الجزيرة:
2025-01-05@12:14:58 GMT

هاتف تسلا الذكي بين الشائعات والواقع

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

هاتف تسلا الذكي بين الشائعات والواقع

بشكل دوري، تظهر كل عام مع قرب نهايته مجموعة من الشائعات عن منتج يشبه طائر الرخ، إذ يتحدث عنه الجميع ويشاركون صورًا غريبة له، ولكن دون أن يؤكد أي شخص وجوده أو يقدم أي معلومة ملموسة وحقيقية عنه.

حاز هاتف "تسلا" الذكي هذه المكانة، إذ انضم إلى قائمة المنتجات التي تظهر عنها شائعات كل عام. ورغم أن العديد من الشائعات تصبح حقيقة عندما يتعلق الأمر بالهواتف والأجهزة المعروفة مثل هواتف "سامسونغ" و"آبل"، فإن الشائعات عن وجود هاتف "تسلا" لها مكانة خاصة، لأنها تظهر بكثرة في كل منصات التواصل الاجتماعي وعبر العديد من المواقع في الإنترنت، فأين تكمن الحقيقة؟ وهل يوجد حقا هاتف ذكي تابع لشركة "تسلا"؟

كيف بدأت الشائعات؟

في عام 2021، ظهر مقطع فيديو لا يتعدى 50 ثانية على منصة "يوتيوب" لحساب يدعى "إيه دي آر ستوديو" (ADR Sutdio)، ويأتي المقطع تحت عنوان "تسلا موديل بي" (Tesla Model P) في إشارة إلى أن هاتف الشركة سيحمل آلية التسمية ذاتها الموجودة في السيارات التابعة لها.

 

ورغم أن المقطع يذكر بوضوح شديد أن تصميم الهاتف وفكرته من ذهن المصمم فقط وليست مستندة إلى أي تسريبات أو معلومات سرية تمكن المصمم من الوصول إليها، فإن المقطع حقق رواجًا كبيرًا وحقق مشاهدات تجاوزت 345 ألف مشاهدة فضلًا عن مرات تحميل المقطع وإعادة نشره أو نشر صور منه.

إعلان

ولا يمكن القول إن هذا المقطع هو الوحيد المسؤول عن بزوغ شائعات هاتف "تسلا" الذكي، بل تأتي مجموعة من تعليقات إيلون ماسك عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا). ورغم أن هذه التعليقات لا تؤكد أو تنفي بشكل واضح وجود الهاتف من عدمه، فإن مروّجي الشائعات اتخذوا منها وقودًا لتأكيد وجوده.

تبدأ تعليقات ماسك في عام 2022، وذلك بعد شائعات حجب مؤقت للمنصة على هواتف "أندرويد" و"آبل" وحذف من متاجر التطبيقات، وبعد أن وجهت ليز ويلر تغريدة إلى إيلون ماسك تطلب منه بناء هاتف خاص بشركته يركز على خصوصية المستخدمين، وما كان من ماسك إلا أن أيد هذا الأمر قائلًا "إن لم يكن هناك خيار آخر، سأقوم بتطوير هاتف بديل".

ويعاود مشعل ثورة السيارات الكهربائية للإشارة إلى هاتف شركته هذا العام، بعد تغريدة مايك بينز خبير الأمن السيبراني التي طالب فيها بهاتف "غروك" يعتمد على نموذج "غروك" للذكاء الاصطناعي عقب إعلان سام ألتمان دمج "شات جي بي تي" في أنظمة "آبل".

وهذه المرة يصف إيلون ماسك نموذج "شات جي بي تي" بأنه برمجية خبيثة للتجسس تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويقول إنه سيكون مضطرًا إلى تطوير هاتف "غروك" عند استخدام "آبل" لنموذج "شات جي بي تي".

كذلك أشار إيلون ماسك إلى هذا الهاتف في مقابلة مع جو روغان في برنامجه الإذاعي، قائلًا إنه مستعد لتطوير الهاتف إذا دعت الحاجة إلى ذلك وأصبحت "آبل" و"غوغل" متطفلتين أكثر من اللازم، ولكن في الوقت الحالي فإن الشركة تركز على قطاع السيارات بشكل أساسي.

ومن الجدير بذكره أن هناك شركة استغلت هذه الشائعات وقامت بإطلاق هاتف "تسلا"، ولكنها هواتف اقتصادية لا تأتي بمزايا ذكية، كما أن الموقع الذي كان يبيع هذه الهواتف أغلق منذ مدة طويلة.

مزايا هاتف "تسلا"

لم تكتف الشائعات عن هاتف "تسلا" الذكي بتأكيد وجوده وتسريب بعض الصور له، بل قامت بوضع مواصفات خارقة وأسطورية للهاتف، ففي البداية يأتي الهاتف بسعر يراوح بين 200 دولار و1200 دولار، وبالطبع تأتي توقعات سعر الهاتف في مدى كبير لأنها لا تنبع من مصدر حقيقي، إذ يضع كل شخص سعره كما يفضل.

