وزارة الأوقاف تعلن موضوعات خطب الجمعة لشهر ديسمبر ٢٠٢٤م
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف المصرية موضوعات خطب الجمعة لشهر ديسمبر ٢٠٢٤م، التي جاءت دعمًا لمبادرة "بداية جديدة" التي أطلقتها الدولة المصرية لبناء الإنسان.
وأوضحت الوزارة أن هذه الموضوعات تهدف إلى تحقيق استراتيجية الدولة المصرية ووزارة الأوقاف في محاورها المختلفة، وعلى رأسها محور بناء الإنسان وصناعة الحضارة.
وجاءت موضوعات خطب الجمعة على النحو التالي:
أولًا: الجمعة الأولى (٦ من ديسمبر ٢٠٢٤م – ٤ من جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ)، بعنوان: "لغة القرآن والحفاظ على الهوية"، تتناول الخطبة أهمية اللغة العربية في تنشئة الأجيال والاهتمام بالحفاظ على الهوية الثقافية، وأشارت الوزارة إلى أن هذا الموضوع ينسجم مع المحورين الاستراتيجيين الثالث والرابع لوزارة الأوقاف، وهما محور بناء الإنسان ومحور صناعة الحضارة، كما أكدت الوزارة أن اختيار هذا الموضوع يأتي متزامنًا مع انطلاق فعاليات المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم، التي ستبدأ يوم السبت الموافق ٧ من ديسمبر ٢٠٢٤، تأكيدًا لدور اللغة العربية بوصفها لغة القرآن الكريم وركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية الإسلامية.
ثانيًا: الجمعة الثانية (١٣ من ديسمبر ٢٠٢٤م – ١١ من جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ)، بعنوان: "صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان"، تسلط الخطبة الضوء على أهمية صناعة العقل الواعي المفكر المبدع، فهذا من شأنه تعزيز محورَي بناء الإنسان وصناعة الحضارة ضمن محاور الوزارة.
ثالثًا: الجمعة الثالثة (٢٠ من ديسمبر ٢٠٢٤م – ١٨ من جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ)، بعنوان: "الطفولة بناء وأمل"، تهدف هذه الخطبة إلى توعية جمهور المسجد بأهمية بناء إنسان معتمد على العلم، قادر على مواجهة تحديات الزمن بالإنجاز، وهو ما يؤكد التوافق مع محوري بناء الإنسان وصناعة الحضارة.
رابعًا: الجمعة الرابعة (٢٧ من ديسمبر ٢٠٢٤م – ٢٥ من جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ)، بعنوان: "المخدرات ضياع للإنسان"، تهدف هذه الخطبة إلى التحذير من مخاطر الإدمان والمخدرات وأثرهما في تدمير الإنسان والمجتمع، وأوضحت الوزارة أن هذا الموضوع ينسجم مع المحورين الثاني والثالث، وهما مواجهة التطرف اللاديني وبناء الإنسان.
وأكدت وزارة الأوقاف أن اختيار هذه الموضوعات يأتي في إطار التزامها بدورها في التوعية والتنمية، للتغلب على التحديات الاجتماعية والفكرية، ولتعزيز الرؤية الوطنية للتنمية الشاملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استراتيجية الدولة وزارة الأوقاف خطب الجمعة شهر ديسمبر الأوقاف المصرية الدولة المصرية بناء الإنسان
إقرأ أيضاً:
عبد الغني زهرة في حوار لـ"البوابة نيوز": إنجازاتنا العظيمة تحققت فى شهر رمضان.. والشباب هم الأمل فى تقدمنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتجلى مشاهد الإنجازات الحضارية للأمة الإسلامية وتسيطر على الأذهان فى شهر رمضان الكريم؛ ففى هذا الشهر الفضيل تتوالى الصور المشرقة فى تاريخ الأمة، حيث يعد هذا الشهر شاهدا على محطات فارقة فى مسيرة الحضارة الإسلامية، سواء من خلال الانتصارات العظيمة أو عبر القيم التى أرساها فى نفوس المسلمين. حول الإنجازات التى شهدها شهر رمضان ومسيرة الحضارة الإسلامية التقت “البوابة نيوز” الدكتور عبدالغنى زهرة، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، لنستعرض معه تأثير رمضان على مسيرة الحضارة الإسلامية، ونتأمل كيف يمكن استعادة روح هذه الحضارة فى العصر الحديث. وإلى نص الحوار..
■ كيف أثر شهر رمضان فى تشكيل القيم الحضارية لدى المسلمين؟
-رمضان لم يكن مجرد شهر عبادة وصيام، بل كان مدرسة متكاملة تنمى فى المسلمين قيما أساسية ساهمت فى بناء الحضارة الإسلامية. فى رمضان، يتجلى الصبر، وهو أساس أى نهضة حضارية؛ فالأمم لا تنهض إلا بالصبر على التحديات والعمل الجاد. كذلك، رمضان يعزز قيمة الإيثار والتكافل الاجتماعي، فالحضارات لا تُبنى إلا على العدل والتعاون بين أفراد المجتمع. إلى جانب ذلك، الانضباط والالتزام خلال الصيام يرسخان ثقافة احترام الوقت والانضباط، وهما عنصران مهمان لأى تقدم حضاري.
