بطء الهجوم الأوكراني ينذر بانشقاقات في كييف
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
بعد ستة أسابيع على بدء الهجوم الأوكراني المضاد، لم تنكسر شبكة موسكو الدفاعية المتعددة الخطوط. لهذا السبب، يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خياراً مستحيلاً وفق ما كتبه ديفيد برينان في تقرير لمجلة "نيوزويك": إما أن يدفع بكامل قواته إلى المعركة ويخاطر بفشل مكلف، أو أن يوقف خسائر أوكرانيا ويقبل بهزيمة مدمرة سياسياً.
كييف تواجه معضلة صعبة وطويلة الأمد
حسب مصادر مطلعة على المناقشات، أدى عدم إحراز تقدم إلى تكثيف الجدل الاستراتيجي على أعلى المستويات في الحكومة الأوكرانية مما وضع البعض في مكتب الرئيس ضد القيادة العسكرية. عنوان الخلاف
يريد البعض في المجموعة الأولى تعزيز نجاحات كييف المحدودة والاستعداد لهجوم روسي متوقع في الخريف والشتاء. لكن شخصيات في المجموعة الثانية – بما فيها القائد العام للقوات المسلحة الجنرال فاليري زالوجني – يريدون المضي قدماً، وقد شجب مسؤولون عسكريون أوكرانيون الانتقادات واصفين إياها بكونها قلة صبر متجذرة في سوء فهم.
1/3 Massiver Ärger im blau-gelben Paradies: Weil die????????Gegenoffensive eine große Enttäuschung ist, droht nun die Spaltung in der????????Führung zwischen Regierung und Militärkommando. Selenskij will Schaden begrenzen, Oberbefehlshaber Saluschnyj will weitermachen:https://t.co/mYlgd8PoFP
— Zentrale Ermittlungsstelle (@ZentraleV) August 16, 2023
"ثمة بالتأكيد بعض الاختلافات داخل القيادة الأوكرانية حول الاستراتيجية العسكرية"، وفق ما قاله مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية تحدث مع نيوزويك مشترطاً عدم الكشف عن هويته. "على الجانب العسكري، لديكم زالوجني وآخرون – لكن من الواضح أنه في القيادة – يريدون الاستمرار في الدفع قدماً. ثمة بعض الأسئلة على الجانب السياسي حول ما إذا كان ذلك منطقياً في الوقت الحالي. أم أنه من المنطقي تعزيز (المكاسب) حيث يمكن في بعض المناطق، وتخفيف الضغط على خطوط الإمداد والمخزونات؟"
ولدى سؤاله عما إذا كان الأداء المخيب للآمال في ساحة المعركة قد يعجّل بتغييرات في القيادة العسكرية الأوكرانية، أجاب المصدر: "لم أسمع أي شيء محدد، ولكن يمكن للمرء أن يتصور شيئاً من هذا القبيل".
ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع التعليق على تأكيدات المصدر المحددة، بالرغم من أنه قال لمجلة نيوزويك في بيان إن هناك "تواصلاً مباشراً بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية للبلاد، وتتمثل مهمته في اتخاذ القرارات وسط الظروف الدينامية للوضع العسكري". وقال المتحدث: "الثقة في القيادة العسكرية شرط أساسي مهم للنصر" ووصف التقارير عن الخلاف الداخلي بأنها رواية دعائية روسية "تروج لها باستمرار الموارد الإعلامية للعدو". مفاهيم خاطئة
أقر زيلينسكي بأن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره كان "أبطأ من المرغوب". وقال دبلوماسي غربي كبير لم يذكر اسمه لشبكة سي أن أن الأسبوع الماضي: "لدى الروس عدد من الخطوط الدفاعية ولم يخترقوا الخط الأول حقاً". كان المسؤولون الأوكرانيون واضحين بشأن ظروف الميدان الصعبة. تقاتل قوات كييف بعدد كبير من الأسلحة الجديدة التي تلقت تدريبات محدودة عليها. يتم تدريب قواتها المهاجمة على مزيج من عقيدة الناتو والعقيدة السوفياتية، وليس لديها القوة الجوية اللازمة لدعم نهج القتال الأكثر حداثة.
لكن المستشار في وزارة الدفاع الأوكرانية أندريه زاغورودنيوك أخبر نيوزويك أن هناك "الكثير من المفاهيم الخاطئة حول هذا الهجوم المضاد" قائلاً إن "أحدها هو أن أوكرانيا تحولت إلى (خوض) حرب استنزافية وهي ترهق الروس".
"ليس هذا ما هو الحال عليه. ما تفعله أوكرانيا الآن هو في الأساس محاولة لتقليل قدرة الروس على الدفاع عن أنفسهم. إنه في الأساس إعداد طويل لحركة أكثر نشاطاً".
وأوضح: "تحتاج أوكرانيا إلى تدمير الموارد الروسية [التي تستخدمها] للدفاع عن نفسها، ومن ثم إيجاد طريق عبر حقول الألغام، وما إلى ذلك (...) لا أعتقد، من منظور عملي، أنه من المنطقي النظر في مراجعة ما سيكون في هذه الحالة هدفاً استراتيجياً". ولفت زاغورودنيوك إلى أن الهجوم عبارة عن "عمل مستمر. ليس الأمر كأنه طريق مسدود. يستغرق الأمر وقتاً أطول لأن الوضع صعب. لكن هذا لا يعني أن المضي قدماً، بشكل عام، كان خطة سيئة".
في حديث إلى مجلة نيوزويك، قال خريج الأكاديمية العسكرية الأمريكية والمستشار الخاص السابق لزالوجني دان رايس إن أوكرانيا تفتقر للدعم الجوي، وتواجه استمرار الرفض الأمريكي تزويدها نظام الصواريخ التكتيكية العسكرية "أتاكمس"، وعدم توفر ذخائر عنقودية أطول مدى لاستخدامها ضمن منظومة "هيمارس". وأضاف: "لا يمكنك الفوز بهذا من دون تفوق مدفعي وتفوق جوي للشروع في الهجوم" مشدداً على أنه "لا ينبغي لأحد أن يشعر بالصدمة من هذا".
وتابع رايس: "أعتقد أن الأمل كان في أن يجدوا ثغرة كما فعلوا في خاركيف وخيرسون السنة الماضية، في أن يجدوا فجوة. لكن كان لدى الروس في القرم 10 سنوات لإعداد هذه الدفاعات، كما أنهم لا يهتمون بـ(مخاطر) نثر الألغام الأرضية في كل مكان". مخاوف عدة
قالت مصادر لنيوزويك إنه يجري نقاش حول تغيير النهج في كييف. قال المصدر المقرب من الحكومة: "نحن في المكان الذي نحن فيه. والسؤال هو، عند نقطة الانعطاف هذه، ما هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله؟. إنه بالتأكيد ليس وضعاً سهلاً. لكنه نقطة انعطاف مهمة". وقال المصدر إن المسؤولين والقادة الأوكرانيين "يتوقعون بشدة أن يبدأ (الهجوم الروسي المضاد) في وقت مبكر من أكتوبر (تشرين الأول) مع تهيئة الأرضية، ثم يقوموا باندفاع كبير في الربيع".
"Zelensky's pivotal counteroffensive call threatens to divide leadership"
Newsweek reports on a clash between civil and military authorities in Kiev - some want to stall and prepare for a Russian offensive, while others want to risk a costly failure! pic.twitter.com/XnwMSbo2Ms
تعهد زيلينسكي مراراً بعدم التفريط بحياة الأوكرانيين. لقد استثمرت كييف بكثافة في الهجوم المضاد علماً أن وتيرة الخسائر لدى كلا الجانبين غير معروفة. قد ينظر الروس والشركاء الغربيون إلى التوقف بدون تحقيق اختراق كبير على أنه هزيمة وسيعمق المخاوف من أن هدف أوكرانيا المتمثل في تحرير جميع الأراضي وفق حدودها لسنة 1991 طموح بشكل مفرط.
لكن المضي قدماً والفشل في تحقيق اختراق قد يؤدي إلى النتيجة نفسها بالضبط، مع منح نقاد أوكرانيا فرصة أخرى لتأطير زيلينسكي وفريقه على أنهم شركاء عنيدون وغير موثوق بهم.
وقال المصدر: "استعادت أوكرانيا أكثر من نصف الأراضي التي فقدتها. كان ولا يزال من غير الواقعي توقع (تحرير) المزيد بشكل أسرع بالنظر إلى الميزة الهائلة التي تتمتع بها روسيا في القوة النارية والقوة البشرية". وأضاف: "بالرغم من هذه المزايا الروسية الهائلة، ستمضي أوكرانيا قدماً في الأسابيع المقبلة. وثمة فرصة جيدة في أن تتمكن أوكرانيا من قطع خطوط إمداد روسية مهمة إلى شبه جزيرة القرم هذا الخريف".
قال زاغورودنيوك إن أولئك الذين وضعوا جداول زمنية علنية للهجوم المضاد مضللون: "لا أعتقد أن الجيش الأوكراني وعد بأي تواريخ محددة. عندما نقول ‘أطول من المتوقع‘، أعتقد أنه سيكون من الآمن أن نقول إنه أطول مما توقعه أشخاص ليس لديهم أي علاقة به". وأضاف: "كان هناك بعض الأشخاص – ربما سياسيون، وربما صحفيون، وربما محللون – كانوا يقولون، 'يا رفاق، لديكم شهران'. لماذا بحق السماء قرر هؤلاء الناس أن لدينا شهرين، أو شهراً واحداً أو شيئاً من هذا القبيل؟" توقعات غير واقعية أخبر المؤسس المشارك لمؤسسة الرأي البريطانية جيوستراتيجي جيمس رودجرز المجلة أن كييف تواجه معضلة صعبة وطويلة الأمد. وقال "الروس يتعلمون من أخطائهم. ومن الواضح أن لديهم الكثير من الموارد من حيث القوة البشرية التي يمكنهم وضعها في الميدان، الأمر الذي سيجعل الأمور دائماً أكثر صعوبة. حتى لو تمكن الأوكرانيون من قتل خمسة روس مقابل كل أوكراني، لا يزال يتوجب مع ذلك قتل الكثير من الروس من أجل الوصول إلى الهدف".
"أعتقد أنه كان لدينا في الغرب توقعات غير واقعية إلى حد ما حول السرعة التي سيتمكن بها الأوكرانيون من شن هجوم مضاد وتأمين أهدافهم، لأنهم بحاجة إلى المزيد من المعدات العسكرية للقيام بذلك".
وقال رودجرز: "إلى أن يتم توفير هذه الأنواع من الأسلحة، سيظل الأوكرانيون يقاتلون من موقع متأخر" مشيراً إلى افتقار أوكرانيا للقوة الجوية كقضية خاصة. "لن نفعل ذلك (كقوى في الناتو) بدون الهيمنة الجوية الكاملة أولاً، لذلك إن التوقع منهم أن يفعلوا الشيء نفسه هو إشكاليّ قليلاً". الانتصار الروسي أكثر احتمالاً تذكر المجلة أنه من السابق لأوانه إعلان نجاح العملية الحالية أو فشلها. لا تزال القوات الأوكرانية تقاتل بقوة وتحقق مكاسب في نقاط عدة على طول الجبهة التي يبلغ طولها 800 ميل. القوات الروسية مهشمة وعمق تصميمها الدفاعي غير واضح.
غير أن رودجرز قال إن إضعاف الدعم الغربي في حال فشل أوكرانيا هو "بالتأكيد احتمال". لكنه أضاف أن ذلك قد "يسير في الاتجاه الآخر" ويكون بمثابة جرس إيقاظ للشركاء الأجانب من أجل توسيع المساعدة العسكرية بما يتجاوز ما كانوا على استعداد لتقديمه حتى الآن.
"لا يوجد سبب للقول إن هذه الحرب لن تستمر لأشهر وسنوات عدة أخرى. لكن كل شهر وسنة تستمر فيهما يجعلان انتصاراً روسياً أكثر احتمالاً لأن روسيا تؤمّن أهدافها الاستراتيجية، بالرغم من تقلصها بشكل كبير عما أمكن أن تكون في فبراير (شباط) 2022".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية القیادة العسکریة الهجوم المضاد فی القیادة أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
الكرملين: ننتظر رد أوكرانيا على هدنة مايو وعرض إجراء محادثات مباشرة
عواصم " وكالات": أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أنه لم يصدر أي رد فعل من "نظام كييف" على اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن وقف إطلاق النار خلال عيد النصر.
وقال بيسكوف، للصحفيين، "بوتين هو من أبدى بادرة حسن نية وأعلن، اليوم، أنه سيتم إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار في يوم النصر. ولم نسمع أي رد فعل من نظام كييف حتى الآن"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف بيسكوف "نتوقع أن تحظى مبادرة السلام التي أطلقها بوتين بالتقييم. لم نسمع أي تقييم من العواصم الأوروبية، ولم نسمع أي تقييم من أوكرانيا".
وأشار بيسكوف إلى أن المصلحة الأولى هي الدخول في مفاوضات سلام مباشرة، على الرغم من وجود قضايا قانونية تتعلق بشرعية فولوديمير زيلينسكي.