إعلان

وفي مقدمة مزايا الهاتف يأتي الاتصال بالأقمار الاصطناعية وتحديدًا شبكة "ستارلينك" التي يملكها إيلون ماسك أيضًا وذلك من أجل الوصول إلى شبكات الجيل الخامس، كما يستطيع الهاتف التحكم في سيارات "تسلا" بالكامل وتشغيلها عن بعد وقيادتها حتى عن بعد بشكل يشبه ألعاب السيارات في الهواتف المحمولة.

ولأن إيلون ماسك يؤمن بالطاقة النظيفة، فإن الهاتف المبتكر سيعتمد بشكل مباشر على الطاقة الشمسية لتشغيله فضلًا عن قدرته على تصوير النجوم في الفضاء والتعدين من أجل الوصول إلى العملات الرقمية الخاصة به وأخيرًا الاتصال مع شرائح "نيورالينك" التي يطورها إيلون ماسك أيضًا.

ومن الغريب أن الشائعات لم تتطرق إلى حجم الشاشة أو مستشعرات الكاميرا أو حتى المعالج الذي سيكون مستخدمًا في الهاتف. وكما يتضح من المزايا الأسطورية الموجودة فيه، فإن الهاتف خيالي لأبعد الحدود لأن العديد من هذه المزايا لا يمكن تحقيقه.

هل يسعى إيلون ماسك في المستقبل لتطوير هاتف ذكي؟

من الصعب التنبؤ بالمستقبل مع شخصية مثل إيلون ماسك، إذ قد تجده بين ليلة وضحاها يعلن عن الهاتف الجديد ويطوره، خاصة أن تعليقاته ليست نافية بشكل قاطع لنية الشركة تطوير هذا الهاتف في المستقبل، ولكن من المهم ملاحظة أن جميع شركات إيلون ماسك منفصلة عن بعضها، ومن غير المتوقع أن يطور هاتف يمزج كل هذه الشركات معًا.

كذلك فإن إيلون ماسك يتخذ موقفًا معاديًا للهواتف الذكية، إذ يرى أنها جزء من الماضي ولا فائدة من تطويرها أكثر، وذلك لأن المستقبل هو شرائح "نيورالينك" الفريدة التي تطورها شركته لتحويل إشارات المخ العصبية إلى أوامر يمكن تنفيذها من الحواسيب والهواتف.

وإن قرر إيلون ماسك تطوير هاتف ذكي خاص به، فإنه لن يكون تحت شعار "تسلا" التي تعمل في تطوير السيارات أو حتى "إكس" التي تعد منصة تواصل اجتماعي، وعلى الأغلب سيفكر في تأسيس شركة جديدة تمامًا من أجل طرح هذا الهاتف وتطويره.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إیلون ماسک تطویر هاتف

إقرأ أيضاً:

وراء كل أسرة متفككة.. قصة هاتف‎

حنين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية

تخيل أن تجلس مع عائلتك على مائدة العشاء، كل فرد منهم منغمس في شاشة هاتفه، لا يصدر سوى أصوات التنبيهات والإشعارات، عيون تتحرك بسرعة تتبع كل إشعار، وأصابع تطرق الأزرار بحماس، حيث يختفي صوت الضحك والحوار، ويحل محله صمت ثقيل يضغط على الأجواء، وجوه جامدة تعكس فراغًا داخليًا وكأنها أقنعة بلا روح، حيث يجلس الأفراد جنبًا إلى جنب، ولكن كل واحد منهم يعيش مع هاتفه الخاص، حيث تدفن الابتسامات الحقيقية تحت أضواء الشاشات الباردة.

هل هذا هو معنى العائلة في عصرنا؟ وجوه متجاورة وقلوب متباعدة، هل أصبحت الشاشات الصغيرة هي الأصدقاء الحقيقيون؟ أم أننا نسينا كيف نكون معًا؟
أين ذهبت اللحظات الثمينة؟
هل ضاعت بين الإشعارات والمكالمات؟
هل سنستيقظ يومًا من هذا الكابوس الرقمي؟ أم سنستمر في السير نحو المجهول؟
هل أصبحت هذه الأجهزة سجنًا رقميًا يحبسنا عن أحبائنا؟ وهل يمكن أن تكون السبب في تآكل أواصر السعادة الأسرية؟
هذا المشهد المؤسف بات سمة من سمات عصرنا، حيث تفتقد الأسر إلى اللحظات الحقيقية، وتذوب العلاقات الإنسانية في بحر من البيانات الرقمية بشكل مقلق.

