جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-09@05:14:53 GMT

القاضي المُتنقِّل

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

القاضي المُتنقِّل


عبدالعزيز بن عبدالله السعدي

القضاء مهنة شريفة، ووظيفة جليلة، يقول الله تعالى "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ" (ص: 26)؛ فهي وظيفة الأنبياء والمرسلين، وعمل العلماء العاملين، رفع الله من مقامها، وأعلى مكانها، وكتب للقائم بها الأجر الكبير، والثواب العميم.


والمُتَتبِّع لسجل القضاء في عُمان يجد كبار العلماء وفقهاء الشريعة هم الذين قاموا بهذا الواجب، فكان فيهم القضاة والولاة والأئمة. وسنتناول في هذا المقال سيرة أحد القضاة البارزين في التاريخ العُماني الحديث، وهو القاضي الشيخ سعيد بن حمد بن خميس بن سالم بن خلفان بن عبدالله بن عمر الخروصي.
وعن أصل قبيلة الخروصي، يذكر الشيخ السيابي عنها: "بنو خروص بن شاري بن اليحمد وهم من الأزد، وليس بنو خروص بحاجة إلى تعريف فهم حظيرة الإمامة بعُمان، وبيت العلم والعمل، وهم في مصاف القبائل، ولهم وادٍ معروف يُسمى بوادي بني خروص، والذي ينحدر من الجبل الأخضر". وتجدر الإشارة بأن الشيخ سعيد يعود أصله إلى الخليل بن الشاذان بن الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي. فهم أئمة عُمان في زمانهم.
وُلِدَ الشيخ سعيد ببلدة مشايق بولاية السويق في محافظة شمال الباطنة، في عام 1330هـ/ 1912م، في زمن السلطان فيصل بن تركي بن سعيد. ونشأ وتعلم في بلدته مشايق على يد والده حمد، وكان جده خميس بن سالم سيد قومه وزعيمهم، وتميز بعلمه ومهابته، وله جهود إصلاحيه بين القبائل.
سافر الشيخ سعيد مع والده إلى شرقي إفريقيا لطلب العلم، فقد كانت الصلات الحضارية بين عُمان وشرقي إفريقيا في أوجها، كما هاجر الكثير من أمثال القاضي سعيد إلى شرقي إفريقيا، استقر الشيخ في بلدة كنداني التابعة لجمهورية تنزانيا حاليا، وتتلمذ على يد الشيخ أحمد بن محمد الهاشمي، واستفاد من الحلقات العلمية، والمكتبات الدينية والأدبية التي كانت تزخر بها شرقي افريقيا في تلك الفترة.
عاد الشيخ سعيد إلى عُمان وإلى بلدته مشايق ليستقر مدة من الزمن، ويعاود البحث عن طلب العلم مرة أخرى، ورحل إلى نزوى عند الإمام محمد بن عبدالله الخليلي- رحمه الله- وبعض مشائخ نزوى، وتعلم الشيخ سعيد مبادئ القضاء عند الإمام الخليلي، كما درس الفقه، والعقيدة، ونظم الشعر.
العمل في القضاء
بدأ الشيخ سعيد الخروصي بالعمل في مهنة القضاء بصفة رسمية بعد تعيينه نائب قاضٍ لولاية السويق في عهد السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- عام 1977م، بعد ذلك عُين قاضيًا على ولاية الرستاق في عام 1979. وفي عام 1981، انتقل إلى محكمة العوابي، ثم إلى صحم، وبعد ذلك الى محكمة السيب، ثم إلى محكمة عبري. وفي عام 1986م انتقل الى محكمة البريمي، ومكث بها إلى أن أُحيل للتقاعد عام 1993م، بعد مسيرة دامت قرابة 16 سنة في السلك القضائي. ودائمًا ما كان يُنتدب لحل بعض القضايا رغم ارتباطه بالعمل في الولاية التي عُين بها.
وهكذا ظلَّ الشيخ سعيد متنقلًا بين الولايات العُمانية مُلبيًا نداء الوطن يقوم بواجبه الوطني في حل قضايا الناس.
لقد كان الشيخ سعيد رجلًا حكيمًا عارفًا بأحوال الناس، والقبائل وأنسابها، كما كان مقصد القريب والبعيد، وكان مجلسه لا يخل من مُستفتٍ في الدين، أو من مُتخاصِمِين، كما كانت له جوابات شعرية لبعض المسائل الفقهية التي تَرِدُ إليه.
وتوفي الشيخ سعيد في عصر يوم السبت 24 محرم 1434هـ الموافق 8 ديسمبر 2012م، عن عُمرٍ ناهز المائة عامٍ.
********************
المراجع:
-    السيابي، سالم، إسعاف الأعيان في أنساب أهل عُمان، منشورات المكتب الإسلامي، بيروت، 1965م، ص111.
-    السيابي، عبدالله، معجم القضاة العُمانيين، مكتبة خزائن الآثار، بركاء، سلطنة عُمان، 2017م، ص331.
-    مقابلة شخصية مع ابن القاضي سلطان بن سعيد الخروصي.
ملاحق:

    

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الشیخ سعید فی عام

إقرأ أيضاً:

سعيد بن طحنون يستقبل هزاع وذياب بن طحنون

استقبل الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان، الشيخ هزاع بن طحنون بن محمد آل نهيان، والشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان، اللذين قدما التهنئة له بمناسبة شهر رمضان المبارك، وذلك في قصره بمنطقة المويجعي.
جاء ذلك بحضور الشيخ محمد بن خليفه بن محمد بن خالد آل نهيان، والشيخ عيسى بن سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان، والشيخ زايد بن هزاع بن طحنون بن محمد آل نهيان، وأعيان ووجهاء القبائل، والمواطنين، وأبناء الجاليات العربية والإسلامية.
وتبادلوا الأحاديث الودية سيراً على نهج التواصل الأصيل الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسون في تعزيز منظومة القيم الحضارية والإنسانية التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي.
ودعا الجميع الْمَوْلَى، عَزَّ وَجَلَّ، أن يعيد هذه المناسبة المباركة على صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعلى أصحاب السموّ الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، بموفور الصحة والعافية، وعلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية باليُمن والخير والبركات، وأن يديم على دولتنا العزيزة نعمة الأمن والأمان وعلى شعبنا دوام التقدم والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • أمانة العاصمة.. اجتماع في محكمة الاستئناف يناقش تنفيذ قرار مجلس القضاء بإنشاء 6 محاكم ابتدائية
  • فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • المعارضة التونسية بين رهان السياسي ووجدان القاضي
  • زكي القاضي: مصر أكثر دراية بالواقع الفلسطيني من أي طرف آخر في العالم
  • ياسر سعيد عرمان مناضل من طراز فريد
  • إفطارهم فى الجنة.. عمر القاضي شهيد العيد وتكريم الوطن
  • سعيد بن طحنون يستقبل هزاع وذياب بن طحنون
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • مي القاضي| انتقادات لاذعة بسبب بدلة رقص مكشوفة.. وفيفي عبده تكشف مفاجأة عنها
  • سلي صيامك.. القاضي للزوجة البائسة: إخلعيه ده راجل وشه نحس