ندوة تاريخية بقلعة بهلا تسلط الضوء على دور العمانيين في نشر السلام بالقارة الإفريقية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
احتضنت الساحة الداخلية بقلعة بهلا صباح اليوم الندوة التاريخية "العمانيون رسل سلام"، التي نظمها مكتب الأوقاف والشؤون الدينية ببهلا بالتعاون مع ذاكرة عُمان وجمعية الاستقامة الخيرية وشركة مراسيم، وتناولت الندوة الدور العماني في القارة الإفريقية، وأقيمت برعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء، وبحضور جمع كبير من الأدباء والمثقفين.
وتأتي ندوة "العمانيون رسل سلام" في نسختها الرابعة لتتناول "الدور العماني في القارة الإفريقية - المقصد والأثر" وأكّدت الندوة على دور عُمان عبر التاريخ لتكون نموذجًا فريدًا في نشر قيمة التسامح والتعايش، فلم تكن جهود العمانيين في القارة الإفريقية مجرد تجارة واستيطان، بل كانت رسالة سامية حملت معاني الإخاء الإنساني وروح التعاون والحرص على بناء جسور المحبة والسلام، وقد كان المحور الديني أساسًا في هذه الجهود؛ إذ عُرف العمانيون بنشر الإسلام القائم على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، مما أسهم في انتشار الإسلام في أجزاء واسعة من القارة الإفريقية.
وفي الجانب الثقافي، لم يدخر العمانيون جهدًا في نشر العلم وترسيخ القيم الحضارية التي شكلت أساسًا للتنمية والاستقرار في تلك المناطق، وسعت الندوة لتكون نافذة للحديث عن المقصد والأثر، وفتح المجال لمزيد من البحث والتعمق في دراسة الأدوار التاريخية العمانية وتأثيرها الممتد إلى هذا اليوم، كما أكّدت الندوة على حرص سلطنة عُمان حكومة وشعبًا على صيانة هذا الإرث العظيم ومواصلة العمل على نشر رسائل السلام التي طالما عُرفت بها عُمان.
وتضمنت الندوة كلمة لسعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء، تناول فيها السمات العامة للوجود والدور العماني في القارة الإفريقية في مقصده وأثره، كما أقيمت جلسة حوارية حول الدور المؤسسي للحفاظ على الإرث الحضاري وامتداد الدور العماني، وشارك فيها جمعية الاستقامة الخيرية الإسلامية العالمية، وذاكرة عُمان، والدكتور وائل بن سيف الحراصي، ورياض بن عبدالله البوسعيدي.
وعلى هامش الندوة، تم افتتاح معرض شاركت فيه عدد من المؤسسات، منها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وجمعية الاستقامة الخيرية الإسلامية العالمية، وذاكرة عُمان، ومؤسسة هداية الوقفية، وقد تضمن المعرض العديد من المطويات والمنشورات، وقسم العرض المرئي والأفلام الوثائقية، وركن القيم العمانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی القارة الإفریقیة الدور العمانی
إقرأ أيضاً:
«أم كلثوم.. صدى مصر الخالد».. ندوة خاصة بمعرض القاهرة للكتاب
أقيمت ندوة لمناقشة كتاب «أم كلثوم.. صدى مصر الخالد»، للكاتب الصحفي معتز محسن، وذلك ضمن محور «المصريات»، على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.
أدار الندوة الكاتب الصحفي عبد السلام فاروق، مدير تحرير الأهرام، وناقش الكتاب الناقد الفني خطاب معوض.
واستهل الناقد خطاب معوض حديثه بالإشارة إلى دلالة عنوان الكتاب، موضحًا أن اختيار مصطلح «صدى مصر» بدلًا من «صوت مصر» يعكس عمق تأثير أم كلثوم، فهي ليست مجرد صوت، بل تجسيد لهوية مصر الثقافية والفنية.
وأضاف أن الكتاب نجح في تقديم صورة موثقة وشاملة عن حياة كوكب الشرق في 96 صفحة فقط، مما يُعد إنجازًا بحد ذاته.
وأكد معوض أن الكاتب تبنى أسلوب البحث الاستقصائي، حيث قدم المعلومات بأسلوب سلس وبلاغة عالية، تجعل القارئ مستمتعًا حتى لو امتد العمل إلى مئات الصفحات.
وقسم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول، تناول فيها أبرز المحطات في حياة أم كلثوم، مشيدًا بقدرته على تكثيف هذا الكم الهائل من المعلومات في كتاب موجز لكنه غني بالمحتوى.
وتحدث معوض عن بدايات أم كلثوم، مشيرًا إلى أنها انطلقت كمُنشدَة دينية، قبل أن يكتشفها الشيخ أبو العلا محمد، الذي نصحها بالانتقال إلى القاهرة، حيث بدأت مسيرتها الاحترافية بغناء أعماله.
وبعد ذلك، تعاونت مع عمالقة التلحين والتأليف مثل زكريا أحمد، رياض السنباطي، وبيرم التونسي، مما ساهم في بناء إرثها الموسيقي الخالد.
وأشار إلى الدور الوطني لأم كلثوم، حيث ساندت الجيش المصري بعد هزيمة 1967 من خلال تنظيم حفلات تبرعات لإعادة تسليح القوات المسلحة.
كما استعرض محطات من علاقتها بالملكية وثورة يوليو 1952، موضحًا أن منح الملك فاروق لها وسام الكمال أثار غيرة أميرات الأسرة المالكة، مما تسبب لاحقًا في منعها من الإذاعة بقرار من مجلس قيادة الثورة، قبل أن يعيدها الرئيس جمال عبد الناصر إلى الساحة الفنية، لتواصل دورها الوطني بالغناء والتبرع لدعم الجيش المصري.
وتطرقت الندوة أيضًا إلى الجانب الإنساني في شخصية أم كلثوم، حيث أشار معوض إلى مواقفها النبيلة مع طلعت حرب، ومساعدتها للأخوين مصطفى وعلي أمين في أزماتهما المالية، بالإضافة إلى تعاملها الراقي مع زملائها من المطربين والشعراء.
وأكد أن أم كلثوم لم تكن مجرد موهبة فريدة، بل عقلية إدارية متميزة استطاعت أن توظف إمكانياتها الاستثنائية لتصبح رمزًا خالدًا يتجاوز الزمان والمكان، موضحًا أن عبقريتها الفنية والعقلية جعلتها أيقونة تتحدى الحدود الزمنية، فهي لم تكن مطربة عصر معين، بل صوتًا خالدًا للأمة العربية.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي معتز محسن أن أم كلثوم تمثل "صدى مصر الخالد"، تعبيرًا عن استمرار تأثيرها رغم مرور نصف قرن على وفاتها. وأوضح أنه خلال مرحلة إعداد الكتاب، اطلع على العديد من الوثائق والأرشيفات، حرصًا على تقديم معلومات دقيقة وموثقة عن كوكب الشرق.
وأضاف محسن أنه ركّز في كتابه على المراحل الأولى من حياة أم كلثوم، كما استعرض كيف نظر العالم إليها، ومدى تقديره واحترامه لها. وأشار إلى أن التحدي الأكبر في كتابة هذا العمل كان تقديم إضافة جديدة وسط إرث ضخم من المؤلفات عن أم كلثوم، ولذلك اختار أسلوبًا مبسطًا يجعل الكتاب في متناول الشباب والنشء، ليعرفوا أكثر عن قيمة هذه الأيقونة الفنية والوطنية.
واختُتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن أم كلثوم ليست مجرد مطربة عظيمة، بل رمز ثقافي ووطني يعكس قوة مصر الناعمة، ويثبت أن الفن الأصيل قادر على تجاوز الزمن ليظل خالدًا في ذاكرة الشعوب.
اقرأ أيضاًمعرض الكتاب يناقش سبل تجاوز الأزمة الاقتصادية
تكريمًا للدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي.. معرض الكتاب يحتفي بالسيرة الهلالية
معرض الكتاب يُناقش «رحلة تحدي الصمم» لفايدة عبد الجواد