أن خلف كل شاشة هاتف قد تختفي علاقة عائلية، حيث تتنافس الأجهزة على انتباهنا، حيث تتغلغلت التكنولوجيا في كل جوانب حياتنا، فأصبح الهاتف الذكي رفيقنا الدائم، والظلام الذي يعمي أبصارنا عن واقعنا، حيث غيّر الهاتف الذكي بشكل جذري ديناميكيات العلاقات الأسرية، لقد حلّت الشاشات محل الأحاديث العميقة والعلاقات الصادقة، وأصبحت الهواتف الذكية عائقًا أمام التواصل الجذري بين أفراد الأسرة، ليصبح العالم الافتراضي ملاذًا آمناً للبعض، هذا الإعتماد المتزايد على التكنولوجيا يؤدي إلى تآكل الروابط العائلية ويفقدنا متعة التفاعل المباشر ويزيد من الخلافات، ويشجع على الهروب من الواقع، مما يهدد استقرار الأسرة، ليصبح الهاتف الذكي غالباً “الشبح الثالث” في العلاقة الزوجية، فقد غير طبيعة العلاقات الأسرية بشكل كبير، حيث يسرق الأضواء ويقوض التواصل المباشر، ليصبح حائطًا صامتًا يفصل بين الشريكين، ويحول دون فهم احتياجات بعضهما البعض، مما يؤدي إلى تآكل الثقة وبرود المشاعر بين الشريكين، وفتح الباب أمام علاقات غير واضحة المعالم، ويؤدي إلى نشوء خلافات مستمرة قد تهدد استقرار العلاقة، مما يجعل الإغراق المستمر في الإشعارات الحياة اليومية مرهقة، مما يؤثر على المزاج العام للأفراد ويؤدي إلى توترات داخل الأسرة، حيث لا يوفر الهاتف الذكي الوقت الكافي لقضاء وقت جيد مع العائلة والاهتمام بواجباتها، هذا الإهمال يؤثر سلبًا على الروابط العائلية ويحرم الأطفال من الرعاية اللازمة.

مقالات ذات صلة النازية تواصل قتل ناقلي الصورة الإعلامية 2025/01/03

مثلما يسرق اللص الضوء من الغرفة، يسرق الهاتف الذكي الضوء من العلاقة الزوجية، ويترك الشريكين في ظلام العزلة والوحدة الرقمية والشعور بالإهمال، وظهور مشاكل نفسية، وتراجع الأداء الدراسي للأبناء وتفاقم المشاكل الصحية، والإدمان على الألعاب الإلكترونية بسبب انشغال الآباء بالهواتف، كل هذه العوامل تساهم في تفكك الأسرة، ولا يقتصر ضرر الهواتف الذكية على إضعاف الروابط الأسرية، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى حد تدميرها تمامًا، حيث يصبح الطلاق نهاية حتمية لكثير من العلاقات المتأزمة.

إن النوافذ الزائفة التي تفتحها لنا وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الآخرين الغير صحيحة، تغري الأزواج بمقارنة حياتهم بها، مما يزرع الشقاق والبُعد بينهما، ولحماية أسرتنا من الإدمان على الهواتف الذكية، علينا اتخاذ خطوات عملية، يمكننا البدء بتحديد مناطق خالية من الهواتف في المنزل، مثل غرفة الطعام وغرفة النوم، كما يمكننا تخصيص أوقات خالية من الشاشات يوميًا للأسرة، بالإضافة إلى ذلك ينبغي علينا تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والهوايات التي تبعدهم عن الشاشات ومن المهم أيضًا أن نكون على دراية بعلامات الإدمان على الهاتف، وأن نطلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر.

‎هذا الجهاز الصغير الذي نحمله في جيوبنا قد أصبح سلاحًا ذو حدين، يمكن أن يكون أداة للتواصل والتعلم، ويمكن أن يكون سجنًا نعيش فيه معزولين عن العالم من حولنا،
إذا لم يتم استخدامها بحكمة، فالخيار بيدنا لنجعل من التكنولوجيا خادمة لنا، وليس سيدة علينا، فمن المهم تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا، وبناء علاقات أسرية قوية مبنية على التواصل المباشر والحب والثقة والاحترام، علاقات تستطيع أن تقاوم تحديات الزمن.

مقالات مشابهة

  • هل يقود إيلون ماسك ليفربول إلى أزمة جديدة مع محمد صلاح؟
  • كيف أصبح "إكس" بقيادة إيلون ماسك الواجهة الإعلامية للقوى اليمينية العالمية؟
  • إيلون ماسك يخطط لشراء ليفربول
  • مشروع إيلون ماسك القادم هذا العام.. دخول عالم التعليم
  • اليمين المتطرف والضفضع | إيلون ماسك يثير الجدل
  • وراء كل أسرة متفككة.. قصة هاتف‎
  • رئيسة وزراء إيطاليا: استثمارات إيلون ماسك لا تهدد البلاد
  • إيلون ماسك يهاجم السلطات البريطانية: الشعب لا يريد الحكومة الحالية
  • إيلون ماسك يدعو لانتخابات جديدة في بريطانيا
  • إيلون ماسك يهاجم ستارمر وشولتس.. هل تعكس تصريحاته استراتيجية أمريكية جديدة تجاه أوروبا؟