هآرتس: إسرائيل تخشى وصول أسلحة سوريا الكيمائية للمعارضة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
ترصد إسرائيل عن كثب التطورات في سوريا، حيث تعيش البلاد حالة من التقلبات العسكرية بعد الهجوم المفاجئ للمعارضة السورية المسلحة، ونجاحها في السيطرة على مدينة حلب وكامل محافظة إدلب، وزحفها نحو حماة وسط انهيار لقوات النظام السوري.
ويشير تقرير -نشرته صحيفة هآرتس- إلى مخاوف إسرائيلية كبيرة من إمكانية وصول الأسلحة الكيمائية التي بحوزة النظام السوري إلى ما تصفهم بالمتمردين أو المليشيات الإيرانية العاملة في البلاد.
أسلحة كيمائية وصواريخ متطورة
وفي تقرير الذي نشره في الصحيفة اليوم، يشير الصحفي يانيف كوبويتز إلى أن مصدر القلق الرئيسي لدى إسرائيل هو الأسلحة المتقدمة، مثل الصواريخ، وترسانة الأسلحة الكيميائية المتوفرة لدى النظام السوري، وينقل عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي أنه "إذا وصلت قوات المتمردين أو المليشيات الإيرانية إلى الأسلحة الكيميائية، فسيتعين على إسرائيل العمل على الإضرار بهذه القدرات، ويمكن أن يؤثر مثل هذا العمل على سوريا والشرق الأوسط بأكمله".
ويضيف "بعد الحرب الأهلية، حاول الرئيس السوري بشار الأسد إعادة تأهيل نظام إنتاج الأسلحة الكيميائية، الذي تمت إزالة معظمها من سوريا كجزء من اتفاقية موقعة مع الهيئات الدولية، لكن جزءا كبيرا من المشروع، خاصة الخبرة المتراكمة على مر السنين لا يزال في يديه".
إعلانوحسب التقرير، نقلت إسرائيل رسائل إلى النظام السوري من خلال روسيا، تطالبه بالإصرار على سيادته، وبمنع أنشطة إيران على الأراضي السورية.
ويشير التقرير نقلا عن مصادر استخباراتية إلى أن إيران -بدعم من روسيا- تقوم بنقل أعداد كبيرة من المليشيات المسلحة إلى الأراضي السورية، لتعزيز مكانة النظام السوري في "مواجهة المتمردين"، مما يزيد من مستوى القلق الإسرائيلي من تحول سوريا إلى قاعدة عسكرية إيرانية تهدد أمن المنطقة.
القلق من انهيار النظام السوري
وفيما يلفت التقرير إلى أن إسرائيل تواصل حملاتها الجوية لاستهداف المواقع الإيرانية في الجولان السوري، وفي المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، فإنه يبرز مخاوف تل أبيب من تفكك النظام السوري أو انهياره، ما يؤدي لخلق فراغ أمني بسوريا، ويتيح لفصائل مسلحة أن تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي الإسرائيلي.
وينقل الصحفي عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله "إن الوضع في سوريا أصبح مصدر قلق بالغ، خاصة مع تقدم المتمردين في بعض المناطق، ووجود مؤشرات على تراجع قدرة النظام على قمع هذه الفصائل".
كما ينقل عنه التخوف من أن الأسد لن يكون قادرا على قمع الانتفاضة، وأن قوات المعارضة ستسيطر على المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل.
ويرى أن "الوضع الذي تجد فيه دولة أخرى على حدود إسرائيل نفسها في حالة من عدم الاستقرار أمر مقلق. يجب أن نكون مستعدين لأي احتمال، بما في ذلك الإطاحة بنظام الأسد واحتمال أن تشكل المنظمات (الإرهابية) تهديدا جديدا لإسرائيل".
ويلفت الانتباه إلى أن إسرائيل تواصل التنسيق مع روسيا في مسعى لاحتواء الوضع بسوريا، ويشير إلى أن "تل أبيب وجهت رسائل عبر موسكو إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تطالبه بالإصرار على سيادته على أراضيه، وعدم السماح لإيران بفرض سيطرتها العسكرية".
ويختم التقرير بالإشارة إلى أنه على الرغم من تقدير إسرائيل بعدم وجود خطط لتدخل مباشر للقوات الإيرانية في سوريا، فإنها تعتبر أن هذا الأمر قد يصبح واقعا مع استمرار الصراع في سوريا".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النظام السوری فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواجه واقعاً إستراتيجياً جديداً في سوريا
على مدار عقود، اعتمد المسؤولون الإسرائيليون على ميزان قوى يمكن التنبؤ به تحت حكم نظام بشار الأسد في دمشق، ورغم عداء الأسد المستمر لإسرائيل وضعف نظامه المتجذر، تمكّن الطرفان من الوصول إلى حالة من الوضع الراهن التي ساعدت في الغالب على توقع تصرفات الديكتاتور السوري.
إلا أن إسرائيل تجد نفسها الآن أمام معضلة جديدة في سوريا، قلبت موازين الحسابات السابقة.صعود نجم تحالف متطرف
يقول إيلان بيرمان نائب الرئيس الأول لمجلس السياسة الخارجية الأمريكي في واشنطن العاصمة، في تحليل بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الانهيار السريع لنظام الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مواجهة المعارضة، أفضى إلى الإطاحة بالوضع القديم، بالتزامن مع صعود نجم تحالف من الجماعات المتطرفة بقيادة هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة وأبو محمد الجولاني.
