في خضم الحرب السورية.. ما حال المستشفيات والمنشآت التعليمية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش سوريا واحده من أسوأ أوقاتها منذ حربها الأخيرة ضد الإرهاب، حيث دمرت الغارات الجوية المستشفيات، وفر ما يقرب من 50 ألف شخص من منازلهم، كما يفتقر عشرات الآلاف إلى المياه الجارية. ويتم وضع المدنيين في أكياس الجثث على أرضيات المستشفيات بعد أن ضربت القذائف أحياءهم.
تلك المشاهد باتت معلقة في أذهان السوريين بمشاهد من الأيام الأكثر دموية في الحرب الأهلية السورية، والتي كانت كامنة إلى حد كبير لعدة سنوات، لتشتعل الآن في شمال غرب البلاد، حيث تحاول القوات السورية صد هجوم مفاجئ للمليشيات المسلحة، وفقًا لعمال الإغاثة ومراقب الحرب والأمم المتحدة، الذين حذروا من تدهور الوضع الإنساني بسرعة.
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 50 غارة جوية ضربت محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يومي الأحد والاثنين الماضيين. وأضافت أن أربع منشآت صحية وأربع مدارس ومخيمين يأويان النازحين من مراحل سابقة من الصراع لحقت بها أضرار.
احد البيوت المدمرة من الحرب السوريةفي بيان صحفي قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الضربة التي استهدفت محطة مياه أدت أيضا إلى قطع الوصول إلى المياه عن 40 ألف شخص على الأقل.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، الذي يقدم المساعدات في المنطقة، إن العاملين في المجال الإنساني أفادوا بإغلاق المخابز والمحلات التجارية في حلب، مما أدى إلى نقص الغذاء.
وقال دوجاريك إن 24 مركزا للرعاية الصحية في إدلب ومحافظة حلب الغربية علقت عملياتها وسط القتال، مضيفا أن الأنشطة الإنسانية توقفت إلى حد كبير بسبب المخاوف على سلامة العاملين في مجال الإغاثة.
وفي مدينة إدلب التي يسيطر عليها الإرهابيون بالكامل، أظهرت عدة مستشفيات أضرارا اليوم الثلاثاء نتيجة ما قال العاملون إنها غارات جوية يوم أمس. وفي مستشفى سامز للولادة ومستشفى ابن سينا للأطفال، شوهدت وحدات حاضنة للأطفال الخدج متضررة بشدة.
قال مدير مستشفى إدلب الجامعي الدكتور محمد حسام قدوح، الثلاثاء، إن منشأته هي واحدة من منشأتين خرجتا عن الخدمة بشكل كامل جراء الغارات. وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وقال الدكتور قدوح إن "الضربات استهدفت المستشفى بشكل مباشر، ونحن نعتمد الآن بشكل أساسي على المراكز الطبية المتبقية خارج إدلب".
وقال الدكتور قدوح إن إحدى الغارات أصابت الجناح الشرقي للمستشفى أمام مدخل غرفة الطوارئ، وأخرى في الجناح الشمالي. وفي يوم الثلاثاء، كانت شظايا الزجاج الكبيرة لا تزال مرئية أمام مكتب الاستقبال. وتمزقت الوحدات التي تؤوي المرضى، وبدت أسقفها مثقوبة، وتناثر الحطام في الممرات وغرف المرضى.
وقال الدكتور قدوح إن أحد الصواريخ سقط عبر سقفين من الخرسانة المسلحة وسقط في قبو المستشفى، وأضاف أن أحدا لم يصب في الضربات لأن الأشخاص في الداخل تمكنوا من الإخلاء في الوقت المناسب.
وأضاف الدكتور قدوح أن المستشفى الجامعي يخدم عادة نحو 1100 مريض يوميا ونحو 30 ألف مريض شهريا. وقال إن أقسام أمراض القلب والتوليد وأمراض النساء هي الأقسام الوحيدة في المدينة، والآن يتعين على المرضى مغادرة المدينة للعثور على هذه الخدمات.
وقالت الأمم المتحدة إن 44 مدنيا على الأقل قتلوا في المعارك في إدلب وشمال حلب منذ بدء الهجوم الأسبوع الماضي وحتى الأحد، وأضافت أن السلطات الصحية المحلية أكدت هذه الأعداد. وأضافت أن 162 مدنيا على الأقل أصيبوا، ثلثاهم تقريبا من النساء والأطفال.
ويعيش نحو 5.1 مليون شخص في شمال غرب سوريا، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، بما في ذلك 3.5 مليون نزحوا إلى إدلب من أجزاء أخرى من البلاد ومليوني شخص يعيشون في مخيمات أو ملاجئ مؤقتة أخرى.
وفر الآلاف من الحرب الأخيرة في لبنان إلى شمال غرب سوريا، مما أضاف إلى الضغوط على المنطقة حيث يكافح الكثيرون بالفعل للحصول على الغذاء والمأوى الدافئ بما يكفي لفصل الشتاء.
وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال الأخير دفع ما لا يقل عن 48500 شخص إلى الفرار من منازلهم أو ملاجئهم، وأن العدد يرتفع بسرعة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا الارهاب الحرب الأهلية الامم المتحده عمال الإغاثة الحرب السورية الأمم المتحدة شمال غرب
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 16.7 مليون يحتاجون المساعدة و7 ملايين نازح في سوريا
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن 'قلقه' من تصاعد العنف في سوريا ودعا إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه الاثنين.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان: 'يجب على جميع الأطراف بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك من خلال السماح بالمرور الآمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية'.
وأضاف: 'لقد عانى السوريون من الصراع منذ ما يقرب من 14 عامًا. إنهم يستحقون أفقًا سياسيًا يوفر لهم مستقبلًا سلميًا، وليس المزيد من إراقة الدماء'.
وقال دوجاريك إن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد 'تم تعليقها إلى حد كبير' في حلب وإدلب وحماة بسبب مخاوف أمنية.
وقال 'أدى ذلك إلى تعطيل شديد في قدرة الناس على الوصول إلى المساعدة المنقذة للحياة'، مضيفا أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية.
وحذر دوجاريك من أن 'وجود الجثث غير المدفونة ونقص مياه الشرب' في سوريا يهدد الصحة العامة، وقال إن الأضرار التي لحقت بمستشفى حلب الجامعي تركت مئات المرضى دون رعاية.
وأضاف: 'تمثل سوريا بالفعل إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج 16.7 مليون إنسان إلى المساعدة وأكثر من 7 ملايين نازح داخليا'.
وتابع 'كما فر أكثر من نصف مليون شخص من لبنان إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة، ولن تؤدي ظروف الشتاء إلا إلى زيادة حدة الاحتياجات في الأسابيع المقبلة.'