استحداث الأراضي.. ما له وما عليه!
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
د. سليمان المحذوري
abualazher@gmail.com
تضطلع وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني بدور تنموي يرتكز على "تنمية عُمرانية مُستدامة لمجتمعات مُزدهرة"، والانتقال بالخدمات الإسكانية والتخطيط العُمراني إلى مراحل متقدمة من مفهوم صناعة المكان، وفي ضوء مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، وأهداف التنمية المستدامة، فقد أطلقت الوزارة الاستراتيجية العُمرانية كمرجعية وطنيّة مستقبليّة لضبط وتوجيه النمو العُمراني؛ بما يتناسب مع الميزات النسبية والتكاملية للمحافظات العُمانية.
وفي هذا الإطار؛ وحتى تتمكن الوزارة من تنفيذ سياساتها التخطيطية والعُمرانية أُسندت لها اختصاصات جوهريّة منها تخصيص أراضٍ ذات استخدامات مختلفة للمواطنين وفق ضوابط استحقاق الأراضي الحكومية. وبتاريخ 16 نوفمبر 2023 صدر القرار الوزاري رقم 220/2023 بإصدار اللائحة التنظيمية لضوابط تخطيط الأراضي. عالج الفصل الخامس من هذه اللائحة مسألة استحداث الأراضي ويقُصد بها "إضافة قطعة أرض أو أكثر لمخطط المنطقة في الجيوب التخطيطية أو مناطق التوسع الحضري". ونصت المادة (14) على جواز استحداث قطع أراض في المخططات الإسكانية بكافة الاستعمالات وفق الضوابط والآلية المعتمدة من قبل الوزارة.
وتأسيسًا على ذلك، فإن الوزارة معنية بشكل رئيس بتخطيط الأراضي وفقًا للضوابط والمعايير التخطيطية المضمنة في هذه اللائحة؛ يبد أنّ استحداث أراضٍ في بعض المخططات الإسكانية قد يؤدي إلى حدوث ضرر لمواطنين آخرين. ومثال ذلك يشتري بعض المواطنين قطع أراضٍ- وأخص بالذكر المناطق الساحلية- بمبالغ طائلة نظرًا لموقعها؛ على اعتبار أنّها الخط الأول المواجه للبحر مباشرة من أجل بناء منزل أو استراحة، وما إلى ذلك من المرامي. ولاحقًا يتم استحداث مخططات لأراضي أمامها مباشرة؛ مما يُفقدها أهمية الموقع، وبالتالي نزول قيمتها السوقية إلى أكثر من النصف، وبطبيعة الحال تضرر أصحاب هذه الأراضي أيما ضرر.
وفي هذا الصدد، لي تجربة شخصية بشراء قطعة أرض في منطقة ساحلية وبموجب الملكية الصادرة من وزارة الإسكان المرفق بها مخطط الأرض هي في الصف الأول المقابل للبحر، كما إنّ تطبيق "عُمان ريل" يؤكد ذلك. وبعد فترة تطلب الأمر تحديث الرسم المساحي لقطعة الأرض؛ ولكن تفاجأت بوجود قطع أراضٍ أمام قطع الأراضي التي كانت في الأساس موقعها على الخط الأول. وحتى لا يمتد استحداث هذه الأراضي أمام قطعة الأرض التي اشتريتها وبقيمة عالية راجعت الوزارة في هذا الموضوع، وبعد تواصل مستمر بين الوزارة والمديرية المختصة حصلت على رد شفوي بأنّه لن يتم استحداث قطع أراضٍ أخرى في هذا المخطط، وسيتم تخصيص المنطقة المتبقية بين البحر وقطع الأراضي على الخط الأول من البحر كمنطقة خضراء.
وبالنظر إلى الشريط الساحلي الممتد من منطقة ضباب التابعة لولاية قريات مرورًا بمناطق بمة وفنس وانتهاءً بمنطقة قلهات التابعة لولاية صور؛ نجد أنّ هذه المنطقة أصبحت تستقطب مشاريع سكنية وسياحية واعدة وهواة التخييم، فلماذا لا يتم اعتماد هذه المخططات بمختلف استخداماتها؟ ولماذا لا تتم تهيئة المخططات السكنية فيها بمقومات الحياة العصرية بما ينسجم مع "أنسنة المدن"؟ ولماذا لا يتم استغلال الوجهات الشاطئية وانشاء الحدائق والمماشي البحرية ومسارات للدرجات الهوائية بحيث تكون متنفسًا طبيعيًا للسكان؟
ختامًا.. ما من شكّ أنّ وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني تبذل جهودًا كبيرة للاهتمام بالتخطيط الحضري وتحسين جودة الحياة، وتنظيم المخططات الإسكانية وفقًا لاشتراطات تخطيطية صارمة؛ بما يتماشى مع الرؤى والاستراتيجيات الحديثة في هذا المجال.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إزالة 181 حالة تعد على الأراضي الزراعية بالأقصر
أعلن المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، عن انطلاق المرحلة الثانية من الموجة 25 لإزالة التعديات على أراضي الدولة والأراضي الزراعية، بهدف الحفاظ على حقوق الدولة واسترداد ممتلكاتها، وتستمر المرحلة الثانية حتى 28 مارس الجاري، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الموجة 25، والتي بدأت في 8 فبراير الماضي واستمرت حتى 28 فبراير، أسفرت عن إزالة 181 حالة تعد خلال المرحلة الأولى، منها 124 حالة مباني تعد على أراضي أملاك الدولة، بمساحة 41161 مترًا مربعًا، و57 حالة تعدٍ على أراضي زراعية بمساحة 1578 فدانًا و16 سهما و 16 قيراطا.
وأكد محافظ الأقصر، استمرار التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والوحدات المحلية والجهات المعنية لاستكمال المراحل التالية من الموجة 25، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة، ورصد أي متغيرات مكانية غير قانونية، واتخاذ الإجراءات الفورية لمنع أي تعدٍ جديد.
كما وجه المسئولين بضرورة التصدي الحازم لأي محاولات للتعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة أو البناء المخالف، وعدم التهاون في هذا الملف تحقيقًا للصالح العام.
يذكر أن الموجة الـ25 لإزالة التعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية تُنفذ على ثلاث مراحل، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى التي استمرت من 8 حتى 28 فبراير 2025، فيما تبدأ المرحلة الثانية اليوم 8 مارس وتستمر حتى 28 مارس 2025، وتُختتم بالمرحلة الثالثة في الفترة من 5 حتى 25 أبريل 2025.
ويأتي تنفيذ هذه الموجات في إطار استراتيجية الدولة للحفاظ على الأراضي وحماية الرقعة الزراعية، وضمان تطبيق القانون بحزم ضد المخالفين، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية بالمحافظة.