أستاذ تفسير تهاجم نصائح “السوشيال”: “تخريب للبيوت وتشريد للأطفال”
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
حذرت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، من اتباع نصائح السوشيال ميديا التي أسهمت بشكل كبير في تفكيك الأسر، مشيرة إلى أن الكثير من النصائح المتداولة على هذه المنصات تشجع على اتخاذ قرارات متسرعة مثل الطلاق أو الخلع دون التفكير في العواقب، لافتة إلى أن ما نراه اليوم من تزايد حالات الطلاق والخلع ليس مجرد ظاهرة اجتماعية بل هو أزمة حقيقية تهدد استقرار الأسر المصرية وتؤدي إلى تشرد الأطفال.
وقالت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، فى تصريحات لها: "العديد من الأشخاص على السوشيال ميديا يقدمون نصائح حول العلاقات الزوجية قد تكون بعيدة عن الواقع، وتشجع على الحلول السريعة مثل الطلاق أو الخلع، مما يزيد من معدلات الطلاق، وفى الغالب يكون هؤلاء الأشخاص تسببوا فى خراب بيوتهم ويلصقون بأنفسهم خبير واستشاري ومستشار، وهم فى الأساس لم يفلحوا فى بناء بيتهم فكيف يقدمون نصائح لغيرهم، وللأسف كثيرون منهم يظهرون على الشاشات، فوسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في نشر ثقافات وسلوكيات تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية".
اتصالات النواب: قوانين السوشيال ميديا تحتاج إلى تحديثات لتحقيق الانضباط فيلم «مين يصدق» يتصدر مؤشرات البحث وإشادات به على السوشيال ميدياوتابعت: " كفاية خراب بيوت وتشرد أطفال! يجب أن ندرك أن القرارات السريعة والتأثر بالمؤثرات الخارجية، سواء من السوشيال ميديا أو من أي جهة أخرى، لا تساعد على حل المشاكل الزوجية بل قد تزيد الأمور تعقيدًا، فالمشاكل في العلاقات الزوجية يجب أن تُحل بالحوار والتفاهم، وليس بالانفصال أو اتخاذ قرارات متهورة".
وأوضحت أن الإسلام يركز على أهمية الحوار والتفاهم بين الزوجين، ويعتبر الاستقرار الأسري من المبادئ الأساسية لبناء مجتمع قوي. وقالت: "قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [النساء: 19]، وهذا يدل على أهمية المعاملة الطيبة والاحترام المتبادل بين الزوجين، لافتة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف: " أيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ [أي من غير عذر شرعي أو سبب] فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ؟"، هذا الحديث يُظهر أهمية الصبر على المشاكل الزوجية والتواصل الفعال مع الطرف الآخر لتحقيق استقرار الأسرة.
وشددت على أن المرأة الذكية هي التي تسعى للحفاظ على استقرار حياتها الزوجية وأسرها، وإن الحفاظ على البيت يتطلب الصبر والحكمة، وليس التسرع في اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفكيك الأسرة، لافتة إلى أن الزواج في الإسلام علاقة تقوم على التعاون والتفاهم بين الزوجين، وليس على الانتظار للحصول على النصائح السريعة التي قد تضر بالحياة الزوجية.
وأضافت أن المرأة الحكيمة هي التي تسعى دائمًا للتواصل مع زوجها، وتبحث عن الحلول الوسطية للمشاكل، وتحاول استعادة التوازن في المنزل بدلاً من اتخاذ قرارات مبنية على العواطف، مضيفة: "مفيش واحدة هتعامل زوجها حلو هيعاملها وحش، أو العكس، المعاملة الحلوة حتى لو من طرف واحد بتصلح الطرف الآخر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السوشيال السوشيال ميديا الاطفال الأسر المصرية وسائل التواصل الاجتماعي السوشیال میدیا اتخاذ قرارات إلى أن
إقرأ أيضاً:
«تشات جي بي تي» يتحيّز في اتخاذ القرار.. هل أصبح كالبشر؟
مع ازدياد اعتماد المؤسسات على النماذج اللغوية الكبيرة مثل “تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” (OpenAI) التي أصبحت محوراً رئيسياً في عدد من القطاعات، لقدرتها على توليد نصوص تشبه النصوص البشرية ودعم عمليات اتخاذ القرار، يَبرز تساؤل هام: هل تُعدّ القرارات الخالية من التحيّز أمراً أساسياً لتحقيق الكفاءة والفاعلية؟
ونشرت مجلة” “إدارة عمليات التصنيع والخدمات”، مؤخراً دراسة بعنوان: “مدير تنفيذي وذكاء اصطناعي.. هل يتخذ (ChatGPT) قرارات متحيّزة مثلنا؟”، تستكشف ما إذا كان “تشات جي بي تي” يُظهر أنماطاً من التحيّزات المعرفية البشرية عند وضعه في مواقف تتطلب اتخاذ قرارات تتعلق بإدارة العمليات.