وأضاف الكاتب أن النظام السوري الجديد قد يبدو مفيداً لتل أبيب، إذ ساعد إسقاط الأسد على إزاحة الوجود السابق القوي لإيران على الحدود الشمالية لإسرائيل، وإبعاد آلاف المقاتلين الأجانب.
Check out AFPC Senior Vice President @ilanberman's latest article for @Newsweek titled, “Israel Faces a Reshuffled Strategic Deck in Syria”.
???? See the full article here: https://t.co/QAjhN8A7Wb pic.twitter.com/oZkWvfIBUD
وفرَّ الآلاف من المدنيين الإيرانيين فعلاً من سوريا، خشية العيش تحت السيطرة السُنيَّة، في حين اضطرت إيران إلى الاعتماد على روسيا لنقل قواتها العسكرية إلى بر الأمان.
ومن المهم أيضاً في هذا السياق حقيقة أن "الجسر البري" الواصل بين طهران وبيروت - الذي استخدمه النظام الإيراني لسنوات لإمداد حزب الله بالأسلحة في لبنان - قد دُمِّرَ فعلياً الآن.
تحدي استراتيجي عميق لإسرائيلومع ذلك، يضيف الكاتب، فإن الفحص الدقيق للموقف يشي بأن التحوُّل الذي تشهده سوريا يمثل تحدياً استراتيجياً عميقاً لإسرائيل، وهو تحدٍ تسعى الدولة اليهودية الآن إلى التصدي له.
وصرَّحَ العميد المتقاعد إران أورتال، الذي كان سابقاً رئيساً لمركز الفكر التابع للجيش الإسرائيلي ويشغل حاليّاً منصب محلل أول في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية بجامعة بار-إيلان، مؤخراً لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "في هذه المرحلة، لا أعتقد أن إسرائيل قد وضعت إستراتيجية واضحة تجاه سوريا. وإنما تراقب إسرائيل الموقف عن كثب وتتخذ تدابير لتأمين نفسها، مثل نشر وحدات الجيش الإسرائيلي على مرتفعات الجولان المحتلة".
???????????????? The new leader, Al Juliani, refuses to confront the Israeli army, which is 19 km in front of Damascus.
Which strongly indicates that it is a deal between Israel and HTS in Syria. Israel will get a new controlled and buffer zone inside Syria for helping the HTS taking… pic.twitter.com/rHcph2vrdl
ومع ذلك، يتابع الكاتب، فإن المشهد ما بعد الأسد في سوريا يشكل تحدياً لحكومة إسرائيل، التي انصبَّ تركيزها خلال العقد المنصرم حصراً على التهديد القادم من إيران وكلائها المتنوعين.
وأشار أورتال إلى أن "سرعة الترحيب الحماسي بالجولاني وشركائه من تنظيم القاعدة مصدر للقلق"، فالجولاني وتحالفه من التنظيمات الجهادية مثل حماس.
خطاب تصالحي ولكنوبتعبيرٍ آخر، بغض النظر عن الخطاب التصالحي الحالي للجولاني، تتوقع إسرائيل أن يعود هو ومجموعته إلى طبيعتهم المتطرفة، وربما عاجلاً وليس آجلاً.
وأوضح أورتال "هناك احتمال حقيقي بأن يحل النفوذ التركي في سوريا محل النفوذ الإيراني. ولا أحد يعرف طبيعة الدور التركي على حدود إسرائيل مُستقبلاً".
وتركيا قوة إقليمية كبرى، وعضو في حلف شمال الأطلسي، وجهة تصنيع كبرى للأسلحة، ومعادية لإسرائيل. ويمكن لمس محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال النظام السوري الجديد لتعزيز مزاعمه بقدرٍ أكبر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
إسرائيل عالقةماذا يمكن أن يعني كل ذلك؟ يقول أورتال: "في نهاية المطاف، توحي الصورة الأكبر بأن المنافسة الإقليمية بصدد أن تنتقل إلى مرحلة جديدة. منطقتنا ستعود إلى المنافسة الإمبريالية مجدداً، وإسرائيل عالقة في قلب هذه الأحداث".
وكذلك واشنطن. كانت ردة فعل إدارة بايدن للإطاحة بالأسد سريعة، إذ تمثلت في التواصل واسع النطاق مع الجولاني دون انتقادات تُذكر.
وشملت هذه الاستجابة، من بين أمورٍ أخرى، التراجع عن العقوبات المفروضة على السلطة الفعلية الجديدة التي تتحكم بسوريا.
ويُفترَض أن تكون هذه الخطوات موجهة نحو بناء الثقة مع القوى الجديدة الحاكمة في دمشق، مما يتيح للولايات المتحدة، بعد سنوات من الانسحاب، فرصة لتحقيق وجود أكثر إيجابية في سوريا.
المصالح الأمريكية في المنطقةواختتم الكاتب بقوله: "مع ذلك، فإن هذه الخطوات وحدها لن تكفل حماية مصالح أمريكا في المنطقة الأوسع نطاقاً. ستكون هذه المهمة على عاتق إدارة ترامب القادمة التي ستحتاج إلى تحديد الدور الذي ستلعبه في المناورات الإستراتيجية الجديدة المتبلورة في الشرق الأوسط. كما سيكون عليها وضع رؤية واضحة لدعم حلفائها الإقليميين، مثل إسرائيل، بالشكل الأمثل، لا سيما مع بدء هؤلاء الحلفاء في الشعور بتداعيات تلك المناورات".