ما يقال عند احتضار المسلم غير تلقين الشهادة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يستحب الدعاء للميت وذكر الله وقراءة القرآن عنده؛ حيث وردت أحاديث نبوية شريفة وآثار عن السلف الصالح باستحباب قراءة سور يس، والرعد، والبقرة، وغيرها.
وقد عقد لذلك الحافظ السيوطي في كتابه "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور" بابًا في "مَا يَقُوله الْإِنْسَان فِي مرض الْمَوْت وَمَا يقْرَأ عِنْده وَمَا يُقَال إِذا احْتضرَ وتلقينه وَمَا يُقَال إِذا مَاتَ وغمض عَيناهُ".
وأوضحت دار الإفتاء أن القبر الذي يصلح للدفن شرعًا، هو ما كان مواريًا لجسد الميت، أي لا يتعرض فيه المتوفي للأذى والامتهان، ويمنع من ظهور أيّ رائحةٍ تؤذي الأحياء، مؤكدة أن أكمل شيء فهو اللحد، وهو حفرة بجانب القبر جهة القبلة يوضع فيها الميت وتُجعَل كالبيت المسقف، ويُبنى بالطوب اللبن.
وقالت الإفتاء: من المقرر شرعًا أن القبر يجب أن يكون حُفرةٌ تُوَارِي الميتَ وتَمنَعُ بعد رَدْمِهَا ظهورَ رائحةٍ منه، ولا يَتمكن مِن نبشها سَبُعٌ ونحوه، وَأَكْمَلُهُ اللَّحد، فإن كانت الأرض رخوةً يُخاف منها انهيار اللحد فإنه يُصار إلى الشَّقِّ -ويُسمَّى الضريح أيضًا-، وهو حفرةٌ مستطيلةٌ في وسط القبر تُبْنَى جوانبها باللَّبِن أو غيره يوضع فيها الميت وتُسقف ويرفع السقف قدر قامةٍ وبسطةٍ (قامة رجلٍ معتدلٍ يقوم ويبسط يده مرفوعةً) كما أوصى بذلك سيدنا عمر رضي الله عنه فيما رواه ابن أبي شيبة وابن المنذر.
قال العلامة الشمس الرملي في "نهاية المحتاج" (3/ 4، ط. دار الفكر): [وعُلِمَ مِن قوله: (حفرة) عدمُ الاكتفاء بوضعه على وجه الأرض والبناء عليه بما يمنع ذينك (أي الرائحة والسبع)، نعم، لو تعذر الحفرُ لم يُشتَرَط؛ كما لو مات بسفينة والساحل بعيد، أو به مانع، فيجب غسله وتكفينه والصلاة عليه، ثم يجعل بين لوحين لئلا ينتفخ] اهـ. قال العلامة علي الشَّبْرامَلِّسي في "حاشيته" عليه: [(قوله: كما لو مات بسفينة) أي أو كانت الأرض خوارة أو ينبع منها ما يفسد الميت وأكفانه كالفساقي المعروفة ببولاق ولا يُكَلَّفُون الدفنَ بغيرها] اهـ.
وقال الشيخ البجيرمي الشافعي في "حاشيته" على "الإقناع" المسمَّاة "تحفة الحبيب على شرح الخطيب" (2/ 279. ط. دار الفكر): [والضابط للدفن الشرعي: ما يمنع الرائحة والسبع، سواء كان فسقية أو غيرها] اهـ.
وقال العلامة ابن قاسم العبادي الشافعي في "حاشيته" على "تحفة المحتاج" لابن حجر الهيتمي (3/ 167): [(قوله في المتن: حفرة تمنع إلخ) الحفرة المذكورة صادقة مع بنائها، فحيث منعت ما ذُكِر كَفَتْ] اهـ.
وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي في "شرح منتهى الإرادات" (2/ 135-136): [(وسُنَّ أن يُعَمَّق) قبرٌ (ويُوَسَّع قبرٌ بلا حدٍّ)؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في قتلى أُحُدٍ: «احفروا وأوسعوا وأعمقوا» قال الترمذي: حسنٌ صحيح؛ لأن التعميق أبعد لظهور الرائحة وأمنع للوحوش، والتوسيع: الزيادة في الطول والعرض، والتعميق بالعين المهملة: الزيادة في النزول (ويكفي ما) أي تعميق (يمنع السباع والرائحة) لأنه يحصل به المقصود، وسواء الرجل والمرأة] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية دار الإفتاء الدعاء للميت الميت الذكر
إقرأ أيضاً:
الأردن يتسلم من الاحتلال جثماني منفذي عملية البحر الميت
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الأربعاء، تسلم المملكة من الاحتلال الإسرائيلي جثماني منفذي عملية "البحر الميت"، التي جرت في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن استشهادهما وإصابة جنديين إسرائيليين بجروح.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن الوزارة قولها إنه تم "استلام جثماني المواطنين الأردنيين عامر قواس وحسام أبو غزالة، ليواريا الثرى في المملكة بعد تسليمهما لذويهما".
وأضافت أن "الوزارة تابعت عملية الإفراج عن الجثمانين وتأمين عودتهما إلى المملكة"، مبينة أنه "بالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة، تم استلام الجثمانين عبر جسر الملك حسين (اللنبي)، وتسليمهما إلى ذويهما لدفنهما بالمملكة".
وعلق الناطق باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، على عملية البحر الميت، التي نفذها الشابان الأردنيان عامر قواس، وحسام أبو غزالة، وأدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين.
وقال "أبو عبيدة" في تصريحات نقلها موقع "القسام"، إن "قيادة القسام تلقت تقارير عملية البحر الميت اللافتة بفخرٍ بالغ كعمليةٍ جريئة بطولية عززت من جديدٍ آفاق الجبهة الأردنية الواعدة".
وأضاف: "الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس من أبطال طوفان الأقصى، وسيظلان نموذجاً ملهماً لنشامى الأردن وعشائرها الحرة أصحاب المواقف المشهودة والبطولات الفذة".
ونشرت "القسام" صورا قام الشهيدان بالتقاطها لحاجز عسكري إسرائيلي، خلال عملية رصدهما للمكان الذي نفذا فيه العملية.
وكان الشهيدان الأردنيان عامر قواس ورفيقه حسام أبو غزالة تسللا من الحدود الأردنية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، واشتبكا مع جنود الاحتلال قرب منطقة "عين جدي" في البحر الميت، وأوقعا إصابتين على الأقل بصفوف جيش الاحتلال.
والجدير ذكره أن عملية البحر الميت تعتبر العملية الثانية التي ينفذها أردنيون، إذ سبقها عملية معبر "الكرامة" التي نفذها الشهيد ماهر الجازي، وأدت إلى مقتل 3 إسرائيليين.
ويبلغ طول الحدود الأردنية مع الاحتلال الإسرائيلي والضفة الغربية المحتلة 335 كيلومترا، هي 97 كيلومترا مع الضفة الغربية و238 كيلومترا مع الأراضي المحتلة.
وشهدت الحدود توترات على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة والاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية المحتلة، في ظل الترابط الجغرافي والديموغرافي بين الأردن وفلسطين.
وبدعم أمريكي يرتكب جيش الاحتلال إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وبموازاة هذه الإبادة، وسع الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وصعد المستوطنون جرائمهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 803 فلسطينيين وإصابة نحو 6 آلاف و450، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.