ووفق المجلة، “تركّز الدراسة على 18 نوعاً شائعاً من التحيّزات البشرية، مثل الإفراط في الثقة، وتجنب الغموض، ومغالطة الاقتران بهدف تقييم مدى تعرض النموذج لهذه الأخطاء المعرفية”.
وتابعت، “أجرى الباحثون تجارب على نسختين من «ChatGPT» وهما«GPT-3.5»، و«GPT-4»، وقدموا لهما سيناريوهات مستمَدة من الأدبيات العلمية (سياقات تقليدية)، وأخرى مُعادة صياغتها ضمن سياقات متعلقة بإدارة المخزون والعمليات، وقد هدفت هذه المقاربة إلى اختبار مدى اتساق ردود النموذج عبر سيناريوهات مختلفة، وتحليل مدى تطابقها مع التحيّزات البشرية”.
وبحسب المجلة، “كشفت الدراسة عن عدد من النتائج الجوهرية التي تُلقي الضوء على سلوك النموذج في اتخاذ القرار”:
انعكاس جزئي لانحيازات البشر
في ما يقارب نصف التجارب، أظهر «تشات جي بي تي» أنماطاً من القرارات تشبه التحيّزات البشرية. فعلى سبيل المثال، في السيناريوهات التي تنطوي على درجة من عدم اليقين، أبدى النموذج ميلاً إلى تجنّب المخاطر وتفضيل الخيارات الآمنة، بما يتماشى مع ما يُعرف في علم النفس بسلوك البشر عند التعامل مع المخاطر. لكن على الجانب الآخر، وفي مسائل تتطلب تفكيراً منطقياً بحتاً مثل اختبارات الاحتمالات، اتخذ «ChatGPT» قرارات أكثر عقلانية وخالية من التحيّز.
اتساق ملحوظ عبر السياقات
أظهر النموذج اتساقاً كبيراً في طريقة اتخاذه القرارات بين السيناريوهات التقليدية وسيناريوهات إدارة العمليات، ما يشير إلى وجود منهجية منظمة وثابتة خلف قراراته، حتى عندما تتغير تفاصيل المهمة أو السياق الذي تعمل فيه.
تطوّر في الأداء بين النسخ
عند مقارنة النسختين «GPT-3.5» و«GPT-4»، لاحظ الباحثون أن النموذج الأحدث كان أكثر دقة في المسائل الرياضية المحددة، لكنه أظهر أيضاً مستويات أعلى من الانحياز في المسائل المتعلقة بالتفضيلات، مما يدل على أن التطور في قدرات النموذج قد يحسّن الأداء في بعض المهام، بينما يزيد احتمالية التحيّز في أخرى.
تحليل النتائج
ومع ازدياد استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في بيئات العمل، هناك ثلاث نقاط يجب على مديري العمليات أخذها في الحسبان، يمكن الاستفادة من «ChatGPT» في المجالات التي تتطلب قرارات تستند إلى قواعد واضحة أو حسابات محددة، حيث أظهر النموذج أداء عقلانياً ودقيقاً، وعند التعامل مع مواقف تتطلب أحكاماً ذاتية أو تقييمات تستند إلى التفضيلات، يجب أن يكون هناك وعي بأن النموذج قد يعكس انحيازات البشر، لذا يُنصح بوجود آليات رقابية أو مراجعات بشرية لتفادي اتخاذ قرارات غير موضوعية.
كما تكشف نتائج الدراسة أيضاً عن “أبعاد أخلاقية مهمة مرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات اتخاذ القرار، فإذا كانت هذه النماذج تكتسب تحيّزات البشر أو تعكسها، فقد يؤدي ذلك إلى استمرار، أو حتى تضخيم الأخطاء والتمييزات الموجودة مسبقاً. ومن هنا تبرز أهمية مراقبة أداء هذه النماذج باستمرار، وتطبيق إرشادات أخلاقية واضحة لضمان استخدامها بعدالة وشفافية”.