■ما أبرز الانتصارات الإسلامية التى حدثت فى رمضان، وكيف ساهمت فى بناء الحضارة الإسلامية؟
-رمضان كان دائما شهر الانتصارات العظيمة التى غيرت مسار التاريخ الإسلامي. على سبيل المثال، غزوة بدر الكبرى (٢هـ) كانت أول وأهم انتصار للمسلمين، حيث شكلت نقطة تحول فى بناء الدولة الإسلامية. أيضا، فتح مكة (٨هـ)، الذى كان بمثابة إعلان عن ترسيخ الدولة الإسلامية فى الجزيرة العربية؛ ومن الأمثلة التى تعكس قوة المسلمين الحضارية، معركة عين جالوت (٦٥٨هـ)، التى كانت سببا فى إيقاف المد المغولى وحماية التراث الإسلامى من التدمير. هذه الانتصارات لم تكن مجرد أحداث عسكرية، بل كانت لحظات فاصلة فى بناء حضارة قوية تستند إلى العدل والتسامح ونشر العلم.
■كيف انعكست قيم الصبر والجهاد والتضحية، التى تتجلى فى رمضان، على نهضة الحضارة الإسلامية؟
-رمضان علم المسلمين أن النجاح يحتاج إلى صبر وتحمل، وهذه القيم انعكست فى اجتهادهم العلمى والفكرى على مدار التاريخ. العلماء المسلمون كانوا يسهرون الليالى فى البحث والتجربة، مدفوعين بنفس روح المثابرة التى يغرسها الصيام أما الجهاد فليس مقصورا على ساحات القتال، بل يشمل الجهاد بالعلم والعمل، وهو ما ساعد المسلمين على إنشاء حضارة مزدهرة امتدت من الأندلس إلى الصين. أما التضحية، فقد تجلت فى العمل الخيرى ورعاية الفقراء، مما أدى إلى مجتمعات متماسكة قادرة على الاستمرار والتطور.
■فى رأيك، ما أبرز التحديات التى تواجه الحضارة الإسلامية فى العصر الحديث؟
-هناك تحديات فكرية، حيث يعانى العالم الإسلامى من أزمة وعى ومعرفة، وهناك أيضا التحديات الاقتصادية والسياسية، حيث تواجه الدول الإسلامية مشكلات فى تحقيق التنمية المستدامة. كذلك، التأثير الثقافى الغربى أدى إلى ضعف الهوية الإسلامية لدى بعض الشباب، مما يستدعى ضرورة تعزيز الانتماء للحضارة الإسلامية.
■كيف يمكن استعادة روح الحضارة الإسلامية فى ظل التغيرات العالمية المتسارعة؟
-الحل يكمن فى العودة إلى جوهر الإسلام، الذى يشجع على العلم والعمل والإبداع. يجب أن نواكب العصر بالتكنولوجيا والمعرفة، لكن دون أن نفقد هويتنا. أيضًا، لا بد من تجديد الخطاب الدينى ليكون أكثر ارتباطا بحاجات العصر، وتشجيع البحث العلمي، فالحضارات لا تبنى إلا بالعلم.
■ هل يمكن للحضارة الإسلامية أن تقدم حلولًا لمشكلات العصر مثل التطرف والصراعات الثقافية؟
-بالطبع، فالإسلام نفسه دين وسطية وعدل، وإذا رجعنا للتراث الإسلامى سنجد أنه مليء بأمثلة للتسامح والتعايش. الحضارة الإسلامية فى أوجها كانت نموذجا للتعددية الثقافية، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود فى ظل دولة واحدة دون صراعات دينية. يمكننا استلهام هذا النموذج لحل المشكلات المعاصرة.
ولكى نستفيد من الإرث الحضارى الإسلامى فى بناء مستقبل مشرق للأمة، علينا أولًا، أن نعيد قراءة التاريخ بعين ناقدة، لا أن نبقى أسرى الماضي. ثانيا، يجب أن نستفيد من القيم الإسلامية فى الإدارة والاقتصاد والتعليم. وثالثا، لا بد من الاستثمار فى الأجيال القادمة، فهم عماد أى حضارة؛ وأقول للشباب أنتم الأمل، فالحضارات لا تنهض إلا بسواعد أبنائها. عليكم بالعلم والعمل والاجتهاد، ولا تنسوا أن الحضارة الإسلامية لم تُبنَ على القوة وحدها، بل على المعرفة والإبداع.
نشر الوعى
■ كيف يمكن تعزيز الوعى بدور الحضارة الإسلامية فى المناهج الدراسية ووسائل الإعلام، وهل يمكن أن نشهد عصرا جديدا لازدهار الحضارة الإسلامية؟
-المناهج التعليمية يجب أن تبرز الجوانب العلمية للحضارة الإسلامية، وليس فقط الفتوحات والانتصارات العسكرية. أما الإعلام، فعليه أن يتبنى خطابا إيجابيا عن الإسلام، بدلا من التركيز على النزاعات.
نحن قادرون على أن نشهد عصرا جديدا لازدهار الحضارة الإسلامية، لكن بشرط أن نوحد جهودنا، وأن نعتمد على العلم والاقتصاد القوي، وليس على العواطف والشعارات. وهنا أقول رمضان فرصة عظيمة للعودة إلى الذات، ليس فقط على المستوى الروحي، ولكن أيضا على المستوى الحضاري. هذا الشهر علمنا أن الصبر والانضباط والعمل الجماعى هى مفاتيح أى نهضة. إذا أردنا أن نرى الحضارة الإسلامية فى أوج مجدها مرة أخرى، فعلينا أن نستثمر فى التعليم، وننهض بالاقتصاد، ونعيد إحياء روح الابتكار والإبداع. الأمة الإسلامية لديها من المقومات ما يجعلها تقود العالم، لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا اجتمعنا على هدف واحد، وهو بناء مستقبل مشرق، قائم على العلم والأخلاق والقيم الإسلامية السامية.