سلطنة عُمان.. دُرة الخليج
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أحمد محمد علي عمران
ساقتني الخطى بلا حول منِّي ولا قوة من السودان شرقًا، حيث لامست قدماي أرض دُرة فريدة في الخليج، ما كنتُ أحلم في يوم من الأيام أن أطوف بجبالها ووديانها وأفلاجها.
تنقلتُ في مسيرة حياتي العلمية والعملية من مكان إلى آخر، مثل الطيور التي لا تعرف خرائط الجغرافيا وجوازات السفر؛ لأجد نفسي ذات ليلة من الليالي الشاتية أحلق في سماء العاصمة العُمانية مسقط، وأحط رحالي بين رمال وكثبان بهلاء وخريف صلالة، والجبل الأخضر الذي لا يقل بهاءً من جبال الإلب، وشواطِىء صور وقلاع نزوى وحصونها التي تضاهي قلاع شيلون، ومتحف الفن في زيورخ، فقد أجاد التشبيه من وصف سلطنة عُمان بأنَّها سويسرا الشرق الأوسط؛ بل إنَّ أهلها الذين بلغ مجدهم وجدودهم السماء، يتمثلون قول النابغة الجعدي، ويرجون فوق ثريا سويسرا مظهرا، فهواؤها نقي عليل، و إنسانها نسيج من البساطة والحماسة، والعزة التي تسكن في نبضات القلب، والألفة التي تشع من عيونهم، فتغمر قلب الزائر بشعور من الترحيب والطمأنينة.
عندما تقترب الطائرة من الهبوط في مطار مسقط الدولي، يلوح للركاب مشهد من السماء كأنما هو لوحة سحرية تُمزج فيها الأزرق بالذهبي، إذ يحف المدينة خط ساحلي بديع وشاطيء رملي، وسلسلة من الجبال. تبدو مباني المدينة من علٍ مثل عروس في ثوب زفافها، حيث إن معظم مبانيها بيضاء تتدرج بين خمسة ألوان بدءًا من الأبيض إلى البيج، فتشكل لوحة بديعة بريشة فنان حاذق، تحيط بها الجبال والبحر، كدرة فريدة حفها البحر واحتواها البرّ.
المطار هو الباب الأمامي لأي منطقة في العالم، عندما تهبط الطائرة في أرض المطار ينتابك إحساس قوي بالمكان، وفور ملامستها للأرض يُدرك الراكب مكان وجوده على الكرة الأرضية، وهذا ما يجعل المكان مميزًا عن غيره، فسحر الأسفار يتمثل في كونها مستوحاة من مكان جديد. الانطباع الأول في مطار مسقط، هو تلك الابتسامة العريضة التي ارتسمت على مُحَيَّا ضباط الجوازات والهجرة، ابتسامات تهوّن عن المسافرين وعثاء رحلة طويلة، ورائحة اللبان والبخور العُماني المعتّق تفوح في أرجاء صالة المطار، لتجلب السعادة والتفاؤل في المكان الذي يمزج بين العراقة والحداثة. قسمات وجوههم تدل على الراحة والإطمئنان والترحاب بالقادمين الجُدد إلى سلطنة عُمان. يستقبلك موظفو المطار بمزيج فاتن من الألفة ودقة العمل، فيسري في جسدك ذلك الإحساس مثل التيار الكهربائي لينتقل من قلب المستقبل ليلامس قلب الزائر. على الجدران صور فوتوغرافية بجودة عالية تنبض بالحياة للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه – وجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، عاهل عُمان المُفدّى.. صور تكسوها هيبة السلاطين وإطلالة القادة، صور تكاد تنطق بعبق الماضي التليد والحاضر البهيج والمستقبل المشرق في ظلّ نهضة البلاد على أيدي سلاطينها وسواعد أبنائها.
