"مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في توقيت واحد إلا أنها ستبقى في أمن وأمان بحفظ الله تعالى".. العقيد غريب عبد الحافظ غريب، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية.
"لا تكون حضارة إلا في دولة بقائها وجودي.. وإذا تداعت الحضارة وبقيت الدولة أمكن استعادة الحضارة بسهولة"..
في ربوع قرية تتوسط جميع القرى وتقع في قلبها، ولد في القرية أول مولود وأقدم مولود، أخ أكبر حمل على عاتقه مسؤولية غير متوقعة، كان هو العمود الفقري لعائلة كبيرة، الأخ الأكبر لـ 22 شقيقاً، بعضهم لم يتجاوز بعد ريعان الشباب، تجاوزت حكمة الأخ الكبير عمره المديد والطويل الذي سبق أعمار جميع إخوته وأعمار كل أبناء القرية والقرى المجاورة، وكان يدرك من حكمته التي تتجلي من عينيه أن دوره يتعدى كونه مجرد أخ أكبر، بل هو قائد، وموجه، وحامي لهذه العائلة المترامية الأطراف التي تتكون من اثنين وعشرين شقيقًا.
أحب الأخ الكبير إخوته حباً صادقاً، وكان يراهم كفروع شجرة واحدة، متصلة به بجذور عميقة. عمل ليل نهار ليوفر لهم كل ما يحتاجونه، ولم يبخل عليهم بحنانه وعطفه، كان يرى في سعادتهم وسعادته، وفي راحتهم راحته وفي أمانهم أمانه.
ولكن، كما هو الحال في كل عائلة، كانت هناك اختلافات في الرؤى والأهداف، فبينما كان الأخ الأكبر يسعى جاهداً لبناء مستقبل مشرق لعائلته الكبيرة التي يبلغ تعدادها به 23 أخًا شقيقًا، كان بعض إخوته الأصغر ينشغلون بأمور تافهة، ويطمحون إلى حياة سهلة ومرفهة. كانوا يرون في المال هو كل شيء، ولم يفهموا قيمة التضحية والعطاء.
وفي أحد الأيام، وقعت حادثة كادت أن تفتت أواصر هذه العائلة. اندلعت مشكلة كبيرة بين أفراد العائلة وبين جيرانهم من أبناء القرية والقرى المجاورة، وتورط بعض الإخوة الأصغر في هذه المشكلة بسبب تهورهم وعدم حكمتها. أدت هذه المشكلة إلى خلافات عميقة بين أفراد العائلة، وكادت أن تؤدي إلى تشتتهم وانقسامهم.
في هذه اللحظة الحرجة، ظهرت حكمة الأخ الأكبر بوضوح. فقد تمكن بذكائه وحكمته من تهدئة النفوس، وإطفاء نار الفتنة، عمل جاهداً على إصلاح ما أفسده الآخرون، وجمع شمل العائلة من جديد، ووقف بالمرصاد بقوته وحكمته وعمره المديد ضد أبناء قريته المعتدين وأبناء القرى الأخرى.
كان منطلقه في ذلك عدم الخوض فيما خاض فيه إخوته الاثنين والعشرين الصغار من أمور تسببت في تشتتهم وانقسامهم وغلبة أبناء القرية والقرى المجاورة عليهم، فحافظ على نفسه جيدًا، إذ بينما إخوته منشغلون باللعب واللهو ومعاندة بعضهم بعضًا ورغم محاولاته المستمرة على استيعاب الخلاف بينهم لتنببه دونهم بخطورة ما يحاك لهم وهدف خارجي بتدميرهم بشكل كامل، فاستطاع أن يحافظ على نفسه ثم بالتالي يحافظ على أشقائه.
لم يكن هذا الأمر سهلاً، فقد تطلب منه الكثير من الصبر والتسامح. ولكنه كان مصمماً على الحفاظ على وحدته أسرته، وعلى حماية إخوته من أي أذى.
بعد هذه المحنة، أدرك الإخوة الأصغر قيمة الأخ الأكبر، وتأكدوا من أنه الشخص الوحيد الذي يمكنهم الاعتماد عليه في كل الأوقات، وعاش الإخوة الثلاثة والعشرين في سعادة ورخاء، بعد أن تمكن الأخ الكبر من الحفاظ عليهم وعلى وجودهم، فتأكدوا أن الأخ الأكبر الذي لم يغفل يومًا عن المكائد والمؤامرات التي تحاك بإخوته الاثني عشر وله، فتمكن من التغلب عليها وأصبح هو الحامي والقائد الذي لا يضاهى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر القوات المسلحة المتحدث العسكري صبرة القاسمي الأخ الأکبر
إقرأ أيضاً:
«بيت العائلة».. دعم التعايش السلمي وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية
بيت العائلة المصرية من أهم المؤسسات التى أدت دوراً محورياً خلال السنوات الماضية فى بناء الإنسان المصرى وتحقيق أساس المواطنة بين المصريين. ولا شك فى أن المؤسسات الدينية لها دور مؤثر فى بناء الإنسان ودعم الاستقرار.
وعن المشاركة فى المبادرة الرئاسية، فيعمل «بيت العائلة» على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف فئات المجتمع، وتكريس قيم المواطنة والتسامح، والمساهمة فى بناء الإنسان المصرى على أسس من الاحترام المتبادل والعيش المشترك. وقال د. محمد أبوزيد الأمير، منسق عام بيت العائلة المصرية: «نقوم بدور كبير فى دعم سبل المواطنة وتعزيزها، لتأكيد حقيقة واحدة هى أن المسلمين والمسيحيين فى مصر شعب واحد يعيش على أرض واحدة، كل منا يحترم عقيدة الآخر ولا يتدخل فى شئون الآخر»، مضيفاً: «مصر ضربت النموذج الأمثل فى تحقيق معنى المواطنة، والأسرة هى اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، الذى يتكون من مجموعة أسر يرتبط بعضها ببعض».
وأوضح «أبوزيد» أن بيت العائلة المصرية أدى دوراً محورياً فى دعم التعايش السلمى بين مختلف طوائف المجتمع المصرى، إذ يعمل على ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية وتطوير الشعور بالانتماء إلى الوطن بعيداً عن التفرقة الدينية، ويعتبر هذا الأمر جزءاً أساسياً من عملية بناء الإنسان، حيث يسهم فى خلق أجيال واعية بالقيم الإنسانية والتعددية، ومدركة لأهمية التعاون من أجل المصلحة العامة. وأضاف: «إلى جانب الترويج لقيم التسامح، يركز بيت العائلة المصرية على ترسيخ مبادئ التعليم والتثقيف الاجتماعى. من خلال البرامج والندوات التوعوية التى ينظمها فى المدارس والجامعات، كما يسعى إلى نشر قيم العيش المشترك وقبول الآخر، مما ينعكس بشكل إيجابى على سلوك الشباب ويسهم فى تقليل التوترات الطائفية. كما تعمل المؤسسة على معالجة المشكلات الاجتماعية التى قد تؤدى إلى التطرف أو التعصب الدينى، مما يعزز مناعة المجتمع ضد الأفكار الهدامة ويقوى دعائم الوحدة الوطنية».
وقال «أبوزيد»: «عملت المؤسسة على تقديم مبادرات للتصالح بين الأطراف المختلفة فى العديد من القضايا الطائفية التى شهدتها البلاد، ونجحت فى حل الكثير من هذه النزاعات من خلال الحوار والتفاهم، مما أسهم فى استقرار الأوضاع وتقليل الاحتقان الطائفى، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات للحوار المجتمعى، فقد بادر بيت العائلة بتنظيم العديد من الندوات التى تهدف إلى تعزيز الحوار المجتمعى بين المصريين من مختلف الأديان، ساهمت هذه المبادرات فى بناء جسور الثقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، وساعدت على تكريس ثقافة الحوار بدلاً من العنف».
وقال المطران الدكتور منير حنا أنيس، رئيس الأساقفة الشرفى لإقليم الكنيسة الأسقفية بالإسكندرية، لـ«الوطن»، إن مهمة بناء الإنسان تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، فالأسرة تحتضن الطفل وتسهم فى نموه الجسدى والنفسى والاجتماعى، والمدرسة والجامعة تسهمان فى البناء الفكرى والثقافى والاجتماعى للطلاب، أما المجتمع فيؤدى دوراً فى تشكيل أفراده من جميع النواحى الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.
وأضاف: «المجتمع المتماسك والمحافظ على القيم الأخلاقية والدينية يسهم بطريقة إيجابية فى بناء الإنسان. ولأن مجتمعنا المصرى هو مجتمع متدين بصورة كبيرة، فإن المؤسسات الدينية تؤدى دوراً محورياً فى المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان المصرى، ودور الأزهر الشريف والكنائس المصرية فى غاية الأهمية فى بناء الإنسان والمجتمع».
وتابع: «الكنيسة دعمت بيت العائلة بعدة مشروعات، من بينها مبادرة «معاً من أجل مصر» التى أسهمت فى تدريب مائة إمام مسجد ومائة قسيس من الطوائف المسيحية فى مصر، وشمل التدريب كيفية العمل المجتمعى المشترك وأهمية الخطاب الدينى الذى يتسم بالسماحة وقبول الآخر، وأسهمت هذه المبادرة فى دعم الوحدة الوطنية والتناغم الطائفى، كما أدى التعاون بين الأئمة والقساوسة إلى نبذ التعصب والتطرف فى المدن والقرى التى جاءوا منها».