طارق موسى يكتب: بين غزة ولبنان.. إسرائيل تجني مكاسب إشعال الصراع في سوريا!
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
بعد أن أنهك جيش الاحتلال الاسرائيلي على جبهات متعددة، سواء في لبنان أو غزة والضفة الغربية أو حتى بعض المناوشات لم تتطور لمواجهات كبيرة مع إيران تمخضت عن ضربات متبادلة ورد ورد مضاد لم تكن مؤثرة بشكل كبير، و أخرى مع الجماعات المسلحة في سوريا والعراق ، لم يتمكن خلالها جيش الاحتلال من تحقيق انتصارات كبيرة يستطيع أن ينهي بها هذه المعارك على ذكرها، باستثناء تمكنه من تحقيق بعض "اللقطات" المتمثلة في مجموعة من الاغتيالات لقيادات حماس وحزب الله، التي مكنته من تسويق استمرار المعارك أمام مؤيديه وعلى رأسهم الولايات المتحدة والغرب.
وبعد مرور ما يزيد عن 400 يوم على الحرب في غزة، وتطورات الأوضاع سواء في غزة، أو في ساحة القتال في لبنان، لم يجن جيش الاحتلال من هذه الحرب سوى صمود الشعب الفلسطيني على أرضه رغم استخدام جيش الاحتلال كل الوسائل المحرمة دوليا والتي تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعلى الجبهة اللبنانية تمكن حزب الله اللبناني من لملمة شتاته ووإعادة تنظيم صفوفه بعد اغتيال أغلب قادته، ليعيد توجيه ضربات موجعه لجيش الاحتلال، وبخاصة في مستوطنات الشمال الإسرائيلي، وعلى الرغم من رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في استمرار الحرب كضمانة لبقائه في موقعة، في ظل ملاحقات قضائية تنتظره ولا يبعده عنها أكثر من استمراره في منصبه، الأمر الذي دفعه لعرقلة جهود الوساطة "المصرية ـ القطرية" برعاية أمريكية، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وجهود الوساطة الأخرى لتطبيق هدنة في لبنان، إلا أنه وافق على الأخيره مضطرا بعد تزايد الضغط على مستوطنات الشمال الإسرائلي بفعل ضربات حزب الله اللبناني.
وفي خضم رغبة إسرائلية معلنه للقضاء على أذرع إيران في المنطقة على حد وصف "نتنياهو"، سعى خلالها بكل الطرق لتوحيه ضربات موجعة لإيران ووكلائها في المنطقة، إلا أنه مع تزايد الضغوط الداخلية في الداخل الإسرائيلي وزيادة حجم الخسائر على كل المستويات، وبعد إقرار هدنه بين إسرائيل وحزب الله والتي دخلت حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، والتي لم تخلو من الخروقات الإسرائيلية، ليتفاجأ الشرق الأوسط بانفجار جديد للأوضاع هذه المرة في سوريا، بعد شن فصائل مسلحة هجوما غير مسبوق على قوات الجيش السوري، تمكنت بموجبه من دخول حلب ثاني أهم المدن السورية، ووصلوا إلى إدلب، بينما يكافح الجيش السوري للرد على هذا الهجوم من خلال دعم روسي، وفي هذا الهجوم الأخير للفصائل المسلحة تشير أصابع الاتهام إلى دعم إسرائيلي، وهنا يكون السؤال الأهم لماذا تدعم إسرائيل مثل هذه الجماعات في سوريا مع انخراطها في عمليات أخرى سواء في فلسطين أو لبنان؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تتجسد في كيفية تحقيق الآمان في مستوطنات الشمال، من من خلال مخطط "شيطاني" بدعم هذه الجماعات التي تهدد مصالح إيران في المنطقة، وستدفع إيران بتوجيه اهتمامها واسلحتها بل وبعض الجماعات المسلحة التابعة لها إلى الجبهة السورية لصد هذه العدوان والحفاظ على مكتسباتها في سوريا، وهو ما حدث بالفعل، بل والأكثر هو صرف انتباه حزب الله اللبناني إلى ساحة القتال في سوريا، والانخراط ربما في الصراع هناك، وقطع إمدادات السلاح عنه، الأمر الذي يعني بالضرورة تأمين مستطونات الشمال الإسرائيلي على المدى القصير، بنقل العمليات إلى ساحة قتال أخرى لا ينخرط فيها جيش الاحتلال بشكل مباشر، وبالتالي جر خصوم جيش الاحتلال إلى صراعات أخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود دلائل مادية على تورط إسرائيل في تأجيج الصراع في سوريا، إلا أنه بإعمال حسابات المكسب والخسارة، وباعتبارها الرابح الأكبر بتأجيج المعارك هناك، فهذا بالتأكيد يوجه أصابع الاتهام إليها، خاصة في ظل تحذيرات نتنياهو للرئيس السوري قبل ساعات من اندلاع المواجهات العسكرية في سوريا، حينما وصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "يلعب بالنار" بسبب دعم الأخير لمحور المقاومة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان جيش الاحتلال الضفة الغربية المزيد المزيد جیش الاحتلال فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بسبب حرب غزة ولبنان.. موجة هجرة غير مسبوقة من إسرائيل
يعيش الاحتلال الإسرائيلي موجة هجرة ضخمة، حيث فرّ أكثر من 117 ألف مستوطن إسرائيلي من فلسطين المحتلة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، نتيجة للعمليات العسكرية من غزة ولبنان، حسبما ذكرت قناة «i24» العبرية.
موجة الهجرة من إسرائيلوبعد مرور أكثر من عام على عملية «طوفان الأقصى» تكثفت موجة الهجرة العكسية المتزايدة من إسرائيل، فتشير بيانات رسمية من إلى مغادرة 117 ألف إسرائيلي من البلاد للإقامة في الخارج بشكل دائم منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذا الرقم.
وأشارت القناة إلى أن 36 ألف مستوطن إسرائيلي غادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة في موجة هجرة طويلة الأمد، غير مسبوقة.
الحرب في غزة ولبنان تجبر الإسرائيليين علي المغادرةيأتي العدد الكبير من المستوطنين الإسرائيليين الذين يغادرون وسط الحرب المستمرة والمقاومة المستمرة من غزة ولبنان، والتي استهدفت المدن الكبرى داخل الاحتلال الإسرائيلية، ما تسبب في أضرار جسيمة للمباني، وكذلك المرافق الاقتصادية والزراعية.
وفي وقت سابق من أغسطس، أبلغت القناة الإسرائيلية 13 عن «بيانات مقلقة» بشأن زيادة كبيرة في عدد الأطباء الذين يغادرون إسرائيل، مشيرة إلى أن المعدل ارتفع إلى 10 أضعاف المستوى المعتاد.