بيروت (لبنان) "أ ف ب": اقتربت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها اليوم من مدينة حماة في وسط سوريا، مع استمرار الهجوم المباغت الذي بدأته في شمال البلاد منذ ستة أيام، بينما تحاول قوات النظام منعها من الوصول إلى المدينة، بدعم من الطيران الروسي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ "اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة" التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق، فيما "ينفّذ الطيران الروسي والسوري عشرات الضربات" على مواقع الفصائل المعارضة.

وبحسب المرصد، فقد سيطرت الفصائل المعارضة على عدّة مواقع في المنطقة.

وشاهد مصور وكالة فرانس برس صباح اليوم عشرات الدبابات والآليات التابعة للجيش السوري والمتروكة على الطريق المؤدي إلى حماة. وكان الجيش أعلن إرسال تعزيزات إلى المنطقة لإبطاء تقدّم المسلّحين خلال اليومين الماضيين.

وقال مقاتل عرّف عن نفسه باسم أبو الهدى الصوراني "نعمل على التقدم باتجاه مدينة حماة بعد تمشيط" البلدات التي تمت السيطرة عليها. والإثنين، قصفت هذه الفصائل المدينة بصواريخ، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، وفقا للمرصد.

ويأتي ذلك بعدما أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في 2011، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من أنقرة عليها، باستثناء أحيائها الشمالية التي يسكنها الأكراد.

"رعب"

أسفرت المعارك والغارات في شمال وشمال غرب البلاد، والتي لم تشهد لها سوريا مثيلا منذ سنوات، عن مقتل 571 شخصا منذ 27 نوفمبر، من بينهم 98 مدنيا، وفقا للمرصد، كما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.

وحتى السبت، نزح أكثر من 48500 شخص في منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

من بين هؤلاء الآلاف من الأكراد السوريين الذين اصطفّت سياراتهم وشاحناتهم أو دراجاتهم النارية المحمّلة بالفرش والبطانيات على طريق حلب-الرقة السريع (شمال)، وفق مصور وكالة فرانس برس، وذلك للوصول شرقا إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الأكراد.

في إدلب التي قصفها الطيران السوري والروسي ردا على الهجوم على حلب، أظهرت صور لوكالة فرانس برس عناصر إنقاذ بينما كانوا يبحثون بين أنقاض المباني التي دمّرتها الغارات التي استهدفت أيضا مخيّما للنازحين في حرنبوش.

وقال حسين أحمد خضر "لا أستطيع وصف الرعب الذي شاهدناه".

ومنذ العام 2020، يسري في إدلب منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.

في حلب، أظهرت صور لفرانس برس مسلّحين يقومون بدوريات في شوارع المدينة بالقرب من القلعة التاريخية أو اتخذوا مواقع في المطار الدولي للمدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالى مليوني نسمة.

كذلك، أظهرت صور سكانا يقفون في طابور للحصول على الخبز الذي توزعه إحدى الجمعيات.

"إعادة رسم خريطة المنطقة"

في مواجهة استئناف الأعمال العدائية على نطاق واسع في سوريا بعد أكثر من عقد على بدء النزاع في البلاد، تزايدت الدعوات الدولية لوقف التصعيد.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف فوري للأعمال العدائية"، حسبما ما نقل عنه المتحدث باسمه.

من جانبها، حضّت واشنطن "كل الدول" على "استخدام نفوذها" لخفض التصعيد في سوريا، كما ندد الاتحاد الأوروبي بالضربات الروسية على المناطق ذات الكثافة السكانية.

من جانبه، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان أنّ "التصعيد الإرهابي"، يهدف إلى "إعادة رسم خريطة المنطقة".

كذلك، تعهّد بزشكيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تقديم "دعم غير مشروط" للأسد.

ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا "أهمية تنسيق الجهود... بمشاركة تركيا" التي تدعم فصائل معارضة في شمال سوريا.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.

ومنذ 2015، تمكنت القوات السورية بدعم من إيران وروسيا من استعادة مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة. وساهم التدخل الجوي الروسي في تعديل كفة الميدان لصالح دمشق. ورغم ذلك، بقيت مناطق واسعة خارجة سيطرة القوات الحكومية.

واحتفظت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها بمناطق في محافظة إدلب وأجزاء متاخمة من محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة، فيما سيطرت القوات الكردية المدعومة من واشنطن على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی شمال

إقرأ أيضاً:

هل تبحث عن فرصة عمل؟ تعرف على المهن التي تنافس عليها ملايين الأوروبيين عام 2023

إذا كنت تبحث عن فرصة عمل جديدة أو تفكر في تغيير مسارك المهني، فإن استكشاف المهن الأكثر طلبًا في أوروبا قد يساعدك على اتخاذ القرار الصحيح. وفقًا لإحصائيات حديثة من يوروستات، يقدم سوق العمل الأوروبي لعام 2023 صورة واضحة عن المهن الأكثر طلبًا والمهارات التي يبحث عنها أرباب العمل في جميع أنحاء القارة.

اعلان

وبالنظر إلى الإعلانات المنشورة عبر الإنترنت، يظهر أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) يتصدر قائمة المهن المطلوبة، حيث سجلت الشركات أكثر من 871 ألف إعلان، ما يمثل حوالي 9% من إجمالي الإعلانات الوظيفية.

وكان مطورو ومحللو البرمجيات والتطبيقات في المرتبة الثانية بـ 515 ألف إعلان، مما يعكس حاجة الشركات المتزايدة للتخصصات الرقمية التي تعتبر محورًا رئيسيًا للتقدم الاقتصادي.

تصدّر قطاع التكنولوجيا والمعلومات القائمة بأكثر المهن طلبًا في أوروبا

في المرتبة الثالثة، يأتي المهندسون بـ 412 ألف إعلان، يليه عمال التصنيع بـ 385 ألف إعلان. وتسلط هذه الأرقام الضوء على أهمية القطاعات التقنية والصناعية التي تواصل دعم الاقتصاد الأوروبي.

إلى جانب ذلك، برزت مهن مثل "فنيو العلوم الهندسية والفيزيائية"، وبائعي المتاجر، وعمال النقل والتخزين ضمن أكثر عشر مهن مطلوبة، مما يؤكد تنوع احتياجات السوق.

احتل القطاع التعليمي المرتبة الأخيرة في قائمة المهن الأكثر طلبًا في أوروبا

وفي قطاع النقل، كان هناك طلب كبير على سائقي الشاحنات الثقيلة والحافلات، حيث تم نشر 136 ألف إعلان، بينما أظهرت إعلانات الطهاة ومساعدي إعداد الطعام وعدد من مشغلي ماكينات الأغذية طلبًا إضافيًا يعكس اهتمامًا متزايدًا بالخدمات اللوجستية والضيافة.

على الجانب الآخر، شهدت مهن الرعاية الصحية إقبالًا واضحًا، مع أكثر من 340 ألف إعلان عن وظائف تشمل الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الرعاية الشخصية.

نسبة العمال المطلوبين في الإعلانات لوظائف شاغرة في أوروبا للعام 2023

وعند تحليل المهارات المطلوبة، كانت "الاستعداد للتعلم" في المقدمة بنسبة 26.2% من إعلانات الوظائف، بينما جاء العمل الجماعي كأولوية أخرى لأصحاب العمل بنسبة 21.4%.

أكثر المهارات طلبًا في أوروبا

وعلى الرغم من ذلك، فإن الطلب على التفكير الإبداعي والابتكاري كان محدودًا نسبيًا، مما يعكس تركيزًا أكبر على المهارات العملية.

ومن جهة أخرى، قد لا تكون إعلانات الوظائف دائمًا مرادفًا للوظائف الشاغرة الفعلية. إذ تشير يوروستات إلى أن العديد من الإعلانات تُنشر بشكل استباقي لاستكشاف سوق المواهب، مما يعني أن بعض الوظائف المعلنة قد لا تكون متاحة على الفور، أو قد تمثل وظائف متعددة تحت إعلان واحد.

نسب الإعلانات عن الوظائف الشاغرة في مختلف القطاعات في أوروبا

أما المهن التي تتطلب مهارات تقنية وشخصية متوازنة فكانت الأكثر قدرة على تحقيق النجاح في ظل هذه التحولات حيث يُظهر سوق العمل الأوروبي تفضيلًا واضحًا للمختصين الذين يمكنهم المزج بين الإبداع والعملية في أدائهم، مما يشير إلى أهمية تطوير الذات بشكل مستمر.

تتحرك أوروبا نحو مستقبل يجمع بين التقنية والإنسانية، وأصحاب المهارات القوية هم من سيكونون الأكثر جاهزية للاستفادة من هذه الفرص.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لرد أطماع ترامب: رئيس وزراء غرينلاند يدفع باتجاه الاستقلال عن الدنمارك إسرائيل تحذر: تجنبوا التونة البيضاء .. فما السبب؟ لماذا يرفض بعض الأوروبيين الإحالة على التقاعد وأية منافع للأفراد والمجتمع جراء البقاء في سوق العمل؟ حياة مهنيةوظائفالمناصب العليا في الاتحاد الأوروبيحد أدنى للأجورأوروبااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تقصف بلا هوادة في غزة وتوقع قتلى وجرحى ونواب إسرائيليون يدعون إلى ترحيل سكان شمال القطاع يعرض الآن Next بدعم من ترامب..مايك جونسون يفوز بإعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب الأميركي يعرض الآن Next بقيمة 8 مليارات دولار..بايدن يُخطر الكونغرس بصفقته الأخيرة لإسرائيل يعرض الآن Next "لن يُسجن"..تأجيل الحكم على ترامب في قضية الأموال السرية إلى 10 يناير يعرض الآن Next ماكرون يدعو إلى الجرأة والاستقرار في أول اجتماع لحكومة بايرو الجديدة اعلانالاكثر قراءة لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت.. اليونان تعزز الرقابة الأبوية والحكومية بتطبيق جديد مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة بين التأييد والانتقاد.. الشرع يثير الجدل بعد امتناعه عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومألمانياضحايادونالد ترامبفرنساسورياقصفقطاع غزةإسرائيلروسياأبو محمد الجولاني نظام حماية من الصواريخحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • السؤال المهم عن سوريا!
  • بدء دمج الفصائل المسلحة إلى وزارة الدفاع السورية
  • هل تبحث عن فرصة عمل؟ تعرف على المهن التي تنافس عليها ملايين الأوروبيين عام 2023
  • وزارة الجيش السوري تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة
  • قبل الحوار الوطني..سوريا: انطلاق المباحثات لدمج الفصائل المسلحة في الجيش
  • الادارة السورية تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة ضمن تشكيلاتها
  • وزارة الدفاع في سوريا تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة تحت مظلتها
  • الدفاع السورية تشرع بحل الفصائل المسلحة
  • الدفاع السورية تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة في البلاد تحت مظلتها
  • 24 قتيلا في معارك بين فصائل موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية