تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انزلقت كوريا الجنوبية، إلى حالة من عدم اليقين السياسي، بعد إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية، في خطاب مفاجئ اليوم الثلاثاء، وصوت المشرعون منذ ذلك الحين لمنع مرسومه، ومن غير الواضح ما هو تأثير التصويت على إعلان الأحكام العرفية، وبموجب القانون الكوري الجنوبي، فإن الرئيس ملزم بالامتثال.

قال الرئيس الكوري الجنوبي، إن هذه الخطوة كانت ضرورية لحماية البلاد من "القوات الشيوعية" في كوريا الشمالية، ويأتي قراره في الوقت الذي حاول فيه الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي مرارا وتكرارا عزل مسؤولين حكوميين، وهو ما يقول “يون” إنه أصاب الحكومة بالشلل.
يبدو أن أعضاء البرلمان الكوري الجنوبي، اشتبكوا في وقت ما مع السلطات خارج مبنى الجمعية الوطنية في البلاد في سيول، وفقًا للفيديو.
وكانت المرة الأخيرة التي أعلن فيها رئيس كوريا الجنوبية، الأحكام العرفية في عام 1980، أثناء انتفاضة شملت جميع أنحاء البلاد بقيادة الطلاب والنقابات العمالية.
ومن المؤكد أن حالة عدم الاستقرار السياسي المذهلة التي تسري الآن في كوريا الجنوبية، سوف يتردد صداها خارج حدودها، بما في ذلك في واشنطن، إذ لدى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة معاهدة دفاع مشترك عمرها عقود؛ ما يعني أنه يجب على كل منهما مساعدة الآخر في حالة تعرضهما لهجوم.

 وتنتشر المنشآت العسكرية الأمريكية الرئيسية في كوريا الجنوبية، ومن بينها معسكر همفريز التابع للجيش الأمريكي، وهو أكبر منشأة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 41000 من أفراد الخدمة الأمريكية، والعمال المدنيين والمقاولين وأفراد الأسرة.
فإلى جانب اليابان والفلبين، اللتين تتباهيان أيضاً بمعاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، تُعَد كوريا الجنوبية جزءاً من ثلاثي من القوى الإقليمية التي ساعدت في تعزيز القوة الأمريكية في كل من آسيا والمحيط الهادئ لعقود من الزمن.
ويرى المؤيدون أن الوجود الكبير للقوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية أمر بالغ الأهمية لردع أي هجوم محتمل من كوريا الشمالية، مع استمرار نظام كيم جونج أون في بناء ترسانته النووية، وكوسيلة لتعزيز الوجود الأمريكي في المنطقة لمواجهة عدوان الصين.

ورغم أن التوترات بين كوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية شهدت مدا وجزرا في العقود الأخيرة، فقد أصبحت العلاقة مشحونة بشكل خاص منذ تولى يون منصبه، حيث لجأ الجانبان إلى خطابات وأفعال التهديد على نحو متزايد.
وصوت المشرعون في كوريا الجنوبية لصالح منع مرسوم الأحكام العرفية، الذي أعلنه الرئيس يون سوك يول، بينما صوت مائة وتسعون نائبا من أصل 300 مقعدا في الجمعية الوطنية لصالح إلغاء هذا الإجراء.
ومن غير الواضح ما هو تأثير التصويت على إعلان الأحكام العرفية، وبموجب القانون الكوري الجنوبي، فإن الرئيس ملزم بالامتثال للتصويت.
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء نقلا عن المرسوم العسكري الكامل، أن مرسوم الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، يحظر جميع الأنشطة السياسية والبرلمانية، ويسمح بالاعتقالات دون أمر قضائي.


وذكرت “يونهاب” أن "جميع الأنشطة السياسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالجمعية الوطنية والمجالس الإقليمية والأحزاب السياسية، وتشكيل المنظمات السياسية، والتجمعات والاحتجاجات محظورة".
 

ويحظر المرسوم أيضًا "إنكار الديمقراطية الحرة أو محاولة التخريب"، ويحظر "الأخبار الكاذبة" و"التلاعب بالرأي العام".
وذكرت “يونهاب” نقلا عن المرسوم أنه يمكن القبض على الأشخاص الذين ينتهكون المرسوم، أو مداهمتهم دون الحاجة إلى أمر قضائي، وبحسب الوثيقة تعد الإضرابات وإضرابات العمل والمسيرات التي تحرض على الفوضى الاجتماعية محظورة أيضًا.
ويشمل ذلك الأطباء الذين شاركوا في الإضراب؛ وقد أمرهم المرسوم بالعودة إلى العمل خلال 48 ساعة، بحسب رويترز.
كما يُعَد القرار الذي اتخذه الرئيس يون سوك يول بإعلان الأحكام العرفية واحداً من أكثر القرارات السياسية دراماتيكية التي اتخذها زعيم كوري جنوبي في تاريخه الديمقراطي الحديث، وهو ما يُغرق اقتصاداً كبيراً في شرق آسيا ــ وحليفاً إقليمياً رئيسياً للولايات المتحدة ــ في مياه مجهولة.
كانت السياسة الداخلية في كوريا الجنوبية لفترة طويلة منقسمة وحزبية للغاية، لكن لم يذهب أي زعيم في العصر الديمقراطي إلى حد إعلان الأحكام العرفية.
وفي الأشهر الأخيرة، واجه يون وحزب قوة الشعب الحاكم معارضة كبيرة من منافسيهما الرئيسيين، الحزب الديمقراطي، الذي استخدم البرلمان لعزل أعضاء رئيسيين في الحكومة وتعطيل مشروع قانون الميزانية.
كما رفض “يون” الدعوات لإجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح المختلفة التي طالت المسؤولين الرئيسيين وزوجته، مما خلق أجواء محمومة ومشحونة سياسيا بشكل متزايد داخل البلاد.

ليس من الواضح إلى متى قد يستمر الأمر العسكري الذي أصدره يون، ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، بموجب القانون الكوري الجنوبي، يمكن رفع الأحكام العرفية بأغلبية الأصوات في البرلمان، حيث يتمتع الحزب الديمقراطي المعارض بالأغلبية.
من جانبه وصف جون نيلسون رايت، الخبير في شؤون شبه الجزيرة الكورية، هذا القرار بأنه "خطوة سياسية غريبة" لا تتناسب مع التهديدات الأمنية الحالية. 
وأشار إلى أن هذا الإجراء يأتي في سياق الصراع السياسي الداخلي، حيث يسعى الرئيس إلى تقويض نفوذ المعارضة. 
ورأى “رايت” أن اتهام المعارضة بالتآمر مع كوريا الشمالية، هو تهمة خطيرة وغير مدعومة بأدلة كافية، وأنها تهدف إلى تبرير الإجراءات القمعية ضد المعارضة.
وأشار إلى أن الرئيس يون سوك يول، يبدو وكأنه يستغل هذا الإجراء للضغط على المعارضة السياسية، واصفًا اتهامه لهم بالتآمر مع كوريا الشمالية بأنه "غير مسبوق. 
كما تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء، بعد أن أعلن الرئيس يون سوك الأحكام العرفية، من أجل حماية البلاد من "القوات الشيوعية".
انخفض صندوق iShares MSCI South Korea ETF، الذي يتم تداوله في الولايات المتحدة ويضم ما يقرب من 100 شركة كورية جنوبية كبيرة ومتوسطة الحجم، بنسبة 6٪. وفي تعاملات المملكة المتحدة، تراجعت أسهم سامسونج، أكبر شركة في كوريا الجنوبية، بنسبة 7%.
وقفز الدولار الأمريكي بنحو 2% مقابل الوون، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2009 بالنسبة للعملة الكورية الجنوبية.
وجاء إعلان يون في الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي، مع إغلاق سوق الأسهم بالفعل، ومن غير الواضح ما إذا كانت البورصة تفتح غدا الأربعاء.

 ذكرت صحيفة كوريا تايمز اليوم الثلاثاء أن وزير المالية تشوي سانغ موك يخطط لعقد اجتماع طارئ مع مسؤولين من بنك كوريا المركزي ولجنة الخدمات المالية وهيئة الرقابة المالية، كوريا الجنوبية هي الدولة رقم 13 في قائمة أكبر اقتصاد في العالم.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية أحداث كوريا الجنوبية الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية كوريا إعلان الأحکام العرفیة الرئیس یون سوک یول فی کوریا الجنوبیة الکوری الجنوبی کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

الأزمة في كوريا الجنوبية: ماذا بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟

حاول المحققون في كوريا الجنوبية، أمس الجمعة، توقيف الرئيس المعزول يون سوك يول، لكنهم علّقوا هذا المسعى بعدما منعهم الأمن الرئاسي، من تنفيذ مذكرة قضائية صادرة بحقه.

وفي ما يأتي عرض للسيناريوهات المحتملة في القضية، والأزمة السياسية المتواصلة منذ شهر في سيؤول، إثر محاولة الرئيس فرض الأحكام العرفية، قبل انقضاء مهلة مذكرة التوقيف، الإثنين المقبل:

رئيس كوريا الجنوبية المعزول يتعهد بـ"القتال حتى النهاية" - موقع 24أصدر الرئيس الكوري الجنوبي المعزول، يون سوك يول، بياناً غلبت عليه لهجة التحدي لأنصاره المحافظين، الذين تجمعوا أمام مقر إقامته في العاصمة سيؤول، متعهداً بـ "القتال حتى النهاية" ضد ما سماه "القوى المعادية للدولة"، بينما كانت قوات إنفاذ القانون تستعد لاعتقاله، بسبب مرسوم الأحكام ... محاولة أخرى 

يمكن لمكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين، أن يسعى لتنفيذ مذكرة التوقيف مرة أخرى قبل انقضاء مهلتها. وقال المكتب بعد تعليق محاولة الجمعة، إنه "سيتخذ القرار بشأن الخطوات المستقبلية بعد مراجعة إضافية".

وفي حال توقيف يون قبل الإثنين المقبل، ستكون أمام المكتب 48 ساعة لطلب إصدار مذكرة جديدة لتوقيفه رسمياً، أو الإفراج عنه.

وكرر محامو يون التأكيد أن مذكرة التوقيف الصادرة بحقه "غير قانونية"، متعهدين "اتّخاذ إجراءات قانونية في ما يتعلق بتنفيذ التفويض خلافاً للقانون". وإلى ذلك، اعتبر جهاز الأمن الرئاسي أن عناصر مكتب التحقيق "تطفلوا بشكل غير قانوني" على حرم مقر إقامة يون، مشيراً إلى أنه سيقوم بتحميلهم المسؤولية القانونية عن هذا الأمر.

ورفض اثنان من كبار المسؤولين في الحماية الرئاسية، طلب الشرطة الحضور للاستجواب اليوم السبت، وبرّرا ذلك بـ"الطبيعة الجدية" لمهمة حماية يون.

سلطات كوريا الجنوبية تتحرك لاعتقال الرئيس يون - موقع 24بدأ المحققون في كوريا الجنوبية، صباح اليوم الجمعة، بتنفيذ مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحقّ الرئيس المعزول يون سوك يول، من أجل استجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر فرض الأحكام العرفية في البلاد، ليجدوا أنفسهم في "مواجهة" مع الأمن الرئاسي الذي يمنعهم من اعتقال الرئيس، وفق الإعلام المحلي. مذكرة جديدة 

وحتى في حال لم يتمكن مكتب التحقيق من توقيف يون قبل 6 يناير (كانون الثاني) الجاري، يمكن أن يطلب إصدار مذكرة جديدة صالحة لـ 7 أيام. كما يمكن لها أن تكون أشدّ، وتتيح إبقاء الرئيس موقوفاً أكثر من 48 ساعة.

ويرجح خبراء بأن يوافق القضاء الكوري الجنوبي، على إصدار مذكرة جديدة أكثر صرامة من سابقتها، نظراً لأن الرئيس المعزول رفض تلبية المذكرة القائمة، وسبق له أن رفض 3 مرات التجاوب مع مذكرات استدعاء لكي يتمّ استجوابه.

وقال المحلل السياسي بارك-سانغ بيونغ إن "المذكرات الأشد صرامة تصدر عادة عندما يرفض مشتبه به التعاون مع التحقيق". ولفت إلى أن يون "حرّض أيضاً وشجّع مناصريه (اليمينيين) المتطرفين، في ما قد تعتبره المحكمة من وجهة نظرها، إقراراً عملياً بالتهم الجنائية".

ولكن تنفيذ مذكرة جديدة قد يلاقي المصير ذاته، في حال امتنع يون عن مغادرة مقر إقامته، وبقي بعهدة جهاز حمايته الذي يضم وحدة عسكرية.

الرئيس بالوكالة 

ودفعت الأزمة المتواصلة من شهر، والمواجهة التي وقعت أمس الجمعة، بين المحققين وجهاز الحماية الرئاسي، بمكتب التحقيق والحزب الديموقراطي المعارض إلى الطلب من تشوي سانغ-موك، رئيس الجمهورية بالوكالة، إصدار أمر لجهاز الحماية بالتعاون في القضية.

وقال مسؤول في مكتب التحقيق، إن 20 محققاً بمؤازرة 80 شرطياً شاركوا في العملية، لكنهم واجهوا حوالي 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي، شكلوا جداراً بشرياً لمنعهم من المرور. وأكد مكتب التحقيق أنه "يستحيل عملياً تنفيذ مذكرة التوقيف، طالما أن المسؤولين في جهاز الأمن الرئاسي يواصلون توفير الحماية ليون".

ولم يدل تشوي، وهو أيضاً نائب لرئيس الوزراء، ووزير للمالية ينتمي إلى حزب يون "قوة الشعب"، بأي تعليق بعد. ويرجح خبراء أن طلب تشوي من جهاز الأمن التعاون مع التحقيق، سيزيد من فرص تنفيذ مذكرة التوقيف قبل الإثنين المقبل.

إلا أن تشوي يواجه انتقادات من حزبه، بسبب تعيينه قاضيين لشغل اثنين من المناصب الثلاثة الشاغرة في المحكمة الدستورية، التي تنظر في قرار البرلمان عزل يون. وبهذا التعيين، زادت حظوظ مصادقة المحكمة على العزل، إذ بات ذلك يحتاج موافقة 6 قضاة فقط من أصل 8.

وقبل تعيين القاضيين، كان يمكن لصوت واحد ضد المصادقة على العزل، أن يؤدي إلى عدم رفض المحكمة لقرار البرلمان، وتالياً عودة يون إلى مزاولة مهماته.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميونغجي، شين يول إنه "بالنظر إلى السياق الراهن من غير المرجح أن يتعاون تشوي مع طلب مكتب التحقيق، بشأن تعاون الأمن الرئاسي".

انتظار المحكمة 

وبعد إقصاء يون، عزل البرلمان كذلك أول رئيس بالوكالة، وهو هان داك-سو، على خلفية امتناعه عن ملء المناصب الثلاثة الشاغرة في المحكمة الدستورية. وكانت المعارضة ترى في التعيين خطوة تعزّز حظوظ مصادقة القضاء على عزل الرئيس.

وأمام المحكمة الدستورية 180 يوماً للمصادقة على العزل أو ردّه. وإلى حين البتّ بذلك، يبقى يون رسمياً رئيساً للجمهورية، لكنه لا يؤدي صلاحياته. ويرى الخبراء أن نزع صفة الرئيس عن يون كان ليجعل مهمة المحققين أسهل في ملاحقته أو توقيفه رسمياً.

ويمكن لطول المهلة المتاحة أمام المحكمة للبتّ بالقضية أن تؤخر الإجراءات، علماً بأن المحكمة تعهّدت النظر فيها بسرعة نظراً لأهميتها. لكن محامي الدفاع عن يون يشددون على ضرورة أن تستنفد المحكمة كامل المهلة القانونية، لكي تدرس "الظروف التي أدت إلى إعلان فرض الأحكام العرفية".

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في كوريا الجنوبية تطالب باعتقال الرئيس المعزول
  • الأزمة في كوريا الجنوبية: ماذا بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟
  • كوريا الجنوبية تعلن موعد أولى جلسات المحاكمة بشأن عزل الرئيس
  • بلينكن يزور كوريا الجنوبية في خضم أزمتها السياسية
  • كوريا الجنوبية تعلق توقيف الرئيس يون سوك
  • تحركات في كوريا الجنوبية لاعتقال الرئيس يون.. الحادثة الأولى من نوعها
  • الأمن الرئاسي يمنع المحققين في كوريا الجنوبية من توقيف الرئيس
  • سلطات كوريا الجنوبية تتحرك لاعتقال الرئيس يون
  • كوريا الجنوبية.. المحققون يصلون إلى مقر إقامة الرئيس المعزول لتنفيذ مذكرة اعتقاله
  • مخاوف في كوريا الجنوبية من مواجهات بين الشرطة ومؤيدي الرئيس المعزول