تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعيش سوريا واحده من أسوأ أوقاتها منذ حربها الأخيرة ضد الإرهاب، حيث دمرت الغارات الجوية المستشفيات، وفر ما يقرب من 50 ألف شخص من منازلهم، كما يفتقر عشرات الآلاف إلى المياه الجارية. ويتم وضع المدنيين في أكياس الجثث على أرضيات المستشفيات بعد أن ضربت القذائف أحياءهم.

تلك المشاهد باتت معلقة في أذهان السوريين بمشاهد من الأيام الأكثر دموية في الحرب الأهلية السورية، والتي كانت كامنة إلى حد كبير لعدة سنوات، لتشتعل الآن في شمال غرب البلاد، حيث تحاول القوات السورية صد هجوم مفاجئ للمليشيات المسلحة، وفقًا لعمال الإغاثة ومراقب الحرب والأمم المتحدة، الذين حذروا من تدهور الوضع الإنساني بسرعة.

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 50 غارة جوية ضربت محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يومي الأحد والاثنين الماضيين. وأضافت أن أربع منشآت صحية وأربع مدارس ومخيمين يأويان النازحين من مراحل سابقة من الصراع لحقت بها أضرار.

احد البيوت المدمرة من الحرب السورية

في بيان صحفي قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الضربة التي استهدفت محطة مياه أدت أيضا إلى قطع الوصول إلى المياه عن 40 ألف شخص على الأقل.

وقال المجلس النرويجي للاجئين، الذي يقدم المساعدات في المنطقة، إن العاملين في المجال الإنساني أفادوا بإغلاق المخابز والمحلات التجارية في حلب، مما أدى إلى نقص الغذاء.

وقال دوجاريك إن 24 مركزا للرعاية الصحية في إدلب ومحافظة حلب الغربية علقت عملياتها وسط القتال، مضيفا أن الأنشطة الإنسانية توقفت إلى حد كبير بسبب المخاوف على سلامة العاملين في مجال الإغاثة.
وفي مدينة إدلب التي يسيطر عليها الإرهابيون بالكامل، أظهرت عدة مستشفيات أضرارا اليوم الثلاثاء نتيجة ما قال العاملون إنها غارات جوية يوم أمس. وفي مستشفى سامز للولادة ومستشفى ابن سينا ​​للأطفال، شوهدت وحدات حاضنة للأطفال الخدج متضررة بشدة.
قال مدير مستشفى إدلب الجامعي الدكتور محمد حسام قدوح، الثلاثاء، إن منشأته هي واحدة من منشأتين خرجتا عن الخدمة بشكل كامل جراء الغارات. وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وقال الدكتور قدوح إن "الضربات استهدفت المستشفى بشكل مباشر، ونحن نعتمد الآن بشكل أساسي على المراكز الطبية المتبقية خارج إدلب".

احد المناظق المدمرة من الحرب


وقال الدكتور قدوح إن إحدى الغارات أصابت الجناح الشرقي للمستشفى أمام مدخل غرفة الطوارئ، وأخرى في الجناح الشمالي. وفي يوم الثلاثاء، كانت شظايا الزجاج الكبيرة لا تزال مرئية أمام مكتب الاستقبال. وتمزقت الوحدات التي تؤوي المرضى، وبدت أسقفها مثقوبة، وتناثر الحطام في الممرات وغرف المرضى.

وقال الدكتور قدوح إن أحد الصواريخ سقط عبر سقفين من الخرسانة المسلحة وسقط في قبو المستشفى، وأضاف أن أحدا لم يصب في الضربات لأن الأشخاص في الداخل تمكنوا من الإخلاء في الوقت المناسب.
وأضاف الدكتور قدوح أن المستشفى الجامعي يخدم عادة نحو 1100 مريض يوميا ونحو 30 ألف مريض شهريا. وقال إن أقسام أمراض القلب والتوليد وأمراض النساء هي الأقسام الوحيدة في المدينة، والآن يتعين على المرضى مغادرة المدينة للعثور على هذه الخدمات.

نازحين سوريون


وقالت الأمم المتحدة إن 44 مدنيا على الأقل قتلوا في المعارك في إدلب وشمال حلب منذ بدء الهجوم الأسبوع الماضي وحتى الأحد، وأضافت أن السلطات الصحية المحلية أكدت هذه الأعداد. وأضافت أن 162 مدنيا على الأقل أصيبوا، ثلثاهم تقريبا من النساء والأطفال.
ويعيش نحو 5.1 مليون شخص في شمال غرب سوريا، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، بما في ذلك 3.5 مليون نزحوا إلى إدلب من أجزاء أخرى من البلاد ومليوني شخص يعيشون في مخيمات أو ملاجئ مؤقتة أخرى.

وفر الآلاف من الحرب الأخيرة في لبنان إلى شمال غرب سوريا، مما أضاف إلى الضغوط على المنطقة حيث يكافح الكثيرون بالفعل للحصول على الغذاء والمأوى الدافئ بما يكفي لفصل الشتاء.
وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال الأخير دفع ما لا يقل عن 48500 شخص إلى الفرار من منازلهم أو ملاجئهم، وأن العدد يرتفع بسرعة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوريا الارهاب الحرب الأهلية الامم المتحده عمال الإغاثة الحرب السورية الأمم المتحدة شمال غرب

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان .. 21 مليون سوداني بحاجة لمساعدات عاجلة عام 2025 بينهم 16 مليون طفل

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، في ظل وجود نحو 21 مليون نازح سوداني، عدّتهم الأمم المتحدة «الأكثر ضعفاً»، تغافل المجتمع الدولي مساعدتهم، في أزمة وصفت بـأنها «الأسوأ في التاريخ».

وأعلنت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان (أوتشا) كليمنتاين نكويتا سلامي، إطلاق الخطة لعام 2025، قائلة إن المنسقية تسعى لجمع 4.2 مليار دولار أميركي لمعالجة الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، لنحو 21 مليون شخص من الأكثر ضعفاً في السودان.

وقالت سلامي، الخميس، وفقاً لتقرير صحافي إن الأزمة الإنسانية في السودان بلغت «أبعاداً غير مسبوقة»، وإن أكثر من نصف السكان بحاجة ملحة لمساعدات إنسانية عاجلة وخدمات الحماية، بينهم 16 مليون طفل. وتابعت: «وصل انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى مستويات تاريخية، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراع في دارفور والخرطوم وكردفان».

وبعد أكثر من 20 شهراً من الحرب، يشهد السودان واحدة من «كبرى الأزمات الإنسانية في العالم»، وأدى استمرار النزاع المسلح وما نتج عنه من هجمات ضد المدنيين والنزوح والجوع وسوء التغذية وتفشي الأمراض والصدمات المناخية، إلى جعل نحو ثلثي السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية وخدمات الحماية.

مطالب بتدخل دولي
وأوضحت سلامي، أن خطورة الأزمة الإنسانية في السودان، تستدعي تدخل المجتمع الإنساني لتهدئة الصراع بشكل عاجل، وإتاحة الوصول الإنساني غير المقيد، بما في ذلك عبر حدود التماس بين القوات، من أجل مكافحة المجاعة وتمكين العمل الإنساني الفعال. وتابعت: «ندعو جميع الأطراف لتسهيل وصول المساعدات وضمان حماية العمليات الإنسانية وعمال الإغاثة في الميدان».

وحثت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي على توفير «التمويل الفوري المرن»، وعدّته أمراً بالغ الأهمية من أجل توسيع مظلة ونطاق المساعدات الحيوية والمنقذة للحياة، بما في ذلك المساعدات النقدية وخدمات الحماية لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.

وبحسب بيان المنسقة، فإن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 تستند إلى تحليل مشترك للاحتياجات الإنسانية في السودان وتحليل ثلاث صدمات رئيسية تتمثل في «الصراع، الفيضانات، تفشي الأمراض»، وما تتركه من تأثيرات على السكان والخدمات الأساسية، مع اعتبار التأثير الواسع النطاق لهذه الصدمات الثلاث، وأثرها على جزء كبير من السكان.

