تداعيات الأزمة السياسية في فرنسا.. سقوط حكومة بارنييه يلوح في الأفق وسط انقسامات عميقة ومخاطر اقتصادية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقترب فرنسا من محطة حاسمة في أزمتها السياسية، حيث يبدو سقوط حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه أمراً محتوماً مع اقتراب تصويت حجب الثقة المقرر هذا الأسبوع.
وفي حال حدوث ذلك، ستكون هذه هي المرة الأولى منذ عام 1962 التي تتعرض فيها حكومة فرنسية للإطاحة بتصويت برلماني، مما يهدد باستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي لفترة طويلة.
تصاعد الأزمة وحجب الثقة
بدأت الأزمة تتفاقم يوم الاثنين الماضي عندما لجأ بارنييه إلى استخدام مناورة دستورية مثيرة للجدل لتمرير مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي دون تصويت برلماني.
وأثار ذلك غضب المعارضة اليسارية التي سارعت إلى تقديم طلب لحجب الثقة عن الحكومة.
وأعلنت زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، مارين لوبان، أنها ستصوّت لصالح الإطاحة بالحكومة، قائلة: "الشعب الفرنسي تعب من الإذلال وسوء المعاملة. لا يمكننا أن نبقي الأمور كما هي."
من جهته، حذّر زعيم التجمع الوطني، جوردان بارديلّا، من أن الحكومة ستسقط ما لم تحدث "معجزة في اللحظة الأخيرة."
بارنييه ومواجهة الاستقطاب السياسي
جاء تعيين بارنييه في سبتمبر الماضي كمحاولة أخيرة من الرئيس إيمانويل ماكرون للخروج من الأزمة التي أشعلها بنفسه بالدعوة إلى انتخابات مبكرة عقب هزيمته في الانتخابات الأوروبية.
لكن بارنييه لم يحصل إلا على دعم هش من ائتلاف ماكرون والكتلة المحافظة في البرلمان، بينما عارضته الكتلة اليسارية وحزب لوبان بشكل قاطع.
ومع تعهد المعارضة اليسارية بإسقاط الحكومة، باتت حياة بارنييه السياسية تعتمد على تعاون حزب التجمع الوطني، وهو ما لم يتحقق.
ما الخيارات المقبلة؟
رغم أن سقوط الحكومة يبدو مؤكداً، إلا أن فرنسا لن تشهد انتخابات برلمانية جديدة قريباً، إذ يمنع الدستور الدعوة لانتخابات جديدة قبل الصيف المقبل بعد إجراء انتخابات مبكرة في يوليو الماضي.
وبالتالي، تعود الكرة إلى ملعب ماكرون الذي سيكون عليه تعيين رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة قادرة على البقاء وسط انقسامات سياسية عميقة.
لكن تشكيل حكومة جديدة لن يكون سهلاً في ظل الانقسام بين الكتل الثلاث الرئيسية: وسطيون موالون لماكرون، اليمين المتطرف، واليسار.
وسيتعين على ماكرون إيجاد شخصية قادرة على تحقيق توازن سياسي لتجنب الإطاحة بالحكومة الجديدة أيضاً.
التداعيات الاقتصادية المحتملة
تأتي هذه الأزمة في وقت حرج بالنسبة لفرنسا التي تعاني من عجز مالي هائل يحاول بارنييه تقليصه من خلال تخفيضات إنفاق ورفع ضرائب.
وأثارت المخاوف من سقوط الحكومة اضطراب الأسواق المالية، مع تراجع مؤشر كاك 40 بنسبة 0.2% يوم الاثنين واعتبار السندات اليونانية أكثر استقراراً من الفرنسية.
من جانبها، عبّرت المفوضية الأوروبية عن قلقها بشأن تأثير الأزمة السياسية على الاقتصاد الفرنسي.
