ترامب تريد محاكاة تجربة اجتثاث البعث في العراق بعد الغزو
  • إيطاليا: سنلتزم بالعمل كجسر بين أمريكا وأوروبا لتجنب حرب الرسوم الجمركية
  • فدرالية الناشرين: دعم الحكومة للصحافة على أساس رقم المعاملات يمس بالصورة الديموقراطية
  • الأزهر: الغضب بين الأزواج سر ضياع الكثير من الأسر وحدوث الشقاق بينها
  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد