جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@07:50:29 GMT

الفرد المتعلم كمركز

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

الفرد المتعلم كمركز

 

عيسى الغساني

يُشكِّلُ الفردُ في كل المُجتمعات مركزَ نموٍ أو تراجعٍ لشخصه ولمجتمعه ومن المؤسسات المجتمعية، والنمو والتراجع للمجتمعات مفهومان رئيسيان في العلوم الاجتماعية، ويرتبط النمو بالتَّقدم الشخصي، التعليمي الاقتصادي والاجتماعي، وبالمقابل تراجع في أحد جوانب النمو الشخصي يشكل تراجعًا ومن ثم اضمحلالًا.

وعلى مستوى الفرد تتجلى آثار الاضمحلال في الوهن المعرفي وتراجع الصحة العقلية والنفسية وسهولة الانقياد والاستقطاب لأفكار تخدم مصالح لا تصب في مصلحة الفرد ذاته أو مجتمعه. ويرى الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط "أن النمو الشخصي هو واجب أخلاقي للفرد، فهو ما يجعل الإنسان قادرًا على تحقيق ذاته". وأبعد من ذلك، يرى عالم الاجتماع الفرنسي إيميل دوركايم "أن النمو لا يتعلق بالفرد فقط؛ بل بقدر قدرته على الإسهام في التماسك الاجتماعي".

وإذ كان للفرد هذا الدور المهم والضروري، فإنَّ بناء الإنسان لقدراته باستثمار الوقت إلى أفضل حد ممكن واجب اجتماعي ومسؤولية أخلاقية؛ حيث عندما يفقد الإنسان قدرته على تطوير ذاته يصبح كما يقول جون لوك عبئًا على مجتمعه.

وفي عالم اليوم، أصبح بناء القدرات وتحليل مكامن القوة والوهن متاحاً للجميع، فتطوير القدرات والتعلم المستمر وتحسن الصحة الجسدية والنفسية تلقي بظلالها الإيجابية أو السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع والمؤسسات؛ فمن لا يتقدم يتقادم، وربما يدفع الجميع ثمنًا باهظًا نتيجة تراجع فرد، وعلى الأخص إذ كان هذا الفرد في موقع يسمح بطيف واسع من المسؤولية على مستوى المجتمع أو المؤسسة؛ سواء كانت تعليمية أو اقتصادية أو اجتماعية.

فعلى سبيل المثال اختبارات الذكاء القيادي (Leadership Aptitude TEST) واختبارات الذكاء العاطفي "EQ" واختبار القدرات الإدارية "GMTA"، والقراءة إحدى طرق بناء القدرات والإبداع وتنمية المؤسسات. شركة أمازون الأمريكية تنظم برامج قراءة دورية للموظفين للاطلاع على أحدث الأفكار في مجالات التكنولوجيا وإدارة الأعمال. كما إن شركة مايكروسوفت الأمريكية توفر مكتبة إلكترونية لموظفيها. وبناء الأفكار والعقول عبر مسار الرُقي الإنساني كانت ولا تزال القاعدة الصلبة والأساس والمركز لكل تطور حضاري.

ويُقاس وَهَن أو صلابة المجتمعات بقوتها الفكرية التي يحملها أفراد هذه المجتمعات؛ فالمجتمعات في أعلى نموها وتفوقها تتميز بقوة أخلاقية وفكرية وإبداعية عالية؛ اذ تكون قادرة على تنظيم ذاتها واستثمار العقل والأرض لتحصل على متطلبات بقائها.

والمجتمعات الواهنة تتصف بالعجز والوهن والصراعات الوهمية والعجز في استغلال الموارد؛ بل تدمر مواردها وقدراتها وتكون عالة على المجتمعات الأخرى، والأمم تبنى بالعلم والعمل وهو أساس التقدم، فلماذا لا نقرأ؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

للمرة الأولى.. انطلاق ملتقى الفكر الإسلامي لذوي القدرات الخاصة والهمم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق "المجلس الأعلى للشئون الإسلامية" اليوم الجمعة، ملتقى الفكر الإسلامي "لذوي القدرات الخاصة والهمم" للمرة الأولى، وكان لقاء اليوم بعنوان: "أهمية الدعم الأسري لذوي القدرات والهمم وأثره في تشكيل قدراتهم النفسية والاجتماعية" في خطوة رائدة لدعم ذوي الهمم وأسرهم، وذلك برعاية وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك بمسجد السيدة زينب، مساء اليوم الخميس ٦ رمضان ١٤٤٦هـ الموافق ٦ مارس ٢٠٢٥م، في أجواءٍ علمية وروحانية واجتماعية تجمع بين أصالة الفكر الإسلامي وتجديده والجانب الإنساني.

وذلك ضمن جهود الوزارة والمجلس لتعزيز دور الأسرة في رعاية ذوي الهمم، وتنمية ورعاية مواهبهم وقدراتهم النفسية والاجتماعية.

وبدأت فعاليات الملتقى بآيات من القرآن الكريم تلاها القارئ الشيخ منتصر الأكرت.
وأدار اللقاء الإذاعي الدكتور حسن مدني، رئيس شبكتي البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم الأسبق، حيث تحدث حول دور القيادة السياسية واهتمامها بذوي الهمم ومحورية هذا الملتقى، وسيره على خارطة الدولة في الاهتمام بذوي الهمم، وتقدم الدكتور جمال الدين شفيق، أستاذ العلاج النفسي بجامعة عين شمس، للحديث حول الموضوع مؤكدًا أن الدعم الأسري يعد حجر الأساس في تنمية قدرات الأبناء ذوي الهمم.

كما استعرض أنواع الدعم النفسي، والتي تشمل الإشباع العاطفي والنفسي والمادي، مشددًا على ضرورة تكامل هذه الجوانب لضمان بيئة داعمة ومحفزة لهم، كما تشمل الدعم النفسي في تنمية المهارات وتحقيق الإنجازات، لافتًا إلى أن ذوي الهمم قادرون على تحقيق نجاحات قد تفوق أقرانهم العاديين إذا توفر لهم الدعم المناسب، وتسليط الضوء على النماذج الناجحة من ذوي القدرات الخاصة في مختلف المجالات.

واستعرض حقوق ذوي الهمم التي نص عليها الدستور المصري بعد تعديله في ٢٠١٨م، وأشاد بجهود الدولة المصرية في رعايتهم، مستشهدًا بتقارير منظمة الصحة العالمية التي تؤكد أهمية توفير بيئة مجتمعية دامجة لهم.

وتخلل اللقاء فقرات إنشادية متميزة من أبنائنا ذوي الهمم حيث أبدع الطفل الموهوب/ عمر حمادة، أحد النماذج المشرّفة من ذوي الهمم، في تقديم ابتهال مميز، كما قدمت المبتهلة فردوس مكي، أول سيدة مبتهلة مصرية، ابتهالًا آخر أضفى على اللقاء أجواءً روحانية.

واختتمت الفعالية بمجموعة من الابتهالات قدمها فريق الإنشاد "نوابغ مصر"، والتي حظيت بتفاعل وترحيب كبير من الحضور، وابتهالات للمبتهل الإذاعي منصور الأكرت؛ مما جعل الجميع يعيش حالةً روحانية وأجواءً إيمانية.

FB_IMG_1741354063002 FB_IMG_1741354059169 FB_IMG_1741354057275 FB_IMG_1741354055485 FB_IMG_1741354053678 FB_IMG_1741354051754 FB_IMG_1741353972789

مقالات مشابهة

  • مشيرة خطاب: الدولة المصرية اتخذت خطوات جادة في تمكين المرأة وتعزيز حقوقها
  • «الإمارات للإفتاء الشرعي»: شريك أساسي في مسيرة التنمية
  • منتدى الفجيرة الرمضاني يناقش دور القيم في بناء الإنسان
  • شيخ العقل: المرأة عنصر أساسي في بناء الإنسان
  • الجيش الأوكراني يعلن استخدامه طائرات ميراج 2000 الفرنسية للمرة الأولى لصد الضربات الروسية
  • الأمم المتحدة: منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة جريمة حرب
  • كيف يمكنك تحديد من يرى بروفايلك الشخصي على الواتساب؟
  • العربية لحقوق الإنسان: كل عام والمرأة أكثر قوة والعالم أكثر عدلا
  • للمرة الأولى.. انطلاق ملتقى الفكر الإسلامي لذوي القدرات الخاصة والهمم
  • أبوبكر الديب يكتب: التضخم والركود يهددان أحلام ترامب باقتصاد قوي