وكانت بروكسل قد رحبت بخطة بارنييه لتقليص العجز من 6% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن أي عرقلة لهذه الخطة ستزيد من الضغوط على ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
هل هناك مخاطر إغلاق حكومي؟
رغم أن رفض ميزانية الحكومة لعام 2025 يبدو محتملاً، إلا أن فرنسا قادرة على تجنب شلل مالي باستخدام آليات مؤقتة، مثل إصدار قانون خاص يسمح بتمديد ميزانية العام الماضي لبضعة أشهر.
لكن هذه الحلول المؤقتة قد تزيد من عجز البلاد وتثير قلق الأسواق المالية والمفوضية الأوروبية التي تضغط على فرنسا لتقليص ديونها.
ويبدو أن فرنسا أمام مرحلة طويلة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ومع تعثر تشكيل حكومة قوية، قد تجد البلاد نفسها في أزمة أكبر، تهدد اقتصادها واستقرار منطقة اليورو ككل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرنسا رئيس الوزراء ميشيل بارنييه
إقرأ أيضاً:
معاريف: خسارة سوريا خلقت أزمة استراتيجية عميقة لإيران
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن الضغط الشعبي، بدأ يؤثر على الاستراتيجية العسكرية لإيران، والتي لم تعد تجرؤ منذ وقت طويل على إرسال قوات إيى الخارج.
ونقلت عن الكاتبة مايا كوهين عن بني سابتي الباحث في برنامج إيران في معهد INSSقوله، إن حتى عندما كانوا يرسلون بعض القوات وكانوا يفقدون عددا من جنودهم الإيرانيين كل بضعة أيام، كانت هناك انتقادات شديدة، لذا بدأوا في إرسال مرتزقة أجانب.
وأضاف: "فقدان السيطرة في سوريا خلق أزمة استراتيجية عميقة لإيران، فاليوم، في المدى القصير، لا توجد علاقة ولا سيطرة على الإطلاق لأنهم ركزوا فقط على المسار السوري ولم يطوروا مسارات أخرى، ليس لديهم أي خيار آخر".
وتابع: "يصف سابتي ما يحدث بـ"دومينو من الانسحابات لمنظمات الإرهاب في المنطقة، حتى المنظمات العراقية الموالية لإيران انسحبت خوفا من أن يستهدفها الأمريكيون".
وقال إنه على الرغم من الخطاب الديني لخامنئي حول الدفاع عن الأماكن المقدسة، يلاحظ سابتي أن هذا استمر في خط ثابت: "هذا كان دائما عذرهم المعتاد، نحن لا ندافع عن دول، ولا عن أنظمة، نحن ندافع عن مقدسات الإسلام". لكن في الواقع الحالي، كما يلخص سابتي بحدة: "ما الفائدة من مدينة مقدسة إذا كنت لا تملك ما تأكله ولا حتى هواء للتنفس؟".
وشدد على أن الثمن الباهظ للتدخل الأيراني في سوريا، "بدأ يظهر داخل إيران نفسها، وهناك غضب كبير جدا بشأن هذا الموضوع، يشير حيث لا كهرباء، لا مياه، تلوث هواء شديد، ولا غاز لتدفئة المنازل".
وقال إن هذا ليس فقط نتيجة للفشل في سوريا، بل هو نمط متكرر: "في كل مكان من هذا القبيل يتم استثمار عشرات المليارات من الدولارات، ثم يتبخر المال ببساطة في أفضل الأحوال، هناك حزب الله مثلا، الذي أصبح اليوم محايدا إلى حد كبير".
ورأى أن الاستثمار الضخم في المشاريع الإقليمية جعل النظام الإيراني في مأزق: "من جهة، يجب عليهم الحفاظ على المنظمات أو الدول التي تقدم الدعم، ومن جهة أخرى، هذا أمر صعب للغاية ومحاولة إعادة الاستثمار في مشاريع من هذا النوع قد تثير غضب الجمهور وتؤدي إلى احتجاجات كبيرة".