اتفاق هش وتجدد الاشتباكات.. ماذا يحدث في لبنان الآن؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد أقل من أسبوع من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ، تجددت المعارك بين الجانبين، حيث اتهم كل طرف الآخر بانتهاك الاتفاق الهش، الأمر الذي شكل اختبارا لمتانة الهدنة.
وشنت إسرائيل غارات جوية وهجمات أخرى منذ بدء وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر، وبررت ذلك بأنه محاولة لإحباط التهديدات من جانب الجماعة المسلحة وتطبيق الاتفاق.
وقال حزب الله إن قصفه كان "تحذيرًا أوليًا وردًا دفاعيًا" على الغارات الجوية الإسرائيلية وانتهاكات المجال الجوي اللبناني والضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل مدنيين.
وبعد فترة وجيزة، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارات على عشرات المواقع في لبنان بما في ذلك ما قال إنه "منصات إطلاق وبنية تحتية إرهابية". وقال مسؤولون إسرائيليون أيضًا إنهم رصدوا عناصر من حزب الله وهم يعودون إلى جنوب لبنان.
منزل مدمر جراء القصف الإسرائيلي في مدينة صور جنوب لبنان.ويسلط اشتعال القتال الضوء على الغموض داخل الاتفاق بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار . وتزعم إسرائيل أنها حصلت على تفويض واسع النطاق لضرب لبنان ردًا على التهديدات، بناءً على التأكيدات التي تلقتها من الولايات المتحدة. والتحدي الآخر هو أن آلية دولية لمراقبة تصرفات الجانبين لم يتم وضعها بالكامل بعد، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. حسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وقد أدى تبادل إطلاق النار إلى تفاقم المخاوف بشأن جدوى اتفاق وقف إطلاق النار. فقد نص الاتفاق على فترة تنفيذ مدتها 60 يوماً للسماح للقوات الإسرائيلية بالانسحاب بينما يغادر مقاتلو حزب الله جنوب لبنان ويرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى الجنوب، بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وقالت لينا الخطيب، مديرة معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن ومحللة منذ فترة طويلة للشؤون الأمنية اللبنانية: "إن انتهاكات إسرائيل وحزب الله لوقف إطلاق النار هي أمثلة على التظاهر السياسي، حيث يحاول كل جانب أن يظهر للآخر أنه لا يزال قوة يجب حسابها وقادرة على إلحاق الأذى بالآخر". وفق الصحيفة ذاتها.
ومن المفترض أن يقوم الجانبان بإبلاغ آلية المراقبة الدولية عن أي انتهاكات، على الرغم من أن إسرائيل تقول إنها ستضرب أي تهديد وشيك إذا لم يفعل الجيش اللبناني ذلك. وقد وصل قائد عسكري أميركي كبير، وهو اللواء جاسبر جيفرز، إلى لبنان الأسبوع الماضي للعمل على إنشاء آلية المراقبة.
وقال مسؤول لبناني كبير إن آلية المراقبة كانت مفتاح نجاح الاتفاق. وأضاف أن الجيش اللبناني لم ينتشر بعد بشكل كامل في جنوب لبنان لفرض الاتفاق. وأضاف أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار.
مواقع مدمرة في لبنانومن بين نقاط الاحتكاك الأخرى الطريقة التي من المفترض أن تنسحب بها القوات الإسرائيلية ومقاتلو حزب الله من جنوب لبنان. فقد أعلن مقاتلو حزب الله الأسبوع الماضي أنهم يسحبون مقاتليهم وأسلحتهم الثقيلة من المنطقة.
فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، بأنه في حالة انهيار وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستجدد الحرب، وتدفع قواتها إلى عمق لبنان، وتستهدف ليس حزب الله فحسب، بل الدولة اللبنانية أيضا.
ومع استمرار وقف إطلاق النار في لبنان، أحرزت الجهود الرامية إلى التخطيط لمستقبل غزة، حيث تقاتل إسرائيل حماس، تقدماً ملحوظاً.
فقد توصل الفصيلان الفلسطينيان الرئيسيان، حماس وفتح، إلى اتفاق يقضي بإنشاء لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين غير المنتمين إلى أي من الفصيلين لإدارة قطاع غزة وإدارته بعد انتهاء الحرب، على حد قول المسؤولين المصريين. وإذا تم تنفيذ هذه اللجنة، فإنها سوف تمثل في الأساس نهاية حكم حماس في غزة.