وتبعاً لبيانات سابقة صادرة عن الأمم المتحدة، بلغت خطة الاستجابة الإنسانية للسودان للعام الماضي 2.7 مليار دولار، ولم يتم تحصيل إلا نحو 1.5 مليار دولار.

البرهان ينكر وجود مجاعة
وتنكر الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة، وجود مجاعة في السودان، وقال قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، إن الحكومة السودانية استجابت لمطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين، وستظل ملتزمة بالقوانين الدولية لحماية المدنيين، مشيراً في خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال يوم الثلاثاء إلى أن «ما يشاع عن المجاعة محض افتراء قصد منه التدخل في الشأن السوداني».

وحسب إحصائيات لمنظمات سودانية، فإن 28.9 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية بسبب الحرب في البلاد، وإن الفجوة بين واردات المساعدات الإنسانية واحتياجات الاستجابة الإنسانية تبلغ نحو 82 في المائة، وإن 16.3 مليون شخص خارج خريطة المساعدات الإنسانية.

ووفقاً لهذه التقديرات، فإن الاحتياجات الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة، خلال أشهر ديسمبر (كانون الأول)، ويناير (كانون الثاني) من عام 2024، تقدر بنحو 840 ألف طن متري، منها 51 في المائة للأمن الغذائي، و49 في المائة لقطاعات أخرى، بما في ذلك المأوى الطارئ وإصحاح البيئة والخدمات الصحية.

إحصائيات «أوتشا»
وحسب آخر تقديرات صادرة عن «أوتشا»، بلغ عدد الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدات إنسانية (بشكل عام) في عام 2025 نحو 30.4 مليون شخص، من إجمالي السكان البالغ 47.5 مليون نسمة، وإن 14.8 مليون شخص فروا من القتال ونزحوا لمناطق أخرى من البلاد، ولجأ 3.3 مليون منهم إلى دول الجوار العام الماضي، وزاد العدد الآن بنحو 23 في المائة، حيث بلغ عدد النازحين نحو 24.8 مليون نازح.

وتفاقمت الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «أسوأ أزمة نزوح في العالم»، بسبب تصاعد حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وانتشاره في مساحات أوسع، واضطر خلاله ملايين السكان للنزوح إلى المناطق الأقل عرضة لتأثيرات الحرب، وإلى اللجوء إلى دول الجوار.

وبينما لا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد ضحايا الحرب من القتلى والجرحى، فإن أكثر التقديرات تفاؤلاً تشير إلى نحو 16 ألف قتيل، بينما قدّرته أبحاث أميركية 130 ألفاً، في واحد من أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم. وأوضحت أن 19 ألفاً قتلوا بشكل مباشر في الحرب، بينما لقي 111 ألفاً مصرعهم بسبب الجوع وعدم القدرة على الحصول على الغذاء والدواء، والأمراض الناجمة عن تأثيرات الحرب.

كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس

   

مقالات مشابهة

  • الدفاع السوري: إصابة 3 مدنيين في انفجار لغم بريف إدلب
  • «الأونروا»: حظر إسرائيل مساعدتنا للفلسطينيين اقترب
  • إسرائيل تدافع عن غارتها على مستشفى غزة.. ومفوض الأمم المتحدة يعلق
  • خيار وحيد لإنهاء الحرب في السودان: حكومة مدنية للسلام والوحدة
  • رغم محاولات إسرائيل تبريره..الأمم المتحدة ترفض تدمير مستشفى كمال عدوان في غزة
  • الأمم المتحدة تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة
  • الجزائر تترأس جلسة اجتماع مجلس الأمن حول اعتداءات الاحتلال على المستشفيات بغزّة
  • الجزائر تترأس جلسة إجتماع مجلس الأمن حول إعتداءات الإحتلال على المستشفيات بغزة
  • الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان .. 21 مليون سوداني بحاجة لمساعدات عاجلة عام 2025 بينهم 16 مليون طفل
  • وزير الخارجية الإسرائيلي من الحدود السورية: لن نسمح بتكرار سيناريو 7 أكتوبر