وقال زيلينسكي إن الهدنة كانت "محاولة أخرى للتلاعب" مضيفا: "لسبب ما، يفترض بالجميع الانتظار حتى 8 مايو لوقف إطلاق النار - فقط لمنح بوتين الهدوء لعرضه العسكري. نحن نقدر الأرواح البشرية، لا العروض العسكرية".
وأضاف أنه لا حاجة للانتظار من أجل وقف إطلاق النار.
وأضاف: "يجب أن يكون وقف إطلاق النار ليس لبضعة أيام فقط، ثم العودة إلى القتل بعد ذلك. يجب أن يكون فوريا وكاملا وغير مشروط، لمدة لا تقل عن 30 يوما لضمان أنه آمن ومضمون. هذا هو الأساس الذي قد يؤدي إلى دبلوماسية حقيقية."
وأشار زيلينسكي إلى أن اقتراح الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار غير المشروط، الذي وافقت عليه أوكرانيا، لا يزال ممكنا.
وأضاف: "روسيا تعرف تماما ما الذي يجب عليها فعله وكيفية الرد.. أن تتوقف فعلا عن إطلاق النار."
وعلق بيسكوف على اقتراح فولوديمير زيلينسكي قائلا: "لقد شهدنا ذلك، ولكن إذا كنا نتحدث عن وقف إطلاق نار طويل الأمد، فإن التفاصيل الدقيقة التي تحدث عنها الرئيس بوتين في الكرملين مهمة هنا. هذا مهم أيضا، ولكن دون إجابة عن هذه الأسئلة، يصعب التوصل إلى هدنة طويلة الأمد. تحدث الرئيس بوتين عن هذا، وعلينا أن نتذكر هذه الكلمات دائما".
بيربوك:نحن بحاجة إلى سلام موثوق ودائم
من جهة ثانية، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية المنتهية ولايتها أنالينا بيربوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الضغط على أوكرانيا لإبرام اتفاق سلام " مجحف " ومفروض من روسيا.
وقالت بيربوك خلال اجتماع مع نظرائها من دول الشمال الأوروبي وكذلك من بولندا وفرنسا في جزيرة بورنهولم الدنماركية اليوم الثلاثاء: "لا يمكن أن يكون من مصلحة أحد أكبر اللاعبين في العالم، الولايات المتحدة، إبرام صفقة أو معاهدة تؤدي إلى مزيد من العدوان... نحن بحاجة إلى سلام موثوق ودائم"، مؤكدة أن هذا ما يدافع عنه الأوروبيون.
وذكرت بيربوك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح من خلال الهجمات الهجينة على كابلات البيانات أو استخدام ما يسمى بأسطول الظل للالتفاف على العقوبات في منطقة بحر البلطيق أنه لا يراهن على التعاون، بل على المزيد من العدوان، وقالت: "بعد ثلاث سنوات من الحرب، فإن الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لا يمكن أن يخفي حقيقة أن الرئيس الروسي لا يزال يضع نظام السلام الأوروبي نصب عينيه"، مؤكدة أن تعزيز التعاون في منطقة بحر البلطيق يشكل لذلك استثمارا إضافيا في الأمن المشترك، مشيرة إلى ضرورة أن تضطلع بلادها أيضا بدور قيادي قوي من أجل تحقيق السلام في أوروبا. يذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو من الشمال الأوروبي ودول البلطيق، والتي تربطها علاقات وثيقة وتشابك كبير، وهي: الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا وآيسلندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا، يجرون تنسيقا سنويا في إطار التعاون المعروف باسم "مجموعة تعاون الشمال والبلطيق إن بي8".
ومنذ بداية الحرب الروسية الهجومية، تعد دول مجموعة "إن بي 8" أبرز الداعمين لأوكرانيا. وتقع ست من هذه الدول الثماني، إلى جانب روسيا، على بحر البلطيق، كما أن دول البلطيق الثلاث (إستونيا وليتوانيا ولاتفيا) بالإضافة إلى فنلندا والنرويج لها حدود برية مباشرة مع الإمبراطورية الشرقية العملاقة، ما يثير توترا دائما، زادته حدة حوادث غامضة وغير مفسرة وقعت في منطقة بحر البلطيق.
وشهد بحر البلطيق مرارا ما يشتبه بأنها أعمال تخريب تستهدف بنية تحتية حيوية، بدأت مع الانفجارات في خطي الغاز "نورد ستريم 1 و2" قرب جزيرة بورنهولم في سبتمبر 2022 وكانت النيابة العامة السويدية قد أعلنت بعد وقت قصير أن التسريبات ناتجة عن تخريب خطير. وحتى اليوم، لم يعرف من يقف وراء ذلك، بينما نفى الكرملين أي تورط له. ومنذ ذلك الحين، تكررت حوادث الإضرار بكابلات بيانات تحت البحر، وأنابيب، وخطوط كهرباء.
وفي ضوء هذه الحوادث، حذرت بيربوك من إعادة تشغيل "نورد ستريم" في أي وقت. وقالت: "عدم إعادة تشغيل نورد ستريم 2 هو أفضل وسيلة لحمايتنا الذاتية". وأضافت أن ممثلين من أحزاب الحكومة الألمانية القديمة والجديدة كانت "قد شددوا مرارا على أنه لا يمكن تكرار مشروع نورد ستريم 2 مرة أخرى".
بيستوريوس: تصريحات موسكو غالبا ما تكون مجرد إعلانات
الى ذلك، عول وزير الدفاع الألماني المنتهية ولايته، بوريس بيستوريوس، على استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في دفاعها ضد التدخل الروسي.
وقال بيستوريوس في تصريحات اليوم الثلاثاء لمحطة "آر تي إل/إن تي في" الألمانية التلفزيونية إن أمن أوروبا يمثل "أهمية قصوى" للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفا أنه يعتقد أنه سيظل كذلك.
وفيما يتعلق بمخاوف من احتمال تقليص الولايات المتحدة لدعمها العسكري والمالي لأوروبا، قال بيستوريوس: "سنبذل قصارى جهدنا للتعويض عن ذلك، ولكن سنسعى جاهدين أولا لإبقاء مشاركة الأمريكيين".
وأعرب بيستوريوس عن تشككه في إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار من جانب واحد في أوكرانيا من 8 إلى 10 مايو المقبل، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الثمانين للانتصار على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير الدفاع إن التجارب الأخيرة أظهرت أن مثل هذه التصريحات غالبا ما تكون مجرد إعلانات، مشيرا في ذلك إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين في عيد الفصح، والذي لم يلتزم به، وقال: "لقد أعلن الآن عن وقف إطلاق نار آخر. دعونا نرى ما إذا كان سيلتزم به، خاصة فيما يتعلق بالهجمات على البنية التحتية والسكان في المدن".
كما وصف بيستوريوس اقتراح السلام الأمريكي الأخير بأنه بمثابة استسلام من جانب أوكرانيا، وقال: "الاقتراح المطروح حاليا على الطاولة يشبه إلى حد كبير ما كان بإمكان أوكرانيا أن تقبل به قبل عام، وذلك بالاستسلام والتخلي عمليا عن كل شيء، عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعدم وجود ضمانات أمنية كافية".
وأضاف بيستوريوس أن أوكرانيا قد تلقت بالفعل وعودا بالحماية الأمنية مرتين من قبل، مستشهدا بمذكرة بودابست لعام 1994 واتفاقية مينسك لعام 2015 التي أبرمتها ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا، وقال: "في كلا المرتين لم يجد الأمر نفعا".
قتلى جراء هجمات متبادلة بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا
وعلى الارض، تبادلت أوكرانيا وروسيا خلال الليل الثلاثاء الهجمات بمسيرات متفجرة أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل، في حين اتهمت كييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بعرقلة" جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف في الجانبين.
وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر تطبيق تلجرام اليوم الثلاثاء "يكفي أن يصدر بوتين أمرا واحدا ليتوقف إطلاق النار".
وأضاف أن "روسيا هي التي بدأت الحرب. روسيا هي التي يجب أن توقف إطلاق النار وألا تعرقل جهود السلام التي يبذلها الرئيس ترامب وتدعمها أوكرانيا".
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن هجوما بمسيرات أوكرانية أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم "بحالة خطرة" في المنطقة.
وفي أوكرانيا، أفاد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك سيرغي ليسياك عبر تطبيق تلغرام بوقوع "هجوم ضخم جديد بالمسيرات" أسفر عن مقتل فتاة في الثانية عشرة وإصابة طفل في السادسة بالإضافة إلى شخصين بالغين.
وذكرت أجهزة الطوارئ أن "الطفلين حوصرا تحت الأنقاض" عندما استهدفت الضربة منزلا في منطقة ساماريفسكي.
في العاصمة كييف، قُتل 13 مدنيا الخميس الماضي في ضربات صاروخية، وفقا لحصيلة جديدة نُشرت امس. وقال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو عبر تلجرام إن امرأة أصيبت أيضا بسبب سقوط حطام خلال غارة روسية مساء امس.