وقالت إدارة بايدن إنها توقعت خروقات لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وإنها تعمل من خلال آلية مراقبة سيتواصل من خلالها مسؤولون أميركيون وفرنسيون مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين ولبنانيين لحل القضايا وإنفاذ وقف إطلاق النار، بحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الاثنين.
نساء يلتقطن صورا في حفل إحياء ذكرى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في سبتمبروقال ميلر "في أي وقت تقريبا يكون لديك وقف لإطلاق النار من هذا النوع، إما أن تزعم حدوث انتهاكات لوقف إطلاق النار، وخاصة في الأسابيع الأولى عندما تكون الأمور هشة للغاية، أو يكون لديك انتهاكات حقيقية لوقف إطلاق النار".
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط شديدة لإثبات أنه سينفذ وقف إطلاق النار. ولا يزال آلاف النازحين الإسرائيليين خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم في الشمال، وحث سياسيو المعارضة الجيش الإسرائيلي على الرد بقوة على الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله.
لقد ظلت إسرائيل لسنوات طويلة تراقب حزب الله وهو يبني مواقع على حدودها دون أن يعترض طريقه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو القوات العسكرية اللبنانية المنتشرة في المنطقة. والآن يقول المسؤولون الإسرائيليون إن استعدادهم للتحرك في لبنان يهدف إلى تجنب أخطاء الماضي.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية التي شنتها يوم الاثنين أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في هجومين منفصلين في جنوب لبنان. ووقعت إحدى الغارتين على الأقل قبل هجوم حزب الله. وقالت إسرائيل إن غاراتها جزء من نهجها الشامل المتمثل في ضرب حزب الله لمنع انتهاكات وقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون لبنانيون إن بعض هذه الضربات أصابت مناطق خارج جنوب لبنان من المفترض أن يسحب حزب الله قواته العسكرية منها، بما في ذلك ضربة أصيب فيها جندي لبناني يوم الاثنين. وقالت إسرائيل إنها تحقق في الضربة التي قالت إنها استهدفت جهود تهريب الأسلحة لحزب الله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وقف اطلاق النار إسرائيل حزب الله وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لبنان لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار جنوب لبنان حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
قطر تدعو لانخراط فوري بمفاوضات الجولة الثانية.. ماذا بشأن الوفد الإسرائيلي؟
أكد رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، على أهمية التزام كافة الأطراف ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا إلى "عدم المساومات للانخراط بالمفاوضات".
وقال آل ثاني في مؤتمر ، مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، بالدوحة "نؤكد أهمية التزام كافة الأطراف بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبدء مفاوضات المرحلة الثانية".
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا: "لا يجب أن يكون هناك مساومات للانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية".
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو خلال الزيارة بمبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من أجل بدء التفاوض بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليستثني بذلك فريقه المفاوض من مستهل المفاوضات المرتقبة.
وذكر مكتبه، أن "رئيس الحكومة تحدث مساء اليوم (السبت) مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، واتفقا على أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى خلال لقائهما في واشنطن يوم الاثنين، وهو اليوم السادس عشر من الاتفاق، على أن يناقش الجانبان المواقف الإسرائيلية".
وأضاف "في وقت لاحق سيتحدث ويتكوف مع رئيس وزراء قطر ومع المسؤولين المصريين، ومن ثم سيبحث مع رئيس الحكومة خطوات دفع المفاوضات بما في ذلك المواعيد النهائية لتوجه الفرق المفاوضة إلى المحادثات".
ووفقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس المبرم، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، فإنها يجب أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أي بحلول الاثنين المقبل.
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، على أن يتم الاتفاق خلال المرحلة الأولى على تفاصيل بنود المرحلتين التاليتين منه.
وحاليا، تركز الجهود على إتمام المرحلة الأولى، التي تشمل إطلاق سراح 33 إسرائيليا مقابل حوالي 1700 إلى 2000 أسير فلسطيني.
وتتحدث بعض المصادر العبرية، عن وعود من نتنياهو لمسوؤلين متطرفين في حكومته بعدم استكمال الاتفاق، والدخول في مرحلته الثانية.