من المعالم البارزة في مسقط التي يجب على الزائر الوقوف عندها، جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي يقع في ولاية بوشر، وهو مبنى رخامي أبيض أهداه السلطان قابوس لشعبه بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على حكمه، تُزيِّنه الثريات التي تتلألأ بمصابيح زجاجية، كأنها نجوم أضاءت السماء، لتبث في المكان رونقًا لا ينتهي، وتتوسطه سجادة صلاة ضخمة منسوجة يدويًا. أول ما يلفت النظر في هذا المسجد الفخيم الفنون المعمارية، والجداريات المغولية، والممرات، والقباب والحدائق الواسعة ونوافير المياه، والزخارف النحاسية، وروعة المناطق المحيطة به من حدائق أمامية وخلفية تسرّ الناظرين.
مسقط القديمة مدينة مسوّرة مع ميناء طبيعي، بها قصر العلم، أحد القصور السلطانية. وليس ببعيد عن مطرح، يُطل الحي التجاري التاريخي على طول شاطئ خليج عريض حيث يقع السوق القديم، وفي سوق السمك في مطرح، يقال إن الأسعار ترتفع إلى آفاق الذهب، مما يجعلك تشعر وكأنك تشتري من كنوز البحر! الدخول إلى المدينة يكون عبر باب مسقط، وهو عبارة عن بوابة على شكل منحنى فوق طريق مزدوج، يقال إنه كان يغلق عند غروب الشمس منذ القرن السادس عشر حتى عام 1970، وبداخل تلك المدينة القديمة قلعة الجلالي أو الكوت الشرقي أو قلعة الشرقية وهي قلعة أثرية تقع على صخور مطلّة على بحر عُمان، وقلعة الميراني أو قاعة كابيتان وهما من أهم المعالم السياحية في مدينة مسقط، وهما مبنيتان على الطراز البرتغالي، وبناهما البرتغاليون.
مطرح هي السوق الأكبر والأقدم في مسقط، يقع على ساحل البحر. تحدثك السفن التي ترسو على شاطئه عن الإمبراطوريات التي تعاقبت على الوصول إليه، فقد سعى البرتغاليون للسيطرة على طرق التجارة في المحيط الهندي، ودمروا سفن التجارة العربية التي كانت تنقل البضائع من الهند إلى سواحل عُمان والخليج، فكانت مطرح مسرحًا لتلك الأطماع الاستعمارية، من البرتغاليين وغيرهم.
يتسم سوق مطرح بروحه الشعبية في عرض السلع والأطعمة، كما هو الحال في كثير من الأسواق العربية التقليدية، رغم أنه تحت سقف من الأخشاب على الطريقة الحديثة في الأسواق المغلقة. ويوجد بالسوق سوق الذهب والمجوهرات، والمحلات التجارية تبيع المصنوعات اليدوية الرائعة والتحف، فضلًا عن متاجر النسيج والأجهزة والمجوهرات التقليدية. يتم التعامل ببطاقات الخصم المباشر المصرفية، ولكن إن كنت من هواة المساومة على الأسعار، فعليك جلب مبلغ نقدي لتمارس فيه هوايتك وشراء احتياجاتك في الوقت نفسه.
المدخل الرئيسي يُطل على الكورنيش، لتدلف إلى المقهى التقليدي الذي يرتاده السياح والسكان، فيجدوا في شاي "الكرك" لذة ومذاقًا يجعلهم يترددون عليه زرافات ووحدانًا.
التسوق في مطرح القديمة شبيه بالمتاهة، يستلزم نوعًا من التدريب. تدخل عبر بوابة مكونة من طابقين على الكورنيش وتتجه صعودًا قليلًا بعيدًا عن البحر. إذا واصلت الانعطاف يمينًا عند كل تقاطع، فسوف تعود إلى البحر، إما إذا كنت في شك من أمرك، فتوجه إلى أسفل. ومع ذلك، فإن الضياع داخل السوق يعد جزءًا من المتعة.
من المفترض أن يقودك مفترق الطرق الأيمن عند دوار المُشاة واليسار عند صيدلية مسقط إلى كهف علاء الدين الذي يضم متجرًا للخرز.
في جبال الحجر تهمس الرياح فوق تلك الهضبة الصحراوية المرتفعة ليس ببعيد عن مركز نزوى التجاري الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، حيث يضم الحصن الدفاعي متحفًا، ويوفر إطلالة رائعة على واحة نخيل. يحكي لك كبار السن عن أنظمة الري بالأفلاج القديمة في سلطنة عُمان في حديقة فلج دارس القريبة، حيث تتدفق المياه عبر القنوات تحت ظلال الأزهار الاستوائية.
ويعد جبل شمس الشاهق فوق الأفق، أول مكان يشهد شروق الشمس في عُمان والخليج والمنطقة العربية بأكملها، والمناطق العليا من قمة هذا الجبل مغلقة أمام السياح لحمايتهم، ولكن يمكنك مشاهدة المناظر الخلابة على طول الطريق الرئيسي المؤدي جنوبًا من منتجع سما.
تمتد غرف الكهوف المتعددة أسفل جبال الحجر. يعتبر كهف الهوتة الذي يقع على بعد ساعة بالسيارة من سما المجهز بسلالم وإضاءة كهربائية من أكثر الأماكن التي يسهل الوصول إليها. ويقال إن هذا الكهف الذي يبلغ عمره مليوني عام قد اكتشفه راعٍ يبحث عن عنزته المفقودة، والكهف به كثير من الممرات صعودًا وهبوطًا. لكن عامل الجذب الأكثر غرابة هو مجموعة الأسماك العمياء، المُستوطِنة في البحيرات الجوفية في كهف الهوتة. وثمّة روايات محلية تحكي عن أن كثيرًا من الأشخاص قد توغلوا كثيرا في هذا الكهف ولم يعودوا للحياة مرة أخرى، فإيَّاك أن تُحدثك نفسك بالتوغل فيه لأبعد من المسافة المسموح بها لأغراض السلامة.
وعندما يتنفس الصبح في رمال وكثبان محافظة شمال الشرقية، وتحديدًا في ولاية بديّة، فذاك هو الوقت المثالي لتصوير الكثبان الرملية التي يبلغ ارتفاعها حوالي 100 متر؛ حيث تتغير الظلال، وتبهرك الرمال الذهبية بمنظرها البديع على امتداد البصر.
وتعد تلك المنطقة الرملية من أفضل الأماكن للتخييم عندما تسلك الطريق عبر ولاية إبراء، فهي إحدى أقدم المدن في عُمان.
يتجول الزائر في قلعة إبراء التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، والتي لا تزال تحتوي على مسجد بداخلها. والمحطة الرئيسية التالية تقع على بعد ساعة بالسيارة جنوبًا عند وادي بني خالد، حيث يستمتع الزائر بالمسابح ذات الألوان الزرقاء والخضراء، وخرير المياه المتدفقة، مع وجود مطاعم وحمامات في الموقع. وفي رأس الحد توجد أنواع من السلاحف على الشواطئ المحمية بين شهري يوليو وسبتمبر. وتعد محمية رأس الجنز للسلاحف جزءًا من محمية رأس الحد الطبيعية، وتغطي 43 كيلومترًا تقريبًا من الساحل.
أما صلالة فهي عالم آخر، ولا سيما في موسم خريف ظفار؛ إذ هي أكبر مدينة في محافظة ظفار الجنوبية؛ حيث تتدفق الشلالات مع هطول الأمطار الموسمية، ويتسلق الزائر المنحدرات الجبلية المغطاة بالغيوم. الظروف هناك مثالية لشجرة اللبان، التي كانت تُستخدم لاستخراج اللبان منذ العصور الوسطى عندما كانت قيمتها أكبر من الذهب. وأجود أنواع اللبان هو الظفاري، وأغلاه وأشهره الحوجري.
بينما تمضي ساعات اليوم في العمل، شعرت بخدر في رجلي، وعيناي مغمضتان، وبدأت شاشة الكمبيوتر أمامي مهتزة، فتيقنت أن الإقامة التي قضيتها في رحاب مسقط قد تطاول أمدها، وآن أوان وضع حدٍ لها رغم هذه المتعة النبيلة في أرجاء سلطنة عُمان، وقد ظننت أنني قد لبثت فيها يومًا أو بعض يوم، حتى قيل لي: بل لبثت أحد عشر عامًا، فانظر إلى الخرطوم قد أصبحت أثرًا بعد عين، وقد عشعش البوم في صروحها الشامخة، وتهجّر أهلها ونزحوا إلى الأقاصي حذر الموت، فلملمتُ أطرافي وأشيائي ورجائي، ويممت وجهي شطر مرتع الصبا بود بانقا جنوب شندي بنهر النيل، متمثلًا قول الشاعر السوداني سيف الدين الدسوقي:
عد بي إلى النيلِ لا تسأل عن التعبِ
الشوق طي ضلوعي ليس باللعبِ
لي في الديار ديارٌ كلما طرفت عيني
يرف ضياها في دجى هُدبي
وذكرياتُ أحبائي إذا خطرتْ
احسُّ بالموجِ فوقَ البحرِ يلعب بي
شيخ كأنَّ وقار الكون لحيته
وآخرونَ دماهُمْ كونت نسبي
وأصدقاء عيون فضلهم مدد
إن حدثوك حسبت الصوت صوت نبي
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أحدث إصدارات سلطان تكشف الأطماع البرتغالية في الخليج العربي
كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الأطماع البرتغالية في الخليج العربي وأساليبهم الرامية إلى إضعاف اقتصاد عمان عبر اتفاقيات كانت تعقد بين البرتغاليين وسلاطين الهند.
جاء ذلك في مقدمة أحدث إصدارات سموه، بعنوان «البرتغاليون في بحر عُمان.. أحداث في حوليات من 1497 إلى 1757م»، الصادر عن منشورات القاسمي وقام سموه بتوقيع هذا المنجز التاريخي الجديد خلال معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «التنوع الثقافي ثراء الحضارات».
صدر هذا السفر الكبير في واحد وعشرين مجلداً باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية ويتراوح عدد صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة، بمجموع كلي يصل إلى 10500 صفحة ويحتوي كل مجلد على مجموعة من الوثائق والرسائل، حيث بلغ مجموع الوثائق في الحولية 1138 وثيقة، تم جمعها من مراكز الوثائق حول العالم.
ولا يقتصر الكتاب الذي جاء مرتباً حسب التسلسل الزمني، على إيراد الرسائل فحسب، بل يضم كتباً كاملة ومؤلفات نادرة لمؤلفين برتغاليين تنشر للمرة الأولى، ما يجعله كنزاً تاريخياً لا يقدر بثمن، يرصد أحداثاً مهمة وحيوية وأحداث معارك وقعت في تلك الفترة وامتدت إلى 260 سنة، دارت وقائعها في بحر عمان الذي شهد تحركات الأساطيل البرتغالية وهي تشق طريقها إلى الهند.
ويميط صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اللثام عن حقائق تاريخية تذكر للمرة الأولى، مع تحقيق علمي رصين، ودراسة مستفيضة موثقة بالأدلة وبجهود حثيثة وسعي دؤوب وسلك سموه فيه منهجاً فريداً، حيث استطاع اقتناء مجموعة كبيرة من المخطوطات البرتغالية والهولندية والبريطانية، استغرق جمعها مدة طويلة.
وغاص سموه في بطون المخطوطات، بمراحل من العمل العلمي الجاد، بدءاً من فرزها حسب السنوات وتصنيفها، ثم ترجمتها، لذا فإن القارئ عندما يقلب صفحات الكتاب سينتقل في رحلة عبر الزمن لوقائع وأحداث تاريخية سطرتها أقلام البرتغاليين في مراسلاتهم وخطاباتهم ومؤلفاتهم، كما سيشعر القارئ، أيضاً تُجلَى طبيعة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والظروف والأحوال التي شهدتها منطقة بحر عمان في تلك الفترة.
ويعد هذا الإصدار إضافة نوعية وإثراءً قيماً للمكتبة العربية والعالمية ومرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بتاريخ العرب، حيث يقدم معلومات وحقائق ظلت لفترة طويلة بعيدة عن متناول القراء.
واعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة، منهجاً اعتمده المؤرخون في الإسلام لسرد قصص وأخبار من سبق من الأمم، حيث وصف سموه مواقع وأمكنة بتفاصيلها مكانيّاً وزمانيّاً وبإيضاح المعنى الدقيق والفهم العميق للأحداث الرئيسة.
وممّن كان له السبق في هذا المنهج المؤرخان الكبيران، الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الكوفي وأبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي، حيث إن الحوليات نوعان، أولهما مسلك سرد الأحداث في سنة من السنوات دون التقيد بذكر منطقة معينة أو مكان معين والثاني يتناول أحداث منطقة معينة وفق تسلسل زمني دقيق.
بالعودة إلى التفاصيل التي جاءت في كتاب «البرتغاليون في بحر عُمان»، فقد كانت التجارة بين الشرق والغرب ومنذ الأزمان البعيدة، تسلك طريقين رئيسين، الأول طريق البحر الأحمر ومصر، والآخر طريق الخليج العربي والعراق والشام وكلاهما تحت السيطرة العربية، لكن تلك الطرق كان يتم إغلاقها بسبب الخلافات السياسية والنزاعات وعندما تغلق تنقطع البضائع المترفة عن الوصول إلى أوروبا، عدا ما كان يصل إليها عن طريق أواسط آسيا.
ويسرد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تفاصيل حركة وصول البضائع إلى أوروبا في بداية القرن الخامس عشر عن طريق «جنوة» والبندقية «فينيسيا»، لكن جنوة خسرت موقعها التجاري بعد احتلال الأتراك للقسطنطينية عام 1453، كما أن الصراع بين البندقية والمماليك في مصر أبعد البندقية من المنافسة، لذا كان البحث عن طريق يوصل أوروبا بالهند مطلب جميع الدول الأوروبية، لأنه سيجلب لها الشهرة والمال الوفير.
ووفقاً لما حملته سطور الكتاب، فقد وصل الأسطول البرتغالي بقيادة «فاسكو دا غاما»، عبر رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا، إلى شرقي إفريقيا ومن ثم إلى الهند وذلك عام 1497، ثم تتالت الأساطيل الحربية البرتغالية لتحتل أجزاء من الهند وبلداناً على شاطئ بحر عُمان وسواحل فارس واستمر ذلك الاحتلال والتسلط على خيرات تلك البلدان حتى عام 1757.
وكشف سموه، أنه جمع الوثائق الخاصة بذلك الاحتلال الذي دام مئتين وستين عاماً، من جميع مراكز الوثائق في العالم وقد استغرق ذلك خمسة عشر عاماً وبعد ذلك الجهد قام سموه بترجمة تلك الوثائق من اللغة البرتغالية إلى اللغة الإنجليزية ومن ثمّ إلى اللغة العربية وكانت تحتوي على جميع الأحداث التي جرت والتي كانت توثق تلك الحوادث من مصادر مختلفة.
ولفت سموه إلى أنه صنف تلك الوثائق في مجلدات، باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، راجياً أن يكون هذا العمل عوناً للدارسين والباحثين الذين يهمهم تاريخ عُمان والبلدان المجاورة له، سائلاً الله أن يجزى النفع بما أدى من واجب وأن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى.