يديعوت: مؤشرات على أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة سيستمر سنوات
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
كشف تقرير جديد للمراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون أن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة قد يستمر سنوات بسبب مجموعة من التحديات العسكرية والأمنية التي يواجهها هناك.
ويحاول التقرير المطول للمراسل تسليط الضوء على ما قال إنها أسباب عملية التي تدفع جيش الاحتلال لتوقع ذلك، متمثلة باستمرار المقاومة الفلسطينية، والرغبة في تأمين مستوطنات غلاف غزة وتحصين ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر بزعم منع تهريب وسائل قتالية إلى غزة.
ويسلط زيتون الضوء على سياسة الهدم المتسارع للمنازل في غزة باعتبارها جزءا أساسيا من الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى إزالة الأبنية والمنازل وتسويتها بالأرض تحت حجة إزالة التهديد على مستوطنات في غلاف غزة.
ويشير في هذا السياق إلى أن قوات الاحتلال قامت بتسوية العديد من الأحياء في مدينة بيت حانون ومناطق أخرى، مثل "أبراج الضباط" في حي الشجاعية و"خربة خزاعة"، مما أدى إلى تهجير الآلاف من السكان الفلسطينيين وتدمير أرزاقهم.
وفي ممر نتساريم شمال قطاع غزة، يقول المراسل إنه تم توسيعه إلى منطقة أكبر من مساحة تل أبيب. كما يشير إلى أن قوات الاحتلال تقترب من الانتهاء من المنطقة العازلة، التي يبلغ متوسط عرضها كيلومترا أو كيلومترين على الجانب الفلسطيني من الحدود، ويغطي المشروع حوالي 95% من المساحة المخطط لها، مع استمرار البحث وتدمير الأنفاق التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إعلانويقول إن هذه المنطقة العازلة ليست مجرد منطقة عسكرية، بل هي جزء من خطة أوسع تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية ومنع دخول أي تهديدات جديدة إلى إسرائيل.
كما يشير إلى تصاعد هذه السياسة على ممر فيلادلفيا، وذلك بهدف توسيع المنطقة العازلة على الحدود. ويقول "يُعتبر الهدم في هذه المنطقة جزءا من جهود الجيش لتأمين مساحة تبلغ عرضها من 2 إلى 3 كيلومترات، حيث يقوم بتدمير المباني الفلسطينية التي قد تهدد حياة الجنود الإسرائيليين الموجودين في المنطقة"، على حد زعمه.
ويصف في هذا السياق ممر فيلادلفيا، الذي وسّعه الجيش الإسرائيلي مؤخرا كطريق من كرم أبو سالم إلى البحر (14 كيلومترا)، ويقول "قد تغير الممر إلى حد لا يمكن التعرف عليه. النشاط الهندسي الرئيسي هنا هو هدم المنازل التي يمكن أن تعرّض الجنود للخطر، حيث تتم عملية التسوية بشكل منهجي لجعل شريط الحدود من رفح حتى سيناء فارغا من المنازل". ويضيف "في حي الشابورة وحده هدمت القوات 300 منزل".
ويعزو التقرير الإجراءات الإسرائيلية إلى تعزيز الرقابة على معبر فيلادلفيا، وتقليص قدرة حماس على التحرك داخل القطاع وخارجه، ومنع أي عمليات تهريب أو دعم للمقاومة الفلسطينية من مصر، وهو ما يعزز الحاجة لبقاء القوات الإسرائيلية لفترات طويلة من خلال فرض سيطرة محكمة على هذه المنطقة، والمنطقة في شمال غزة، بحسب الكاتب.
وبينما يركز المراسل العسكري على أن هذه الإجراءات، وعلى الأخص في شمال غزة تهدف إلى "تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنات" في منطقة غلاف غزة، فإنه يتجاهل أنها باتت وسيلة لفرض تغييرات ديمغرافية وخلق وقائع استيطانية مستقبلية في غزة تحقيقا لرؤية اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
حماس تعيد تأهيل نفسهاثم ينتقل المراسل العسكري للحديث عن وضع مدينة غزة نفسها (التي لم يداهمها الجيش الإسرائيلي منذ عدة أشهر)، حيث ينقل عن قوات الاحتلال أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تعيد تأهيل نفسها من خلال تجنيد مقاتلين جدد، ومحاولة تصنيع أسلحة مثل طائرات دون طيار يمكنها حمل قنبلة يدوية.
إعلانويضيف "لدى قوات حماس في مدينة غزة قادة، وحتى قائد لواء لم يتم القضاء عليه بعد ويفضل العمل بعيدا عن الأنظار".
كما يؤكد استمرار قوة حماس جنوب ممر نتساريم، ويزعم أن "الجيش الإسرائيلي لم يناور هناك بعد خوفا من وجود المختطفين"، ويشير إلى أنه كلما ازداد تهجير سكان جنوب قطاع غزة شمالا من رفح والحدود من الشرق، كانت النصيرات أكثر كثافة وصولا إلى دير البلح والمواصي المجاورة لها.
كما أنه يحذر من أن أحد السيناريوهات التي يأخذها الجيش الإسرائيلي بالاعتبار هو هجوم من البحر على قواته في ممر نتساريم الغربي.
في ظل هذه الإجراءات، تبقى المقاومة الفلسطينية التحدي الأكبر أمام الاحتلال الإسرائيلي، حيث يؤكد التقرير أن حماس تستمر في استخدام الأنفاق لشن الهجمات على القوات الإسرائيلية، مما يصعّب على الاحتلال الإنهاء الكامل لعملياته في قطاع غزة.
ويضرب على ذلك مثالا، بالقول إن حماس قتلت حتى الآن في شمال قطاع غزة حوالي 30 جنديا وضابطا إسرائيليا، بمعدل جندي أو ضابط واحد كل يومين، بما في ذلك قائد اللواء 401، العقيد إحسان دقسة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تصعيد “إسرائيلي” غير مسبوق في الضفة.. جنين شقيقة الروح “لغزة”
يمانيون../
يشهدُ شمالي الضفة الغربية المحتلّة تصعيدًا عدوانيًّا إسرائيليًّا واسع النطاق، يستهدف بالأَسَاس مخيم “جنين” ومحيطه، الذي يأخذ النصيب الأكبر من الاستهداف، مع امتداد العمليات إلى مدينة “طولكرم” و”طوباس” وعددٍ من القرى الفلسطينية.
عدوان يأتي ضمن مخطّط صهيوني يهدف إلى تطهير الأرض الفلسطينية عِرقيًّا من أصحابها وتكريس الأمر الواقع وإنهاء وجود المخيمات كذكرى للنكبة، حتى إن المقرّرة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية “فرانشيسكا ألبانيز” قالت: إن “إسرائيل تُهاجم الفلسطينيين بغضِّ النظر عن مكانهم وتتعامل بشكلٍ استعماري معهم وتُحاول الاستحواذ على أراضيهم”.
في تفاصيل المشهد؛ أقدمت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي، على تفجيرِ مربع سكني كامل في مخيم “جنين”، في أكبر عملية هدمٍ جماعي منذ اجتياح المخيم عام 2002م، وترافق ذلك مع إجبار الآلاف من سكان المخيم على النزوح إلى القرى المجاورة؛ ما يعكس سياسة واضحة تهدف إلى تفريغ المخيم من سكانه وتغيير بنيته الجغرافية.
وجاء ذلك في سياق ما يسميه جيش الاحتلال “عملية إحباط الإرهاب”، التي استهدفت مئات المباني، بزعم البحث عن بنى تحتية عسكرية للمقاومة الفلسطينية، ورغم كُـلّ الادِّعاءات الإسرائيلية، إلا أن الوقائعَ على الأرض تشيرُ إلى مخطّطٍ أوسعَ يهدفُ إلى إعادة رسم خارطة المخيمات الفلسطينية في الضفة، في محاولةٍ لاستنساخ النموذج الذي طبق في غزة عبر التهجير القسري وهدم الأحياء السكنية.
لم تقتصر عملياتُ الاحتلال على مخيم “جنين”، بل أعلن جيش الاحتلال عن توسيع نطاقها ليشمل خمس قرى جديدة شمالي الضفة، في مؤشرٍ على استمرار التصعيد؛ إذ يسعى الاحتلال لفرض وقائع على الأرض من خلال الحواجز العسكرية والجدار الفاصل الذي يصل طوله إلى أكثر من 700 كم، كما شيد نحو 912 حاجزًا وبوابة عسكرية في الضفة الغربية؛ بهَدفِ قطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
وفيما قال محافظ “طوباس”: إن “الاحتلال أخلَى 15 بناية في “طمون” وأبلغ السكان بعدم العودة قبل ثلاثة أسابيع كما نفَّذ عمليات إخلاء في مخيّم “الفارعة”، رصدت “المسيرة” أبرز التطورات والأحداث الجارية في مدينة “طولكرم” ومخيّمها، فكانت المحصلة لـ 24 ساعة فائتة، مواصلة الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم “طولكرم” لليوم الثامن على التوالي.
حيث أجبرت قواتُ الاحتلال أكثرَ من 1500 عائلة تحت تهديد السلاح على النزوح من المخيم، ونزح الأهالي إلى المدارس والجمعيات والمؤسّسات التي فتحت أبوابها، كما ظلت هناك عائلات محاصرة داخل مخيم “طولكرم” دون كهرباء أَو مياه؛ بسَببِ التواجد العسكري وانتشار القناصة.
من جهته؛ قال محافظ “طولكرم” “اللواء عبدُالله كميل”: إن “نحو 60 ألف طالب بدون تعليم مع بدء عامٍ دراسي جديد، ولليوم الـ 8 يواصل الاحتلال حصار مستشفى “ثابت الحكومي والإسراء التخصصي”، مؤكّـدًا أن “جنود الاحتلال يعتدون على المواطنين في بيوتهم ويقومون بتخريب وحرق المنازل وهناك منازل تم تحطيم أثاثها”.
وأشَارَ المحافظ إلى أن جنودَ الاحتلال بدأوا بتغيير معالم المخيمات وديموغرافيتها، لافتًا إلى أنهم “يشنون حربًا على الجميع الفلسطينيين وليس على المخيّمات فقط ومثال ذلك طمون وقباطية، حَيثُ استغلوا وجود بعض المسلحين”.
وإلى “جنين” قال الهلال الأحمر الفلسطيني بدوره: إن “الأوضاع الإنسانية صعبة للغاية في جنين مع استمرار التنكيل بالمواطنين”، موضحًا أن “طواقمنا في جنين تتعامل مع حالات تعرضت لضرب وتنكيل على يد قوات الاحتلال، وقمنا بإجلاء أكثر من 3 آلاف مواطن من طولكرم وجنين خلال الأيّام الماضية”.
وتشير التقارير إلى أن الاحتلال يستخدم تكتيك القصف الجوي بطائرات مسيرة، كما حصل في “قباطية وجنين”، في خطوةٍ تمثِّلُ تصعيدًا خطيرًا في أساليب استهداف المقاومين الفلسطينيين.
في الإطار؛ قال رئيس بلدية “جنين”، “محمد جرار”: إن “العدوان الإسرائيلي تسبّب في نزوح أكثر من 15 ألف فلسطيني من مخيم “جنين” وحده؛ أي ما يزيدُ عن 48 % من الأهالي، في ظل ظروف إنسانية صعبة، مع انقطاع المياه والكهرباء عن أجزاء واسعة من المدينة، وتضرر المستشفيات؛ بسَببِ استهداف البنية التحتية”.
إلى جانب ذلك، تؤكّـد التقارير أن نحو 100 منزل تم تدميرها بالكامل في المخيم، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عمليات التجريف وإقامة الطرق العسكرية داخله، ما يزيد من تعقيد جهود إعادة الإعمار مستقبلًا.
في موازاة العدوان على “جنين”، واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لمخيم “طولكرم”، حَيثُ استشهد فلسطيني جديد برصاص جيش الاحتلال، وترافقت هذه العمليات مع تفجير عددٍ من المنازل، في حين تواصل فرض الحصار العسكري المشدّد على المخيم، ما يفاقم الأزمة الإنسانية فيه.
من جانبها؛ أكّـدت منظمةُ “أطباء بلا حدود”، “تهجير 20 ألف فلسطيني في جنين، و6 آلاف في طولكرم، وتضرر 150 إلى 180 منزلًا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي”.
في هذا الإطار؛ أكّـدت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها “حركة حماس وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى”، أن التصعيد الإسرائيلي لن يؤدِّيَ إلا إلى مزيدٍ من المقاومة، حَيثُ شهدت “جنين وطولكرم” اشتباكات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وأعلنت سرايا القدس أنها نفَّذت كمينًا محكمًا ضد وحدة إسرائيلية في الحي الشرقي لجنين، مؤكّـدة وقوع إصابات في صفوف الجنود، كما أكّـدت حماس أن “الإبادة الجماعية التي ينفّذها الاحتلالُ في الضفة لن تكسرَ إرادَةُ الشعب الفلسطيني”، داعية إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية العدوان الإسرائيلي، مؤكّـدةً أن ما يجري في “جنين” هو “استنساخ لحرب الإبادة في غزة”، محذرةً من أن “استمرار هذه الجرائم قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في المنطقة”.
وفي السياق؛ يرى مراقبون أن عدوانَ الاحتلال الإسرائيلي المُستمرّ من خلال هذه العمليات يأتي في سياقٍ أوسعَ على الأراضي الفلسطينية، والذي يشمل القتل والاعتقال والتهجير وهدم المنازل والبنية التحتية، وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تقريرٍ لها: إنها سجلت “2161 اعتداء نفذه الاحتلال ومستوطنيه بالضفة المحتلّة خلال يناير الماضي”.
ورغم حجم الدمار في “جنين”، والتقارير الحقوقية التي تؤكّـد انتهاك الاحتلال للقوانين الدولية، لا يزال الموقف الدولي متسمًا بالصمت والتخاذل، في المقابل، تحظى “إسرائيل” بدعمٍ أمريكي مُستمرّ، وهو ما يتجلَّى في استمرار “واشنطن” بتزويد “تل أبيب” بالسلاح والدعم السياسي، رغم المطالبات الدولية بوقف الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
ويمكن قراءةُ المشهد من التصعيد الإسرائيلي في “جنين وطولكرم” وغيرهما، أنه يأتي في سياق استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة رسم خارطة المخيمات الفلسطينية من خلال عمليات التهجير والهدم، حَيثُ تسعى حكومة المجرم “نتنياهو” إلى فرض تغييرات ديموغرافية جديدة في الضفة، تمامًا كما حدث في غزة خلال الحرب الأخيرة.
وأشَارَ مراقبون إلى أن كيان الاحتلال يسعى أَيْـضًا إلى إضعاف المقاومة، من خلال استهداف معاقلها، وشن حملات اعتقال مكثّـفة ضد كوادرها، وتقليص قدراتها؛ بهَدفِ تعزيز الاستيطان، وتفريغ المناطق القريبة من المستوطنات؛ بما يسهل توسيعها لاحقًا، والعمل على تحييد شمالي الضفة كمركز للمقاومة، بعد أن باتت “جنين” ومخيمُها رمزًا لصمود المقاومة.
وعليه؛ وفي ظل استمرار العدوان والتصعيد الصهيوني في عمليات القصف والاعتقالات، تبدو الأوضاع في الضفة الغربية على مشارف مرحلةٍ جديدةٍ من التصعيد، مع تعالي الدعوات الفلسطينية لتوحيد جهود المقاومة، وارتفاع وتيرة العدوان، فَــإنَّ كُـلّ المؤشرات تؤكّـد أن المواجهة لن تتوقف عند حدود “جنين وطولكرم”، بل قد تمتد إلى باقي مدن الضفة، وربما نحو تصعيدٍ شامل يشبه الانتفاضات السابقة.
في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، استشهاد 72 مواطنًا في محافظات الضفة الغربية المحتلّة، منذ بداية العام الجاري، غالبيتهم من محافظة “جنين”، موضحةً في بيانٍ لها، أن من بين الشهداء “10 أطفال، وشهيدة من النساء، وشهيدين من كبار السن”.
وأشَارَت إلى أن عدد الشهداء حسب المحافظات، جاء على النحو التالي: “جنين: 38 شهيدًا، طوباس: 15 شهيدًا، نابلس: 6 شهداء، طولكرم: 7 شهداء، الخليل: 3 شهداء، بيت لحم: شهيدان، القدس: شهيد”.
ويُواصِلُ جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على شمالي الضفة الغربية المحتلّة أبرزها محافظات “جنين، وطولكرم، وطوباس”، خلال أَيَّـام متقاربة، مخلّفا عشرات الشهداء والإصابات، والاعتقالات، ونسف منازل وأحياء، ونُزوح قسري، وسط تدمير ممنهج للممتلكات والبنى التحتية.